خلونا نكون إماراتيين ولو فى الكرة

روزاليوسف الأسبوعية
دائمًا الجماهير فى مرمى الاتهام فبعد قرار العودة المفاجئ للمدرجات قبيل مباراة الزمالك وإنبى الشهيرة التى أقيمت على ستاد الدفاع الجوى التى راح ضحية سوء تنظيمها 20 مشجعًا زملكاويًا، حُرمت الجماهير من المدرجات مرة أخرى وكأن هناك من لا يريد تشجيعًا فى المدرجات.
منع الجماهير من المدرجات لا علاقة له بالرياضة أو بطريقة التشجيع، لكن الأمر كله لعبة سياسية بدليل تصريح المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب الذى قال: إنه لا يعرف ماذا سيفعل لو عادت الجماهير إلى المدرجات وهتفت ضد مؤسسات الدولة.
المؤكد أن هناك خلافات بين مؤسسات عديدة وكثير من رؤساء الأندية وشباب الألتراس، والألتراس أيضًا ليسوا شياطين وأيضًا ليسوا ملائكة، عليهم أخطاء ولهم طرق تشجيع مثالية بدليل إشادة رئيس الجمهورية بها.
الذين يريدون عودة الجماهير للمدرجات ليس كلهم ألتراس، هناك جماهير لا تريد سوى مشاهدة المباريات وتشجيع فريقها فقط، فهل يمكن أن تُمنع كافة الجماهير لمجرد الخوف من هتافات سياسية؟
هل منع الجماهير من الحضور له يرجع لعدم القدرة على التنظيم؟ الإجابة لا بدليل أن هناك مباريات للمنتخب القومى يحضرها الجمهور وبكثافة وتتجاوز 30 ألف مشجع بالإضافة إلى جماهير الأهلى والزمالك فى البطولة الأفريقية، ربما يكون هناك تفاوض على الملعب، وهذا ليس خلاف فلتحدد القيادة السياسية الملاعب التى يحضر عليها الجمهور ولو بشكل مؤقت، على أن يُجرى تعميمها فيما بعد، فلا يعقل تكون اللعبة الأكثر جماهيرية وذات الشعبية الأولى أن تستمر لما يقرب من 5 سنوات بلا جمهور.
ما حدث فى مباراة السوبر الإماراتى بين فريقى أهلى دبى والجزيرة والنجاح الرائع للتنظيم يؤكد أننا بالفعل قادرون على التنظيم بل والتفوق أيضًا، وهناك قطاع عريض من الجماهير قد بنوا آمالهم على العودة للمدرجات بعد هذه المباراة.
الأغرب أن ستاد الدفاع الجوى الذى شهد المباراة الرائعة تنظيميًا هو أيضًا نفس الاستاد الذى شهد سوء تنظيم راح ضحيته 20 شهيدًا زملكاويًا.
قطاع كبير من جماهير الكرة بنوا آمالهم على العودة للملاعب، خاصة أن المباراة نُظمت دون وجود فرد أمن واحد داخل المستطيل الأخضر، واقتصر دور رجال الأمن على تأمين الاستاد من الخارج ولم يكن لهم أى وجود سواء فى أرضية الملعب أو المدرجات، على العكس من مباريات الدورى المصرى، فالمباريات بلا جمهور إلا أن الأمن حاضر بكثافة داخل الملعب وخارجه.
بعض الجماهير تطالب بإسناد تأمين المباريات إلى شركات أمنية تفاديًا لحدوث احتكاكات بين قوات الأمن والجماهير، وهذا الاقتراح جاء بعد عدة مشادات واشتباكات بين الأمن وجماهير الأهلى فى البطولة الأفريقية وكذلك الواقعة الشهيرة المعروفة بمجزرة الدفاع الجوى التى قُتل فيها مشجعو الزمالك بعد إصرار الأمن على مرور الجمهور من القفص الحديدى الذى ماتوا فيه بعد اختناق أكثرهم نتيجة الغاز المسيل للدموع.
جماهير مصر بمختلف انتماءاتها، شنت حملات على مواقع التواصل الاجتماعى، تطالب بالعودة مرة أخرى للمدرجات مع بداية مباريات الدورى المصرى، وبدأت هذه الحملات منذ أيام قليلة من خلال نشر هاشتاجات مثل «رجعوا _ الجماهير» و«الكورة - للجماهير»، إلى جانب هاشتاج ساخر باسم «طلعنا - بنعرف - ننظم».
نجاح رائع للسوبر الإماراتى شاهده المصريون على أرضهم، رأوا خلاله هتافات الجماهير وروعة التنظيم والإخراج إلا أنهم عز فى أنفسهم أن يرون الكرة الإماراتية على أراضيهم بالجماهير فى الوقت الذى يُمنع فيه اللاعبون المصريون من سماع هتافات جماهيرهم، وكذلك الجماهير ممنوعة من الاستمتاع بلاعبيها من المدرجات وكأن لسان حالهم يقول الجماهير المصرية أولى، بالتأكيد كل الترحيب بالأشقاء الإماراتيين وبالفعل هم سباقون فى استضافة السوبر المصرى على أراضيهم، وبين الأشقاء لا يوجد حديث حول هذه أرضى وتلك أرضك، لكن الجماهير المصرية من حقها أن تحظى بما حظت به نظيرتها الإماراتية من تعامل راق من قوات الأمن أو بالأحرى تبادل الاحترام بين الأمن والجماهير، فمصر أولى بجماهيرها ومن حق الجماهير أن تقول خلونا نكون إماراتيين ولو فى مباريات كرة القدم.
الإخراج الذى عُرضت به المباراة لم تُعرض به أى مباراة من قبل وكأن ما يقدم للأشقاء لا يليق بأهل مصر وكأن المعدات التى قدمت لفريق الإخراج قد وضعت فى «النيش» فلا تخرج إلا للضيوف، وهو ما دفع المخرج محمد نصر للتعليق على ذلك قائلًا أن ما مُنح للمخرج البرتغالى من تسهيلات هو سر نجاحه فلم يكن ممكنًا توقيف طقم المخرجين بالخارج للبحث هل أسماؤهم موجودة بالكشف أم لا؟ أو أن تكون مضطرًا لنقل المباراة بكاميرا واحدة بعد حجز الكاميرات كلها بالخارج بإجراءات أمنية وأوضح نصر أن كاميرات اسبايدر والاكتوكوبيز ممنوعة من دخول ستاد الدفاع الجوي.
وأضاف نصر أن ذلك النجاح لأن الإمارات دولة عربية شقيقة وأوروبية فعلاً حتى فى تعاملها.
هل الجمهور لا يخطأ؟ الخطأ وارد من الجميع، لكن المنع على طول الخط لا يمكن قبوله، بعد الثورة بأشهر كانت مباراة العودة بين الزمالك والأفريقى التونسى وبعد خروج الفريق المصرى من البطولة اقتحمت الجماهير ستاد القاهرة، فقدمت الجماهير المصرية اعتذارًا لنظيرتها التونسية فما كان رد التوانسة إلا أن قالوا «اعتذاركم مقبول وما حصل شاذ ولا يعبر عن أهل مصر»، لكن فى مصر لم تعتبر الحكومة 92تشهيدًا اعتذارًا للعودة للمدرجات، بل كان اعتذارهم لو اعتبر اعتذار مرفوض، بل أصبح الحل لكى تشاهد الجماهير فى المدرجات أن تكون إماراتيًا. >