الإثنين 19 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

مسألة «البوركينى»!

مسألة «البوركينى»!
مسألة «البوركينى»!


ألغى مجلس الدولة فى فرنسا قرار حظر لبس «البوركيني» على الشواطئ والذى أثار الجدل داخل فرنسا وخارجها، حتى إن الإعلام البلجيكى اعتبر أن فرنسا تقوم بإذلال المسلمين، بعد تعرض عدة سيدات للمخالفة والغرامة بسبب ارتداء البوركينى على الشاطئ.
ففرنسا هى أول بلد فى أوروبا يحظر فى 2010 الحجاب فى الأماكن العامة، وقبلها تم منع الحجاب أو وضع رموز تدل على انتماء دينى فى 2004 فى المدارس الحكومية.
مرتديات البوركينى متهمات بالإخلال بالنظام العام، فى حين تتعرض حوالى 75000 امرأة للاغتصاب فى فرنسا سنوياً، وتموت امرأة كل 3 أيام على يد شريكها، ولا يعتبر هذا إخلالا بالنظام العام.
يجمع البوركينى بين البرقع والبيكيني، ويكتب بالكاف لعدم وجود حرف القاف فى اللغات الأوروبية، وهو تصميم الأسترالية «زناتي» وهى لبنانية الأصل.
والبوركينى يشبه ملابس الغوص، فهل لو ارتدت امرأة ملابس الغوص على الشواطئ الفرنسية سيتم منعها؟، وأين تحديد مواصفات الملابس فى التعاليم العلمانية؟، وهل يحق للدولة التدخل فى تحديد الملابس؟، نجد الإجابة فى رفع الاتحاد الأمريكى للحريات المدنية دعوى قضائية ضد مسئولين بولاية ألاباما لانتهاكهم الحرية الدينية لامرأة مسيحية بإجبارها على إزالة غطاء رأسها لالتقاط صورة رخصة القيادة، والدعوى تطالب بالتقاط صورة للمرأة بغطاء الرأس بالإضافة لتعويضات مادية.
إن التركيز على ملابس النساء المسلمات هو رسالة للمسلمين وسط مناخ عام من الدعاية العنصرية ضد المهاجرين بعد الهجمات الإرهابية التى ضربت فرنسا، فالسياسيون ووسائل الإعلام يتعمدون الخلط بين المسلمين واللاجئين والإرهابيين، مع أن الإرهاب يضرب دون تمييز حتى للدين.
ويبقى أن الهجمات العنصرية والمعادية للإسلام فى الغرب تتخفى وراء ستار الدفاع عن علمانية الدولة وحقوق المرأة. 