الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لا كرامة لـشيعى فى أرض السنة

لا كرامة لـشيعى فى أرض السنة
لا كرامة لـشيعى فى أرض السنة


قال السيد الطاهر الهاشمى عضو المجمع العالمى لأهل البيت، إن ذبح الشيخ حسن شحاتة وما يحدث للشيخ الزكزاكى فى نيجيريا، يؤكد مظلومية الجماعات الشيعية لدرجة تعرضهم للموت، ونفى لـ«روزاليوسف» الاتهامات الموجهة للأقليات الشيعية فى الدول العربية بأنهم منغلقون على أنفسهم ومنعزلون عن المجتمع، قائلاً: إن هذا لا ينطبق على الكثيرين منهم فى المحيط العربى والأفريقى، مستبعدا أن تكون الصراعات المسلحة الحالية التى يخوضها أبناء مذهبه قائمة على أساس طائفى.

 كيف تنظرون لمستقبل العلاقات السنية - الشيعية فى ظل الأزمة بين إيران والسعودية؟
- التوترات التى تحدث بين السعودية وإيران ليست شيئاً جديداً، وإنما لعقود مرت تحدث أمور تعكر العلاقات بين البلدين، ولم يخرج علينا كاتب بأى نوع من الكتابة ليجعل الشيعة هم إيران والسنة هم السعودية، فهذا التمييز الذى أراده بعض الإعلاميين أن يسرى فى أذن المتلقى، وراءه تخطيط رهيب لتعميق الخلاف بين الطائفتين، لذلك ننظر لأى خلاف سياسى بين أى دولة مع إيران، على أنه ليس له علاقة بالطائفية، فإيران كان لها علاقات سيئة مع أمريكا بعد الثورة الإسلامية، وظلت تدفع الثمن لعقود طويلة، كما أنها خاضت حربا ضروساً لمدة 8 سنوات مع العراق فى ظل نظام صدام حسين، ولم يتكلم أحد عن قيام حرب سنية - شيعية، وقد كان هناك الكثير من الشيعة فى الجيش العراقى يحاربون ضد إيران.
وعموما أرى أن العلاقات المتوترة بين السعودية وإيران قد تنصلح بين عشية وضحاها، كما انصلح حال إيران مع الغرب، بعد الاتفاق النووى.
 يعتقد البعض أن الماضى الدموى بين السنة والشيعة هو الذى يحكم العلاقات الآن؟
- لا يوجد ماضٍ دموى بين السنة والشيعة فى كل المراحل التاريخية، وإنما كانت هناك ممالك طاغية تتجبر على الشيعة الذين يقفون ضدها، وكانت قمة هذه المآسى مأساة كربلاء، التى ظلت رمزا للنضال ضد الجبروت الجاهل الذى يحكم باسم الدين.
  ألا ترى أن مطالبتكم بـ«الثأر لدم الحسين» موجهة ضد الآخر الذى تسعون للحوار معه؟
- أولاً لا نعرف «آخر» الآن متورط فى دم الحسين «سلام الله عليه»، وإذا وجد أعرف أننا لن نسعى للحوار معه. أما عن الطقوس فهى لا تعنى أهل السنة بأى حال، ولا تتهمهم بأنهم قتلة وتطلب الثأر منهم، والدليل على ذلك أن مراجع الشيعة يربون الأجيال على حسن التعامل مع السنة. ولقد قال المرجع الأعلى فى النجف، السيد على السيستانى، مقولته المشهورة «أهل السنة ليسوا إخواننا، بل هم أنفسنا»، ولم تتورط أى جهة شيعية بالقتال فى مناطق سنية لأنهم سنة، وإنما كل الفصائل المحاربة على الأرض إما لرد عدوان داعش فى العراق كالحشد الشعبى، الذى هو تحت رعاية الجيش العراقى، والذى يتألف من سنة وشيعة ومسيحيين، وإما المقاومة فى قوات «حزب الله» وأولوياتها القتال ضد إسرائيل وحماية المقدسات وتدخلها مؤخراً فى سوريا سببه ما حل بها.
ليس هذا فقط فالجميع يعلم علاقة إيران بشتى أطياف المقاومة مثل «حماس» و«الجهاد الإسلامى» وهما حركتان تنتميان لأهل السنة، ومع ذلك تدعمهما إيران ضد الاحتلال الصهيونى، على عكس بعض الدول التى تقول إنها تدافع عن أهل السنة وتضرب وتقتل وتوافق على قتل الكثير من أهل السنة، سواء فى سوريا أو فى اليمن أو فى غزة .
  التحركات الخارجية للشيعة تمثل هاجسا للسنة.. ما الذى فعلتموه لتبديد هذا  الهاجس؟
- هذه لا تخرج عن كونها فعلا هواجس ومخاوف، وليس من الواجب على أى شيعى على أى مستوى، تقديم الطمأنينة لأى جهة سنية بإخراج هذه الهواجس من ذهنه، فالشيعى صاحب مذهب والسنى صاحب مذهب، وإذا كانت هناك هواجس عند السنى، فللشيعى الضعف، خصوصا أن الذى يتحدث عن هذه الهواجس ليس فى جانب الأقلية، بل الشيعة هم الأقلية وهم من يحتاجون للطمأنينة.
 لماذا تتزايد الفتنة بين المذهبين رغم مؤتمرات التقارب؟
- المؤتمرات أدت أغراضها التنويرية والتعليمية وخرجت بتوصيات إيجابية لمن يتابعها، أما مؤججو الصراع فالثابت لدينا أنهم رافضو هذه المؤتمرات وهم السلفيون.
 الشيعة يشتكون من التمييز.. هل هو لاعتبارات سياسية أم مذهبية؟
- على المستوى الشخصى يتم إيقافى فى المطار دون أى دواع، غير أننى شيعى، ويتم تفتيشى بصورة مستفزة، هذا جزء من المعاناة التى يتعرض لها الشيعة ورغم هذا لا أستطيع أن أقول لك هى ناحية سياسية لأننى لست برجل سياسى.
أما من ناحية مذهبية فالتمييز موجود، فالشيعة يودون أداء الزيارات وقراءة الأدعية، فيواجهون بقوات الشرطة وجموع من السلفية لمنعهم من هذا الحق.
  هل تتفق مع القائلين بأن بعض المرجعيات الشيعية والسنية يستفيدون من حالة إذكاء الروح المذهبية؟
- فى الواقع لم أجد مرجعاً سنياً واحداً يمكننى الحديث عن موقفه أو تحليله، لكن يمكن أن نقول إن هناك رجال دين سنة لا يسعون لكسب مادى أو اجتماعى وينادون بنبذ التعصب الطائفى. أما عن مراجع الشيعة فلا يوجد مرجع شيعى واحد فى كل الدنيا يحرض لإذكاء روح المذهبية ليتكسب من ورائها، لأنه ببساطة غير محتاج لمكاسب شخصية ولا مادية، فهو لا يعتمد على مرتب حكومى ولا هبات ملكية وحكومية حين يصدر فتاواه، ولا على التكسب من القنوات والدعايات، بل الكل يعتمد على مكانته العلمية التى تضمنها الحوزات العلمية، ومكانته الاجتماعية التى يوفرها أتباعه فى المرجعية. 