الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«الفلاكا».. مخدر بيعمل دماغ «القذافى»

«الفلاكا».. مخدر بيعمل دماغ «القذافى»
«الفلاكا».. مخدر بيعمل دماغ «القذافى»


مازالت المخدرات هى السلاح الأكثر تدميرا الذى تدار به حروب هدفها تدمير شعوب وبلدان بأكملها وتحويلها إلى بقعة سوداء من المدمنين والمصحات النفسية، أما الهدف الظاهر هو الثراء السريع والذى يتحقق من استعمال تجار الموت من قبل أجهزة مخابراتية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والتى لها باع طويل فى ترويج هذا السلاح واستخدامه على دول كثيرة معادية لها، ويقال أن الزعيم الليبى الراحل معمر القذافى كان يتعاطاه، لكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر وصارت أمريكا من دولة تحارب أعداءها بالمخدرات إلى أكبر مستهدف من المخدرات لكن فى ثوب جديد واسم جديد هو مخدر «الفلاكا»، وهو من الأنواع الجديدة لتجارة الموت والتى انتشرت مؤخرا وبصورة كبيرة، فى الولايات المتحدة وبقية العالم، والذى اشتهر أيضا باسم الزومبي.

و«فلاكا» يعنى بالإسبانية المرأة الجميلة، وفى أمريكا يُطلق عليه نفس الاسم، وهو نوعية جديدة من حبوب الهلوسة ويشتهر بالعديد من الأسماء مثل أيس، الكريستال، كراك، بالإضافة لأشهر أسمائه (الشبو)، يتميز بالشبه الكبير مع بلورات الزجاج والسكر. ويعرف أيضا باسم الكريستال ميث، وهى اختصار لكلمة الميثامفيتامين، ولعل أحد أبرز الأسباب التى أثارت الضجة حول هذا المخدر تحديدا هو أنه سريع التأثير فى الجسم والدماغ، إلى جانب إمكانية صناعته من مواد خام يسهل الحصول عليها بطرق قانونية، وهو بذلك لا يشبه المواد المخدرة الأخرى التى يتم استخراجها من النباتات، ويمتاز الأمفيتامين بأنه يعطل الشعور بالتعب ويحفز الجهاز العصبى المركزى ويزيد من حدة الذكاء العقلي، ونتيجة لهذه العوامل فأكثر المدمنين عليه من فئة الطلبة والذين يقودون مسافات طويلة، وخيول السباق والرياضيين ونلاحظ بأن الفئة الأخيرة دائما وقبل أية مباراة يتم إخضاعهم لفحوصات طبية تثبت عدم تناولهم للمنشطات تعيق شعورهم بالتعب.
وتقول مجلة vsd إن المخدر الذى يُعرف أيضا بــ«جنون» ويباع بـ5 دولارات، يروج له بشكل عادى على شبكة الإنترنت، ويتماثل كيميائيا مع أملاح الحمام مثل ملح اللبن وغيره، ويمكن تدخينه فى سجائر عادية أو سجائر إلكترونية أو حقنة فى الدماء، أو استنشاقه فى هيئة أبخرة، وقد عمل المصنع الصينى على تطويره وبدأ فى نشره بالداخل الأمريكى، وتنصب المخاوف الآن على وصول هذه النوعية الخطرة التى تتميز برخص أسعارها  وسهولة الحصول عليها إلى أسواق منطقة الشرق الأوسط، المخدر يمكن طلبه من على شبكة الإنترنت ليصل إلى باب المنزل، بسعر 1500 دولار للكيلو الواحد، أى أقل 15 مرة من كيلو الكوكايين، ليصل فى كميات صغيرة ويوزّعه التجار بدورهم على الأسواق.
ويسبب تعاطيه وإدمانه تحول المدمن عليه  لإنسان آخر يُشبه الذى تراه فى أفلام السينما. إلى «زومبي»، فيخرج عن الواقع الذى يعيشه إلى آخر افتراضي، إذا أدمنته فأنت ميت، تُمزق فيه ملابسك وتجرى بجنون فى الشارع، وتشعر بقوة خارقة تتملكك وتنتابك موجات من الهلاوس تصل إلى قتل الناس فى بعض الأحيان، وارتفاع درجة حرارة الجسم إلى نحو 40.5 درجة مئوية وأكثر، حتى إن ضحايا المخدر يمزقون ملابسهم، ظنا منهم أن النيران قد شبت بأجسادهم، أو يركضون متخيلين أن أناسا أو حيوانات ضارية تطاردهم بهدف قتلهم وسرعان ما يتحول إلى كائن مؤذ لغيره دون أن يشعر. يُباع الفلاكا على نطاق واسع داخل الولايات المتحدة؛ رغم منعه رسميًا، غير أن سعره الذى يصل إلى 5 دولارات فقط جعل المواطنون الأمريكيون يتناولونه بكثرة، ما جعل شرطة ولايات أمريكية تُلاحظ ذلك، الحالات الأخيرة لتعاطى المخدر التى شهدتها فلوريدا كانت لرجل اقتحم قسم شرطة عاريا ومسلحا، وآخر هاجم امرأة تبلغ من العمر 86 عاما، وثالث حاول تسلق سياج قسم شرطة!
ويرى عالم الأوبئة فى جامعة جنوب شرق نوفا، جيمس هال، الذى درس سوق المخدرات فى فلوريدا الأمريكية لأعوام، أن المخدر «شيء شديد السمية، صُنع ليدوم تأثيره فترة طويلة، وكى يكون أكثر إدمانا، وهو ما سينعكس بالإيجاب على المبيعات»، كما أن متخصصين فى علم الأوبئة بجامعات أمريكية، أكدوا أن المخدر يؤدى إلى أضرار مختلفة فى الأوعية الدموية والدماغ غير قابلة للعلاج، وتم إنتاجه فى معامل متخصصة بحيث أن تأثيره يظل فى الجسد أطول فترة ممكنة. وبمجرد تناوله يبدأ مفعوله، ويجرى المدمن فى الطرقات ظنًا منه بأن هناك حيوانًا ضاريًا يجرى خلفه، فيهبش كل من يواجهه ويتعدى عليه، على اعتقاد منه بأن من يقابله يسعى لتوقيفه أو التعدى عليه. وبمجرد انتهاء مفعول هذا المخدر يحدث عدم توازن لدى متعاطيه وعدم القدرة على التركيز.
فعندما سحبت الشرطة فى فلوريدا مراهقا يبلغ من العمر 19 عاما من فوق جسم ضحيته الذى كان يعضه فى وجهه، كان واضحا أنه تحت تأثير عقار ما، لم تكن هذه هى الحالة الأولى من هذا النوع، إذ إن الشرطة فى فلوريدا كانت قد قتلت شخصا عام 2016 بسبب مهاجمته لمراهقين ومحاولته لعضهم فى الوجه بشكل وصفه أحد الشهود آنذاك بأنه «خارق للعادة».
وسجلت الولايات المتحدة مؤخرًا عدة حالات مصابة بـ«فلاكا» وفى سياق التقارير المخيفة حول «فلاكا» أن المخدر الجديد يجعل مستخدميه يشعرون بأنهم أصحاب قوى خارقة، ويقومون ببعض الأشياء المرعبة.
الشرطة الأمريكية ربطت تقارير مختلفة عن السلوك الغريب بالمخدر المصنوع من مادة «PVP»، وهى مركب من مادة الكاثينون، والمعروفة أيضا بأملاح الاستحمام، وهى مادة منشطة تنافس الكوكايين ومادة الكريستال ميث، ومادة الإكستاسي، ومن أعراضه أيضا، ميول المتعاطى لشق ملابسه والجرى فى الشارع والنزوع العدوانى بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الأدرينالين والشعور بالقوة والإتيان بأفعال غريبة.
كما رصدت الشرطة الأمريكية حالات عديدة للمواطنين فى حالة «هياج» ويعتقدون أنهم أبطال خارقون ويستطيعون القيام بأفعال تُشبه «سوبر مان»، فقبضت عليهم الشرطة وحللت دماءهم ووجدت فيها تلك المادة المصنوع منها مخدر «فلاكا» وهى مادة الـ«PVP».
المادة التى تم اكتشافها فى أجساد المدمنين مركبة من مادة الكاثينون أو ما تعرف باسم أملاح الاستحمام، وهيّ مادة معروفة بأنها أقوى 3 مرات من الكوكايين (أشد أنواع المخدرات)، كذلك هيّ أقوى من خليط الكريستال ميث مع مادة الإكستاسي.
الكريستال من أشكال دواء الميثامفيتامين المنشط، وكبقية المنشطات يزيد الميثامفيتامين نشاط بعض الناقلات العصبية «دوباين، نورأدرينالين، سيروتونين» فى الدماغ، والميثامفيتامين هى مادة مركبة تأتى فى أشكال عدة مثل البودرة والحبوب والكبسولات، وأخذت مادة الكريستال اسمها هذا نظرا لتشابهها الكبير مع بلورات الزجاج، ولونها أبيض ناصع.
وفى الوقت الذى يجرى فيه تصنيع بعض حبوب الميثامفيتامين بطرق شرعية من قبل شركات الأدوية، فهناك من يقوم بتصنيعها بطرق غير شرعية فى أماكن مختلفة تفتقر لأدنى متطلبات الصحة والسلامة.
هذه المادة تصنف على أنها من المخدرات الصناعية المنشأ، لأنها تصنع بالكامل فى معامل تصنيع المخدرات، وأنه يتم تصنيعها من بعض الأدوية الصناعية أو السلائف الكيميائية المراقبة مثل «الإميثامفيتامين» وهى تدخل ضمن مواد الأمفيتامينات المنشطة، وغالبا ما يكون لونها أبيض ناصع.
يتنوع مظهر أو شكل مادة الكريستال المخدرة، فهى تأتى على شكل بودرة أو كبسولات أو حبوب، ويتم تعاطيها عن طريق البلع أو الشم «الاستنشاق»  أو الحقن، أو التدخين عبر استخدام أنابيب خاصة بها، وهى تنتشر بكثرة بين المراهقين والشباب الذين يترددون على الملاهى الليلية.
وتعتبر هذه المادة من المواد الخطيرة التى تؤثر على العقل لكونها مواد منشطة كالكوكايين، ومن أعراضها التنشيطية أنها تمنح المتعاطى فى بدايتها شعوراً بالبهجة والطاقة والنشاط، ولكن سرعان ما يبدأ تأثيرها السلبى والذى ينعكس على المتعاطى من خلال الانحطاط البدني، وفقدان الشهية للطعام، والشعور بالضيق، وسرعة الانزعاج، والقلق، والشعور بالإجهاد والكآبة، فضلا عن التسارع فى ضربات القلب، والتنفس، وارتفاع ضغط الدم، ومن أعراضها الخطيرة أيضا أنه ينتج عنها تشنجات عضلية تؤدى فى أحيان كثيرة إلى أزمات قلبية، ويتسم متعاطيها بالعدوانية تجاه الآخرين، ويسبب التوقف المفاجئ عن تعاطيها الخمول والكآبة.