الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

نار الشبكة الفضة.. ولا جنة الذهب

نار الشبكة الفضة.. ولا جنة الذهب
نار الشبكة الفضة.. ولا جنة الذهب


ارتفع الإقبال على شراء الفضة لتكون شبكة الزواج بعد الارتفاع الجنونى لأسعار الذهب، ولجأ أصحاب محلات المجوهرات إلى طرح تصاميم تصلح لأن تكون شبكة لا يزيد سعرها على ألف جنيه بما يلبى حاجة الشباب الذين وقفوا أمام المعدن الأصفر، وشعارهم «اليد قصيرة والعين بصيرة».
كما أطلق نشطاء مبادرات شبابية على صفحات مواقع التواصل تنادى بالتوجه للشبكة الفضة وكانت هناك استجابة شبابية واسعة، وليس من الفقراء فقط أو متوسطى الحال، لكن أيضا بين القادرين الذين ارتأوا أن هذا الإجراء يمثل خروجًا ضروريا عن المألوف والعادات البالية.
محمد رضوان صاحب محل فضة فى الجيزة، قال إن الإقبال على شراء الفضة ارتفع منذ 15 يوماً تقريبا بنسبة 30% من الزوار، خاصة فئة الشباب فى المقدمة ومعظمهم هاربون من جحيم الشبكة الذهب، وأصبح السؤال متكررا بعد دعوات شراء الشبكة الفضة حتى أننى قمت بتغيير تشكيلة المعروضات الموجودة فى المحل بعرض الأطقم فى المقدمة بأسعار جيدة للشراء بشكل مباشر ووجدت إقبالاً واسعًا وحتى الآن بعت 5 أطقم شبكة للشباب وسعر الطقم يبدأ من 500 جنيه حتى ألف جنيه كحد أقصى، فجرام الفضة بـ 13 جنيها والأسعار متفاوتة فى الجرامات من مكان إلى آخر.
وأضاف رضوان، أن محلات الفضة أصبحت أماكن لفرحة العروسين والتقاط الصور التذكارية فى المحال ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعى، ونحن سعداء بذلك ونشجعه من أجل تجارتنا فكانت الفضة فى السابق للهدايا الرمزية فقط إلا أنها حاليا فى المقدمة للزواج ثم الهدايا، بالإضافة إلى أن معدن الفضة معدن راق وفى متناول الجميع وتخرج به فاتورة ويستطيع مالكه بيعه مرة أخرى.
وقال السعدنى محمود: بعد ارتفاع أسعار الذهب صعدت سوق معدن الفضة تماما وأطقم الشبكة التى نقوم بعرضها عبارة عن سلسلة وخاتم وتوينز وأنسيال وحلق، والقادمون للشراء من فئة المثقفين الذين لا يهتمون بالمظاهر ولا يخافون من العادات والتقاليد التى لا تتخلى عن الذهب.
وأضاف أن ضغوط الحياة أصبحت أداة ضغط للبحث عن معدن قيم وجديد ليكون بديلا عن الذهب، وقد شهدت سوق الفضة منذ عشرة أيام فقط ارتفاعا فى سعر الجرام بقيمة جنيهين بعد الإقبال على شرائه فى الشبكة والإقبال فى زيادة بعد دعوات الفيس بوك والتواصل الاجتماعى لشراء معدن الفضة.
وأكد محمد مهنى تاجر فضة، أنه حاليا بدأ يخرج معدن الفضة فى أبهى صورة لأنه أصبح منافسا قويا للذهب وعليه طلب فى السوق، لذلك رسومات وأشكال الخواتم و«الحلقان» والكوليهات أصبحت أكثر رقة وهناك مصممون كبار يبدعون فى المنافسة لطرح التصميمات فى الأسواق الفترة القادمة.
وقال مصطفى ناجى وهو شاب عشرينى يعمل نجارا: «تجرأت على هدم العادات والتقاليد وقمت بشراء شبكة فضة لخطيبتى وتقبلتها أسرتى وأسرتها وأكدت لهم أنه إذا كرمنى الله برزق فى حياتى فإننى سوف أحضر لها ما تريد ولا يعنى أننى قمت بشراء شبكة فضة فهذا تقليل منها، بل قمت بتوفير أموال الشبكة الذهب وسوف نفتتح به مشروعا مشتركا بينى وبينها حتى لا نحتاج شيئا من أحد فى ظل اشتعال الأسعار.
ليلى مجاهد قالت: عندى بنات مقبلات على الزواج وسمعت عن الشبكة الفضة وغير مقتنعة بها إلا أن الشباب يشجعون شراءها وهم المسئولون عن مستقبلهم، وسبب رفض معظم الأسر للشبكة الفضة أن سعرها رمزى، لكن مع ارتفاع الأسعار نتوقع انتشار الفكرة بحيث تتحول الشبكة بشكل عام فى المستقبل إلى فضة فقط ويختفى معدن الذهب.
وأوضحت سارة أحمد، أن معظم الفتيات يفضلن الفضة، ذلك أن هذا المعدن يمتلك جمالا ورقيا يفوق الذهب، لكن معظم الناس تنظر للقيمة والثمن الموجود فى الحجر فقط، وأشجع الشبكة الفضة وفى المستقبل سوف تكون شبكتى فضة وأفتخر بذلك وسوف أظهر بها فى المناسبات مثلها مثل الذهب، وحاليا ظهرن عدد من الحملات للتوعية بأمر الشبكة تيسيرا على العريس من أجل تسهيل الزواج وليس لعرقلته. للأسف هناك عائلات تطلب 200 جرام ذهب وهذا لا يعقل فارتفاع الأسعار مستمر فلابد أن نتنازل عن المظاهر.
هيثم عبد العزيز مؤسس حملة «الشبكة فضة»، قال: أعمل محاميا وقررت أن أخرج بالحملة على صفحات التواصل الاجتماعى لأنها الأكثر إنصافا ووعيا بالظروف التى نعيشها حاليا، بالإضافة إلى سهولة نشر الفكرة ووجدت الحملة نجاحا كبيرا وكان الهدف منها نشر ثقافة الشبكة الفضة فى المحافظات والمناطق النائية التى تعانى، واتجهت فى السنوات الأخيرة إلى الذهب الصينى، ولم يكن حلا أيضا إلا أن أقيم شبكة من الفضة لا تتجاوز الـ2000 جنيه، وهذا المبلغ متاح مع كل شاب كبداية لخطبة فتاة.
وأشار هيثم إلى أن الكثير من الزيجات سوف تتم إذا أصبحت الفضة هى الشبكة الرسمية قائلا: الشبكة هدية من العريس لزوجته المستقبلية فيجب أن تتغير المفاهيم القديمة من أجل الوقوف فى وجه العنوسة ومساندة الشباب لفتح مشاريع صغيرة بثمن الشبكة الذهبية الباهظة.
حسناء محمد من مدينة إيتاى البارود هى أول فتاة فى محافظة البحيرة تتم خطبتها بشبكة فضة قالت: خطيبى متوسط الدخل ويستطيع شراء الشبكة الذهب إلا أنى فضلت الفضة لنشر الفكرة فى المحافظة وتشجيع الفتيات على اتخاذ تلك الخطوة، وبالفعل شبكتى كانت حديث المئات من الفتيات وقمت بنشرها على صفحات التواصل الاجتماعى ووضعت فيديو لقصتى، وتفاهمت مع أسرتى وأسرة خطيبى بأننى قبلت هديته الفضة ولن أقبل بالذهب وسوف أتبنى مبادرة الشبكة الفضة فى محافظتى فى الفترة القادمة.
وقالت: لم أشعر بالقلق من العادات والتقاليد التى مازالت تعيش فى الريف الذى أنتمى إليه، لكن الشبكة فى الريف مبالغ فيها، وواجهت العديد من الأسئلة بأننى وافقت على الشبكة الفضة لمؤهلى المتوسط إلا أن المفاجأة أن مؤهلى مرتفع وحاصلة على كلية دراسات إسلامية وأطالب باليسر وليس العسر.
وأضافت حسناء أن معظم الأسر لديها قلق على حقوق بناتها إلا أن معظم الزيجات التى تتم فى الأرياف يقوم الزوج ببيع الشبكة مباشرة بعد أول شهر من الزواج ولا تستطيع العروس الوقوف فى وجهه ولا يستطيع أهلها منعه، فلابد أن تتغير مفاهيم البحث عن الثراء بالبحث عن الزوج الصالح.