السبت 10 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ومن الذى لا يحب «فاطمة»؟


«جه حبيبى وخَدْ بإيدى.. قلت له أمرك يا سيدى» هو آخر ما غنت الفنانة القديرة شادية بعد رحلة حافلة بالعطاء والإبداع، وكانت جزءًا من تاريخ الفن المصرى على المستوى السينمائى والغنائى.. أطلقتها المطربة العملاقة فى ليلة من الليالى المحمدية.
 
«معبودة الجماهير» قررت بعدها التفرغ «لعبادة الله» والابتعاد بإرادتها عن الأضواء لتظل دائما فى قلوب الجماهير دون متاجرة وفضلت الاحتفاظ بصورتها الأسطورية الجميلة حتى آخر لحظة قبل فتح مزاد الاعتزال وارتداء الحجاب .
 
فى الحديث عن فنانة شاملة بحجم شادية لا يمكن التفريق بين عطائها السينمائى والغنائى كنموذج استثنائى نادر صعب أن يتكرر، هو عطاء ضد التطرف والإرهاب ودعاوى تكفير المبدعين.. فعبر تاريخها الفنى الكبير لم تترك شادية دورا إلا مثلته على الشاشة،ولهذا فإن من الصعب تجاهل أعمال خالدة بحجم «المرأة المجهولة» و«مراتى مدير عام» «اللص والكلاب» و«ميرامار» و«زقاق المدق» و«نحن لا نزرع الشوك» و«معبودة الجماهير»، تنقلت فيها بأداء من السهل الممتنع، وبروعة وسلاسة بين كل الوان الأداء الدرامى.
 
هنا أتوقف عند الملحمة البديعة التى قدمتها فى فيلم «شىء من الخوف» الذى أثار ضجة كنموذج للمرأة المصرية القوية التى وقفت فى وجه الظلم والاستبداد، وهو نفس النموذج الذى قدمته المرأة المصرية فى قلب ميدان التحرير فى ثورة يناير على أنغام رائعتها الغنائية «يا حبيبتى يا مصر»، الطريف أن الفيلم واجه صعوبات كبيرة بعدما نقل البعض للرئيس جمال عبدالناصر أن «عتريس» بطل الفيلم إسقاط على شخصه، لكن المفاجأة كانت بحضور الزعيم جمال عبدالناصر عرض الفيلم وقال بعد عرضه: لو كنا مثل العصابة التى فى الفيلم وكنت أنا عتريس لاستحققنا الحرق، والمفارقة الأكبر هنا أن الشاعر القدير عبدالرحمن الأبنودى هو نفسه كاتب السيناريو والحوار للفيلم، وأيضا صاحب الأغنية البديعة فيه «يا عينى ع الولد»، وهو نفسه الشاعر العملاق الذى كتب قصيدة «الميدان» الشهيرة عقب تنحى النظام للأبد.
 
للفنانة القديرة شادية كتالوج غنائى من الصعب تكراره تتصدره أغنياتها الوطنية الأسطورية مثل «أم الصابرين» و«مصر اليوم فى عيد»، إلى جانب «يا حبيبتى يا مصر»، وهى الأغنيات التى لقبت بها بمطربة النيل، ويكفى أن أؤكد هنا أن فنانا بحجم وقيمة عبدالحليم حافظ كان يحتفظ بها فى كل رحلاته العلاجية لتذكيره بمصر وتعبيرا عن حنينه الأبدى لها، والمفاجأة -كما أكد مؤلفها الراحل محمد حمزة فى وقت سابق- أن الفنانة الكبيرة شادية أصرت على غنائها بعد استماعها لكلماتها، وأنها تجاوزت وقتها كل الصعاب لكى تخرج للنور، حيث كانت مصر فى ذلك الوقت هى «الجمهورية العربية المتحدة» وكان الغناء السائد للوحدة العربية، لكن بشجاعة أجازها الإعلامى الراحل جلال معوض على مسئوليته الشخصية لتفاجأ شادية بعدها بعدم وجود ميزانية لها لأجور الموسيقيين، فقامت بتحمل ميزانيتها على نفقتها الخاصة.
 
وفى المقابل غنت للأسرة المصرية، «سيد الحبايب يا ضنايا أنت»، و«غاب القمر يا ابن عمى» التى تؤرخ للبنت المصرية و«دبلة الخطوبة» أيقونة أفراح البيت المصرى ومازالت .
 
فاطمة كمال شاكر الشهيرة بشادية هى صوت مصر الحقيقى ونبض شعبها الخالد.. فمن الذى لايحب فاطمة؟