الإثنين 26 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

أقيلوا وزير التسريبات

أقيلوا وزير التسريبات
أقيلوا وزير التسريبات


لايزال التسريب مستمرا، رغم الوعود التى قطعها وزير التربية والتعليم الهلالى الشربيني، قبل امتحانات الثانوية العامة، بالضرب بيد من حديد على محاولات الغش، كما أكد أن مسئولية انضباط الامتحانات «فى رقبته».
لايزال التسريب مستمرا.. رغم ما تعلنه وزارة الداخلية من حين لآخر بشأن القبض على «أدمن صفحة» شاومينج بيغشش ثانوية عامة.. لايزال الرأى العام يسب ويلعن الصفحة الإليكترونية التى «تخرب منظومة التعليم»، وتقضى على معايير النزاهة والاجتهاد، فى حين أن الأزمة ترجع إلى فساد فى وزارة التربية والتعليم، وإلا فكيف تصل الامتحانات إلى الفضاء الإلكترونى.

نعم.. تلك هى الحقيقة.. الفساد الذى أوصل الامتحانات إلى الصفحات الإلكترونية، هو المتهم رقم واحد، وملاحقة «أدمن» صفحة هنا، أو هناك، أشبه ما يكون بالقبض على «صبي» يوزع المخدرات، فى حين أن «التاجر الكبير» أو «المعلم» آمن.. والمسئول رقم واحد هنا هو وزير التربية، وليس أحد سواه.
تصريحات الهلالى قبل الامتحانات، وفشله فى تأمينها تؤكد أنه ليس الرجل المناسب فى المكان المناسب.. ومن ثم فإقالته هى القرار الوحيد العادل، ولعل مثوله أمام البرلمان الأسبوع الجارى سيحسم الموقف، ويقفل القضية.. لكن على الأرجح لن ينهى التسريبات.
حالة من الارتباك عاشتها وزارة التربية والتعليم، وكذلك طلاب الثانوية العامة وأولياء أمورهم على مدار يومين، اتخذت خلالهما وزارة التربية والتعليم عدة قرارات أهمها إبلاغ النيابة العامة بالوقائع ما أسفر عن  القبض على 12 مسئولا من المطبعة السرية ومراكز توزيع الأسئلة، وتشديد الرقابة الأمنية على المطبعة السرية ضمانًا لعدم خروج أى معدات أو أوراق يمكن أن تؤثر على سير تحقيقات النيابة العامة.
وبررت صفحة «شاومينج بيغشش فى الثانوية العامة» المسربة للامتحانات ما تفعله بأنها رسالة لإصلاح منظومة التعليم الفاشلة وطريقة لإلغاء التنسيق وترك كل طالب بحريته يختار دخول الكلية التى يرغبها، مؤكدة أن التسريب جاء لفضح الوزارة وتعاملها المتناقض مع فئات الطلاب أيضا.
فيما دعا عدد من الطلاب للتظاهر أمام وزارة التربية والتعليم لإقالة الوزير، فضلا عن هجوم نواب البرلمان على الوزير وبيانات استجوابه والتلويح بإقالته، كنتيجة طبيعية لتعهده السابق بضمان سرية الامتحانات ومنع الغش.
فقد أصدر الهلالى قبل بدء الامتحانات بنحو أسبوع، كتابًا دوريًا منع بموجبه جميع قيادات الوزارة بمن فيهم الدكتور رضا حجازى رئيس عام امتحانات الثانوية العامة، ومحمد سعد نائب رئيس عام الامتحان ورئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوي، من الإدلاء بأى تصريحات خاصة بامتحانات الثانوية العامة لوسائل الإعلام، وقصر التصريح على بشير حسن المتحدث الإعلامى للوزارة، وذلك لعدم حدوث بلبلة بالامتحانات التى أرادها أن تكون منضبطة.
إلا أن الهلالى لم يدرك أن عدم إيضاح الحقيقة، من قبل المتخصصين الذين لديهم من الخبرة التى تمكنهم من توضيح الأمور بشكل أفضل، يعد أسهل وسيلة لنشر الشائعات التى لن تجد ردودًا عليها.
فخلال اليومين الماضيين، ظهر الكثير من الشائعات، المتعلقة بنشر امتحان اللغة الإنجليزية ونموذج إجابته أكثر من مرة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما جعل الطلاب يفقدون الثقة فى الوزارة، خاصة مع إلغاء المؤتمر الصحفى الذى كان يعقده محمد سعد رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوى بعد انتهاء كل امتحان، لتوضيح حقيقة ما يحدث والتفريق بين التسريب ونشر الامتحان، حيث اكتفت الوزارة ببيانات ترسلها على فترات متفاوتة لا تجيب على جميع الأسئلة، وتصريحات المتحدث الإعلامى المقتضبة وفق التعليمات.
من جانبه قال طارق نور الدين معاون وزير التربية والتعليم السابق، إن الخطة الاستراتيجية للوزارة 2014-2030، التى وضعها الدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم الأسبق، كان بها جزء خاص بحلول لمواجهة ظاهرة الغش الإلكترونى بامتحانات الثانوية العامة.
وأشار إلى أن برامج الخطة التى تم وضعها لمواجهة «بعبع» الثانوية العامة تضمنت مشروع المواد المؤهلة، تغيير طرق وضع الامتحان، مشروع الطباعة اللامركزية فى كل القطاعات على التوازي، ومشروع «الامتحان المشفر».
وأوضح نور الدين، إن فكرة «الامتحان المشفر» تقوم على طباعة الامتحان قبل موعده المقرر بساعة واحدة  فى كل اللجان بالتعاون مع وزارة الاتصالات، من خلال توزيع «كود مشفر» يسمح لرئيس اللجنة بطباعة الامتحان داخل لجنة النظام والمراقبة، للقضاء على أخطر مرحلة يمر بها الامتحان وهى نقله من مراكز توزيع الأسئلة.
وأكد نور الدين اندهاشه من موقف الوزارة بعدم النظر إلى برامج الخطة الاستراتيجية، مؤكدًا أن بها الكثير من الحلول المدروسة والجاهزة للتنفيذ.
وعلق بشير حسن المستشار الإعلامى لوزارة التربية والتعليم، على مقترح نور الدين، بأنه لا يوجد ما يسمى بالامتحان «المشفر»، لافتًا إلى إن هذه الأفكار قد تكون من اقتراح معاون الوزير السابق، وليست بالخطة الاستراتيجية لتطوير التعليم.
وفى الجهة المقابلة طالبت صفحة  «Thanawya Sarcasm Society»  نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بعمل حملة «reports» للإبلاغ عن صفحات الغش الإلكتروني، عبر الفيس بوك، وذلك لإغلاقها.
وأكدت الصفحة، أن ما تقوم به «شاومينج بيغشش ثانوية عامة» من نشر الامتحانات وإجاباتها النموجية، لن يؤدى إلى إصلاح المنظومة كما تزعم، بل إلى ضياع مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب، حيث يقضى أحدهم نحو 10 أشهر لمذاكرة المادة، ليتمكن آخر من دخول اللجنة بهاتفه المحمول ويحصل على الإجابات النموذجية للامتحان.