الإثنين 30 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

هل أنت ملحد؟

هل أنت ملحد؟
هل أنت ملحد؟


الإلحاد فى اللغة يعنى الميل عن القصد، والإلحاد فى الدين يعنى مال وعدل عنه، فالإلحاد تعبير عن الإيمان بعدم وجود الله، والإلحاد نوعان، الأول هو الإلحاد المنطقى، والثانى هو الإلحاد العقائدى.
والإلحاد المنطقى هو أن يستنتج الإنسان أن الله غير موجود عن طريق اتباع منطق معين، مثلاً إذا كان الله موجوداً فمن صفاته أنه محب لخلقه، وإذا كان الله محباً لخلقه فلن يرضى لهم الكفر، وسيساعدهم على الإيمان به، وبما أن الكثير من الكفار مقتنعون بكفرهم، فالنتيجة إما أن هذا الإله ليس من صفاته حب خلقه، أو أنه غير موجود أصلاً.
ولو تم الرد على هذا المنطق بأن الله بعث رسلا وكتبا وترك الناس أحراراً يؤمنون ويكفرون، سيقال إن الله ليس محباً لخلقه لأنه تركهم مختلفين، مع أن الله ترك للناس حرية الإيمان والكفر ليكونوا مسئولين عن مصيرهم.
أما الإلحاد العقائدى فهو أن يعتقد الإنسان بعدم وجود إله خالق لهذا الكون، مثل اتباع ديانة الشينتو اليابانية، فهؤلاء يأخذون الإلحاد كجزء من عقيدتهم.
وعندما تحدث الله عن خلق الناس وضع 3 احتمالات: الخلق من غير شيء وهو إنكار وجود خالق، أو أن الناس خلقوا أنفسهم: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ) «الطور 35» أو أن الله هو الخالق.
قال تعالى: (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ) «الجاثية 24» وهم يعتقدون أنهم يعيشون ثم يموتون والذى يميتهم هو الدهر، أى الزمن، وما دام ليس هناك إله فليس هناك بعث.
فالملحد ينكر وجود الله فى أوقات الرخاء، لكن عندما يتعرض للمرض أو المصائب فإنه يتذكر الله: (فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) «الزمر 49» ومنهم من يستمر على عناده حتى يصل إلى لحظة الاحتضار مثل فرعون: (.. حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِى آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ..) «يونس 90»، حيث لا ينفع الندم ولا تنفع التوبة. 