الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لا قدسية للدين ولا خوف من السياسة والجنس

لا قدسية للدين ولا خوف من السياسة والجنس
لا قدسية للدين ولا خوف من السياسة والجنس


لم تشهد السينما منذ أعوام كما من الأفلام الشائكة، المثيرة للجدل مثلما حدث فى 2015.. سواء فى السينما العالمية والأمريكية أو المحلية.. فى الخارج ظهرت العديد من الأفلام الجريئة، حتى بمقاييس الغرب، وفى مصر عادت المايوهات على الشاشة بعد طول غياب.. وظهر  الكثير من المشاهد والعبارات الصادمة. ورغم أن هذه الأفلام تعرضت لهجوم مجتمعى وإعلامى، إلا أن هذا الهجوم لم يستمر طويلا ومرت الأفلام ونجح معظمها فنيا وجماهيريا.
فى السينما العالمية ظهرت عدة أفلام لم تقتحم فقط، بل حاولت تفجير، التابوهات الثلاثة (السياسة - الدين - الجنس) أو امتلأت بالتحدى والإصرار على ترسيخ أفكار أكثر تحرراً وتقبلاً للآخر، كذلك أكثر رفضا لكل سلطة تظن أنها فوق النقد.
أثار الجدل ومازال منذ عرضه الأول فى مهرجان كان السينمائى الأخير، فيلم «كارول» المأخوذ عن رواية «باتريسيا هايسميث» التى نشرت تحت عنوان «ثمن الملح»  إخراج «تود هاينز» صاحب أفلام «أنا لست هناك» و «بعيداً عن الجنة»، بطولة «كيت بلانشت» «رونى مارا» التى نالت جائزة أفضل ممثلة فى مهرجان كان. رشح لخمس جوائز جولدن جلوب هى  أفضل فيلم، إخراج، موسيقى وجائزتى أفضل ممثلة لكل من «كيت بلانشت» و»رونى مارا». 
 يروى قصة حقيقية وقعت أحداثها فى بداية الخمسينيات، لكنها تتكرر حتى الآن، وإن اختلفت التفاصيل. كارول سيدة فى منتصف العمر لديها ميول جنسية مثلية، رغم أنها متزوجة ولديها ابنة. هذه الميول يستغلها زوجها الذى تحاول أن تحصل على الطلاق منه لنيل حضانة ابنتهما لتقديم أدلة إدانتها بسوء الأخلاق للمحكمة .
القصة أخذت بعض أحداثها من حياة الكاتبة «باتريسيا هايسميث» التى تجهر بالاتحاد، وكراهيته السود ومعاداة السامية وتهاجم إسرائيل واليهود.
دنماركية تستحق الحب
مأخوذ عن رواية بنفس العنوان من تأليف «ديفيد إيبرشوف» حققت مبيعات عالية عند صدورها فى 2000.  إخراج «توم هوبر» صاحب أفلام: «خطبة الملك»، «إليزابيث» و«البؤساء»  بطولة «إيدى ريدماين». رشح لثلاث  جوائز جولدن جلوب هى أفضل ممثل وممثلة وموسيقى.
يتناول سيرة حياة «اينار فاجنر»، رسام دنماركى  عاش أوائل القرن الماضى وقصة زواجه من الرسامة الدنماركية «جريدا جوتيب»، ثم اكتشافه لرغبته فى أن يكون امرأة، وكيف ساعدته زوجته على المضى فى تحقيق رغبته. فعاش فى باريس كامرأة  اسمها «ليلى البي» كان يظن الغرباء أنه أخت زوجته «جريدا» التى استخدمت ملامحه فى لوحاتها حيث ظهر كامرأة جميلة ترتدى ملابس عصرية.
«فاجنر» كان أول رجل يخضع لعملية تحول جنسى فى التاريخ سنة 1930 حيث أجريت له خمس جراحات  متتالية مما أودى بحياته قبل بلوغه الخمسين عاماً.
سكر مر
عاد المخرج «هانى خليفة» صاحب «سهر الليالى» بثانى أفلامه «سكر مر». والذى يستعرض من خلاله مجموعة من العلاقات العاطفية والزوجية وهى نفس (التيمة) التى جاءت فى فيلمه الأول. فى «سكر مر» الجرأة تصاحب التعبير عن هذه الأزمات. سواء فى المشاهد أو فى جمل الحوار التى أثارت الجدل بسبب استخدام أحد الألفاظ (المعتادة حاليا فى الشارع المصرى) وبينما اعتراض الرقابة أدى لاستبدال الكلمة فى المشاهد بصافرة. إلا أن الجمهور استطاع بكل بساطة  تمييز اللفظ الشهير.
«سكر مر» من تأليف «محمد عبدالمعطى» وبطولة «أحمد الفيشاوي» و«آيتن عامر» و«هيثم أحمد زكى».
قساوسة وصحفيون
فيلم «سبوت لايت» أو «تسليط الضوء» يوجه ضربة قاضية للتابوهات الثلاثة (الجنس: الاعتداء على الأطفال، الدين: من قبل القساوسة، السياسة: فضح هذه الوقائع فى الجرائد الحكومية وإدانة جهات الدولة المتورطة بها). الواقعة التى حدثت بالفعل سنة 2001 كشفها فريق من الصحفيين بجريدة «بوسطن جلوب»، حيث تم اكتشاف تحرش واعتداء خمسة قساوسة على أطفال. الفضيحة تم التستر عليها من قبل كنيسة بوسطن. وعلى الرغم من أنه كان من المنتظر أن يواجه الفيلم انتقادات من الكنيسة إلا أن ما حدث هو العكس حيث وصف الراديو الرسمى للفاتيكان الفيلم (بالصادق القاهر وأن هؤلاء الصحفيين جعلوا من أنفسهم أمثلة ونماذج يحتذى بها ،حيث عبروا عن مهنة نقية تبحث عن الحقائق وتتحقق من المصادر. وقد رسخوا أنفسهم لجلب الخير لمجتمعهم والكفاح من أجل العدالة). كما أعلن الكاردينال «تون أومالي» من إبراشية بوسطن أن الفيلم يعيد فتح القضية التى أدت إلى التعامل مع ما كان مخجلا ومحبطا من قبل.
أخرجه «توم مكارثي» بطولة «مايكل كيتون»، «مارك رافالو» و«ريتشل ماك ادامز». رشح لثلاث  جوائز جولدن جلوب هى أفضل فيلم ومخرج وسيناريو.
 
دائرة  نور
أثار الفيلم الإيرانى «محمد.. رسول الله» للمخرج «مجيد مجيدي» الجدل الذى بدأ فى إيران عندما أعلن عن ميزانية الفيلم التى وصلت إلى 50 مليون دولار. مما أثار نوعا من الاستياء الشعبى بسبب المعاناة  من الأزمة الاقتصادية. ولكن الفيلم تلقى دعما معنويا من المرشد «آية الله خامني» جعله لا يتأثر بمثل هذه الانتقادات. أما فى الخارج فقد جاء الجدل نتيجة الترقب حول فكرة تجسيد النبى وهو ما يمنعه المذهب السنى بينما لا يعترض عليه المذهب الشيعى. المخرج استعان  بآراء مجموعة كبيرة من المؤرخين الإسلاميين ورجال الدين من مختلف الدول الإسلامية من المغرب وحتى لبنان والعراق.. لسببين الأول: محاولة جمع معلومات عن طفولة وشباب النبى غير المتوفرة والسبب الثانى حتى يتوافق السيناريو مع الأفكار الإسلامية عامة سواء سنة أو شيعة. ولذلك فالفيلم لم يظهر فيه تجسيد لشخصية النبى وتم تظليل وجه الممثل القائم بدوره بدائرة من النور.