الإثنين 14 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«سمسار» فى مهمة دبلوماسية

«سمسار» فى مهمة دبلوماسية
«سمسار» فى مهمة دبلوماسية


فى ظل غياب الرقابة من وزارة الخارجية ظهر مخلصاتى جديد ومنحه القنصل الأسبق حق إنهاء الأوراق الرسمية وتاجر فى كل شىء حتى تهريب المخالفين وتحولت القنصلية إلى مكتب بيزنس وانقسم أبناء الجالية.. والأمر بحاجة إلى عودة دور الخارجية فى السيطرة على بعثتها وحماية أبناء الجالية.
عقب فتح «روزاليوسف» ملف القنصلية المصرية بالسعودية وما يجرى فيها والاتصالات لم تنقطع من عدد كبير سواء من الدبلوماسيين الحاليين أو السابقين، وأيضا من مصريين بالسعودية التى تضم أكبر جالية بالخارج.

«فضائح الدبلوماسية المصرية بالسعودية» لا تنتهى، فهناك قنصلية موازية ومخلصاتى جديد على طريقة محمد فودة، والمثير هنا أن هذا المخلصاتى ويدعى وصفى الحبشى عينه السفير حسام عيسى قنصل مصر الأسبق بالرياض ملحقا إداريًا للقنصلية بالرياض وتحديدا منذ بداية عام 2012 بعد انتهاء فترة السفير محمود عوف.
ولجرأة الحبشى «طبع كارت» كتب عليه المستشار الخاص للسفير القنصل العام، وقبل تعيينه كان يعمل مقابل أجر من السفارة حتى تم تعيينه ولم يتوقف القنصل عند هذا الحد، بل نشر «خبرا سارا» للجالية بافتتاح مكتب الخدمات القنصلية فرع النسيم، بإدارة السيد المستشار الخاص للسفير وصفى الحبشى بالرياض بشارع أحمد بن حنبل فى يوم الثلاثاء 17 يناير 2012، وهى أول مرة فى تاريخ الدبلوماسية أن تنشأ سفارة مكتب خدمات قنصلية موازية بأختام وأوراق رسمية تلغى الأصلية.
وهكذا أصبح وصفى الحبشى هو السفير وهو كل شىء بالقنصلية وحمل أختام وأوراق السفارة لمدة عامين يفعل ما يشاء ويصدق وثائق السفر الخاصة بالفلسطينيين من سكان قطاع غزة حاملى الوثائق المصرية والمصريين، ويتدخل لحل أزمات المخالفات مع المصريين بالسجون ويساومهم على العودة ويستولى على ممتلكاتهم بثمن زهيد خاصة السيارات لدرجة أنه شحن ثلاث سيارات إلى مصر.
الحبشى كان يعمل فى محل تسويق عقارى بالرياض قبل أن يصل إلى السفارة ويتعرف على القنصل الأسبق حسام عيسى ومخالفات الحبشى لم تتوقف إلى حد أنه كل أسبوع كان يذهب لزيارة السفير فى الفيللا الخاصة به بشارع التحلية ويتسامران، وكان عيسى يقول لكل العاملين بالقنصلية مقولة شهيرة: و«القنصلية كوم ووصفى الحبشى كوم آخر.. وهو عندى أهم واحد فى الجالية»!
وتمكن الحبشى بعلاقاته من تهريب العديد من العمال بطرق غير شرعية منهم خمسة عمال عن طريق إحدى الشركات وحصل منهم على 250 ألف ريال، وكان يحمل ثلاثة هواتف محمولة ويستبدل السيارات.. حتى تم ضبط سيدة حاول تهريبها من مطار الرياض الدولى، وكانت متهمة بالجمع بين زوجين!
واستمر المخلصاتى الشهير بالسعودية فى أعماله حتى وقعت الصدمة الكبرى عندما ضبط أحد مساعدى القنصل بالرياض موظفا بمكتب الخدمات هندى الجنسية وآخر فلسطينى يملكان أختام شعار الجمهورية وأوراق توثيق لمصريين، وعليها أختام مزورة وهما اللذان يعملان مع مدير مكتب الخدمات القنصلية بالرياض.
وكشف الهندى والفلسطينى عن تفاصيل ما يقوم به الحبشى المستشار الخاص لقنصل مصر بالرياض، ومنها تجديد الجوازات منتهية الصلاحية الخاصة بالطلاب لتهريبهم من أداء الخدمة العسكرية والاستمرار حتى تخطى الثلاثين عاما.
وعقب انتشار الفضيحة قرر السفير عفيفى عبدالوهاب سفير مصر بالسعودية إحالة الأمر كله للتحقيق وإيقاف من يثبت تورطه فى قصة وصفى وتحويله إلى جهات التحقيق والقضاء، واختفى وصفى من القنصلية ومن الرياض، بل من السعودية كلها، وظن أبناء الجالية أن زمن وصفى انتهى وأنه يحقق معه فى القاهرة بناء على ما قاله وقتها للقنصل حسام عيسى، إلا أن المفاجأة كانت فى عودة المخلصاتى للعمل بسفارة دولة عربية بالسعودية دون عقاب أو تحقيق!
ومن قصة المخلصاتى التى كشفت مع نهاية عهد السفير حسام عيسى وبداية السفير أشرف شيحة الذى أوقفه عن العمل للغياب المستمر وانتشار فضيحة تزوير أوراق القنصلية مع بداية تولى شيحة العمل بالقنصلية، إلى قصة أخرى من حكايات القنصلية التى لا تتوقف فى غياب تام من الخارجية وكأن القنصلية ليست تابعة لها من قريب أو بعيد.. إلى الأموال التى يتم جمعها وتحول إلى صندوق رعاية المصريين ومنها 3 ملايين ريال من شركة دعاية وإعلام سعودية وتم تجميد المبلغ، وهنا يؤكد إمام يوسف رئيس اتحاد المصريين بالخارج أن هناك أموالا أخرى كانت تدخل إلى القنصلية نتيجة تأجير البوفيه الخاص بها وماكينة تصوير الأوراق وأن الخلافات دبت بين أبناء الجالية منذ تأسيس اتحاد المصريين بالخارج خاصة داخل الصندوق بعد أن سيطر عليه «الإخوان» أيام حكم مرسى وأبرز رجال مرسى الذين سيطروا على الصندوق د. حسن لاشين الذى تولى رئاسة الصندوق، وكان يعمل بالرياض مندوب مبيعات بشركة أدوية، وأثناء حكم مرسى تولى منصب رئيس لجنة تسعير الدواء بوزارة الصحة وعقب فشل حكم الإخوان وقيام ثورة 30 يونيو هرب إلى الرياض مرة أخرى.
وأضاف إمام يوسف أن الإخوان أقاموا اتحادا آخر ضده وهو فرع لاتحاد عام المصريين بالخارج وقادته مجموعة منهم علاء لبيب وأحمد أبوالجود وهو منشد منصة رابعة.
وأكد أن الاتحاد حارب الإخوان فى مصر وفى السعودية وقام بتكريم السفراء الذين دعموا مصر فى أزمتها وهم سفراء السعودية والكويت والإمارات والبحرين والأردن رغم موافقة الجميع وتحفظ السفير عفيفى عبدالوهاب سفير مصر بالسعودية.
وأوضح أن الخلافات بين الجالية يجب أن تحل وندعو الجميع إلى توحيد الصف وحل الخلافات حتى لا تتكرر مثل هذه الأزمات وتظهر حالات نصب على المصريين وغيرهم مثل حالة وصفى الحبشى وأن كل مسئول فى القنصلية يجب أن يعمل لصالح مصر قبل أى شىء، وأن تدخل الإخوان هو سبب الأزمات لدرجة تجميد صندوق رعاية المصريين الموجود منذ عشرات السنين ثم إنشاء صندوق الأزمات لرعاية مشاكل المصريين وعلى القنصلية أن تؤدى دورها تجاه المصريين خاصة حل أزمة الجوازات المميكنة الحديثة.