الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

والزلزال يتكلم ويشكو!

والزلزال يتكلم ويشكو!
والزلزال يتكلم ويشكو!


لا أصدق لعنة الفراعنة.. ولا أؤمن بها أبدا.. وأرى أنها مجرد خرافة أو مجموعة من المصادفات الفاقعة.. وربما كانت تحذيرات غير مباشرة أطلقها لصوص الآثار بغرض إبعاد المتطفلين عن المناطق الأثرية المحتملة.. وحتى لا ينافسهم المتطفل فى التنقيب والبحث عن الآثار!
أؤمن أنا بالعلم والحساب والجغرافيا والطبيعة.. ولا أصدق الخرافات والخزعبلات.. لكنى أقر وأعترف أننى أتوقف كثيرا أمام  بعض الظواهر والحوادث الجبارة.. ولا أجد لها تفسيرا علميا مقنعا.. وأفضل أن أفسرها بالمصادفة الغريبة وخلاص..!
وكيف تفسر سعادتك تلك الوفاة الغامضة للعالم الكندى المرموق «رالف شناينمان» الحائز على جائزة نوبل فى الطب عن أبحاثه فى مكافحة السرطان.. والغريب أنه مات بعد يومين من إعلان فوزه بالجائزة.. والوفاة كانت بسبب سرطان البنكرياس الذى لم يكتشفه سوى فى مرحلته المميتة.. رغم كونه عالما من علماء السرطان!
ومنذ ثلاثين عاما.. فاز العالم الأمريكى «هوارد تمين» بجائزة نوبل عن أبحاثه عن التدخين وعلاقته المباشرة بسرطان الرئة.. وقد طالب العالم المرموق فور فوزه بالجائزة بتخصيص يوم عالمى لمكافحة  التدخين هو يوم 9 فبراير.. الذي لا يتذكره عندنا فى مصر سوى الكاتب المرموق صلاح منتصر.. والغريب والمثير أن العالم الأمريكى المشهور رحل عن الدنيا يوم 9 فبراير التالى لدعوته.. بسبب إصابته بسرطان الرئة.. مع أنه لم يدخن سيجارة واحدة فى حياته.. والأغرب أنه وهو العالم المرموق لم يكتشف المرض وهو يتسلل إلى جسده بالتدريج.. ولم يعرف بالإصابة إلا فى المراحل الأخيرة للمرض.. وبعد فوات الأوان!
المصادفة غريبة وفاقعة.. تشبه الميلودراما الهندية زمان.. وتشبه المسلسلات التليفزيونية التى تعرض على قنواتنا العربية الآن.. ومع أن الأعمار بيد الله.. فإن المصادفة تبدو مذهلة بالفعل.. وتدخل فى باب غرائب الطبيعة!
ومنذ سنوات قليلة.. غادر الدنيا الفانية العالم الأمريكى المشهور فوق العادة «جون جونز» بسبب مرض الإيدز الذى قصف عمره.. دون أن يتجاوز الخامسة والثمانين يا حرام.. والغريب أن جون جونز هو صاحب الدعوة العالمية لتخصيص يوم الأول من مارس فى كل عام.. كيوم للتضامن مع مرضى الإيدز.. وقد رحل العالم الأمريكى بعدها بسنوات فى اليوم الأول من مارس!
ومنذ حوالى خمسة وثلاثين عاما هز زلزال عنيف مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، واختار الزلزال منزل أشهر علماء الزلازل «ريختر» مخترع مقياس الزلازل المعمول به فى العالم أجمع.. ولم يكتف الزلزال بتدمير منزل «ريختر».. وإنما اشتعلت فيه النيران بطريقة غير مفهومة.. والتهمت جميع بحوث ريختر ودراساته وأوراقه المهمة.. والتهمت بالمرة أفلامه النادرة حول الزلازل ولم تكتف بل التهمت صور ريختر العائلية.. وكأنها كانت تهدف إلى القضاء على ذكراه إلى الأبد.. أو كأن الزلزال المدمر كان ينتقم من العالم الشهير الذى كشف أسرار الزلازل.. بل وضع القواعد لقياسها والتنبؤ ببعضها أحيانا، والعالم الآن فى طريقه لوضع أسس التنبؤ بالزلزال.. تماما كما يتنبأ بأحوال الطقس وسرعة الرياح ومدى سقوط الأمطار.
التهم زلزال لوس أنجلوس منزل ريختر إذن.. وتبدو المسألة وكأن هذه المصادفة وغيرها من المصادفات مدبر بدقة.. وكأن هناك لعنة ما قد تصيب بعض العلماء والمكتشفين والرواد.. إذا ما كسروا القواعد وأماطوا اللثام وخالفوا المألوف.. تماما مثل لعنة الفراعنة التى لا أصدقها ولا أؤمن بها.. والتى تبدو وكأنها مجرد مصادفة فاقعة!