طرابيك وسارة.. الحب الحب

فاتن الحديدي
أثار زواج الفنان سعيد طرابيك، 74 سنة، من سارة طارق، الممثلة المغمورة، 35 سنة، ضجة اجتماعية كبيرة وانقساماً بين مستائين من فارق السن بين العروسين.
الكثيرون استفزتهم صور حفل زفاف العروسين التى تظهر السعادة التى يشعران بها، إلى جانب الفستان المكشوف الذى ارتدته العروس، وتجاوزت التعليقات حدود الأدب واللياقة حيث نشر المتابعون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى تعبيرات مثل «ألف مبروك يا جدو، نوصيك بالحبة الذهبية، نيجى نساعدك يا عريس».
فى المقابل رأى الفريق الثانى أن طرابيك رجل محب للحياة، ولم يخطئ ولكنه تزوج على سنة الله ورسوله، وزواجه شأن خاص به ولا يجوز لأحد التدخل فى اختيار أى شخص آخر لشريكة حياته.
الزواج على طريقة سعيد طرابيك، لم يمر بسهولة، للدرجة التى دفعت سعيد نفسه إلى التعليق على ردود الفعل التى لم تكن متوقعة خاصة أنه ليس الأول أو الأخير سواء من الوسط الفنى أو من خارجه الذى يتزوج من شابة تصغره فى السن بعشرات السنوات، قال طرابيك: «أنا منفض دماغى من التعليقات دى، لأنه لن يجتمع أحد على رأى واحد، وأنا ومراتى بنضحك على بعض التعليقات الموجودة، تعليقات ملهاش أى لازمة، ناس بيقحموا نفسهم فى حياتى الخاصة ومع ذلك مش مشغول بكلام الناس ولكن بزوجتى».
وقالت العروسة سارة طارق، رداً على التعليقات الجريئة حول صحة زوجها، بتعليق على صفحتها بـ«فيس بوك» إنه يتمتع بصحة جيدة، ولا تشعر بوجود فارق فى السن بينها وبين طرابيك وأنها رفضت عدداً كبيراً من الشباب، كانوا تقدموا لخطبتها بسبب حبها لسعيد، و«اهبطوا بقى».
الحقيقة أن استنكار زواج طرابيك وسارة، كان أمراً غريباً لأنه لم يكن الحالة الوحيدة، فى الوسط الفنى، حيث تزوج الملك محمد منير مؤخراً من شابة تصغره بنحو ربع قرن، دون أن يستنكر أحد هذه الخطوة من أشهر عازب فى الوسط الفنى، ولكن التعليقات التى سادت الفضاء الإلكترونى وقتها كانت مقتصرة على مشاعر الحسد لتلك التى خطفت قلب منير.
لم يرحم المعلقون المختبئون خلف مفاتيح أجهزتهم الإلكترونية، طرابيك أو زوجته، وكأنه يفرح على حسابهم، أو كأنه خالف مقاييس وقوانين محددة للسعادة.. الإشارات والتعليقات كانت سخيفة ومتجاوزة لحرية الآخرين حيث ظن جميع المعلقين أن من حقهم الإدلاء بآرائهم فى الزواج.
قال البعض «إن العروس، طامعة فى فلوس العجوز طرابيك، وخبرة وفستانها بلدى وتمسك بمروحة تباع فى المترو بـ 3 جنيهات وأن الصور التى التقطتها تشبه الموجودة فى استديو حمادة، وماكياجها أسوأ مما يفعله كوافير سونيا فى الحوارى».
والحقيقة أن مواقع التواصل الاجتماعى، التى تتيح لكل شخص التعبير عن رأيه بمجرد عدة ضربات على لوحة المفاتيح كشفت ضحالة فكرة الحرية عند الكثيرين التى اعتبروها أن وحدهم أحرار فى تجريح الآخرين والتدخل فى أدق شئون حياتهم الخاصة.
لم يكن طرابيك وسارة الحالة الفريدة من نوعها فى الوسط الفنى، ولكنهما فى ذيل طابور طويل بدأ منذ وجود الوسط الفنى على الأقل، حيث تزوج الصحفى عماد الدين أديب، من الفنانة مروة حسين، والتى تصغره بـ30 سنة، وهو ما أثار الوسط الإعلامى والفنى وقتئذ وبرر أديب زواجه بأن الحب لا يعترف بالفوارق.
من أوائل الزيجات الفنية التى كان فارق السن واضحاً بين طرفيها هو زواج النجمة الجميلة ليلى فورى من الفنان عزيز عثمان، والذى شكل وقتها صدمة للكثيرين ليس فقط لعامل السن الذى يتجاوز 30 سنة بينهما ولكن لفارق الجمال بين الاثنين.
ويعد النجم عماد حمدى، من أكثر الفنانين الذين تزوجوا بصغيرات فى السن حيث تزوج من الفنانة شادية التى تصغره بـ 20 سنة، وعندما وصل عمره لـ75 سنة تزوج من الفنانة نادية الجندى، 15 سنة، ورغم تأكيدها أن سر ارتباطهما هو الحب والحنان الذى غمرها به حمدى إلا أن جميع المعلقين أكدوا أن هدفها كان الوصول للشهرة والنجومية.
من الزيجات المفاجئة التى شهدت فارقاً كبيراً فى العمر بين طرفيها زواج الفناة رانيا يوسف، ملكة الجمال السابقة، والتى تربت فى المدارس الفرنسية من المنتج محمد مختار، الزوج السابق لنادية الجندى، كان فارق العمر بين مختار ورانيا يتجاور الـ20 سنة، وقال الأخير إنه يرغب فى الاستقرار وإنجاب الأطفال وهى أمنية والدته.
أما النجم عادل أدهم، فدليل واضح على إمكانية وجود قصة حب كبيرة بين فنان عجوز وبين شابة، حيث تزوج من لمياء السحراوى، ابنه صديقه وكان عمرها 17 سنة، بينما كان عمره نحو 50 سنة، وظل الزواج مستمراً حتى توفى أدهم لم تقبل لمياء الزواج بعده وفاءً وحباً له.
أما النجم محمود عبد العزيز، فيصل فارق السن بينه وبين زوجته المذيعة بوسى شلبى، لنحو 15 سنة.
ويعتبر الشقيقان حسين ومصطفى فهمى، من أشهر متزوجى الفنانات الشابات، تزوج حسين من لقاء سويدان، التى تصغره بـ35 سنة، بينما تزوج مصطفى من الفنانة رانيا فريد شوقى التى تصغره بـ 30 سنة.
وتزوج محمد منير «الملك» من داليا يوسف، وهى شابة نوبية مقيمة بلندن، تصغره بنصف عمره، ولم تستمر الزيجة طويلاً ولكن واقعة الزواج والطلاق السريع لم تحدث أثراً مقارنة بزواج طرابيك.
ولا يقتصر الزواج مع وجود فارق فى العمر على الفنانين الرجال فقط، ولكن النجمات يخضن التجربة بنفس الحماسة، حيث تزوجت الفنانة غادة عبد الرازق من المنتج وليد التابعى، وهو أصغر منها بـ20 سنة.
وتمت خطبة الفنانة اللبنانية إلين خلف من ملك جمال العرب السابق، أحمد صباغ الذى يصغرها بـ 15 سنة، ولكن القصة انتهت بواقعة نصب استولى فيها صباغ على مليون دولار من إلين.
أما الفنانة ليلى غفران، 53 سنة فتزوجت من أنس دعية 24 سنة كذلك فعلت المطربة الجزائرية فلة التى تزوجت من عازف العود العراقى عمر البشير الذى يصغرها بـ20 سنة.
أما أقدم الزيجات التى تمت بين امرأة ناضجة ورجل يصغرها فى العمر فكانت بين تحية كاريوكا ورشدى أباظة والمطرب وليد توفيق وملكة جمال الكون، جورجينا رزق.
وتبدو الفنانة صباح حالة فريدة فى ضرب الأرقام القياسية فى عدد الزيجات بشبان أصغر منها بعدد كبير من السنوات حيث تزوجت الشحرورة من الفنان والراقص فى فرقتها فادى لبنان الذى كان يصغرها بأكثر من 20 سنة، ثم ارتبطت بملك جمال لبنان، عمر محيو الذى كان يبلغ من العمر 25 سنة بينما تخطت هى السبعين.
وتعرضت علاقة الفنان وائل كفورى بعارضة الأزياء السابقة تونيا مرعب، عضو لجنة التحكيم فى برنامجى «استديو الفن وسوبر ستار» لانتقادات لاذعة بسبب علاقتها به، ولكن كفورى قال إن تونيا لا تثير إعجابه وحده ولكنها تثير إعجاب الجميع، وتزوجت المطربة نجوى كرم، من يوسف حرب التى تكبره بـ 12 سنة.
وكان زواج النجمة هيفاء وهبى من رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة، والذى يصغرها بنحو 10 سنوات مثار صدمة للكثيرين.
وتمتد ظاهرة الارتباط بين نجمين بينهما فارق كبير فى العمر إلى السينما العالمية، حيث تمت خطبة النجمة الهندية كارينا كابور للنجم شاهد كابور الذى يصغرها بنحو 5 سنوات، وترتبط باريس هيلتون بعارض الأزياء اللبنانى، رييفر فيبيرى، الذى يصغرها بـ 10 سنوات، وارتبطت المطربة مادونا براقص البريك دانس، الفرنسى من أصل جزائرى ابراهيم زيبات، والذى يصغرها بـ 30 سنة، وكانت متزوجة قبله بالمخرج جى ريتشى الذى يصغرها بـ 27 سنة.
وعبرت النجمة ديمى مور 48 سنة، عن أنها قضت أسعد أيامها مع النجم اشتون كوشنر الذى يصغرها بـ 16 سنة، وتعيش النجمة الشهيرة شارون ستون، 55 سنة، قصة حب مع عارض الأزياء الأرجنتينى، مارتن ميكا، 27 سنة.
وبعد 4 أشهر من انفصالها عن مارك انطونى، بدأت جنيفر لوبيز، علاقتها بجاسبر سمارت التى تكبره بـ 18 سنة، وتزوجت ماريا كارى، النجم نك كتنون الذى يصغرها بـ10 سنوات، وتزوجت الممثلة باربرا هيرشى، من النجم البريطانى نافين اندروز الذى يصغرها بـ 21 سنة وتزوج الممثل الهندى سيف على خان، النجمة امريتا سينج التى تكبره بـ 12 سنة.
وارتبطت المطربة الكندية الشهيرة سيلين ديون، من منتج أغانيها، رينييه انجيليل والذى يكبرها بـ 28 سنة، كانت سيلين مغمورة وقت زواجها وعاشت قصة حب لاتزال مجالاً لحديث الصحف ووسائل الإعلام حتى الآن، لأن الحب الذى جمع بين سيلين ورنيه لايزال مستمراً ومتأججاً .
وارتبط بول مكتارتنى، العازف الشهير بفرقة البيتلز 70 سنة، بنانسى 41 سنة، وتزوج ستيف مارتن، نجم هوليوود، فى سن الـ62 سنة من زوجته آن ستراجفيلد 36 سنة، ويصل فارق العمر بين كيفين كوستنر، وزوجته كريستسن بومجاترنر، لـ20 سنة.
وجمع الزواج بين الممثل الشهير هاريسون فورد، وهو فى الـ60 من عمره وكاليستا فلوكهارت التى تبلغ 38 سنة، وارتبط مايكل دوجلاس بالجميلة كاترين زيتا جونز وهو فى ضعف عمرها، كما ارتبط النجم المحبوب جونى هاليداى وزوجته لاتيتشيا كاستا وفارق العمر بينهما يتخطى الـ40 سنة، حيث اكتشفت لاتيتشيا أنها لا تنجب فقرر جونى أن يتنبنى طفلة من أجلها رغم وجود أبناء لديه من زوجة أخري.
القائمة طويلة حيث ارتبط خوليو اجلسياس وايزابيللا التى تصغره بـ38 سنة، وتوم كروز وكيتى هولمز التى تصغره بـ 20 سنة، وحتى جونى ديب، 54 سنة الذى طلق زوجته مؤخراً من أجل عيون أمبر هيرد البالغة من العمر 29 سنة.
ويرفض علماء النفس تعبير «المصلحة» فى تفسير سر هذه الزيجات ويفضلون كلمة الفائدة فمن زاوية نفسية واجتماعية هناك فائدة للطرفين فالعلاقة بها استفادة عاطفية ونفسية وليست مادية فقط.
وأكد كيد سكود، عالم النفس الألمانى أن زواج رجل أو امرأة بمن يكبرهم فى العمر هو نتاج رغبات لا يستطيع طرف أصغر فى السن تلبيتها وأن هذا النوع من الزيجات هدفه التكامل والتناغم والرغبة فى العيش معاً.
ويضيف: قد تكون هذه الأنواع من الزيجات شائعة فى الأوساط الفنية لكن الأمر يختلف فى حال تطبيقه فى الحياه العادية ويمكن أن يؤدى لنتائج غير مستحبة، لأن وجود فوارق عمرية أكثر من 8 سنوات يجعل الزوجين أكثر حماقة وتتزايد هذه العناصر كلما اتسعت الفجوة العمرية التى تنعكس على أداء أكثر سلبية وتفاوت فى الرغبة وضعف فى القدرة من الطرف الأكبر سنا فيشعر الطرف المقابل بعدم الإشباع وعدم التفاهم والانسجام واختلاف نظرتهما للحياة وتقديرهما للأشياء.