مصر والصين.. علاقات خاصة
احمد حمروش
روزاليوسف الأسبوعية : 27 - 11 - 2010
تجددت خلال هذا الشهر حيوية العلاقات بين مصر والصين.. وهما دولتان تتميزان بحضارة عريقة وعلاقات خاصة.. فقد كانت مصر أول دولة عربية وأفريقية تعترف وتقيم علاقات دبلوماسية مع الصين الشعبية بعد انتصار ثورة ما وتسي تونج وهزيمة شيانج كاي شيك وانسحابه إلي جزيرة فرموزا (تايوان حاليا).. وكانت العلاقة الوطيدة التي قامت بين شوان لاي وزير خارجية الصين وجمال عبد الناصر خلال انعقاد مؤتمر باندونج يونيو عام 1955 هي الأساس في عقد صفقة الأسلحة التشيكية بين مصر والاتحاد السوفيتي، والتي حررت القوات المسلحة المصرية من احتكار الاستعمار البريطاني لتسليح الجيش.
وكانت الصين من أوائل الدول التي أسهمت في دعم منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية التي دعا إلي إنشائها جمال عبد الناصر في أول مؤتمر لتضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية الذي دعا إليه في القاهرة خلال شهر ديسمبر ,.1957 وكان لها مندوب في السكرتارية الدائمة.
وعندما حدثت خلافات فكرية بين الاتحاد السوفيتي والصين انسحبت الصين من منظمة التضامن، وأنشأت لجانا للصداقة مع الدول المختلفة.
ولكن مصر لم تقطع صلتها الشعبية مع الصين.. بل ازدادت وثوقا في عهد الرئيس حسني مبارك الذي قام بزيارة الصين عدة مرات ودفع اللجنة المصرية للتضامن إلي إقامة علاقة مع لجان الصداقة الصينية وسافر وفد إلي بكين في الفترة من 12 إلي 19 مايو عام 1992 ضم عددا من الشخصيات المصرية والعربية منهم، د. علي لطفي رئيس وزراء مصر الأسبق، وعبد العاطي العبيدي رئيس وزراء ليبيا الأسبق، وعدد من الوزراء السابقين المنتمين للجان التضامن العربية إلي جانب شخصيات سياسية بارزة.
كما أن منظمة التضامن لم تقطع علاقتها مع الصين.. بل أقامت علاقات خاصة مع اللجنة الصينية مع السلام ونزع السلاح.. واستمرت هذه العلاقات وطيدة ومتجددة.
وخلال الشهر الماضي أرسلت كل من منظمة التضامن واللجنة المصرية للتضامن وفودا خاصة إلي الصين.. فقد سافر وفد مصري رأسه الدكتور يحيي الجمل ومعه خمسة من أعضاء اللجنة إلي بكين.. وكان في استقبالهم علي سلم الطائرة كل من السيد نيو كانج.. الأمين العام لجمعية الشعب الصيني من أجل السلام ونزع السلاح.. والسيدة شن هوفان.. مديرة جمعية الشعب الصيني من أجل السلام ونزع السلاح.
وتمت عدة اجتماعات مع نائبة الرئيس للجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب ورئيس جمعية الشعب من أجل السلام ونزع السلاح.
ولم تقتصر الزيارة علي بكين.. وإنما سافر الوفد المصري إلي مدينة شنغهاي حيث تم زيارة المعرض المقام هناك والذي ضم جناحا مصريا كبيرا.
وسافر الوفد أيضا إلي مدينة نانجنج العاصمة القديمة للصين وهي عاصمة مقاطعة جانسو وتبعد حوالي 250 كيلو مترا عن شنغهاي.. كما أعدت له زيارات إلي الريف الصيني.. وكان اللقاء الأخير مع السيد فنج زوكو نائب رئيس جمعية الصداقة الصينية مع الدول الأجنبية.
ولاحظ أعضاء الوفد المصري خلال زيارتهم الاهتمام بروح الصداقة التي تربط مصر والصين ويستعيدون دائما موقف مصر التي كانت أول دولة عربية وأفريقية تعترف بالصين الشعبية كما ذكرت وتقيم علاقات دبلوماسية معها.. كما لاحظ أعضاء الوفد حرص جميع المسئولين الذين تم اللقاء معهم علي القول بأن الصين دولة نامية رغم التقدم الملحوظ وارتفاع مستوي المعيشة فهي تحتل المرتبة الثانية في الاقتصاد العالمي، ونسبة الأمية وصلت إلي 4% فقط بعد أن كانت 80%، كما أن نسبة البطالة لا تتجاوز 4% وهي من أقل النسب في العالم.. ونسبة الفقر هي أقل من 3% وفق المعايير الصينية.
وكان لزيارة الوفد المصري إلي الصين مردود في القاهرة، حيث دعت منظمة التضامن السيد السفير سونغ إيقوه، الذي وصل خلال هذا الشهر إلي القاهرة بعد أن كان سفيرا في تركيا، وهو يجيد اللغة التركية.. إلي لقاء عربي، حيث تصادف وجود وفد من لجنة السلم والتضامن الليبية، ووفد من لجنة التضامن المغربية التي تشكلت حديثا، والدكتور عبد الملك منصور سفير اليمن في الجامعة العربية ومندوبها في منظمة التضامن.
وللحديث بقية