الدور السرى لإيران وإسرائيل فى احتلال العراق

أحمد شوقي العطار
نستكمل عرض أهم تفاصيل كتاب وصايا الذبيح «التقى والشيطان فى رسائل صدام حسين» للصحفى الأردنى وليد حسنى زهرة والذى منع من النشر فى الأردن لثلاثة أعوام منذ صدوره عام 2009.. فى الحلقة الأولى كشفنا مخططات أمريكا وإسرائيل من خلال وثائق أمريكية وإسرائيلية لتفتيت الشرق الأوسط، فى الحلقة الثانية عرضنا تفاصيل المؤامرة الأمريكية للاستيلاء على نفط الخليج والعراق، وعرضنا وقائع تزييف الأمريكان لرواية القبض على صدام وتفاصيل أخطر حرب دينية قادها المتطرفون دينيا، جورج بوش وأعوانه لاحتلال العراق من أجل عودة المسيح وكشفنا أيضا التحول التاريخى فى حياة صدام حسين من علمانى قومى إلى إسلامى يسعى لدولة إسلامية مكتملة الأركان.
فى هذه الحلقة نكشف خبايا أكثر عن الحرب الأمريكية فى العراق والدور السرى لإيران وإسرائيل فى القضاء على العراق وتنفيذ المخطط المرسوم مسبقا لتفتيته وإشعال فتيل الحرب الأهلية داخله.
∎ إيران وورقة الشيعة
من المؤكد تماما وبناء على اعترافات عسكريين أمريكيين أن الاحتلال أذكى الفتنة الطائفية فى العراق كما وضع التناقض السنى الشيعى فى واجهة الأحداث ومنذ ما بعد التاسع من نيسان أبريل 2003 أصبح العالم العربى والإسلامى ثم العالم كله يسمع رجع الصدى لهذا الصراع الذى ظل كامنا طيلة عقود بين طائفتين تتناحران بسبب استحقاقات سياسية دفع المسلمون ثمنها منذ القرن الأول للهجرة ليتحول التناحر بين أبناء الطائفتين إلى تناحر سياسى دموى يستند إلى مذاهب التكفير التى نشطت داخل رحم كل منهما ووضع الاحتلال الأمريكى حالة المواجهة بين السنة والشيعة على نار الحرب الطائفية ولم يكن أمامه غير الانحياز لطائفة على حساب الأخرى واختار الانحياز للطائفة الشيعية لأسباب متعددة بعضها له علاقة بحجم التعاون الوثيق الذى بذله الشيعة فى تحقيق النصر الأمريكى على العراق وعلى نظام صدام حسين وبعضها الآخر له علاقة بحجم التوازنات فى العراق وهنا يبرز الدور الإيرانى باعتبار طهران ممثلة للشيعة العراقيين الموالين لها وباعتبار إيران الحليف العظيم لواشنطن فى حربها على العراق وعلى أفغانستان وقدمت لواشنطن خدمات جليلة فى تحقيق نصرها السريع فى العراق من خلال تسكين الشيعة العراقيين الموالين لها وتحويلهم لاحقا لمجرد أدوات للحفاظ على النصر الأمريكى فيما كانت قد بدأت فعليا بإمداد الأكراد فى الشمال العراقى بأطنان من الأسلحة قبل شهر من بدء الحرب.
حيث قام الحرس الثورى الإيرانى بتسليم الأكراد أطنانا من الأسلحة، ولم يكن الدور الإيرانى فى خدمة الاحتلال الأمريكى للعراق دورا ناهضا من فراغ فقد استغلت إيران ونظام الملالى فى طهران تورط واشنطن فى العراق لتقوم بلعب دور استراتيجى بالغ الخطورة تمثل فى تقديمها لنفسها باعتبارها من يملك فقط مفاتيح الأمن فى العراق وباعتبارها وحدها من يستطيع المحافظة على النصر الأمريكى من خلال تسكين الشيعة العراقيين والعمل جنبا إلى جنب قوات الاحتلال لمقارعة المقاومة العراقية السنية كما إنها أبقت عن سابق قصد ورقة الشيعة العراقيين فى يدها لتلعب فى ساحة مواجهتها لواشنطن وللعالم فى حربها الكلامية والإعلامية للحصول على السلاح النووى.
إن طهران وهى تقوم بهذا الدور الخطر جدا فى العراق لم تكن غائبة عن ذهن صدام حسين الذى حذر مرارا وتكرارا من هذا الدور ونصح العراقيين جميعهم بالانتباه والحذر من دور إيران القادم فى العراق وفى المنطقة العربية عموما هذه التحذيرات صدقت سريعا إذ تحول العراق فى استراتيجيات وتكتيكات طهران لورقة ضغط لتحسين شروط تفاوضها مع واشنطن للحصول على السلاح النووى وكان الثمن الذى تقدمه طهران لواشنطن أكثر من واضح وهو الأمن فى العراق الذى أرادت التلويح به باعتباره إما أن يكون جائزة سائغة لأمريكا إذا ما كفت عن العبث معها وأطلقت يديها فى العراق وفى المنطقة وسمحت لها بالحصول على السلاح النووى وإما أن يكون ورقة ضد الاحتلال من خلال تأثيرها وسيطرتها على الشيعة العراقيين وقدرتها الفائقة على تحريكهم ضد الاحتلال فى الوقت الذى تريده وبالطريقة التى ترغب بها.
إن إيران وهى تأخذ دورها الجديد فى العراق من خلال تحالفها الباطن مع الاحتلال وتقديم كل أشكال الدعم له وفى مقدمته إخراج الشيعة من ساحة المقاومة العراقية وتسكينهم فى سبيل تحقيق الأمن لجنود الاحتلال إنما كانت تلعب وحيدة ومنفردة فى العراق ومباركة غير معلنة من أمريكا التى كانت بحاجة لهذا الدور الإيرانى بالرغم من حدة الخطابات والاتهامات بين الجانبين والتى كانت تصل فى بعض الأحيان إلى حدود تقود الآخرين للظن بأن حربا وشيكة بين جيشى واشنطن وطهران ستبدأ على شواطئ الخليج العربى.
هذه اللعبة بين الجانبين لم تكن لتنطلى على رجل مثل صدام حسين ففى معظم رسائله بقى متنبها للدور الذى يمكن أن تقوم به طهران فى العراق لتقدمه جائزة سائغة فى لعبة تفاوضها مع واشنطن، وهو ما أكدته الأحداث اللاحقة سريعا لدرجة لم يعد أمام طهران وأمام ملوك العراق الجدد غير فضح المستور والتأكيد على أن العراق الجديد لن يخرج من عباءة نظام الملالى فى طهران فيما بدأت الأصوات تتعالى فى واشنطن وفى عواصم أخرى محذرة من أن الاحتلال الأمريكى للعراق قضى على نظام البعث ونظام صدام حسين إلا أنه بالمقابل قدم العراق لإيران لتعبث به كما تشاء ولم يتوقف دور إيران عند هذه الحدود فقط فمنذ احتلال بغداد فى التاسع من أبريل سنة 2003 بدأ العالمان العربى والإسلامى يشهدان نهوضا غير متوقع للشيعة وأصبحوا يعلنون بوضوح أكبر وأصوات أكثر حدة وقوة عن ذى قبل عن وجودهم وعن حقوقهم السياسية والطائفية فى بلدان تعرضوا فيها بالفعل إلى ظلم حقيقى وقع عليهم فى عقود سابقه إلا أن احتلال العراق وضع الشيعة العرب بالذات على خارطة الفعل السياسى وأصبحوا بين عشية وضحاها يشكلون نهوضا فى البلدان التى يكثرون فيها.
سقوط بغداد منح إيران جواز سفر مفتوحا لتصبح دولة أكثر تأثيرا فى المنطقة بالرغم من أن قادتها وملاليها اعتمدوا خطابا دينيا وسياسيا إعلانيا للتأثير فى الناس تضمن تهديدا بضرب إسرائيل وتهديدات أخرى لأمريكا كانت كلها فقاعات هواء أمام الناس بينما كانت الأيادى الإيرانية الأمريكية تتصافح بود حميم خلف الأبواب المغلقة.
فى كتابه «فى قلب العاصفة» صفحة 500 يقول جورج تينيت: «الشىء الذى لا نريده هو وجود بلدان سنية تذكى نار التمرد السنى وهو الشىء الذى سيزيد أرجحية اندلاع حريق سنى شيعى أكبر يمكن أن يتجاوز حدود العراق ويهدد المنطقة بأسرها فهناك انبعاث شيعى سياسى فى منطقة الشرق الأوسط ينبغى فهمه وأخذه فى الحسبان فى أى خطط لإدخال إصلاحات سياسية واسعة فى بلدان المنطقة وبهذه الطريقة فقط يمكن إحباط المحاولات الإيرانية لكسب نفوذ سياسى أكبر والتسبب بمزيد من الأذى فى المنطقة، وهذا يتطلب اتخاذ قرارات مدروسة بعناية وعلى عدة مراحل بالاستعانة بالولايات المتحدة فى بعض الأحيان وبدون الاستعانة بها فى أحيان أخرى ولكن لا يمكن أن نكون بعيدين عن هذه العملية».
فى ذات الصفحة من مذكراته يسأل تينيت: هل من الممكن أن يكون هناك تقارب فى المصالح بيننا وبين الإيرانيين؟
ويجيب نفسه: لن نتمكن من معرفة الجواب إلا بعد التحدث إليهم أمام نظرائهم السنة فى المنطقة وإذا ما عارض الإيرانيون الدخول فى مثل هذا الحوار ما الذى نخسره؟
وفى صفحة 449 يقول تينيت: يجب أن تترافق أى زيادة فى القوات الأمريكية مع جهد دبلوماسى مستمر لجمع جميع أصحاب المصالح الإقليميين حول الطاولة، ويجب أن يشمل ذلك الإيرانيين والسوريين، لا علاقة لهذه المسألة بالموافقة على التصرفات الإيرانية التى تؤدى إلى قتل جنودنا فى العراق فهذا سلوك غير مقبول وعلينا التصدى له على الأرض هناك، كما أنه لا علاقة لهذه المسألة بالخوف من طرح إيران برنامجها النووى إذ أنه ينبغى معالجة هذا الموضوع بالطريقة المناسبة وبشكل منفصل، ولا أريد الذهاب بعيدا فى التفاصيل التى لن يتحملها الكتاب هنا فالدور الإيرانى فى العراق أكبر وأخطر بكثير مما يتصوره البعض وقد دفع العراقيون السنة الثمن من لعب إيران فى العراق ولعبها بالوطنية العراقية للشيعة العراقيين من خلال تأثيراتها الدينية ومرجعيتها المذهبية لأبناء الطائفة الذين يرون فى قم بلدا أكثر قداسة من النجف وكربلاء وربما مكة والمدينة وبغداد والعراق نفسه وتلك معضلة التشبع السياسى والدينى الذى أساء تماما لتاريخ الشيعة ونضالاتهم التاريخية المشهودة ضد ظلم الولاة والملوك ولم يعد مكان لصيحة الحسين بن على رضى الله عنهما «هيهات منا الذلة» فى أدبيات حركة النهوض الشيعى السياسى والدينى بعد التاسع من نيسان أبريل 2003 فى العراق وربما خارجه أيضا، أما هذه الصورة التى تعمدنا اجتزاءها واختصارها فكان لابد للطائفة السنية من أن تدافع عن نفسها وعن وجودها ولم يكن أمامها غير حمل السلاح فى مواجهة جيشين اتفقا ضدها، جيش احتلال أمريكى معروف تماما باعتباره عدوا مكشوفا وجيش شيعى مدعوم من إيران يعمل إلى جانب قوات الاحتلال فى محاصرة السنة فى مناطقهم ويعمل فيهم السيف تحت ذرائع شتى بعضها ثأرى والآخر يتعلق بمصالح خاصة لخدمة مشروع سياسى يستهدف إقصاءهم تماما عن كل مؤسسات ومقومات الدولة العراقية.
واستهدفت قرارات بريمر حاكم العراق إبان الاحتلال أبناء الطائفة السنية بالدرجة الأولى لصالح الشيعة والأكراد، مما زاد حدة الفتنة الطائفية بين طوائف الشعب العراقى المختلفة.
ويذكر الكاتب واقعة منقولة من كتاب مذكرات بريمر «عام فى العراق» ليؤكد هذا الطرح، حيث قال بريمر فى كتابه «كانت سياستنا لاجتثاث البعث تستهدف كبار أعضائه الذين يشكلون واحدا بالمائة فقط، لكن الهيئة الوطنية العليا لاجتثاث البعث تحت إدارة أحمد الجلبى وسعت هذه السياسة وفصلت آلاف المعلمين من عملهم، وذلك مناقض لسياستنا - يقصد أمريكا - لأننا سلمنا أن المعلمين كانوا مجبرين على الانضمام لحزب البعث وإلا فقدوا أعمالهم، لذا بعد التشاور مع وزير التعليم قررنا إعادة تعيين نحو عشرة آلاف معلم ممن فقدوا وظائفهم لأنهم كانوا أعضاء فى الحزب بأسرع وقت ممكن، و اشتكى الشيعة بشدة من قرار إعادة المعلمين، واعتبروا أننا خنا مبادىء اجتثاث البعث».
∎ إسرائيل والمساعدة العسكرية
أدى الفشل المبكر فى احتواء المقاومة العراقية إلى البحث عن خطط جديدة وسريعة لتفكيك المقاومة وضربها فى مهدها وقد كشف الصحفى الأمريكى سيمور يرش عن جزء من تلك الخطط التى وضعها البنتاجون مع إسرائيل قائلا فى كتابه «الإدارة الأمريكية العمياء» ص273 أن البنتاجون قام باتخاذ خطوة فى حربه على المقاومة العراقية وذلك بالسعى لطلب مساعدة سرية وفعالة من إسرائيل أقرب حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية فى الشرق الأوسط ووفقا لمسئولين استخباراتيين أمريكيين وإسرائيليين فإن وحدات الكوماندوز والاستخبارات الإسرائيلية عملت إلى جانب مثيلاتها الأمريكية فى قاعدة تدريبية تابعة للقوات الخاصة فى فورت براغ وشمال كارولينا وإسرائيل لمساعدتهم فى التحضير لعمليات فى العراق كان من المفترض أن تعمل قوات كوماندوز إسرائيلية للاستشارة فى أمور معينة سرية عندما تبدأ العملية العسكرية ويضيف هيرش أن التعاون بين أمريكا وإسرائيل كان الهدف منه تدريبى بغرض تفكيك المقاومة العراقية وتم حث الأمريكيين للتشبه بوحدات الكوماندز الإسرائيلية والتى تعمل متخفية فى الضفة الغربية وقطاع غزة بحيث يمكنهم الاقتراب من منزل الهدف، ومن ثم الانقضاض عليه.
وفى مقال مطول لهيرش نشر مبكرا قبل صدور كتابه كشف هيرش تفاصيل ذلك التعاون بين البنتاجون وإسرائيل نشره موقع دنيا الوطن بالعربية، قائلا إن الهدف من هذا الاتفاق تصفية مجموعات البعثيين الذين يقفون وراء الكثير من أعمال المقاومة السرية ضد جنود الولايات المتحدة وحلفائها من خلال تشكيل مجموعة قوة خاصة سميت المهمة 212 وتضم جنوداً من قوات دلتا والقوات الخاصة البحرية ووكالة المخابرات المركزية وقوات أخرى من القطاع الأمنى الخاص وعلى رأس أولويات هذه القوة تحديد المتمردين البعثيين بالاعتقال أو الاغتيال وسميت هذه الخطة اغتيال البشر.
ويشير هيرش إلى التعاون بين وحدات الكوماندوز والمخابرات الإسرائيلية بشكل مكثف مع نظرائهم فى معسكر تدريب القوات الخاصة فى فورت براج شمال كارولينا وأيضا مع إسرائيل للإعداد لتنفيذ العمليات فى العراق ويضيف هيرش أن فشل القوات الأمريكية المتكرر فى الحصول على مصادر معلومات ثابتة وموثوق بها عن المقاومة دفعهم للاستعانة بفريق من كبار مسئولى المخابرات العراقية السابقة وتدريبهم على اختراق المقاومة بهدف الحصول على معلومات عنها مؤكدا فى الوقت نفسة على أن البنتاجون لديه يقين بأن مجرد اعتقال أو اغتيال صدام حسين مع الحلقة المحيطة به لن يوقف أعمال المقاومة ويعود هيرش للمقارنة بين خطة اصطياد البشر التى وضعها دونالد رامسفيلد لتطبيقها ضد المقاومة العراقية وبين برنامج آخر كان البنتاجون قد طبقه ضد المقاومة فى فيتنام والمعروف ببرنامج فينكس، وكان يستهدف اعتقال واغتيال الفيتناميين الذين يعتقد أنهم يعملون مع الفيتكونج أو يتعاطفون معهم وكان اختيار الأهداف يعتمد بشكل كبير على ضباط جيش فيتنام الجنوبية ورؤساء القرى وقد خرجت العملية عن نطاق السيطرة فطبقا لإحصائيات فيتنامية جنوبية رسمية قام برنامج فينكس بقتل حوالى 41 ألف ضحية ما بين أعوام 1968و1972 معظمهم لا علاقة لهم بالحرب ضد أمريكا ولكنهم استهدفوا من أجل الثأر لضغائن وعداوات سابقة.
ويضيف هيرش - نقلا عن ضابط مخابرات إسرائيلى - أن الإسرائيليين حثوا الأمريكان على محاكاة وحدات الكوماندوز الصغيرة التابعة للجيش الإسرائيلى والمسماة مستعرافيم والتى تعمل فى الخفاء داخل الضفة الغربية وقطاع غزة ويقول هيرش نقلا عن مصادره العسكرية أن البعثيين أعادوا تنظيم أنفسهم وهم الذين يوجهون ويقودون العمليات ضد الأمريكان إلا أن هناك اختلافا فى الآراء حول مدى سيطرة حزب البعث على أعمال المقاومة ويقول ضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق أن معظم الهجمات تأتى من البعثيين وهم على علم بأماكن تخزين الأسلحة ولكن كثير من المهاجمين أيضا من أصول عرقية وعشائرية.
وفشلت تلك الخطط أيضا فلم يحقق التعاون الأمريكى الإسرائيلى فى هذا الجانب منجزات حقيقية على الأرض وبدلا من أن تتراجع المقاومة العراقية خطوات للخلف تقدمت لأكثر من خطوة للأمام ولم يعد بد أمام قوات الاحتلال غير العودة مجددا لخيارات التفاوض مع المقاومة العراقية والبحث عن وسطاء لفتح قنوات حوار على مبدأ إشراك السنة فى العملية السياسية وإعادة الآلاف ممن شملهم اجتثاث البعث وتسريح الجيش العراقى للخدمة فى الدولة العراقية الجديدة.∎