الأحد 25 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

خبراء البيئة ينقسمون: غير ضار.. خطير جدا.. و«الفوسفات أصلا مفيد»

خبراء البيئة ينقسمون: غير ضار.. خطير جدا.. و«الفوسفات أصلا مفيد»
خبراء البيئة ينقسمون: غير ضار.. خطير جدا.. و«الفوسفات أصلا مفيد»


جدل لا ينقطع عقب غرق صندل بمياه النيل وعلى متنه 500 طن من الأسمدة الفوسفاتية استقرت فى أعماق «النهر الخالد الصابر» والذى يتحمل كل ما نقترف فى حقه من جرائم ولا يزال يهب مصر الحياة.
الجدل المتصل والحاد أبطاله هم الخبراء الذين انقسموا بين محذر يقرع الأجراس من خطورة شرب الفوسفات إلى مياه الشرب وبين داع إلى التحرك السريع باعتباره وسيلة لاستئصال أية تبعات قد تنجم عن الحادثة، وبين مهون ومقلل من المخاطر يزعم أن «الفوسفات أصلا مفيد».. وفى ظل هذا الجدل البيزنطى يبقى المواطن يطرح السؤال: أين الحقيقة؟
قال د. صبرى على وكيل وزارة البيئة السابق إن الفوسفات له تأثير خطير على الصحة العامة، ويعمل على اختلال وتغيير نوعية مياه النيل التى تستخدم فى الشرب والرى، مما يجعلها ذات خطورة عالية على صحة الإنسان.
وأضاف أن الفوسفات الخام يحتوى على شوائب عديدة منها اليورانيوم المشع ونسبة عالية من النيكل والكروم، وهذه العناصر تعمل على ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السرطان وأمراض الكلى وأشار إلى أن الوزارة تحركت لتنظيف النيل وإزالة الفوسفات من النيل، وأنه لا يوجد حتى الآن خطورة على محافظة القاهرة والدلتا وأن الخطر محصور فى قنا، إلا أنه سيصل للقاهرة إذا فشلت الوزارة فى إزالته، مؤكدا أن الفوسفات من المواد التى من الصعب إزالتها وأن طن الفوسفات يحتوي على 200 جرام يورانيوم وبالتالى فإن 500 طن يحتوى على 10 كيلو جرامات يورانيوم فى النيل وهذا خطير جدا ولكن حتى الآن الوضع تحت السيطرة.
وقلل الخبير المائى، د. نادر نور الدين، من خطورة حادثة اختلاط خام الفوسفات بمياه نهر النيل وأوضح أن الغارق بالنهر خام الفوسفور وليس سمادا فوسفوريا، وهو ضعيف الذوبان ونسبة الفوسفور فيه فى حدود 10٪ وتتطلب إذابته وتحويله إلى أسمدة فوسفاتية بإضافة أحماض مركزة عليه، وبالتالى فلن يؤثر بشكل سلبى على نوعية المياه وأضاف أن المادة الفوسفاتية التى غرقت بالنهر ليست مبيدات فوسفورية لأن المركبات الفوسفورية تكون شديدة السمية عند تصنيعها كمبيدات فقط، وليس صخر الفوسفات الذى كان محملا على ظهر الصندل.
وأكد أن أقصى ما يمكن حدوثه هو زيادة نمو الطحالب على سطح مياه النيل بمنطقة انقلاب الصندل، وهذه الطحالب تستهلك الأكسجين الذائب فى المياه وتمنع أشعة الشمس عن الأسماك، فيمكن أن تموت نسبة من الأسماك بسبب نقص الأكسجين الذى استهلكته الطحالب، وبعد فترة بسيطة تترسب الطحالب فى قاع النهر وتتغذى الأسماك عليها وبالتالى فالتأثير على الأسماك مؤقت وليس دائما وليس هناك خوف من تسرب الفوسفات من صخر الفوسفات لأنه قليل الذوبان ويؤثر على جلد الأسماك فقط ويضرها بشكل مؤقت.
ونوه إلى أن الخطورة الأكبر من صخر الفوسفات أنه يحتوى على مادة الكادميوم كشوائب بكمية كبيرة وبالتالى لو ذاب الكادميوم بكثرة فى مياه الشرب يمكن أن يؤدى إلى أضرار كبيرة بالكبد والكلى للإنسان، إضافة إلى نفوق الأسماك أو إصابتها بتسلخ فى جلودها ونصح محطات مياه الشرب بزيادة الفلاتر الكربونية والرملية وزيادة أكسدة المياه فى أحواض التهوية والأكسدة فى محطات مياه الشرب حتى يتم ترسيب الكادميوم بسرعة وعدم استمراره كذائب فى مياه الشرب.
وشدد مغاورى شحاتة، أستاذ الموارد المائية على ضرورة معالجة الموقف بمنتهى السرعة والحسم، حتى لا تكون هناك تأثيرات سلبية على فتحات ومآخذ محطات المياه والمعالجة، وكذلك التعامل مع الموقف بشكل علمى بإبعاد المياه الملوثة عن مآخذ المياه وتركيب فلاتر، حتى تدخل المياه مرحلة المعالجة دون تلوث وأكد التأثير السلبى للفوسفات على الزراعة والرى، ويمكن معالجة ذلك عند الحقل فى المجارى المائية بسرعة السيطرة عليها حتى لا تؤثر على مجرى مياه نهر النيل، لأن تركيز أى مادة بدرجة أعلى من المطلوب لها تقديرات ضارة على صحة الإنسان والحيوان، لذا لابد من التحرك السريع لتقليل احتمالات المخاطر وإزالتها.
وقال محمد نصر علام، وزير الرى الأسبق، إن الفوسفات مادة سامة، تؤثر على الصحة العامة، وسبق من سنوات أن أقرت اللجنة العليا لحماية النيل عدم نقل مواد خطرة باستخدام السفن، مثل المواد البترولية والكيماوية، وهذا القرار لم يعمل به إلى الآن، وكان يحمى الناس من مخاطر تكرار مثل هذه الحوادث، وطالب بإعادة النظر فى المواد التى يتم تحميلها فى نهر النيل لحماية المستخدم ومنع تكرار الحوادث، وتطبيق خطوات إجرائية تم إقرارها فى السابق فى عام   2010لخطورتها على الصحة العامة.
أحمد شريف مهندس كيميائى متخصص فى مجال معالجة المياه، قال إن حادثة الغرق لا تؤثر على جودة المياه إطلاقا وأكد فى تدوينة له تداولها عدد من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» أن الفوسفات الموجود فى الحجر غير قابل للذوبان فى الماء، حيث يتم استخلاصه عن طريق عمليات صناعية وكيميائية معقدة لاستخدامها فى تصنيع الأسمدة.
ويرى د. محمد سعد عبداللطيف استشارى التغذية أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة القاهرة أن الفوسفات عبارة عن أملاح تمثل العنصر الرئيسى لتمثيل الطاقة بالنسبة للإنسان ومتواجدة بصورة طبيعية فى الطعام، وتضاف لأسمدة المزارع وأعلاف الماشية من أجل التغذية، وهى مادة شحيحة الذوبان فى الماء، ولا تسبب أى ضرر لمياه الشرب.∎