الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الحوثيون خنجر إيرانى فى ظهر الخليج

الحوثيون خنجر إيرانى فى ظهر الخليج
الحوثيون خنجر إيرانى فى ظهر الخليج


يوم بعد يوم يزداد الوضع سوءا فى اليمن السعيد الذى تحول بفعل المتآمرين إلى تعيس ومدمر، ويخشى عليه من الوصول إلى المصير فى سوريا العروبة وليبيا الشقيقة. الحوثيون يتحالفون مع الشيطان نفسه متمثلاً فى الرئيس المخلوع «على عبدالله صالح» و«الإخوان المسلمين» فى اليمن الذين ارتضوا السير فى ركب القوة وضد الشعب منذ اتفاقياتهم مع الحوثيين برعاية قطر أوائل العام الحالى.

«روزاليوسف» حرصت على الاطلاع لما يحدث على أرض الواقع من خلال الحوار مع الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوى الشعبى الناصرى الأستاذ «محمد الرداعى».
∎ بداية: كيف تصف الوضع فى اليمن اليوم؟
- تمر اليمن حالياً بأسوأ مخاضاتها التاريخية فهى تعانى من تصدّعات حادة فى بنيتها الاجتماعية الوطنية شمالاً وجنوباً عبر فشل نظامها السياسى المزمن بالفساد من قبل نخبة حكام صنعاء القبليين الذين خرج اليمنيون عامة ضدهم فى ثورة فبراير التى انتهت لتسوية سياسية مع «نظام صالح»، لكن الأخير عاد بعد عامين فقط بانقلاب يشترك فيه مع جماعة الحوثى الطائفية المدعومة من إيران، وهذا الحلف حالياً ببنيته المناطقية التى تمثل مناطق شمال الشمال وروحه الطائفية التى تمثل مشروع ايران يهدد اليمن الكبير الذى يتكون أكثر من ثلثيه من يمن شافعى فى الوسط والجنوب مهدد بحرب طائفية مفتوحة.. إذ تصر جماعة طائفية على بسط سيطرتها عليه وفرض الانقلاب المناطقى الطائفى بقوة السلاح، وهو الأمر الذى لن يمر دون حروب يمنية مكلفة بدأت نذرها فى محافظتى مأرب والبيضاء القبليتين، حيث تستمر الاشتباكات والمواجهات وسقوط القتلى منذ أكثر من شهر، بينما يعلن الحوثى مع حليفه صالح العزم على التمدد بالغزو نحو الجنوب لاستكمال السيطرة على تعز المحافظة السنية الأكبر ومنطلق ثورة فبراير على موعد مع صدامات ومظاهرات رافضة بقوة للتمدد الحوثى سقط فيها عشرات الجرحى وبعض القتلى منذ يومين.. ومازالت المحافظة تشتعل بالرفض، بينما يتجهز الجنوب بلجانه الشعبية وقواه الاجتماعية لمواجهة الغزو الجديد، ولاتزال فى ذاكرتهم حرب 1994م الأليمة إلى هنا ويبدو المشهد مختلطاً مأساوياً مفتوحًا لكل احتمالات الخراب السورى الليبى.
وحقيقة الوضع فى اليمن بشكل عام يتسم بالغموض الشديد مع بوادر حرب قد تحرق الأخضر واليابس، وتقضى على البنية التحتية للبلد المهترئ أصلاً وسط مشاكل اقتصادية مزمنة وتردى أوضاع المواطنين المعيشية، أما فيما يخص مدينة عدن فهناك تأهب شديد بين المواطنين والساسة على حد سواء وبطرق متعاكسة، فالمواطن يبحث عن تأمين حاجته فى المرحلة القادمة من مواد غذائية واحتياجات العيش الضرورية لمرحلة الحرب وباعتقادى لديهم الخبرة الكبيرة فى هذا جراء تجربتهم السابقة فى حرب صيف .1994
أما فيما يخص الساسة والعسكريين، فهنالك اجتماعات متوالية ولقاءات مستمرة مع شيوخ القبائل لتشكيل حزام أمنى وسياسى والاستعداد لمرحلة الغزو الحوثى والدفاع على كل مناطق جنوب اليمن.
∎ ما هو رأيك فى الدور الذى تلعبه القوى الإقليمية فى الشأن الداخلى اليمنى؟
- التدخلات التى تقوم بها القوى الإقليمية فى اليمن مرفوضة لا يقبلها الشارع اليمنى بتاتاً، وذلك كى لا نعطى فرصة للخارج لفرض شروطه وإملاءاته علينا، ولكن تستمر إيران بالتدخل فى الشأن اليمنى ،وذلك عبر بوابة «صعدة»، ودعم المتمردين الحوثيين بسفن الأسلحة التى تصل تباعاً إلى «ميناء الحديدة» ومؤخراً عبر الجسر الجوى الذى أُقيم بين «صنعاء وطهران» بعدد 14 رحلة أسبوعياً دون تحرك جدى وواضح من مجلس الأمن والأمم المتحدة.
∎ ما هى خطورة سقوط باب المندب ومصادر الطاقة بيد الحوثى على المستوى الداخلى والإقليم؟
- فيما يخص باب المندب على الصعيد الداخلى فلا يوجد له أهمية كبرى،حيث إن منطقة «باب المندب» محلياً تعد منطقة ذات مساحات شاسعة مفتوحة لا يوجد بها مناطق استراتيجية أو منابع نفط ومحطات كهرباء عدى معسكر صغير يحرس المضيق بإمكانيات بسيطة جداً، قد تسقط المنطقة عسكرياً أسرع من أى مناطق أخرى، ولكن احتمالية تحريرها أيضا ستكون أسرع فالموقع محلياً لا يعد ذا أهمية، ولكن لو حدث واستمر احتلاله من قبل الحوثيين سوف يتأثر الاقتصاد اليمنى بشكل كبير والمواطن لن يشعر بهذا التأثير فى الوقت القريب،لكن سوف يتأثر الاقتصاد اليمنى المهدد بالانهيار بسبب مغادرة أغلب الشركات اليمن.
أما بالجانب الدولى، فالموقع استراتيجى مهم جداً وباعتقادى تتوفر له الحماية من الأساطيل الموجودة بالمنطقة، ويحق التدخل العسكرى المصرى السريع ،وذلك لأنه يعد بعدًا استراتيجيًا لقناة السويس تمر عبره صادرات الخليج النفطية، وقد أكد السفير المصرى عدم التهاون فى أمر المضيق واصفاً إياه بالخط الأحمر للأمن القومى العربى، وأى سيطرة عليه من قبل الحوثيين تعنى خطراً مباشراً للمصالح الاقتصادية العربية، أما مصادر الطاقة فسوف تكون محل صراع كبير وسقوطها داخلياً يعنى استخدامها فى سبيل مشروع الموت الإيرانى الذى سيورث اليمنيين الكثير من النكبات وسيهدد أمن المنطقة لكونه ذراع أداة توسع وابتزاز لمشروع السيطرة والابتزاز الإقليمى الإيرانى، سقوط باب المندب تهديد للأمن الإقليمى بشكل عام وسيطرة الحوثيين على باب المندب سيكون لها تأثير كارثى على جميع دول العالم التى تستخدم المضيق، «لكن المتأثر الأكبر ستكون دول الخليج التى ستكون تحت رحمة إيران التى ستكون هى المتحكمة فى الملاحة الدولية من الشرق فى بحر الخليج والغرب فى البحر الأحمر»، فعليهم التحرك وبسرعة..
بالنسبة لمصادر الطاقة فسيطرة الحوثى على قطاع الاتصالات ذات الأهمية سيجعله يذعن للمقايضة بتوفير الخدمات للمواطن، حيث إن الرئيس هادى يملك ضخ النفط وجزء كبير من محطات توليد الكهرباء لذا فبإمكان المعادلة أن تبقى فى إطار المقايضة، أو أن يرضخ الحوثى كاملاً خصوصا إذا افترضنا انقطاع المشتقات النفطية إلى مناطق السيطرة الحوثية.
∎ ما هو الحل الذى يجب على اليمنيين الالتفاف حوله؟
- الحل الأنسب للحالة اليمنية الاستمرار فى حوار جدى يتعهد فيه جميع الأطراف بتنفيذ المخرجات المتفق عليها مع تواجد رقابة إقليمية دولية للإشراف على نقاط التوافق والخلاف وتطبيق تنفيذ المخرجات على الأرض مع ضمان وتعهد عدم الارتهان والاستقواء بالأطراف الخارجية وتلويح مجلس الأمن بفرض عقوبات مباشرة فوراً لأى طرف يخل بتعهداته للقوى الإقليمية تتعدد أدوارها بحسب مصالحها طبعاً، واللافت أن إيران هى القوة الوحيدة التى تعرف ما تريد بالضبط فهى تتبنى استراتيجية توسعية مدروسة واضحة فى اليمن بينما أدى ارتباك الخليج وإهماله أو غياب مشروعه إلى سيطرة الحوثيين على العاصمة، حيث يشكلون خنجرا إيرانيا فى خاصرة الخليج الذى استيقظ فجأة، وشهد منذ مجىء «الملك سلمان بن عبدالعزيز» صحوة خليجية وإن كانت متأخرة.
∎ وهل تعتقد أن تواصل الحوار هو الحل؟
- يجب على اليمنيين بداية الرفض المطلق للانقلاب الطائفى الذى يهدم المشروع الوطنى ودولة المواطنين لصالح المشروع الإيرانى الطائفى،وذلك بالتفافهم حول المشروع الوطنى والشرعية الوطنية ممثلة بمنصور التى عبرها وعبر حوار ناضج يمكن التأسيس لمستقبل وطنى لا تتحكم فيه أسر قبلية ولا سلالات طائفية، فالشعب اليمنى يحتاج لثرواته ليعيش حياة كريمة وآمنة، الحوار الوطنى سقط بسقوط العاصمة فى يد المتمردين وما جرى من ضغوط على الأطراف السياسية للمواصلة بما سمى حوار كان غطاءً أعطى فيه الحوثيون الوقت للتوسع على الأرض وفرض سياسة الأمر الواقع، الاستمرار بحوار فى ظل ما تشهده البلاد هو عبث لا طائل منه سواء كان فى صنعاء أو فى الرياض أو الدوحة، هناك الآن حرب تشن على اليمنيين تحت ذريعة قتال أمريكا وإسرائيل وهناك أطراف دولية منها إيران تدعم هذه الحروب للحصول على مكاسب سياسية وتضع قدمها على المنطقة لذا فإن أى حوار سيتم محكوم عليه بالفشل مقدما.
وفى النهاية فى حال حدوث الحوار الوطنى فلابد على اليمنيين الالتفاف حول وطنهم وأن يكون ولاؤهم لليمن فقط وليس للأحزاب ولا للأفراد، وإن كنت مازلت أعتقد أن الحوار هو الحل لأن الحوار قائم على مبدأ الحوار بالسلاح، ويرفض الحوثيون مغادرة العاصمة وتسليم الأسلحة وهذا يعتبر أكبر معرقل لنجاح الحوار.
∎ هل يعيد الحوار بين الأطراف فى الدوحة أو الرياض الحل؟
- للأسف اليمن مقسم ويشهد حالة من عدم الاتفاق بين المتحاورين يعود إلى عدم الاتفاق بين طهران والرياض لأن كل طرف من الأطراف المتصارعة فى اليمن يمثل طرفًا دوليًا ولا يمثل الشعب اليمنى أو متطلبات بناء الدولة اليمنية.∎