الجمعة 23 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

أنا مُت مع أحمد زكى

أنا مُت مع أحمد زكى
أنا مُت مع أحمد زكى


«محظوظ أننى كنت دوبلير الإمبراطور أحمد زكى فى كثير من أفلامه وفخور جدا لأن الناس ينادوننى بمحمد زكى وكأننى أخوه فعلا بسبب التشابه الكبير بيننا فى ملامح الوجه».
محمد النوبى دوبلير الفنان الراحل أحمد زكى يتحدث لروزاليوسف عن الكواليس والمواقف واللحظات الإنسانية التى جمعته بالإمبراطور على المستوى المهنى والشخصى.


∎ فى البداية ما هو أول مشهد شاركته فيه؟
- أول مشهد أديته معه كان فى فيلم مستر كاراتيه، وفى هذا التوقيت كنا نصور فيلماً آخر وهو فيلم الباشا، وأول لقاء معه عندما كنت أصور بعض مشاهد الأكشن طلب منى الأستاذ مصطفى الطوخى الحضور لمكتب السبكى وقابلنى محمد السبكى وأمعن النظر فى ملامح وجهى وكان مندهشاً من مدى التشابه بينى وبين الفنان أحمد زكى لدرجة أن الكثير من الناس بدأوا يطلقون علىّ اسم محمد زكى، حيث اعتبرونى أخا له وتعرفت من خلاله عليه وتحدث معى وبدأت معه فيلم مستر كاراتيه.
∎ هل هناك مشاهد أديتماها معا؟
- بالفعل هناك مشاهد أديتها أنا وهو فى نفس التوقيت كمشاهد الضرب وأنا مستلقى على الأرض بحكم أننى دوبلير ومن يشاهدها لايستطيع أن يفرق بينى وبينه.
ولم يقتصر دورى فقط على تقديم المشاهد الصعبة والتى يوجد فيها خطورة عليه وإنما كنت أنوب عنه فى مشاهد أخرى بخلفيات من الجنب أو من الظهر وسبب ذلك هو أنه كان يصور فيلمين فى آن واحد.
∎ ما المواقف الإنسانية التى لمستها فى الفنان أحمد زكى؟
أثناء فترة الراحة من التصوير كان يستدعينى ويطمئن على أن الأكل المقدم لى مثل الأكل الذى يقدم له، وكان يسمح لى أن أستبدل ملابسى فى الغرفة المخصصة له، وبعد انتهاء التصوير دائما وأثناء تغيير ملابسنا يضع يده، فى جيبه ويعطينى ما يخرج فى يده فمرة يعطينى مائتى جنيه ومرة أخرى 005، هذا بخلاف الأجر الذى كنت أحصل عليه من المنتج.
وكنت أجلس بجواره فى الجراج أثناء تصوير فيلم «مستر كاراتيه» ومرت أمامنا امرأة بصحبة نجلها الصغير ودخلت علينا موقع التصوير وطلبت التقاط صورة مع الفنان أحمد زكى فأخبرها بأننى أحمد زكى والتقطت مع المرأة وابنها الصور التذكارية، وهناك موقف آخر أثناء تصوير فيلم الباشا وكان يجسد فيه دور ضابط، وكان من المفترض أن يقدم مشهدا يقفز فيه من بلكونة لأخرى فى الطابق الرابع عشر، وكان من المفترض أن أقدم أنا هذا الدور وأثناء قيامى بذلك كان خائفا جدا علىّ لدرجة أنه طلب من المخرج إلغاء هذا المشهد من الفيلم خوفا على حياتى وأصر على ذلك حتى أقنعته وطمأنته بأن الأمور ستسير على ما يرام.
∎ هل استاء المخرجون من التدخلات الكثيرة لأحمد زكى فى الأعمال؟
- لا على الإطلاق فكانت علاقته بالمخرجين ممتازة، وبالرغم من نجوميته الكبيرة فإنه كان يطيع المخرجين فيما يقولونه له وكان يقدم إضافات كبيرة وجملاً وتعديلات على السيناريو، وكان المخرجون يثقون فيه إذا اقترح تعديلات.
وكان يشاهد المشهد الذى يقدمه على المونيتور ويعيد تقديمه مرة واثنتين وثلاثاً، حتى يقتنع به تماما.
∎ هل كانت معاملته معك تختلف داخل وخارج موقع التصوير؟
- داخل موقع التصوير يكون أكثر جدية ولا مجال للهزار وكان ينبه علي الجميع بالالتزام بمواعيد العمل والتواجد فى مكان التصوير فهو يتواجد قبل ساعتين من البدء فى التصوير.
∎ هل انقطعت علاقتك به قبيل وفاته؟
- لا لم تنقطع علاقتى به حتى فى الأفلام التى لم أشاركه فيها، حيث كنت أحرص على التواجد معه فى أماكن التصوير وخارجها حتى أثناء تصويره لفيلم حليم، وتواجدت معه أثناء فترة مرضه.
∎ هل كان حريصا على الاتصال بالناس؟
- أثناء تواجدى معه لم يكن يرد على أغلب الاتصالات ولايرد إلا على ناس معينة وبطبيعته كان شخصية انطوائية ليست لديه صداقات كثيرة.
∎ من هم أقرب الفنانين له والذى كان يتصل به دائما؟
- الفنان ممدوح موافى الذى كان يتواجد فى أغلب مواقع التصوير سواء كان مشاركا بالفيلم أو لا، فعندما يصل أحمد زكى إلى موقع التصوير يتصل به وكثيرا ما كان يمزح معه.
∎ ما حقيقة علاقته بالفنانة رغدة؟
- علاقتهما لاتتعدى كونهما صديقين تلاقيا فكريا وظلت بجواره فى المستشفى فى آخر لحظات حياته وكانت تقابل الناس بالنيابة عنه، وكانت تعتذر لهم فى حالة عدم رغبته بلقائهم.
∎ ما الموقف الذى حدث بينه وبين الفنان علاء مرسى فى كواليس فيلم مستر كاراتيه؟
- استعان المخرج محمد خان بالفنان علاء مرسى ليقوم بدور شقيق أحمد زكى القادم من الريف وكان علاء مرسى يرتدى الجلابية البيضاء ويجلس بجوار الفنان عثمان عبدالمنعم، وعندما رآه أحمد زكى قال له باستغراب أنت مين ومن أين أتيت؟ فأخبره محمد خان بأنه أحد الوجوه الجديدة والذى سيؤدى دور شقيقه فى الفيلم، وقام أحمد زكى بممازحته بعدها.
∎ كيف كان يختار السيناريو المناسب له؟
- أثناء وجوده فى موقع التصوير كان يعرض عليه أكثر من ثمانية سيناريوهات كان يرفض أغلبها، فكان يفتح أول صفحة فى السيناريو إذا تركه فهو لم يعجبه وإذا استمر فى قراءته فإنه انجذب له، حيث كان يحكم على الشخصية من أول سطر فى السيناريو، فهناك شخصيات كان يحب تجسيدها وأخرى يرفضها.
∎ وما هى الشخصيات التى كانت لاتروق له؟
- أنا لم أعرف لماذا قبل دوره فى زوجة رجل مهم رغم أن شخصية الضابط كانت من الشخصيات التى لم يكن يرغب فى تجسيدها وكذلك الشخصيات الديكتاتورية.
∎ ما رأيك فيما يقال أن الفنان محمد رمضان هو خليفة أحمد زكى؟
- محمد رمضان ممثل جيد وقد حاول تقليد أحمد زكى كثيرا، لكنه بدأ يخرج من هذه الدائرة مؤخرا وبدأ يضيف إليها بعض اللمسات من شخصيته.
∎ ما علاقة أحمد زكى بابنه هيثم؟
- مثل علاقة أى أب بابنه وكان يحضره معه فى بعض الأحيان مكان التصوير، وقد حدث ذلك فى فيلم «الباشا» وكان يجلسه بجواره على الرغم من أن أحمد زكى كان لايريد أن يخوض نجله تجربة التمثيل، وكان هيثم يشاهد ما يفعله والده بتمعن واهتمام شديدين، وعند إقبال هيثم على خوض تجربة التمثيل كانت رغبة منه شخصية وليس بقرار أو بتوصية من والده، حيث تبلورت لديه هذه الرغبة بعد أن شاهد مدى النجومية والشهرة اللتين وصل لهما والده ومدى عشق الناس له.
∎ كيف كان يعامل صغار الفنانين أو الوجوه الجديدة أثناء التصوير؟
- كان دائم تقديم النصائح لهم وكان يقدر المواهب الفنية ويعطى أكثر من فرصة للوجوه الجديدة، وعندما يرى أن الوجه الجديد الذى أمامه غير قادر على الأداء بإتقان شديد وبإحساس صادق يطالب المخرج بتغييره.
∎ من هو أكثـر فنان أشاد به من الوجوه الجديدة التى شاركته الأعمال؟
-  الفنان عثمان عبدالمنعم، حيث كان يشيد به كثيرا ويقول عنه إنه يؤدى الأدوار بطبيعته.∎