فتى أحلام البنات وأغنياته لغة الحب فى «فيس بوك»

محمد سعد
ظل عبدالحليم حافظ منذ سطوع نجمه على ساحة الطرب المصرى، فتى أحلام البنات والمثل الأعلى لدى الشباب، ولم ينته ذلك برحيله، بل بقى رمزًا لمعظم الأجيال الحالية، وهو ما نتعرف عليه من خلال استطلاع آراء مجموعة من الشباب والفتيات.
إسلام محمد 26 سنة أحد عشاق العندليب قال لنا: بالرغم من صغر سنى عن جيل حليم، إلا أننى أعشق كلمات وموسيقى العندليب، فتجد أن كلمات كل أغنية يغنيها حليم لها معنى واضحاً وشرحاً مفصلاً لقصة حب أو تجربة حياة، وأضاف: لا يمضى يوم واحد دون أن أسمع أغانى معينة مثل «توبة، أسمر يا أسمرانى، على قد الشوق، جانا الهوا، الهوا هوايا، سواح»، واستطرد قائلا: من يقول إن عبد الحليم انتهى لا يفهم عن الغناء شيئًا، فكلمات حليم أكبر دليل على رقى الطرب القديم والدليل على ذلك جميع العشاق الآن يستمعون له بالرغم من صغر عمرهم وظروف جيلهم الحالى وما به من مطربين جدد، إلا ويستمعون لأغانى حليم لما بها من رومانسية وصدق فى المشاعر وتعبير عن صدق الإحساس، وسيبقى حليم مهما مرت الأيام ملكا على عرش الغناء المصرى والعربى.
أما هبة صلاح 26 سنة فقالت: ما زالت أغانى العندليب موجودة بين أجيال أكبر من 25 سنة، والذى لم تتلوث آذانهم بالأغانى الشعبية فى وقت مبكر، فأغانى حليم هى القصائد والإحساس الذى سيظل يمس كيان مستمعيه على مر الأجيال، وقصص أغانيه ستظل حية مهما مرت الأزمنة، فالساحة الغنائية يوجد بها العديد من الأغانى الطربية، لكن المادة الغنائية اختلفت، ومن الصعب أن يجمع الجميع بين الصوت الجميل واللحن والتوزيع والإحساس بكلمات الأغانى، لذلك يعد من الصعب تعويض عبدالحليم وأنا لدى اعتقاد بأنه لو كان عبد الحليم على قيد الحياة حتى الآن لفشل فى أن يتماشى مع العصر ومتطلبات الشباب، لأن نوعية أغانيه مختلفة شكلا ومضمونا عن ما يقدم حاليًا، فالآن رغبات الشباب وميلهم إلى الطرب اتجه كثيرا نحو أغانى الموسيقى المرتفعة والأغانى الشعبية، وتعد أفضل أغانيه المتداولة فى الوقت الحالى «أول مرة تحب يا قلبى»، أما عن أغنية «تخونوه» فكنت أسمعها من صغرى وأنا فى المرحلة الإعدادية لأنها لها قصة كبيرة معى، أما عن أكثر الأغانى التى أعشقها لحليم فهى «قارئة الفنجان» و«نعم يا حبيبى نعم»، واستطردت قائلة: لم يظهر حتى الآن مطرب يمتلك إحساس حليم فى الغناء وتوصيل الغنوة إلى القلب مثلما نجح حليم فى ذلك.
واتفقت معهما فى الرأى آية مجدى 22 سنة، حيث قالت: حليم مرتبط بالحب وليس شرطا أن يكون حبًا بين اتنين ولد وبنت، فحينما يشعر بالسعادة والراحة النفسية يميل إلى أغانى حليم، حينما أستمع لأغانيه أشعر قد إيه الدنيا كانت حلوة، كان فيها شهامة وخير وحب يعنى إزاى تحافظ على جارتك وزميلتك وقريبتك يعنى إيه تحب واحدة فعلا وتكون صادق معاها فى مشاعرك وكلامك وتكون أقوالك مش عكس أفعالك زى ما بيحصل الأيام دى ودايما بيفكرنا بأيام حلوة ممكن ماعشنهاش فى الحقيقة، لكن بنعشها معاه فى كل غنوة، واستطردت قائلة: حليم هو الصوت الدافى والحنين والذى يظهر فى معظم أغانيه مثل «جانا الهوا، وأول مرة تحب يا قلبى، وأسمر يا اسمرانى».
∎ أفلام العندليب
ويبدو أن أفلام العندليب لم تفارق أذهان الشباب لما بها من رومانسية غائبة عن الدراما الموجودة فى الوقت الحالى.
هبة فرج 27 سنة، قالت: أفلام حليم تحمل معنى جميلاً للفن المصرى وقصص أفلامه واقعية تستحق المشاهدة، فجميع أفلامه عكست الشارع المصرى وحال العديد من شباب وفتيات هذا الزمن، وما زالت أفلامه معشوقة المتابعة لدى شباب وبنات هذا العصر، فلا يوجد فتى أو فتاة فى الوقت الحالى يعيش قصة حب إلا ويتابع أفلام العندليب وأغانيه ومعظم أفلامه حدثت بالفعل مع عدد كبير، فعلى سبيل المثال قصة فيلم «أبى فوق الشجرة» حدثت معى وكنت أشاهد الفيلم بما يعادل مرة كل يوم لما حملت قصته حقيقة حدثت معى شخصيا، واستطردت قائلة: كل أعمال حليم التى جسدها عدد من الفنانين بعد رحيله تابعتها جميعا، فأفلام حليم جسدت كل المعانى والشخصيات البسيطة التى كانت لا تمتلك سوى المشاعر الفقيرة وهذا حال معظم شباب وفتيات هذا العصر.
وأضافت أمل أحمد: جميع أفلام حليم رائعة، فالدراما كانت دراما حقيقية والتى تمثلت فى قصة الفيلم والممثلين ومشاهد التصوير وأنا على المستوى الشخصى كان نفسى أعيش فى هذا العصر وأعاصر هؤلاء المطربين والممثلين الكبار، فأنا أعشق حليم شكلا وتمثيلا وغناءً، وكان من أحلام عمرى أن أقابل حليم، واستطردت قائلة: لم تستطع الدراما الحالية بما تمتلكه من ممثلين ومطربين كبارًا مثل تامر حسنى وعمرو دياب أن تعوض غياب المبدع عبد الحليم حافظ بالرغم من كون تامر حسنى حليم عصره، ولكن بنسبة صغيرة جدا لأننا لا يمكن على الإطلاق تشبيه أحد الوجوه الموجودة حاليًا بأسطورة الغناء العربى والمصرى عبد الحليم حافظ.
لكن أمجد ناجى 22 سنة اختلف معها فى الرأى حيث قال: منذ يومين كنت أشاهد أحد أفلام عبدالحليم وهو أيام وليالى، عبدالحليم نفسه لم يكن الـ«TOP» فى التمثيل والدراما لكن أغانيه المميزة هى من كانت تحيى أفلامه، وهذا سبب تحقيق الإيرادات الكبيرة لهذه الأفلام، فهناك أفلام لم تحمل قصة ولا معنى واضحًا مثل فيلم «يوم من عمرى» مع الفنانة زبيدة ثروت، وبالرغم من ذلك غيرت أغانى هذا الفيلم صورته مثل أغنية «ضحك ولعب وجد وحب» و«ليه فارقته ليه»، وبالفعل كانت أغانى مميزة واستطرد قائلا: ما زال حليم موجودا لدى الجيل الحالى بمختلف طوائفه وأعماره السنية فأغانيه الرائعة وعدد من أفلامه يبقون حليم ذكرى لا تنسى.
وبالرغم من نجاح أعماله الغنائية والفنية وتداولها فى مختلف الأزمنة حتى بين شباب الوقت الحالى، إلا أن لقب عبد الحليم أصبح سبة بين عدد من الشباب.
∎ فتى أحلام الفتيات
مع قدوم أعياد الحب يتردد اسم عبدالحليم حافظ على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك، وتويتر) وتنتشر صوره على صفحات محبيه، وتتداول كلمات أغانيه العاطفية مثل «أهواك» و«قولوله» وغيرها من كلمات الأغانى العاطفية بين العاشقين على رسائل التليفون المحمول خاصة الفتيات حيث يعد حليم فتى أحلام أغلبهن، وترى الفتيات أن حليم صادق الكلمات والإحساس والذى تظهره معظم أغانيه حتى أطلقوا عليه رجل الصوت الدافئ.. علم النفس كان له تفسير لذلك.
الدكتورة منال زكريا أستاذة علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة قالت: كل المجتمعات يوجد بها صورة نمطية فى الشخص الأكثر جاذبية، المجتمعات ترسم صوراً.. هذه الصور لا تقتصر على الشباب فقط أو الإناث فقط، لكن من الممكن أن نقول إن من تتوافر فيه صفات معينة تحبها الإناث يصبح محل اهتمام لديهن ونفس الكلام بالنسبة للشباب، وأضافت: عبد الحليم كان شخصا جذابا للإناث والذكور معا ولعل السبب الأساسى لانجذاب الإناث له وجعله فتى أحلام معظمهن كلمات أغانيه، لأننا كشرقيين حساسين بالتعبيرات الفكاهية لأنها أسهل كلمات تصل إلينا، والسبب الثانى هو طريقة إلقاء الأغنية، وليس الكلام أو الموسيقى فقط، لكن طريقة التعبير الخاصة بحليم جعلت كلماته تصل إلى القلب وخاصة الفتيات والشعور بأنها كلمات من قلب من تحب إليها مثل فتى المسلسل التركى الشهير «مهند»، فالفتيات لم يعشقن مهند نفسه بل عشقن طريقته فى الأداء، وتمنين أن يكون فتى أحلامهن يمتلك نفس طريقة «مهند» فى التعبير.∎