إلى أمى فى عيدها

جيهان المغربي
للأيام سمات ومظاهر وذكريات.. وكان دخول شهر مارس يعنى بدء احتفال المصريين بعيد الأم.. وكانت تلك الأيام تملؤها البهجة والفرحة ولكنها لم تعد كذلك الآن.. ولست أدرى لماذا؟.. فالأم تستحق الاحتفال طوال العام، لكن عيد الأم كان من الأيام المميزة وكانت أغنية فايزة أحمد (ست الحبايب) أشهر أغانى هذا العيد، وكانت المدارس حريصة على تحفيظ التلاميذ نشيد عيد الأم ليقوموا بترديده فى تلك الأيام الجميلة ومازلت أذكر منها.. عيدك يا أمى أبهج أعيادى .. لولاكى يا أمى ما كان ميلادى.. قلبك يرعانى يا بهجة القلب.. وليس ينسانى فى البعد والقرب.. فضلك يا أمى ما فوقه فضل.. فكل خير لى أنت له أصل. وكنا نحرص على الاحتفال بمدرساتنا فى عيد الأم وتقديم الهدايا لهن.. حتى تلك الصغيرة التى فقدت أمها كانت تجد فى تقديم هدية لمدرستها المحبوبة تعويضا لها عن تقديم هدية لأمها.
والاحتفال بالأم ليس بدعة مدنية حديثة تدل على التحضر والرقى، ولكنها دعوة قديمة منذ خلق الله الإنسان وأمره ببر أمه وطاعتها ورعايتها والإحسان إليها.. فعندما سأل سائل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحق الناس بصحبتى قال: أمك.. ثم أمك.. ثم أمك.. ثم أبوك. فللوالدين منزلة كبيرة فى الإسلام وجميع الأديان.. ولعظم شأن الأم فليس هناك من يشغل مكانها بعد رحيلها فمن تلك التى تسأل الله أن يحرمها ويعطيك ويسقمها ويشفيك ويأخذ منها ويعطيك؟.. لذلك إذا ماتت الأم نادى منادٍ من السماء يقول: يا ابن آدم لقد ماتت التى كنا نكرمك بها فاعمل لنفسك نكرمك.
لكن للأسف فإن الأجيال الجديدة تفتقر لمعرفة قيمة الأم ومكانتها فى حياتهم.. كذلك نجد بعض الأمهات لا يقمن بواجبهن مما يجعل الأبناء يشكون منهن، بل يكرهونهن فى بعض الأحيان.. فهلا اهتمامنا بتربية بناتنا أمهات المستقبل، وكذلك اهتمامنا بتوعية أبنائنا بقيمة الأم التى هى ميزان المجتمع ودليل صحته ونجاحه وقديما قال الشاعر (إن الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق).
فليرحم الله أمهاتنا اللاتى فارقن الدنيا ويمتع بالصحة والعافية كل أم فى عيدها وطوال أيام العام.∎