يا شواذ العالم.. اتحدوا

عاصم حنفي روزاليوسف الأسبوعية : 17 - 07 - 2010


دخل صديقنا المربي الفاضل مسيو كلود.. والذي تجاوز السبعين.. إلي القهوة يرتدي فستانا.. فستانا حقيقيا يليق بالنساء ولا يكتفي.. بل وضع أحمر شفايف وبودرة مكياج وتكحلت عيناه.. وفوق هذا كله ارتدي حذاء «كعب عالي» وحمالة للصدر وقد تحلي بالمجوهرات.. امرأة علي سنجة عشرة يعني.. بما يفيد أنه انتصر علي خجله.. وبما يؤكد نجاح الحملة التي يقودها دعاة الشذوذ بمناسبة 8 يوليو.. أو اليوم العالمي للشواذ..!
وتتنافس مدن أوروبا كلها للاحتفال بهذا اليوم العالمي.. تماما كما تحتفل سيادتك بيوم المرأة ويوم الطفل.. يحتفلون هم بيوم الشواذ الذي لم يعد عيبا أو محرما.. وقد تراجع خطر الإيدز.. وعادت العلاقات الشاذة تزدهر من جديد.. وزمان كان الشاذ جنسيا يتعامل مع المجتمع في السر.. في الخفاء.. علي اعتبار أن ما يفعله عيب لا يليق بالناس المحترمة.. أما الآن.. وبفضل جمعيات الشواذ النشطة جدا.. وبفضل جماعات الضغط ومنها منظمات لحقوق الإنسان.. وبأسلوب الخطوة خطوة.. فقط حصل الشاذ علي العديد من الحقوق والامتيازات تتمني سعادتك وأنت العاقل الرزين أن تحصل عليها..!!
الشواذ سعادتك يتقدمون للحكومات المختلفة في العديد من دول أوروبا يطلبون الحصول علي شقة رخيصة الثمن.. من الشقق المخصصة للعرسان الجدد. وحجة حضرة الشاذ أنه سيتزوج جاره أو صديقه.. ومن حقهما الحصول علي شقة.. ولا تنس حضرتك أن هناك العديد من الكنائس خاصة في دول الشمال الأوروبي كالسويد مثلا تسمح بعقد زواج الشواذ داخل الكنيسة.. بل وتبارك الزواج بين الرجل والرجل.. أو المرأة والمرأة..
الخيبة أنهم لا يكتفون أبدا.. بل يتقدمون الآن بطلبات رسمية من أجل تبني طفل.. يعني يتزوج الشاذ من الشاذ ثم يتبنيان طفلا يعلمانه أصول الشذوذ من الألف للياء.. حتي ينعما بالجو الأسري السعيد!!
هذا العام.. وبمناسبة اليوم العالمي للشواذ.. واسمهم في أوروبا ليس الشواذ من فضلك.. اسمهم المثليون.. لأنك لو أطلقت علي واحد منهم لفظ شاذ سوف يرد عليك بأنك الشاذ لأنك لا تعرف ان اسمهم المثليون.. فاحفظ هذا من فضلك.
هذا العام نشطت تماما جماعات الشواذ الأوروبية.. طالبت أعضاءها بعدم الخجل والكسوف والتخفي.. طالبتهم بالخروج إلي النور والإعلان عن أنفسهم.. طالبتهم بتعليق أعلام مميزة فوق بالكونات وشبابيك بيوتهم بما يفيد أن هنا يسكن أحد الشواذ ولا يخجل من ذلك..!
وفي خطابات رسمية إلي المنازل والبيوت.. طلبت الجمعيات من حضرات الشواذ الإعلان عن أنفسهم والخروج في 8 يوليو للطريق العام بالزي الذي يتمنونه.. وأن الرجل من حقه أن يرتدي ملابس امرأة.. في حين أن الأنثي تستطيع ارتداء ملابس الرجال.. حاجة سكلانس يعني..!
ومع أن الوحدة الأوروبية قد وحدت ما بين الشعوب.. إلا أن النعرات المحلية لا تزال تطل برأسها.. وكيف تفسر سعادتك أن مدينة برلين تدعي أنها عاصمة الشواذ الأولي في أوروبا.. في حين أن لندن تؤكد أنها العاصمة المتوجة.. لتغيظ باريس التي تقسم أنها تضم العدد الأكبر من الشواذ ليس في أوروبا وإنما في العالم أجمع.
وخد عندك استعراضات 8 يوليو.. التي تنقلها تليفزيونات أوروبا علي الهواء مباشرة.. تستعرض فيها كل مدينة جهودها من أجل تقديم حياة أفضل لحضرات الشواذ.. في دعوة منها إليهم للإقامة والاستقرار فوق أراضيها...
في جنيف السويسرية .. خرج المربي الفاضل المسيو كلود من بيته قاصدا القهوة معلنا عدم كسوفه من كونه شاذا.. بعدها شارك في الاستعراض الكبير الذي طاف بحيرة جنيف وشاهده 300 ألف مواطن.. استعرض فيه الشواذ علي المكشوف أحدث اختراعات العلم لتكبير المؤخرات وتضخيم الأرداف وإبراز المفاتن.. وقد رفع الاستعراض صور الأخ فيليب جان ميشيل صاحب الصوت الأعلي من أجل الإقرار بحقوق الشواذ..!!
رحم الله قاسم أمين محرر المرأة العربية.. وعاش المسيو فيليب.. محرر شواذ سويسرا.. والذي يسعي لتحريرهم في العالم أجمع!!