2015

هناك من المبشرات ما يجعلك تأمل أن يكون العام الجديد 2015 عاماً أكثر سعادة من العام الذى سبقه.. ففى الأسبوع الأول منه أحيا المسلمون فى جميع أنحاء العالم ذكرى مولد النبى محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين الذى أرسله الله رحمة للعالمين بتذكير المسلمين بسنة رسول الله ووجوب اتباعها والسير على هديها، وما هى إلا أيام قليلة واحتفل المسيحيون فى الشرق بعيد الميلاد المجيد فى ذكرى مولد المسيح عليه السلام رسول المحبة والرحمة.. فما أجمل أن يحتفل أصحاب أكثر ديانتين انتشاراً فى العالم بمولد أنبيائهم رسل الله فى مثل هذا الموعد المتقارب فى بداية عام جديد.. حيث يبلغ تعداد المسيحيين فى العالم 2,2 مليار نسمة أى نحو ثلث سكان العالم، ويبلغ تعدد المسلمين 6,1 مليار نسمة بنسبة 2,23٪ من سكان العالم ووفقاً لموسوعة جينيس فإن الإسلام هو الديانة الأسرع نمواً فى العالم.. وبالمناسبة يبلغ تعداد اليهود فى العالم حوالى 14 مليون نسمة بنسبة .2٪ من تعداد السكان، وبذلك يصل عدد سكان العالم من معتنقى الديانات السماوية الثلاث إلى نصف تعداد البشر على الكرة الأرضية أو أكثر قليلا والبالغ عددهم 7 مليارات نسمة، أما النصف الآخر فمن أصحاب الديانات والمعتقدات الأخرى غير السماوية.
فإذا كان أصحاب الديانات السماوية الثلاث المؤمنون بوجود رب للكون لا يزيد تعدادهم على نصف سكان الكرة الأرضية فلماذا هذا التطاحن بين أتباع هذه الديانات الثلاث؟ ولماذا لا يسعى أتباع كل رسول بالعمل بما جاء به نبيه صاحب الرسالة، فلا توجد رسالة سماوية على الأرض إلا ودعت إلى نشر السلام والأمان وتعمير الكون وعبادة الرحمن؟ لكن العيب ليس فى الرسالات، ولكن فى أتباعها من محبى الدنيا والسلطة والمال والملك متناسين أنهم فى النهاية سيقفون بين يدى الله ليسألهم عما فعلوا فى دنياهم وهل أصلحوا أم طغوا فى الأرض، وكل نفس بما كسبت رهينة.∎