قصة الثراء المفاجئ للقس الذى يكرهه الأقباط

روبير الفارس
تمثل ثنائية البابا والسكرتير ذكرى سيئة فى وجدان الأقباط. ويعود ذلك للأعوام التى جلس فيها البابا يوساب الثانى على سدة الكرسى المرقسى. وأصبح سكرتيره الخاص «ملك جرجس» كل شىء، والمتحكم فى كل شىء، بدءا من تحركات وقرارات البطريرك وحتى رسامة الآباء الكهنة، الأمر الذى أثار الأقاويل العديدة. وتسبب فى ضيق المجمع المقدس وحركة جماعة الأمة القبطية.
حيث قرر المجمع المقدس إعفاء البابا أو عزله وقامت جماعة الأمة بقيادة المحامى إبراهيم فهمى هلال بتنفيذ القرار ونقل البابا إلى دير مارجرجس للراهبات بمصر القديمة - وهو ما عرف إعلاميا بخطف البابا يوساب 1954 - واستمر الوضع من سيئ إلى أسوأ وظل البابا فى المستشفى القبطى حتى رحيله فى .1959
تأتى ذكرى ملك الآن مع الدور الضخم الذى يقوم به القس إنجيلوس إسحق سكرتير البابا تواضروس الثانى. الذى يمتلك ثقة رهيبة من البابا تجعله يتصرف بعجرفة ترجع لمكانته عند البابا الذى يغضب لأى شكوى ضده الأمر المحير للكثيرين فلماذا يتمسك البابا بهذا السكرتير الذى بالفعل يسبب مشاكل كثيرة له وللكنيسة. وقد صدر أكثر من مرة خبر إقالته نشرته الصحف ثم تم التراجع وتكذيب الأخبار؟
∎ ملك وإنجيلوس
القس أنجيلوس إسحق والشماس ملك، وجهان لعملة واحدة فى عصرين مختلفين، وكلاهما استقدم ليكون بجوار البابا البطريرك (البابا الـ115 الأنبا يوساب الثانى - والبابا تواضروس الثانى البابا الـ118) وكلاهما لم يأت للبابوية راهبا بل أسقفا؟ وهى نقطة خلافية، وهناك قوانين كنسية كثيرة قائمة ترفض رسامة الأسقف وتجعله بطريركا ومازال فكر هذه المدرسة سائدا، ولكن كلاهما كان أسقفا فى إيبارشية، الأول كان أسقفا مجلسا لإيبارشية جرجا، والثانى أسقفا عاما مساعدا على إيبارشية البحيرة؟
الأول استقدم شماسه ملك ليكون مساعدا له لأنه موضع ثقة ومحبة، والثانى استبقى تلميذه فى مدارس الأحد - تكشف الصورة المرفقة عن العلاقة القديمة بين القس إنجيلوس والبابا قبل دخولهما مجال الكهنوت - والمستقدم فى فترة القائم مقام ومطران البحيرة الأنبا باخوميوس، استبقاه السكرتير المعجزة.
وكل من (الشماس ملك - القس إنجيلوس إسحق) عمل ظلا للبابا، يأمران بكل شىء وتنفذ أوامرهما فى الرسامات والتجريد وإدارة شئون الكنيسة، وآخر وقائع القس إنجيلوس التى تسجل للتاريخ حضوره آخر جلسة رسمية لأعضاء المجمع المقدس وكلاهما وقعا على قرارات مجمعية مع المطارنة والأساقفة، وكما كان ملك يمرر رسامة الأساقفة والكهنة وكل المشروعات، هكذا يفعل القس أنجيلوس إسحق. الذى أحضره الأنبا باخوميوس معه فى فترة القائمقام. ولم يكن بهذه الصورة من القوة والغطرسة نظرا للشخصية القوية للأنبا باخوميوس. ولكن بدأ التحول الحقيقى فى شخصيته عندما أدرك أنه قد أصبح سكرتير البابا. لقد أغره المنصب وأصابه بالخيلاء. فلم يكن يتخيل أنه سوف يصبح فى هذه المكانة قريبا من بابا الكرازة المرقسية بكل ما يعنيه هذا اللقب من معنى ولكن هذا هو الواقع الآن، فلماذا لايتكبر ويدخله الغرور فيغلق التليفون فى وجه الصحفيين والدبلوماسيين. ويشتكى منه الأساقفة والكهنة. والبابا لايسمع. والغريب عندما تكون الشكوى فى حضوره يضحك هذا السكرتير فى لامبالاة واستهتار. وكأنه يدرك أن البابا لن يفعل شيئا.
∎ الرسائل الغامضة
من ناحية أخرى انهالت رسائل غامضة على صحفيى الملف القبطى كلها حول التغير فى النعمة الظاهرة على القس المعجزة والذى صار الكل فى الكل وخاصة فى تحديد المواعيد والمقابلات مع البابا. رسائل تتحدث عن هدايا منها سيارة أحدث موديل قدمها رجل أعمال قبطى معروف (عصمت ناثان) وساعات ذهبية ـ واجهته بمضمون هذه الرسائل فنفاها بنفس الغطرسة - واستمر فى استخدام النفوذ وازداد فى الثراء والتوغل. خاصة أن هناك مترددين على المقر البابوى يحملون هدايا وأظرف لايعرف لها حساب ولا كشف تبرعات. الأمر الذى أثار ضده بعض أعضاء المجمع المقدس وناقشوا الأمر مع البابا طالبين عدم فرض هذا السكرتير على الكنيسة بسبب علاقة البابا القديمة به. وخاصة أن هناك حالة غضب عامة شملت الأقباط ككل من القس إنجيلوس بعد اعتدائه على رهبان دير القديس أبومقار السكندرى.دون مراعاة لمكانتهم الروحية ولا أعمارهم.
وكما كان يفعل ملك سكرتير البابا يوساب فى رسامة الكهنة هاهو القس إنجيلوس يتدخل فى رسامة الكهنة. حيث تمت رسامة قريب له فى آخر رسامات قام بها البابا تواضروس بالإسكندرية الأسبوع الماضى. وهذا الكاهن القريب للقس إنجيلوس عمره 26 عاما. الأمر الذى يخالف اللائحة التى أقرها البابا تواضروس بنفسه والتى تحدد رسامة الكاهن بسن تبدأ بـ30 عاما؟؟!! فهل لأجل عيون إنجيلوس يخالف البابا اللائحة التى نتباهى بها كأول لائحة وضعت لأجل رسامة الكهنة!
كما أن هناك صديقا له تم ترشيحه وفرضه للرسامة بالقاهرة؟
∎ شهوة الإعلام
وإلى جانب الملفات الشائكة والثراء الكبير. يستفز القس إنجيلوس الأقباط بشهوة الظهور الكبير فى كل صور البابا ضاربا بالبروتوكول عرض الحائط لدرجة أنه قام بالتصوير مع ملك النمسا الأمر الذى أثار سخط الأقباط. كما أن القس إنجيلوس دائما وأبدا ما ينظر إلى الكاميرا بعينيه المبحلقتين. دون النظر إلى من يتحدث إليه فيهمل بذلك شخص الناظر، الأمر الذى يظهر الصور فى وضع سيئ. ولاندرى هل يدرك البابا أن الأمر ليس بالعناد ولا بمجاملة تلميذ مدارس الأحد الذى لم يتعلم منه التواضع والوداعة والمحبة والابتسامة الحانية.
وإن الكنيسة فى حاجة إلى سكرتير علمانى يجيد التعامل مع المتعاملين مع المقر البابوى من كل الفئات. والآباء الأجلاء أعضاء المجمع المقدس. ويجيد اللغات والبروتوكول.∎