الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قراءة فى انتخابات 2014 من واقع دفاتر 2012

قراءة فى انتخابات 2014 من واقع دفاتر 2012
قراءة فى انتخابات 2014 من واقع دفاتر 2012


يتأهب المصريون لموعد جديد يومى 26 و27 مايو لتحديد رئيس الجمهورية بعد الـ30 من يونيو بعد أن سبق أن شهدوا هذا الحدث فى انتخابات 2012 عقب ثورة يناير المجيدة والتى كان الصراع فيها على أشده بين المرشحين فى الجولة الأولى والثانية، ونظرا لاختلاف المزاج العام للمصريين بين مؤيد للتيار الدينى أو مفضل للتيار الثورى ومنتم إلى النظام القديم أو للخلفية العسكرية أو حتى مقاطع لعدم الاقتناع بالمرشحين الحاليين.
 
يتوقع أن تتفاوت أصوات المصريين فى شتى محافظات مصر وإن كان هناك من هو أوفر حظا من منافسه، وبالنظر للمرحلة الأولى فقد خسر المرشح السابق- الحالى- حمدين صباحى المعركة مع أحمد شفيق ومحمد مرسى رغم أنه حاز على أصوات محافظات كثيرة ولكنها ليست كثافة سكانية عالية مقارنة بالمحافظات التى صوتت للمرشح ذى الخلفية الإسلامية محمد مرسى وبالتالى خسر معركة الجولة الأولى وخرج مرشح الثورة كما أطلق عليه مؤيدوه من سباق الرئاسة وأصبح المصريون بعدها فى وضع لا يحسدون عليه خلال جولة الإعادة بين محمد مرسى وأحمد شفيق، فالأول يرى جزء من المصريين أنه غير مناسب لأنه ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين وما أدراك ما جماعة الإخوان المسلمين والطرف الآخر وهو أحمد شفيق المحسوب على نظام مبارك الذى قمع المصريين 30 عاما ومارس النهب والسرقة لخيرات البلاد وما كان للمصريين إلا أن يختاروا بين السيئ والأسوأ ومن هنا بدأ عصر الليمون وذهبوا إلى صناديق الاقتراع وهم فى أنفسهم غير راضين عن مرشحهم مائة بالمائة، وهناك طرف آخر من مؤيدى المرشح حمدين صباحى ومن الشباب الثورى أثروا مقاطعة جولة الإعادة وقاموا بوقفات احتجاجية!! 
 
وربما النظر إلى نتائج انتخابات 2012 يرسم لنا خريطة تصويت 2014 فالمشاركة فى الجولة الأولى لانتخابات 2012 ومن إجمالى 51 مليون صوت- هم من لهم حق التصويت- كانت نسبة 23 مليونًا و265 ألفًا و516 صوتًا صحيحًا بنسبة 42,46٪
 
والطابع الدينى كان مسيطراً على عملية الانتخابات فى الجولة الأولى، حيث حصل التيار الدينى المتمثل فى محمد مرسى وعبدالمنعم أبوالفتوح على نسبة 57 فى المائة من إجمالى التصويت على الـ5 مرشحين الذين تركزت عليهم معظم الأصوات وهم أحمد شفيق وعبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحى ومحمد مرسى وعمرو موسى حصل التيار الإسلامى على أعلى نسب فى التصويت بما مجموعه 57٪ من الأصوات.
 
والملاحظ فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية لعام 2012 أن المحافظات كثيفة السكان كالقاهرة والجيزة ومعظم محافظات الدلتا هى التى رجحت كفة أحمد شفيق ومحافظات الصعيد هى من رجحت كفة محمد مرسى على باقى المرشحين وأوصلتهما لجولة إعادة.
 
ورغم فوز المرشح حمدين صباحى كأعلى نسبة تصويت فى عدد من المحافظات بلغ 5 وحلوله ثانيا فى محافظات أخرى إلا أن هذه المحافظات ليست كثيفة السكان باستثناء القاهرة، حيث حصل على 4 ملايين و820 ألفًا و273 صوتًا وبالتالى لم يسعفه تصويتها له ليصل لجولة إعادة.
 
وكان للمحافظات التى ينتمى لها بعض المرشحين مواقف مغايرة. فمحافظة مثل كفر الشيخ والتى ينتمى إليها حمدين صباحى كانت وفية له وأعطته أعلى نسبة تصويت حيث أعطته 486662 صوتا مقابل 133932 للمرشح الذى يليه ومحافظة أخرى كالشرقية والتى ينتمى لها محمد مرسى وكان مقيما بها لم تعطه أعلى نسبة فى جولتى الانتخابات حيث أعطت الفريق أحمد شفيق فى الجولتين!
 
وفى جولة الإعادة كانت محافظات الصعيد وفية لمحمد مرسى وأعطته نسبة أعلى من أحمد شفيق وهى التى رجحت كفته فى الفوز بنسبة 1و51 مقابل 9و48 لأحمد شفيق بعد تقاسم أصوات باقى المحافظات بينهما.
 
أكثر محافظة مشاركة فى التصويت هى العاصمة بـ3 ملايين و385 ألفاً و296 صوتاً يليها الجيزة 2 مليون و263 ألفاً و730 صوتاً ثم الشرقية بمليون و929 ألفاً 849 وأقلها الوادى الجديد وجنوب سيناء بنسبة 62949 و24 ألف .797
 
ولتحليل انتخابات 2014 فى ظل الأرقام السابق ذكرها كان لنا حوار مع عدد من الخبراء السياسيين ..
 
 الدكتور بشير عبدالفتاح الخبير السياسى ورئيس تحرير مجلة الديمقراطية يرى أن نسب المشاركة فى الانتخابات فى جميع دول العالم وفى أكثر الدول ديمقراطية تتراوح من بين 30 إلى 60 بالمائة ويتوقع أن نسبة المشاركة فى انتخابات 2014 ستكون من 35 إلى 40 بالمائة أى أنه سيشارك من 20 إلى 23 مليوناً ناخب داخل مصر ويتمنى أن تزيد نسبة المشاركة عن هذا الرقم ويضيف عبدالفتاح: هذه النسبة إلى حد ما معقولة لدولة تشهد خلال 3 سنوات حوالى 7 استحقاقات انتخابية وهذا يمثل عبئا انتخابيا كبيرا ولا يوجد شعب فى العالم يستطيع تحمل انتخابات متعاقبة فى أزمنة قصيرة وبسبب الضغوط الهائلة على المواطن المصرى وصعوبة عملية تأمين الانتخابات والإجراءات التى تعقد تصويت الوافدين.
 
وبالنسبة للسلوك التصويتى للمصريين قياسا بانتخابات 2012 أكد عبدالفتاح أنه لا يمكن مقارنة سلوك المصريين فى 2012 بما سيكون فى 2014 نظرا لتقلب مزاجهم العام وللأوضاع السياسية الجديدة التى فرضت نفسها على الساحة.
 
أما محافظة كفر الشيخ والتى ينتمى إليها المرشح حمدين صباحى والتى رجحت كفته فى انتخابات 2012 فيرى عبدالفتاح أن المحافظة ستنقسم على نفسها بين مؤيد ومعارض لصباحى ومقاطع للانتخابات لأن المحافظة يوجد بها إسلاميون وفلول وثوريون ومن سيصوتون لصباحى بقوة هم أبناء الدائرة التى ينتمى إليها ولكنه سيكون حاضرا بقوه بنسبة تصويتية عالية فى محافظته.
 
كما أن تصويت محافظة الشرقية فى انتخابات 2012 لأحمد شفيق على حساب محمد مرسى والذى يعتبر من أبناء المحافظة والمقيم بها خير دليل على أنه ليس من المسلمات أن تعطى المحافظة المرشح من أبنائها.
 
وعن نسبة الـ 57 بالمائة والتى أعطت مرشحى التيار الدينى متمثلة فى محمد مرسى وعبدالمنعم أبوالفتوح أشار عبدالفتاح إلى أن الإسلاميين حاليا ليسوا على قلب رجل واحد، تجلى هذا فى وجودهم فى أكثر من فئة كالسلفيين والتحالف الرسمى لدعم الشرعية وإخوان بلا عنف ويرى عبدالفتاح أن الاتجاه العام لديهم هو مقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة بها وهناك شريحة سوف تشارك فى الانتخابات وستصوت لصباحى حتى تقلل من فرص فوز السيسى أو أن تفقد السيسى فوزا ساحقا بعد أن كان عليهم تهكم كبير بأن محمد مرسى فاز بنسبة ضئيلة وهى 51 ٪ وبالنسبة للسلفيين فهم مع تحالف دعم الشرعية أما قيادتهم فمن المرجح أنهم سيصوتون للسيسى.
 
وعن المزاج العام للمصريين وحرصهم على الذهاب لصناديق الاقتراع أكد عبدالفتاح أن الأحداث التى تلت 30 يونيو من عنف الإخوان والعمليات الإرهابية الموجهة للمصريين تزيد حرص المصريين على الذهاب لصناديق الاقتراع حتى تستقر الأمور فى البلاد رغم كثرة الاستحقاقات الانتخابية المصريين والتى جعلت بعضهم يقل شغفه بالذهاب لصناديق الاقتراع، وهذا هو السبب الذى سيقلل المشاركة نسبيا فى انتخابات .2014
 
وعن المحافظات كثيفة السكان كالقاهرة والشرقية والدقهلية والتى أعطت أحمد شفيق أصواتا على حساب محمد مرسى يرى عبدالفتاح أن هذه المحافظات سيكون لها دور بارز فى ترجيح كفة أحد المرشحين.
 
وبالنسبة لمحافظات الصعيد والتى أعطت أصواتها لمحمد مرسى فى جولتى انتخابات 2012 أكد عبدالفتاح أن الطابع الذى سيغلب عليهم هو مقاطعة الانتخابات، ورغم ذلك فهناك مؤيدون لكلا المرشحين هناك خاصة كبار السن، والمقاطعة ستأتى من الشباب والمرأة.
 
 الدكتور أيمن عبدالوهاب الخبير السياسى ورئيس تحرير مجلة أحوال مصر يشير إلى أن هناك صعوبة فى تقدير الأعداد المشاركة يرجع إلى عدم استقرار فصيلين وهم الإخوان والتيار السلفى فى المشاركة وتوقع ألا تتعدى نسبة المشاركة فى انتخابات 2014 عن 23 مليون ناخب.
 
ويرى عبدالوهاب أن فوز الرئيس القادم بنسبة كبيرة فى الانتخابات الرئاسية سيعطى له نوعا من الدعم المعنوى، خاصة مع انخفاض صلاحيات الرئيس فى الدستور المستفتى عليه أخيرا وانقسام سلطته مع البرلمان ولو أتى الرئيس بنسبة قليلة ستكون هذه من عوامل القيد المفروضة عليه فى تطبيق وجهة نظره ورؤيته للمرحلة القادمة.
 
وتوقع عبدالوهاب أن الفائز فى انتخابات الرئاسة لعام 2014 سيحصل على 70 بالمائة من إجمالى نسبة التصويت.
 
وأضاف عبدالوهاب أنه من المحتمل أن تميل محافظات بعينها إلى مرشح معين سواء السيسى أو صباحى، وذلك حسب المزاج العام لأهل كل محافظة تجاه كل مرشح وليس معنى أن محافظات الصعيد خلال انتخابات 2012 أعطت أصواتها لمحمد مرسى على حساب أحمد شفيق بأن تعطى أصواتها لصباحى على حساب السيسى أو أن تقاطع وهناك حقيقة يجب الأخذ بها وهى أن الصعيد لم يشارك أو كانت مشاركته محدودة فى ثورة 25 يناير بينما فى 30 يونيو كانت هناك مشاركة كبيرة من محافظات الصعيد، مؤكدا أن المحافظات كثيفة السكان كالقاهرة والجيزة والدقهلية والشرقية سيكون لها الدور الأبرز فى حسم نتيجة الانتخابات خاصة إذا حصل أحد المرشحين على أصوات كبيره فيها على حساب محافظات قليلة السكان كالوادى الجديد والبحر الأحمر.
 
وعن إعطاء مرشحى التيار الدينى لـ57 فى المائة من المصوتين فى انتخابات 2012 وتاثير ذلك على 2014 أكد عبدالوهاب أن هناك نسبة من الشباب قامت بالتصويت لأبوالفتوح وليس كل الإسلاميين وهذا يعنى أن بعض هذه الفئة ربما سيعطى أحد المرشحين على حساب الآخر ولن تقاطع الانتخابات وباقى هذه النسبة مقسمة بين مقاطعين ومصوتين لصباحى والتيار السلفى ستكون مشاركته متذبذبة.
 
الدكتورمحمد السعيد إدريس أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية يرى أن المشاركين فى انتخابات 2014 سيكونون أكبر من المشاركين فى 2012 ولا يعنيه فوز مرشح بعينه بقدر المشاركة الكاسحة والتى ستعبر عن انتصار كبير لـ30 يونيو ونهاية حقبة الإخوان بلا رجعة.
 
ولا يرى أن الإسلاميين سيشاركون لأن مشاركتهم ونجاح أحد المرشحين ولو حتى حمدين صباحى معناه اندثار لما يسمى بشرعيتهم واعتراف مجمل وضمنى منهم بثورة 30 يونيو وما تلاها من استحقاقات، مشيرا إلى أن صباحى أخطر على الإخوان من السيسى.
 
 والمصريون لن يكونوا على حيرة بين اختيارين سيئ أو أسوأ كما حدث فى 2012 بين محمد مرسى وأحمد شفيق ولكنهم سيكونون بين مرشحين كليهما وليد الثورة وسيكون اختيار المصريين بينهما وفقاً للمصالح التى يرغب بها كل شخص، ورفض إدريس وصف بعض أصحاب المصالح الشخصية الانتخابات الرئاسية على أنها حرب بين المرشحين وأوضح أن من يسعى لوصفها بذلك هم كلاب السلطة واللاهثون وراء المناصب، مشيرا إلى أن صباحى يلعب دورا وطنيا وفعالا فى عملية الانتخابات الرئاسية لعام 2014 فى بروزه كمنافس للسيسى ولو انسحب صباحى لأصبحت هناك إهانة للسيسى ولثورة 30 يونيو.
 
وأشار إدريس إلى أن الأقباط لن تعطى السيسى صراحة وإنما سينظر كل مواطن قبطى على مصالحه أولا وبناء على ذلك سيختار مرشحه ومن يروجون أن الكنيسة ستعطى لهم أمرا بالتصويت لأحد المرشحين هذا لن يحدث فارتباط الأقباط بالكنيسة وثيق ولكن الأقباط فى الشارع هم من سيحددون إلى أين ستذهب أصواتهم وليست الكنيسة.
 
بقى أن نشير إلى أن التحليلات شىء والواقع ربما يصبح مغايرا نتمنى أن يذهب المصريون بكثافة إلى صناديق الاقتراع للتأكيد على شرعية 30 يونيو وخارطة الطريق.