الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

جدل حول معايير الاختيار

ترشيحات جولدن جلوب 2026 مفاجآت وتجاوزات

تُعتبر جوائز «جولدن جلوب» من أهم المحطات التى تسبق حفل توزيع جوائز «الأوسكار».. ومنذ أيام، أعلنت لجنة الترشيحات الكاملة للدورة الـ83، المقرر عقدها فى 11 يناير 2026 لـ28 فئة رئيسية.



ورغم أن هذه الترشيحات تحظى بالكثير من الاهتمام، إلا أنها لا تخلو دائمًا من المفاجآت والتجاوزات، التى تثير الجدل، وتفتح المجال للتساؤلات حول معايير الاختيار، والأسباب التى أدت إلى استبعاد بعض الأسماء البارزة لصالح أخرى أقل شهرة.

 المفاجآت

من أبرز المفاجآت فى ترشيحات «جولدن جلوب» المقبل، كان ترشيح «دواين جونسون» و«إميلى بلانت» فى فئات أفضل ممثل درامى، وأفضل ممثلة مساعدة عن أدائهما فى فيلم السيرة الذاتية (The Smashing Machine)، الذى لم يحظ بالكثير من الاهتمام فى الفترة الأخيرة.. حيث فاجأ هذا الترشيح العديد من النقاد، لا سيما أن الفيلم انخفضت شعبيته، مقارنة بأفلام أخرى مثل: (Marty Supreme). ومع ذلك، لا يعنى ترشيح «جونسون، وبلانت» بالضرورة فرصًا كبيرة للفوز، إلا أن هذا الترشيح أتاح لهما فرصة لإحياء حملاتهما فى سباق الجوائز.

مفاجأة أخرى كانت ترشيح «إيفا فيكتور» عن دورها فى فيلم (Sorry, Baby) ضمن أفضل ممثلة دراما، رغم المنافسة القوية فى هذه الفئة من ممثلات شهيرات، مثل: «جوليا روبرتس، جيسى باكلى، وجينيفر لورانس». ورغم أن فرصة فوزها تبدو ضئيلة، إلا أن هذا الترشيح قد يساهم فى زيادة مشاهدة الفيلم وتوسيع دائرة جمهوره.

من المفاجآت اللافتة -أيضًا- كان ترشيح فيلم (Nouvelle Vague) فى فئة أفضل فيلم موسيقى أو كوميدى، وهو ما يعتبره البعض اختيارًا تقليديًا، مقارنة بأفلام أخرى، مثل (Pillion)، و(The Testament of Ann Lee)، اللذان كانا أكثر جذبًا للأنظار، نظرًا للإبداع الذى قدماه.

أما فى فئة أفضل أغنية أصلية.. ففاجأت لجنة التحكيم الجميع بترشيح أغنية «No Place Like Home» من فيلم (Wicked: For Good)، وهى أغنية لم تكن محط إعجاب واسع من النقاد والجماهير، إذ رأى عدد من النقاد أنه من المفترض أن تحظى أغانى، مثل «Golden» من فيلم (KPop Demon Hunters)، أو «I Lied to You» من فيلم (Sinners) بفرصة أكبر للحصول على هذا الترشيح.

وأخيرًا، مسلسل (The Bear)، الذى لم يكن فى أفضل حالاته فى الموسمين السابقين وفقًا لرأى النقاد، حصل على 3 ترشيحات فى فئات أفضل مسلسل موسيقى أو كوميدى، وأفضل ممثل، وممثلة؛ ما فاجأ الكثيرين، حيث كان يُعتقد أن المسلسل فقد مكانته، بعد الأداء المخيب فى الموسمين الماضيين. 

التجاوزات

على صعيد آخر، ظهرت تجاوزت الترشيحات بعض أهم الأعمال التى حازت على تأييد النقاد، حيث استبعدت عددًا من الأسماء التى كانت تعد مرشحة بقوة. 

كان من أبرز هذه التجاوزات استبعاد فيلم (Wicked: For Good) من فئة أفضل فيلم موسيقى أو كوميدى، رغم أن الفيلم كان محط اهتمام واسع، وكان يُتوقع أن يحصد ترشيحًا فى هذه الفئة، خاصة بعد ترشيح كل من «سينثيا إريفو، وأريانا جراندى» فى فئات أفضل ممثلة، وأفضل ممثلة مساعدة على التوالى، ما دفع الكثيرين للتساؤل عن معايير الاختيار.

استبعدت -أيضًا- «نمى موساكو» التى قدمت أداءً مميزًا فى فيلم (Sinners) من ترشيحات أفضل ممثلة مساعدة، رغم أن المسلسل نفسه حصل على 7 ترشيحات فى فئات أخرى، ما أثار موجة إحباط بين أوساط النقاد، خاصة أن أداءها كان من أبرز النقاط التى لفتت الأنظار فى المسلسل.

أما فيلم (Train Dreams)، الذى كان يُعتبر من أبرز الأعمال السينمائية التى لاقت إعجاب النقاد، فواجه مصير الاستبعاد نفسه من ترشيحات أفضل فيلم درامى وأفضل سيناريو، رغم أنه قدم قصة قوية وأداءات مميزة.

ورغم حصول مسلسل (The Pitt) على ترشيحات فى عدة فئات مثل: أفضل مسلسل درامى، وأفضل ممثل درامى، إلا أن الممثلة «كاثرين لناسا»، التى فازت بجائزة إيمى فى فئة أفضل ممثلة مساعدة فى المسلسل الدرامى، استبعدت -بشكل غير متوقع- من الترشيحات.

 كما شكل تجاهل مسلسل (Stranger Things) فى فئة أفضل مسلسل درامى أحد أكثر التجاوزات إثارة للدهشة، ليس فقط لأنه العمل الختامى للسلسلة، بل لأنه من أكثر المسلسلات تأثيرًا وشعبية فى تاريخ التليفزيون الحديث وفقًا لآراء النقاد. ورغم أن الموسم الأخير لم يحظ بإجماع نقدى كامل، فإن تجاهله بالكامل يُفسر باعتباره تقليلًا من قيمة الإرث الفنى والثقافى الذى صنعه المسلسل على مدار سنوات.

ولم تتوقف التجاوزات عند هذا الحد، إذ أثار غياب أسماء بارزة أخرى حالة واسعة من الجدل، بعد تجاهل المخرجة الحاصلة على (أوسكار)، «كاثرين بيجلو» عن فيلمها الجديد على «نتفليكس» (A House of Dynamite)، رغم الضجة التى سبقت عرضه، وهو ما اعتبره البعض رسالة سلبية تجاه صناع العمل، حتى وإن لم يحقق الفيلم التوقعات المرجوة نقديًا. 

كذلك، غاب اسم «كريستين سكوت توماس» عن ترشيحات التمثيل عن دورها فى الموسم الخامس من مسلسل (Slow Horses)، على الرغم من الإشادة الكبيرة بأدائها القوى، فى وقت حصد فيه المسلسل نفسه، ونجمُه «جارى أولدمان»، على ترشيحات مهمة. 

فى النهاية، تكشف ترشيحات (جولدن جلوب)، بما حملته من مفاجآت وتجاوزات، عن إشكالية مزمنة فى فلسفة الجائزة نفسها. فهى لا تبدو معنية دائمًا - بتكريم الأفضل فنيًا بقدر اهتمامها بصناعة التوازن بين النجومية، والزخم الإعلامى، والاختيارات التى تعتبرها الآمنة بما يضمن استمرار الجدل حولها.

ورغم ذلك، لا يمكن إنكار أن الجدل المصاحب للترشيحات، هو جزء من قوة (جولدن جلوب) وتأثيرها.. وبين الإنصاف والإجحاف، تبقى الجوائز انعكاسًا لصناعة معقدة لا تقاس بالموهبة فقط، بل بالحضور، والتوقيت، والقدرة على البقاء فى دائرة الضوء.