فى حواره الأول بعد نجاته من الحادث المروع
أحمد سعد: لا أحمل مشاعر انتقام تجاه من صعبوا الطريق على فى بداياتى
هبة محمد على
فى العاصمة الأردنية (عمان) حضرنا تصوير إحدى حلقات برنامج المسابقات الشهير (ذا فويس) الذى عاد بعد غياب طويل بحلة جديدة، ولجنة تحكيم مختلفة تمنح العمل روحا متجددة مكونة من الفنانين «أحمد سعد، ورحمة رياض، وناصيف زيتون»
وفى داخل الاستوديو كان الأمر أكثر حماسًا، حيث استقبلتنا أجواء صاخبة، وحركة لا تهدأ بين أفراد الطاقم، يقابلها حماس متزايد فى صفوف الجمهور الذى بدا وكأنه جزء أصيل من المشهد، حيث يتفاعل مع كل موهبة باندهاش وتصفيق وهتاف.
علىَّ الجانب الآخر، كانت لجنة التحكيم حاضرة بتركيز شديد؛ يتابعون كل التفاصيل بدقة لافتة، يميلون بأجسادهم إلى الأمام مع كل جملة غنائية مميزة، ويتبادلون النظرات عند اللحظات الفاصلة، فكان حرصهم واضحًا على ألا يمر صوت يستحق الفرصة دون انتباه، وعلى أن يمنحوا كل مشترك حقه من التقييم والاستماع وسط هذه الأجواء المفعمة بالحماس، أجرينا حوارًا مع الفنان «أحمد سعد» الذى نجح فى تكوين فريق قوى واستقطاب أجمل الأصوات، وقد تزامن ذلك مع كون هذه الحلقة أول حلقة يقوم بتسجيلها بعد الحادث الكبير الذى تعرض له وما زالت آثاره بادية عليه.
وفى هذا الحوار، قمنا بالاطمئنان على صحته، وسألناه عن الطاقات المميزة المشاركة هذا الموسم، وعن مشاريعه المقبلة، وعن الفلسفة الجديدة التى صار يرى بها الحياة بعد التجربة القاسية التى مر بها .
رغم حضورك للتصوير ومحاولتك استمرار نشاطك الفنى، فإن الإرهاق يبدو عليك، ماذا تقول للجمهور ليطمئن عليك؟
- أنا بخير والحمد لله، وقد خرجت من التجربة بأشياء إيجابية أكثر من كونها سلبية، يكفينى حب الناس واهتمامهم وسؤالهم عنى، وأحمد الله فلدى طاقة كبيرة لتقديم أعمال أجمل فى الفترة المقبلة.
لم يكن الحادث هو السبب الوحيد لتردد اسمك على مواقع التواصل الاجتماعى مؤخرا، حيث تردد أيضا بسبب المتسابق الذى كشفت عن هويته بأنه حفيد الفنان «محمد فوزى»، ثم نفت أسرته ذلك. كيف تقيم ما حدث؟ وهل سيؤثر هذا الأمر على مستقبل المتسابق؟
- فى الحقيقة لم أكن أعلم أن «كريم» هو حفيد الفنان «محمد فوزى» وما قيل لى فى الكواليس هو أن المتسابق القادم قريب لأحد المشاهير دون تحديد الاسم، وعندما شاهدته واستمعـت لصوته شعرت بوجود شبه يجمعه بالفنان الراحل «محمد فوزى»، رغم صغر سنه مقارنة بأعمار أحفاده المتوقعين، وهو ما دفعنى أن أسأله هل أنت حفيد محمد فوزي؟ فأجاب بأنه ابن عم جده، ثم فوجئت بنفى الأسرة وانزعاجهم من تعريفه بلقب (حفيد محمد فوزى) فى مقابل محاولاته لإثبات أنه من أسرة «الحو» وأن هناك صلة قرابة تربطه بالفنان الراحل ذكرها هو فى البرنامج، وبعيدا عن كل هذا أنا لا أرى مشكلة فى أن يشعر «كريم» بالانتماء لهذا الفنان الكبير، فالانتماء ليس جينات فقط، وقد ينتمى «كريم» لـ «محمد فوزى» أكثر من أحفاده المباشرين، وبالطبع لن يؤثر ذلك على مستقبله الفنى، لأنه موهوب وصاحب صوت جميل.
خلال حلقات البرنامج تمكنت من اقتناص أصوات قوية، لكن هناك أصوات لاقت تفاعلا كبيرا من الجمهور ولم تستمر، ما رسالتك لهم حتى لا يصيبهم الإحباط؟
- كل مشارك دخل البرنامج لم يخرج منه فعليا، حتى وإن غادر المنافسة، لأن الجمهور قد شاهده، وسمع صوته، وتعرف على موهبته، والحقيقة أن أى مشاركة فى برنامج مواهب هى خطوة مهمة فى مشوار أى فنان، وهى مكسب مهما كانت النتيجة، فكل متسابق تخطّى صعوبات، وامتلك فرصًا لم نكن نملك مثلها فى بداياتنا.
وما أكثر الصعوبات التى واجهتك فى بداياتك ولم يكن أمر تخطيها سهلا؟
- واجهت صعوبات كبيرة فى مشوارى، فلم يكن لدى قريب فى الوسط الموسيقى أو الفنى أستند عليه، ولا إمكانيات مادية لإنتاج الأغانى لنفسى، فقد كان كل ما أملكه صوتى وإصرارى، وقد دخلت الأوبرا للالتحاق بكورال إحدى الفرق فأخرجونى من الفرقة، لكنى عدت بعد ذلك إلى الفرقة ذاتها كـ«صوليست»، ومع كل هذه الصعوبات لم أحمل يومًا مشاعر انتقام تجاه من صعبوا الطريق، لأن كل عقبة واجهتنى منحتنى درسًا وصنعت جزءًا مما وصلت إليه اليوم.
وهل لهذا السبب اعتذرت عن الغناء فى الأوبرا فى مهرجان الموسيقى العربية؟
- بالطبع لا، فالأوبرا بيتى، واعتذارى كان سببه ارتباطات كثيرة فى نفس الوقت، ليس أكثر.
