الإثنين 29 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

5 صناديق متطابقة تماما و3 سيارات فى الموكب

«الخطة السرية» لنقل أغلى قطعة أثرية فى التاريخ

تم وضع خطة تعتمد على التمويه وتم النقل فى عدة مواكب تؤمنه الشرطة بمنتهى الدقة والاحترافية
تم وضع خطة تعتمد على التمويه وتم النقل فى عدة مواكب تؤمنه الشرطة بمنتهى الدقة والاحترافية

أغلى وأثمَن قطعة أثرية فى التاريخ وإن كانت لا تقدَّر بثمَن.. لا يوجد وصف أقل من ذلك كى نطلقه على القناع الذهبى للملك توت عنخ آمون، الذى يُعَد نجم المتحف المصرى الكبير بلا منازع، خاصة بمجموعة كنوزه التى تتجاوز 5 آلاف قطعة أثرية مذهلة، ويأتى على رأسها القناع الذهبى.



وربما لا نبالغ حينما نقول إن عملية نقل القناع من المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف المصرى الكبير تمت بخطة شديدة السرية والعبقرية فى نفس الوقت؛ حيث تبقت فى متحف التحرير 6 قطع كانت هى آخر ما تم نقله إلى المتحف الكبير قبل الافتتاح، ولذلك فإن خطة نقل القناع كانت شديدة الحساسية والأهمية؛ إذ إن كنوز الملك الذهبى كلها لا تقدَّر بثمَن؛ وبخاصة الأيقونة القناع الذهبى. 

 

 

 

وبحسب مصادر مطلعة فى وزارة السياحة والآثار فقد وصل القناع الذهبى إلى فاترينة العرض الجديدة فى المتحف المصرى الكبير وتم إغلاقها عليه فى السادسة والربع فجر يوم 20 أكتوبر؛ حيث كان لا بُدّ أن تتم عملية النقل بأسلوب مختلف عن سابقيها، وذلك لتحقيق أقصى درجات التأمين، وبأعلى درجات الحيطة والحذر وبمنتهى السرية والاحترافية.

وقد وضعت خطة تعتمد على التمويه، على أن تكون كل سلاسل المعلومات بها حلقة مفرغة، ولا يعلمها سوى شخصين فقط، وهما د.محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ود.عيسى زيدان مدير عام الترميم وتغليف ونقل الآثار، وقد قام فريق بتصوير وتوثيق كل لحظة فى النقل دون انقطاع، بداية من فتح فاترينة العرض بمتحف التحرير، وحتى غلق فاترينة العرض فى المتحف المصرى الكبير.

وقد تم النقل فى عدة مواكب تؤمنها الشرطة المصرية بمنتهى الدقة والاحترافية، بحيث تتحرك فى أوقات مختلفة لا تحدّد إلاّ قبل دقائق من انطلاقها، وكانت بعض الصناديق تحمل القطع الأثرية والبعض الآخر كان فارغًا ولا يعلم أحد ذلك، حتى وصل القناع بسلام إلى المتحف المصرى الكبير، وتم عرضه وسط القاعة المخصّصة لكنوز الملك الذهبى فقط.

من جانبه قال د.عيسى زيدان مدير عام الترميم ونقل الآثار فى المتحف المصرى الكبير، إن سرية الخطة كانت على أعلى مستوى، لدرجة أن تامر محسن مخرج الفيلم التسجيلى الذى تم تصويره لعملية النقل لم يكن يعلم القناع فى أى سيارة تحديدًا من السيارات التى شاركت فى النقل، وذلك ضمن خطة التمويه لعملية النقل.

القناع كان له صندوق مخصوص مُعَد لنقله، وقد تم وضع 5 صناديق متشابهة تمامًا بنفس المقاسات والألوان وكل المواصفات كانت متطابقة تمامًا، وتم تغليف القناع بمنتهى الحرص والحِرَفية المعهودة فى أبناء المتحف المصرى الكبير، ووضعناه فى أحد الصناديق الخمسة ولم يكن يعلم أيها تحديدًا غير اثنين هما الدكتور محمد إسماعيل الأمين العام وأنا، وجميع من شاركوا فى عملية النقل كانوا يجهلون القناع فى أى صندوق.

وتم إحضار 3 سيارات ووزعنا الصناديق الخمسة عليها، وكل صندوق كان يحتوى على كل الإمكانيات من أجهزة ضبط وقياس الحرارة والرطوبة وكل القياسات الأخرى، بحيث يصعب على أى أحد تحديد أى الصناديق بالضبط يحمل القناع الذهبى، والصناديق الخمسة متصلة بجهاز آى باد كان لدينا نتابع منه كل القياسات السابقة، وذلك إمعانًا فى التمويه حتى لا يتمكن أى أحد من معرفة الصندوق الحقيقى الذى يحمل القناع؛ خصوصًا أننا أيضًا تعامَلنا بمنتهى الحرص الشديد مع كل صندوق وكأن القناع بداخله.

تم تأمين الموكب الذى نقل القناع من رجال الشرطة والداخلية على أعلى مستوى، وربما بشكل لم أره من قبل، هذا غير أنه كل تقريبًا 10 أمتار فى مسار الموكب تجد نقاط تأمين خاصة للموكب؛ خصوصًا أن كل الوزارات والجهات شاركت فى تأمين عملية النقل وما تتطلبه حتى وصل القناع بسلام وأمان إلى المتحف المصرى الكبير فى الصندوق الخاص به، وقمنا بفتحه وإخراج القناع منه ووضعه فى مكان عرضه بالقاعة، وقد تشرفت بأننى كنت آخر يد لمسته قبل أن يوضع فى مكانه بالقاعة.

 قاعة توت عنخ آمون فى المتحف المصرى الكبير مقسمة من حيث العرض إلى 5 موضوعات، ويقع القناع فى الموضوع الثانى وهو الجنازة.

الهوية

هنا يمكنك رؤية أسلاف الملك توت عنخ آمون؛ حيث تستطيع فهم شجرة عائلته، وتتعرف على طفولته، وتنبهر بأدواته الخاصة، التى استخدمها عندما أصبح مَلكا، وستشاهد الشكل الحقيقى لتوت عنخ آمون، واكتشف النظريات، التى أثيرت حول صحته ووفاته.

الجنازة

هنا الأثاث الجنائزى الملكى؛ حيث تعرف على ما يحدث فى جنازة الملك، وكيف تم حفظ جسد توت عنخ آمون، الذى وضع بعناية داخل مقبرته، بعد تزيينه بأجود أنواع الذهب والخلىّ.

 البعث

هنا يجد الزائر أفكار المصرى القديم حول موضوع البعث، والمفهوم الملكى للعالم الآخر؛ حيث سيشاهد شرحًا وافيًا للأدوات الطقسية، وتبدأ فى معرفة أمنيات ومعتقدات الملك توت عنخ آمون بشأن حياته الأبدية كمعبود.

أسلوب الحياة

يجد الزائر هنا المقتنيات الشخصية لتوت عنخ آمون، التى تم وضعها بداخل مقبرته لتشير إلى مكانته المَلكية فى العالم الآخر وإبقاء ذكراه خالدة على الأرض؛ حيث سنعرف كيف عاش هذا الملك، وماذا كان يأكل ويشرب، وكيف كان يرتدى.. كم هى رائعة حقًا شاراته، التى ترمز للسُّلطة الملكية، والثراء.

الاكتشاف 

تتعَرَّف هنا على كل ما يتعلق بمحاولات البحث عن مقبرة توت عنخ آمون، وشاهد تفاصيل اكتشافها فى عام 1922م، وتقرأ عن الشخصيات المصرية والأجنبية التى استخدمت طرقًا جديدة فى التنقيب، وحفظ ودراسة الأشياء الرائعة، تأمَّل التأثير المستمر للمقبرة، والمقتنيات والمَلك نفسه.