الخميس 4 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

قال إنه يخلق لنفسه مشروعا إن لم تعرض عليه أدوار:

أشرف عبدالباقى: هدفى كسر التوقعات ولا أستطيع العيش دون عمل

على مدار أكثر من ثلاثة عقود، استطاع الفنان «أشرف عبدالباقى» أن يحفر اسمه كأحد أعمدة الكوميديا المصرية وصانع البسمة على وجوه أجيال متعاقبة. من خشبة المسرح إلى شاشة السينما والتليفزيون، ظل حاضرًا بروحه المرحة وإبداعه المتجدد، محافظًا على مكانته فى قلوب الجمهور، وراعيًا للمواهب الشابة التى برزت إلى النور بفضل دعمه وتشجيعه. فى حواره مع «روزاليوسف»، يكشف «أشرف عبدالباقى» عن كواليس مشاركته فى فيلم (السادة الأفاضل)، ورؤيته للمواهب الصاعدة عبر منصات الإنترنت، وكيف يختار أدواره، وما بين المسرح والسينما والتليفزيون، ما الذى يشغله فى الفترة المقبلة.



فى البداية، كيف جاءت لك فكرة مشروع (سوكسيه)؟

- أنا أبحث دومًا عن الأفكار الجديدة والخارجة عن المألوف. فعندما قدمت فكرة (مسرح مصر) وقدمت من خلالها مواهب عديدة، وكنت أقدم مسرحيات جديدة كل أسبوع، أعجب الناس بالفكرة وبدأوا يقلدونها. وبعدها بحثت عن الجديد، فقدمت فكرة أول «سيت كوم» مسرحى من خلال مسرحية (اللوكاندة). وكان لا بد أن أبحث عن فكرة مختلفة وفى الوقت نفسه تحمل اكتشافًا للمواهب، لأن مصر بحضارتها وتاريخها مليئة بالمواهب الفنية.. ولذلك اخترت مجموعة من الشباب الموهوبين الذين يملكون حب المسرح وحماسه كما كنا فى الماضى، وقدمتهم على مسرح الريحانى فى مجالات مختلفة مثل الغناء، والستاند أب كوميدى، والمسرح أيضًا. وكنت أود عمل مسرح تجارى ولكن بتذاكر مخفضة تتناسب مع ظروف الشباب.

 كيف جاءت فكرة انتقال عروض (سوكسيه) إلى الساحل؟

- الحقيقة أن أصحاب «بورتو» هم الذين اقترحوا عليَّ هذا الأمر، وكنت وقتها قد اشتريت مسرحًا متنقلًا يمكن تفكيكه وتركيبه فى أى مكان، ويتسع لحوالى 800 فرد. هم أخبرونى أنهم سيتفقون مع النجوم لتقديم عروض (سوكسيه) المختلفة من المواهب الشابة، بالإضافة إلى حفلات غنائية يقدمها كبار نجوم الغناء.. وأنا سعيد جدًا بردود الفعل المبدئية على هذه الحفلات، وهناك إقبال جماهيرى كبير عليها. وبالمناسبة، هذه العروض تقام بالتوازى مع استمرار تقديم عروض (سوكسيه) بشكل منتظم على مسرح الريحانى.

 ألم تتخوف من المقارنة بين حفلات (سوكسيه) فى الساحل وبين مهرجانات غنائية أخرى مثل العلمين وغيرها؟

- لا أبدًا، فنحن نقدم شكلًا مختلفًا تمامًا للمسرح. أغلب جمهورنا من العائلات، والحفلات لدينا بها كراسى وليست وقوفًا كما فى غيرها. أسلوب العرض عندنا مختلف تمامًا، كما أن نجوم الغناء الذين اخترناهم ينتمون إلى حفلات «النوستالجيا» الجميلة، ولهم جمهور عريض مثل «هشام عباس» و«مصطفى قمر» وغيرهما.

 هل ستكون عروض (سوكسيه) مرهونة بأشهر الصيف فقط، أم ستستمر طوال العام؟

 - حفلات الساحل بالفعل مرتبطة بفصل الصيف، لكن العروض مستمرة بشكل دائم على مسرح الريحانى، وتضم عددًا كبيرًا من الفنانين الشباب الموهوبين. ومع الوقت، أصبح الجمهور يثق فى الأعمال التى أقدمها وفى هؤلاء الشباب، مما مكنهم من تقديم العروض بأنفسهم دون الحاجة لوجود نجوم كبار إلى جانبهم.

 تم مؤخرًا تكريمك فى مهرجان المسرح القومى.. كيف ترى هذا التكريم؟

- أشعر بسعادة كبيرة بتكريمى عن مشوارى المسرحى، خاصة أن مسيرتى الفنية امتدت على مدار 40 عامًا، قدمت خلالها نحو 400 مسرحية، بدايةً من انطلاقى فى فرق الهواة ومراكز الشباب، وصولًا إلى المسرح الخاص الذى قدمت فيه 20 مسرحية، كان آخرها (لما بابا ينام) عام 2003. بعدها بدأت العمل على مشروعى المسرحى من خلال الفرق الجديدة. واللافت أننى تلقيت هذا التكريم رغم أننى لم أقدم أى عمل مسرحى على مسرح الدولة.

هل ترى أن هذا التكريم جاء متأخرًا بعض الشيء؟

- لا أتعامل مع الأمر بهذه الطريقة، فما يشغلنى حقًا هو الوضع الذى وصل إليه المسرح الخاص. ففى عام 1987 كنا ننتج 32 مسرحية فى العام الواحد، أما اليوم فالوضع أصبح سيئًا. فمثلا كان الممثل إذا ارتبط بعرض مسرحى يؤجل تصوير الأعمال الأخرى، فالمسرح كان له الأولوية، والبروفة كانت مقدسة، لكن الآن من يعملون فى السينما أو التليفزيون يضعون أعمالهم الأخرى فى المقدمة، والتصوير لا يترك لهم مساحة للالتزام بالعروض. أما أنا، فمحبتى للمسرح تدفعنى للعمل على عودته بكل الطرق، حتى أننى قدمت 18 عرضًا مصريًا فى التشيك، بالإضافة إلى عروض مسرح العرائس، والمسرحيات الكبيرة التى أكتشف من خلالها مواهب الشباب. فاهتمامى الأساسى هو إعادة الحياة للمسرح.

 قلتَ أثناء تكريمك إننا وصلنا لمرحلة «زيرو عروض». كيف تقيّم الوضع الحالى للمسرح الخاص؟

- عندما قلت إننا وصلنا إلى مرحلة «الزيرو» أو الصفر، لم أقصد أنه لا توجد عروض خاصة إطلاقًا، فهناك محاولات منى ومن غيرى من فنانى المسرح، مثل الأستاذ «محمد صبحى» الذى لا يزال يجاهد لتقديم مسرحياته. لكن المقصود أنه مقارنةً بما كان عليه المسرح فى الماضى من تقدم وازدهار، نحن الآن فى مرحلة الصفر. أتذكر قديمًا أننا كنا ننتظر الإيرادات المسرحية اليومية لنعرف أى مسرحية تصدرت إيراد اليوم، وكنا نمتلك عددًا كبيرًا من العروض الخاصة، وبالطبع مسرحيات الزعيم «عادل إمام» كانت خارج هذا التصنيف أو المسابقة وقتها.

 كيف ترى الحل للمسرح حاليًا؟

- نحن نحاول الاستمرار فى تقديم المسرح الخاص، حتى إننا قدمنا عروضًا فى مختلف محافظات مصر، كما فعلت فى مسرحية (جريما فى المعادى)، ولم أحصل وقتها على أى دعم، بل كان هدفى نشر المسرح فى المحافظات واكتشاف المواهب الجديدة. فقمت بشراء مسرح محمول ليكون قابلًا للتفكيك والتركيب، وهو نفسه الذى استخدمته فى عروض (سوكسيه) فى الساحل. فطوال الوقت أعمل على بناء المسرح، لكن لا بد أن نعيد إحياء المسرح المستقل بدعم من الدولة. وأحاول مع وزير الثقافة «د. أحمد هنو» إقناعه بضرورة دعم المسرح عبر تخفيف بعض الإجراءات والأعباء عليه، فمثلًا أنا أدفع 80 ألف جنيه شهريًا كهرباء لمسرح نجيب الريحانى، بينما فى الكويت عندما قدمت هناك، وجدت أنهم يعفون العروض من نسبة كبيرة من الضرائب، تقديرًا منهم لأهمية المسرح. فيجب علينا فى مصر أن نعترف بقيمة ودور المسرح، حتى لو كان مسرحًا كوميديًا.

 قلت إن بداياتك كانت من المسرح المدرسى، كيف ترى غيابه حاليًا وتأثيره على الأجيال الجديدة؟

- المسرح المدرسى من أهم المراحل التى يمر بها الإنسان، ويجب أن يكون أى شخص مهتم بالفن حريصًا عليه. فهو مفيد جدًا للشباب فى سن الدراسة، ليس فقط لاكتشاف موهبتهم، لكن أيضًا لأن وجود المسرح والموسيقى والفنون الشعبية والرياضة وغيرها من الأنشطة، يبعدهم عن التفكير فى أمور سلبية، ويضيف لهم فنًا وثقافة وخبرة حياتية مهمة.

- حدثنا عن تفاصيل دورك فى مسلسل (ولد وبنت وشايب).

بدأت تصوير مشاهدى منذ أسبوع تقريبًا، ولا أستطيع الكشف عن تفاصيل الدور فى الوقت الحالى، لكنه بالتأكيد مختلف تمامًا عمّا قدمته من قبل، وإلا ما كنت وافقت على المشاركة فيه.

 المسلسل يحمل توقيع ابنتك المخرجة «زينة أشرف عبدالباقى».. كيف تكون أجواء الكواليس معها؟

- هذه ليست المرة الأولى التى أعمل فيها مع «زينة» كمخرجة، لكنه أول مسلسل لها، والمثير أن شركة الإنتاج هى من رشحتها لإخراجه دون أى تدخل منى. حتى أنها عبّرت عن سعادتها بترشيحى للمشاركة فى بطولته. وأتعامل معها كأى مخرج آخر، فأنا اعتدت العمل مع مخرجين جدد وأحيانًا أكون سببًا فى ترشيحهم لأعمالهم الأولى. فى الكواليس أحترم رؤيتها الإخراجية تمامًا، وإذا كان لدى اقتراح يضيف للعمل أطرحه عليها، لكن القرار النهائى يبقى لها.

 بالعودة إلى قرار «زينة» الأول بدخول عالم الإخراج.. هل كنت داعمًا لهذا القرار؟

- «زينة» منذ طفولتها مهتمة بالفن والسينما، وتمتلك رؤية ونظرة مختلفة. كنا نجتمع لمشاهدة فيلم عربى مرة كل أسبوع، ولاحظت إعجابها بأعمال كبار المخرجين مثل «صلاح أبو سيف» و«عاطف الطيب»، وكانت تناقشنى بعدها بوجهة نظر فنية ناضجة. درست التصوير وتكوين الصورة، ثم الإخراج والتمثيل والسيناريو، وعندما أقول إن ابنتى مخرجة فذلك ليس من فراغ، بل عن إيمان بموهبتها. فهى قدمت أكثر من سبعة أفلام قصيرة شاركت فى مهرجانات عالمية قبل أن تقدم فيلمها الروائى الطويل، مين يصدق.

 وما الذى جذبك للمشاركة فى فيلم (السادة الأفاضل)؟

- كممثل، أشعر بالفخر بالعمل مع المخرج «كريم الشناوى»، خاصة بعد النجاح والحالة الفريدة التى قدمها فى مسلسل (لام شمسية). وعندما عُرض على فيلم (السادة الأفاضل) ووجدت أنه من إخراجه، تحمست فورًا، إلى جانب أن القصة نفسها جذبتنى كثيرًا؛ فهى تدور فى إطار كوميدى اجتماعى لطيف، حول مجموعة من الإخوة يتصارعون على الميراث.

 ما الدور الذى يبحث عنه «أشرف عبدالباقى»؟

-  ليس دورًا واحدًا بعينه، لكنى أبحث دائمًا عن أى شخصية لم أقدمها من قبل وتحدث رد فعل مفاجئًا لدى الجمهور. فأنا أحب عنصر المفاجأة، بحيث لا يتخيل المشاهد أن يرانى فى هذا النوع من الأدوار.

 وهل هناك مشروع مسرحى جديد تحاول التركيز عليه خلال الفترة المقبلة، أم تفضل التركيز على السينما والدراما؟

- الأمر لا يقاس بالاختيارات فقط، بل بما يُعرض عليّ. فأنا أركز على الدور المختلف الذى يصلنى سواء فى السينما أو المسرح أو التليفزيون. لكن إذا لم يُعرض عليّ دور، أحاول خلق فرصة أو مشروع أعمل عليه، فأنا لا أستطيع الحياة دون عمل.

 بما أنك مكتشف للمواهب، ما رأيك فى قرار «د. أشرف زكى»، نقيب المهن التمثيلية، بمنع دخول نجوم الإنترنت إلى المجال الفني؟

- لا أستطيع التعميم، فكل مجال فيه أشخاص جيدون وآخرون أقل جودة. وبالطبع هناك شباب لم يجدوا الفرص الكافية للتعبير عن مواهبهم عن طريق الإنترنت. لكن بشكل عام، كل تطور يمر بنا فى المهنة أو فى الحياة يحتاج فترة حتى نعتاد عليه، مثلما حدث مع الذكاء الاصطناعى وتخوفنا منه فى البداية.. وانتشار المواهب عبر «تيك توك» وغيره من المنصات أمر جديد وطارئ على الوسط الفنى، وربما «د. أشرف زكى» يريد أن يسيطر على الظاهرة مؤقتًا لحين وضع أسس وقوانين تمكّننا من التفرقة بين المواهب الحقيقية والمواهب المزيفة. ويمكننا الاستعانة بنجوم «تيك توك» لكن الموهوبين منهم فقط. وبالمناسبة، الاستعانة بأسماء جماهيرية ليس أمرًا جديدًا، فهذا يحدث منذ زمن حين كان المخرجون يستعينون بلاعبى كرة أو شخصيات مشهورة لزيادة شعبية وجماهيرية العمل، وليس بالضرورة لموهبتهم التمثيلية.