رسائل الرئيس السيسي عن فلسطين فى أسبوع
غزة تتعرض لإبادة.. والهدف تصفية القضية الفلسطينية

إسلام عبدالوهاب
نشاط رئاسى مكثف للرئيس السيسى خلال الأسبوع الماضى، حيث كانت القضية الفلسطينية محور حديث الرئيس خلال مختلف اللقاءات والاجتماعات والاتصالات الهاتفية مع قادة وزعماء الدول.
خلال استقبال الرئيس السيسى لرئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية بقصر الاتحادية تم بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى التشاور حول القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، كما تناولت المباحثات أيضًا الوضع الراهن فى الشرق الأوسط، بما فى ذلك الجهود المصرية لوقف التصعيد فى المنطقة، وإنهاء الحرب فى غزة ودعم الشعب الفلسطينى لنيل حقوقه المشروعة، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما تضمنت كلمة الرئيس السيسى خلال المؤتمر الصحفى المشترك رسائل عدة نستعرضها فى السطور التالية.
الحرب فى غزة تصفية للقضية الفلسطينية
أعاد الرئيس السيسى تأكيده مجددًا على الثوابت المصرية تجاه القضية الفلسطينية ورفض تصفيتها بشكل قاطع مؤكدًا أن الحرب الدائرة فى غزة لم تعد حربًا لتحقيق أهداف سياسية أو إطلاق سراح رهائن فقط، فقد تجاوزت هذه الحرب، منذ زمن الحقيقة، أى منطق أو مبرر وأصبحت حربًا للتجويع والإبادة الجماعية، وأيضًا تصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف الرئيس: إن ما أقوله ليس موجهًا للرأى العام فى مصر ولا للرأى العام بالمنطقة، ولكنه موجه للرأى العام فى العالم كله.. الحقيقة أن حياة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، ويمكن فى الضفة الغربية أيضًا، تُستخدم الآن كورقة سياسية للمساومة.. والضمير الإنسانى يقف متفرجًا، ومعه المجتمع الدولى، على ما يتم فى قطاع غزة. منفذ رفح لم يتم غلقه أثناء هذه الحرب
وحول الدور المصرى فيما يخص إدخال المساعدات قال الرئيس السيسى: قطاع غزة يربطه بالعالم الخارجى خمسة منافذ، منها منفذ رفح، وباقى المنافذ مع إسرائيل. منفذ رفح لم يتم غلقه أثناء هذه الحرب، ولا من قبل ذلك.
وأضاف الرئيس: خلال 20 عامًا تقريبًا.. كان دور مصر هو محاولة لعدم اشتعال الموقف فى قطاع غزة، وكان دورنا دائمًا هو محاولة تهدئة أى اقتتال محتمل بين القطاع وإسرائيل.. لأننا كان لدينا التقدير أن أى اقتتال سيكون تأثيره مدمرًا على القطاع بشكل أو بآخر، وهذا ما كنا نبذله خلال السنوات الماضية، ولم ينته ذلك فى الحرب الأخيرة، فهذه الحرب الخامسة التى تقوم فيها مصر بدور إيجابى وفاعل لوقف الحرب. خمس مرات. هذه المرة الخامسة. ونحن نقوم بهذا الجهد من أجل أن يكون دورنا إيجابيًا وسلميًا فى أى صراع يكون فى منطقتنا بشكل أو بآخر.
خمسة آلاف شاحنة متواجدة الآن على الأراضى المصرية
أكد الرئيس السيسى - مجددًا- أن مصر تبذل جهدًا شديدًا لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات وأيضًا إطلاق سراح الرهائن والأسرى وأن هذا دور لم ينته.
وقال الرئيس: لكننى خلال الأسابيع الماضية وجدتُ أن هناك شكلًا من أشكال الإفلاس فى هذا الموضوع. وقيل: إن المساعدات لا تدخل عبر المعبر بسبب مصر وأن مصر تمنع دخولها.. وهذا أمر غريب للغاية.. فالمعبر لم يغلق، وتم تدميره أربع مرات أثناء الحرب الأخيرة.. أربع مرات ونحن نقوم بعملية ترميمه وإصلاحه مرة أخرى حتى وصلت القوات الإسرائيلية على الجانب الآخر من المنفذ.. هذا المنفذ جزء منه على الحدود المصرية – أى الأراضى المصرية – والجزء الثانى داخل الأراضى الفلسطينية، والمعبر كان يمكن أن يُدخل مساعدات طالما لم تتواجد قوات إسرائيلية متمركزة على الجانب الآخر الخاص بالجانب الفلسطينى. هذه هى القضية.. وحينما نتحدث ونبذل الجهد – مثلما ذكرتُ من قبل – مع شركائنا فى قطر والولايات المتحدة الأمريكية.. كان الهدف منه، ببساطة شديدة، إيقاف الحرب، وإدخال المساعدات، والإفراج عن الرهائن. هذا الدور لم ينته، ولكن اليوم وأنا أتحدث إليكم، وخلال شهور طويلة مضت، هناك أكثر من 5 آلاف شاحنة متواجدة الآن على الأراضى المصرية، 5 آلاف شاحنة محملة بالمساعدات متواجدة سواء من جانب مصر أو من جانب دول أخرى تسهم فى هذا الأمر، مع الوضع فى الاعتبار أن أكثر من 70 ٪ من المساعدات التى تم تقديمها للقطاع خلال 21 شهرًا كانت تقدمها مصر، وإن كانت ليست هذه القضية الآن. فالقضية الآن هى إدخال أكبر حجم من المساعدات لأشقائنا الفلسطينيين، حيث إننا نرى أن هناك إبادة ممنهجة فى القطاع.
وأضاف الرئيس: هناك إبادة ممنهجة فى القطاع لتصفية القضية.. وبالتالى، فقد ناديتُ سابقًا وكان ندائى للعالم أجمع، وللأوروبيين، وكان ندائى أيضًا للرئيس «ترامب» وأكرره مرة أخرى، وسوف أكرر هذا النداء فى كل مرة حتى تقف هذه الحرب ويتم إدخال المساعدات إلى القطاع.
قبل الحرب، كان يدخل من مصر 600 إلى 700 شاحنة محملة بالأغذية والمواد المطلوبة لإعاشة نحو 2.3 مليون من الفلسطينيين. وتصوروا أن يتم تقليل هذه الكمية لدرجة الصفر على مدى الـ 21 شهرًا الماضية.. والوضع الذى ترونه الآن فى القطاع ناجم عن ذلك، وليس ناجمًا عن أن مصر قد تخلت عن دورها فى إدخال المساعدات أو أنها تشارك فى حصار القطاع.. هذا أمر خطير ومهم جدًا، ويجب أن يعلم الناس – ليس فقط فى مصر – وإنما فى العالم أجمع.. أن ذلك إفلاس ممن يدعون هذه الادعاءات على مصر. نحن مستعدون لإدخال كميات أكثر من ذلك بمرات من أجل إغاثة الشعب الفلسطينى، وندعو إلى وقف الحرب، مرة واثنين وثلاثة، ونبذل كل جهدنا، وسنستمر فى هذا الإجراء.
نرفض تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه
تابع الرئيس السيسى قائلًا : أود أن أقول لكل من يسمعنا أن التاريخ سوف يتوقف كثيرًا وسيحاسب وسيحاكم أشخاصًا كثيرين ودولًا كثيرة على موقفهم من هذه الحرب. وسيتوقف التاريخ، ولن يظل الضمير الإنسانى صامتًا بهذه الطريقة.
وأردف: ستظل مصر دومًا بوابة لدخول المساعدات، وليست بوابة لتهجير الشعب الفلسطينى. كان ذلك موقفنا فى 8 و9 أكتوبر، وعقب ذلك، وما زال موقفنا. نحن موقفنا واضح. نحن مستعدون لإدخال المساعدات فى كل الأوقات، ولكننا غير مستعدين لاستقبال أو تهجير الفلسطينيين من أرضهم. هناك من له هدف آخر.. وهو تشتيت الانتباه عن المسئول الفعلى عن الوضع المأساوى الفلسطينى، وأحذر – كما حذرتُ سابقًا – من استمرار هذا الوضع.
السيسى ونظيره اللبنانى يتابعان مستجدات الوضع فى غزة
فى الشأن الخارجى أيضًا تلقى الرئيس السيسى اتصالًا هاتفيًا من جوزيف عون، رئيس الجمهورية اللبنانية، الاتصال تطرق إلى تطورات الأوضاع الإقليمية وسبل تحقيق التهدئة وخفض التصعيد بالمنطقة، حيث أكد الرئيس دعم مصر الراسخ لسيادة لبنان وسلامة ووحدة أراضيه، ورفضها القاطع لأى انتهاكات تمس السيادة اللبنانية.
الاتصال تطرق أيضًا إلى مستجدات الأوضاع فى قطاع غزة، حيث شدد الرئيسان على ضرورة التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار، وإنهاء العدوان الإسرائيلى، وضمان دخول المساعدات الإنسانية العاجلة، فضلًا عن الإفراج عن الرهائن والمحتجزين، وسرعة البدء فى عملية إعادة إعمار القطاع، وأكدا كذلك على الموقف الثابت لمصر ولبنان فى دعم الشعب الفلسطينى، وحقه المشروع فى إقامة دولته المستقلة، ورفض تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم.
وعلى صعيد الشأن المحلى لم تغب القضية الفلسطينية عن محور حديث الرئيس السيسى حيث أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى، زيارة تفقدية إلى الأكاديمية العسكرية المصرية الواقعة فى مقر قيادة الدولة الاستراتيجى بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكان فى استقباله الفريق أشرف زاهر، مدير الأكاديمية حيث وجه الرئيس السيسى عددًا من الرسائل لطلبة الأكاديمية نستعرضها فى الإنفوجراف التالى.