المؤشرات الأولية للانتخابات تؤكد:
الأحزاب الكبرى تكتسح «الشيوخ» وجولة إعادة على الأبواب

مى زكريا
فى ختام ماراثون انتخابات مجلس الشيوخ، وفى ظل ترقب الإعلان الرسمى للنتائح من الهيئة الوطنية للانتخابات، أجمعت قيادات حزبية بارزة على أن المؤشرات الأولية تعكس تقدمهم الواضح فى عدد من الدوائر، لافتين إلى أن العملية الانتخابية شهدت مشاركة معقولة، فى ظل ظروف سياسية وإقليمية دقيقة. توضح المؤشرات الأولية قبيل الإعلان الرسمى للنتائج من الهيئة الوطنية للانتخابات، تقدمًا ملحوظًا لعدد من مرشحى الأحزاب الكبرى، واستعداد القوى السياسية جديًا لجولة الإعادة لدعم مرشحيها، الذين لم يحالفهم الحظ فى الجولة الأولى، وسط مشاورات داخلية لوضع استراتيجيات الدعم والتحالفات.
حماة الوطن
قال الدكتور عمرو سليمان المتحدث الرسمى باسم حزب «حماة الوطن»، إن النتائج الرسمية لانتخابات مجلس الشيوخ لم تعلن حتى الآن، لكن يمكن القول: إن الحزب حقق تقدمًا واضحًا فى عدد من المحافظات من بينها البحر الأحمر والإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ وسوهاج وقنا.
وأضاف سليمان: إن الجميع فى انتظار الإعلان الرسمى من الهيئة الوطنية للانتخابات احترامًا لمؤسسات الدولة، وحتى لا يكون هناك أى نوع من السبق فى إعلان النتائج، فالهيئة وحدها هى الجهة المخولة بالإعلان الرسمى، ونحن نؤكد احترامنا الكامل لما ستعلنه، مشيرًا إلى أنه رغم أن المؤشرات الأولية تعكس تقدمًا قويًا للحزب فى هذه المحافظات، إلا أن الحزب يلتزم بعدم الإعلان عن أى نتائج قبل إعلان الهيئة.
أكد المتحدث باسم حزب حماة الوطن، على أن الإقبال كان مقبولًا بالنظر إلى أن كثيرًا من المواطنين لا يزالون غير مدركين لطبيعة وأهمية مجلس الشيوخ، ودوره الحقيقى، كما أن الانتخابات السابقة فى 2020 أُجريت فى ظروف استثنائية فى ظل جائحة كوفيد-19، اليوم أيضًا لا تزال الظروف غير مهيأة بشكل كامل بسبب التغيرات الجيوسياسية التى تشهدها المنطقة بأكملها وهو ما يجعل من هذه الانتخابات اختبارًا صعبًا.
تفاعل مع الاستحقاق الدستوري
أضاف: إن الكل كان يراقب ويتساءل: هل سيشارك المصريون فى استحقاقهم الدستورى؟ وجاء الرد من المصريين فى الداخل والخارج خلال الأيام الماضية، حيث أكدوا تمسكهم بالمشاركة وحرصهم على دعم بلدهم رغم ارتفاع درجات الحرارة، وظروف التصويت الصعبة حيث أُجريت الانتخابات فى أيام عمل وسط الأسبوع، وليس فى عطلات رسمية.
وأشار سليمان، إلى أنه لا يزال هناك تفاعل متزايد من المواطنين لأهمية مجلس الشيوخ، ووعى متنامٍ بأنه ليس ديكورًا سياسيًا، بل مجلسًا فاعلًا ومتخصصًا، يقوم بمراجعة التشريعات بدقة وقوة، لافتًا إلى أن مجلس الشيوخ قدم الرأى الفنى فى مشروعات قوانين مهمة، مثل قانون الإجراءات الجنائية والمسئولية الطبية والبكالوريا وتقنين الإفتاء، وغيرها من التشريعات التى ناقشها وأحالها إلى مجلس النواب خلال فصله التشريعى السابق.
جولة الإعادة
أكد متحدث حزب حماة الوطن، على أن الحزب مستعد بشكل كامل لدعم مرشحيه فى حال وجود جولة إعادة على المقاعد الفردية، مشددًا على أن الحزب قدم دعمًا قويًا خلال الجولة الأولى، وكان ذلك واضحًا من خلال تحركات أمانات المحافظات التى لعبت دورًا كبيرًا فى تنظيم المؤتمرات الجماهيرية، والتنسيق مع الناخبين فى جميع المحافظات، من الإسكندرية إلى أسوان ومن العريش إلى السلوم.
وقال: «فى حماة الوطن، نحن نعمل بشكل مؤسسى، ولدينا منظومة عمل واضحة للتعامل مع مرشحينا»، مؤكدًا أنه رغم الصعوبات الكثيرة فإن انتخابات الشيوخ شهدت مشاركة معقولة، ونتوقع أن تكون انتخابات مجلس النواب المقبلة أكثر زخمًا، وتشهد تنافسًا أكبر خاصة فيما يتعلق بعرض البرامج الانتخابية والملفات التى ستطرحها الأحزاب خلال المرحلة المقبلة، وهو ما سنتابعه خلال الأسابيع المقبلة.
القائمة الوطنية
قال النائب عصام هلال الأمين العام لحزب مستقبل وطن، إن المؤشرات الأولية تؤكد أن القائمة الوطنية «من أجل مصر» والتى يشارك فيها الحزب حصلت على نسب كبيرة من الأصوات، ونجحت بشكل كبير من الجولة الأولى وفيما يتعلق بمرشحى الحزب على المقاعد الفردية.
أشار إلى أن الرصد المبدئى يظهر أن مرشحى «مستقبل وطن» استطاعوا حسم المعركة من الجولة الأولى، رغم أن بعض المحافظات لا تزال لم تحسم بشكل رسمى حتى الآن، مشيرًا إلى أن الحزب دفع بـ58 مرشحًا على مستوى المحافظات وأغلبهم حسموا المعركة، وفقًا للمؤشرات المبدئية، ونحن فى انتظار الإعلان الرسمى من الهيئة الوطنية للانتخابات.
قراءة غير دقيقة
وأضاف الأمين العام لحزب مستقبل وطن، أن المشاركة الشعبية تمثل جزءًا كبيرًا ومهمًا لدعم الدولة المصرية وهى تنبئ عن تقدير المواطنين لدور الدولة وإحساسهم بالتحديات التى تمر بها البلاد.
وفيما يخص مجلس الشيوخ قال هلال إنه للأسف الشديد تم ظلمه إعلاميًا، رغم أنه أدى دورًا كبيرًا جدًا فى المرحلة الماضية، وقدم العديد من الدراسات المهمة خلال الفصل التشريعى السابق.
وأوضح أن البعض يحاول حصر دور مجلس الشيوخ فى الدور الاستشارى فقط، وهو تصور خاطئ ناتج عن قراءة غير دقيقة للمواد الدستورية.
وأشار، إلى أن المادة 239 من الدستور هى الحاكمة لأعمال مجلس الشيوخ وتنص على أن المجلس «يدرس ما يحال إليه من السيد الرئيس أو مجلس النواب»، موضحًا أن الخطأ الشائع يأتى من قراءة المادة 238 التى تنص على أن مجلس الشيوخ مسئول عن ثلاثة أبواب دستورية، وهى الباب الثانى الخاص بمقومات الدولة والباب الثالث الخاص بنظام الحكم، والباب السادس المتعلق بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية، لافتًا إلى أن هناك مسئوليات كبرى تقع على عاتق مجلس الشيوخ فى دعم هذه الأبواب الدستورية، لكنه تعرض لظلم إعلامى كبير ويجب توضيح دوره بشكل أوسع من خلال الإعلاميين والسياسيين والبرلمانيين لتسليط الضوء على ما يقوم به المجلس.
وأكد «هلال»، على أن مجلس الشيوخ ليس غرفة على هامش مجلس النواب، بل هو مؤسسة تشريعية مهمة ومستقلة، وأن عدم وضوح دوره قد يؤثرعلى حماس الناخبين للمشاركة لكن العكس هو ما ظهر خلال الأيام الماضية، حيث شهدت الانتخابات مشاركة واسعة وزخمًا كبيرًا.
بنية تنظيمية قوية
وأضاف: إن هذا الزخم يبشر بأن انتخابات مجلس النواب المقبلة ستكون أكثر تنافسية وحدة، مؤكدًا أن حزب مستقبل وطن يمتلك بنية تنظيمية قوية وخبرات تراكمية منذ تأسيس الحزب عام 2014، مرورًا بكل الانتخابات حتى عام 2025، وهو ما يسهل إلى حد كبير إدارة العملية الانتخابية.
من جانبه قال أحمد خالد ممدوح، نائب رئيس حزب المؤتمر، ورئيس غرفة العمليات المركزية لمتابعة الانتخابات، إن الحزب خاض الانتخابات بـ14 مرشحًا على المقاعد الفردية، إضافة إلى مرشح ضمن القائمة الوطنية عن محافظة كفر الشيخ، وهو الدكتور سعيد غنيم، النائب الأول لرئيس الحزب، وأن أداءه كان قويًا ضمن مرشحى الأحزاب على مستوى الجمهورية.
وأوضح، أن مرشحى الحزب تنافسوا فى 9 محافظات، وكانت المنافسة فى القاهرة على 50 % من المقاعد الفردية، والحزب كان قريبًا من الفوز فى محافظات القاهرة وأسيوط والشرقية والمنيا والوادى الجديد.
وأكد على أنه لا يمكن إعلان أى أرقام حتى تصدر النتائج الرسمية عن الهيئة الوطنية للانتخابات، لكن أداء الحزب كان مشرفًا فى عدد من المحافظات، خاصة الشرقية التى يتمتع الحزب فيها بقاعدة جماهيرية عريضة، كونها الموطن الأصلى للحزب، وتابع قائلًا: «المنافسة كانت شديدة فى الشرقية، وشمال سيناء، والمنيا من خلال أمين الشباب بالمحافظة وأسيوط وكانت المنافسة الأقرب للفوز».
وأضاف نائب رئيس حزب المؤتمر، أن الجميع بانتظار الأرقام النهائية، لكننا نشكر مرشحينا وأمانات المحافظات كما نشكر كل من منح صوته للحزب، وهو ما يؤكد شعبيته وجماهيريته بين المواطنين.
الكوادر الحزبية
وشدد على أن الحزب لم يدفع بأى مرشحين عاديين، بل اعتمد على كوادر حزبية من المحافظات نفسها، وأن العملية الانتخابية لم تكن مجرد انتخابات وصندوق بل عملية بناء لحزب قوى ومؤثر.
وأضاف أن الانتخابات أثبتت أن الحزب متواجد بقوة داخل الدوائر الانتخابية، حيث نال ثقة عدد كبير من الناخبين المصريين، وهو شرف كبير لحزب المؤتمر، مؤكدًا أن انتخابات مجلس الشيوخ كانت خطوة تمهيدية لانتخابات مجلس النواب، الحزب مستعد بشكل كامل لخوض الاستحقاق المقبل عبر الدفع بعدد مميز من المرشحين من الشباب، والمرأة، وكوادر مختلفة.