بعد تكريمها فى الدورة الـ 18 من المهرجان القومى للمسرح المصرى:
ميمى جمال: «حسن مصطفى» أولى بالتكريم!

هبة محمد على
يعد تكريم الفنانة «ميمى جمال» فى حفل افتتاح المهرجان القومى للمسرح المصرى واحدًا من أكثر التكريمات المستحقة فى هذه الدورة، خاصة أنه ذهب إلى فنانة استثنائية عملت فى الفن منذ طفولتها حينما اكتشفها المخرج «عز الدين ذو الفقار» وقدمها للجمهور، ورغم أنها قدمت عشرات الأدوار فى السينما والتليفزيون، إلا أن المسرح بالنسبة لها له بريقه الخاص، فعلى خشبته قدمت أجمل الأدوار.
التقت بحبيب عمرها الفنان الراحل «حسن مصطفى» الذى دامت عشرتها به لمدة 49 عامًا، وفى حوارنا معها اكتشفنا أنها كانت تتمنى أن يذهب التكريم لاسمه، لا لكونه حبيبها، بل لأن إسهامه الفنى لم يقدر حتى الآن حق قدره، وإذا كنا قد ركزنا فى حديثنا معها على المسرح، وما جرى فى كواليسه، إلا أننا لم ننس أن نسألها عن سر تألقها فى الدراما التليفزيونية فى السنوات الأخيرة، حتى أنها كانت الحصان الرابح فى الموسم الرمضانى الأخير بالمشاركة فى أكثر من عمل كان لها فيها بصمة واضحة..وإلى نص الحوار
فى البداية ما الذى يمثله لك تكريمك فى الدورة الـ 18 من المهرجان القومى للمسرح المصرى؟
- التكريم وسام على صدر كل فنان وهو عبارة عن رسالة شكر على ما بذله من مجهود طوال سنوات عمره، تشعره بأن مشواره الطويل الذى قضاه فى الفن لم يذهب سدى كلمة شكر على المجهود، والحقيقة أن لحظة استلام التكريم على خشبة المسرح كانت لحظة خاصة جدًا، حيث كانت مليئة بمشاعر الحب الصادق، والمتبادل بينى وبين جمهورى، فلا أحد يستطيع أن يجبر الجمهور أن يصفق بحرارة كما فعل جمهور حفل الافتتاح لى أثناء استلام تكريمى، أقول هذا لأننى ممثلة مسرح، وأعى جيدًا المقياس الذى يقاس به رضا الجمهور ومحبته، فشكرًا لهذا الجمهور الذى تسبب فى إسعادى ليلتها.
فى المسرح قضيت عمرًا طويلًا وكنت من المحظوظات اللاتى وقفن على خشبة المسرح فى زمن الكبار، فى رأيك ما الفارق الجوهرى بين ما عشته وكنت جزءا منه وبين ما يقدم على المسرح الآن؟
- بالتأكيد كنت من المحظوظات اللاتى وقفن أمام «فؤاد المهندس، وعبدالمنعم مدبولى، وجورج سيدهم، وسمير غانم، وسهير البابلى» وآخرون من نجومنا الذين يذكرهم التاريخ جيدًا وسيظل، وفى رأيى أن لكل مرحلة ذوقها المختلف المرتبط بأذواق الناس، فما كان يضحك الجمهور فى الستينيات والسبعينيات لا يمكن أن يضحكهم الآن، فاللغة اختلفت تمامًا، والأساليب الفنية التى يقوم عليها المسرح اختلفت أيضًا.
هل تقصدين أننا إذا أعدنا تقديم الأعمال المسرحية التى لاقت رواجًا فى الماضى مرة أخرى لن تلقى ما شهدته من نجاح فى زمنها؟
- لم أقصد ذلك، والدليل أن المسرح القومى هذه الأيام يعيد تقديم مسرحية (الملك لير) من بطولة الفنان القدير «يحيى الفخرانى» محققًا نجاحًا مبهرًا، وقد حضرت العرض بنفسى، وشاهدت تهافت الجمهور، حتى إن المسرح مكتمل العدد يوميًا، كما شاهدت عروض «خالد جلال» الجادة وأعجبت بها، فالناس تقبل على هذه النوعيات من المسرحيات أيضًا التى تنتمى لزمن المسرح الجميل، وأعتقد أن التنوع فى الأساليب يحقق التوازن المطلوب، والجمهور فى النهاية له حق الاختيار.
طالما ذكرنا (الملك لير) فلابد أن نتحدث عن الفنان «يحيى الفخرانى» الذى يحقق إعجازًا على خشبة المسرح كل ليلة، حيث تتلبسه الشخصية، فيزول عنه كل التعب الذى يعانيه خارج حدود خشبة المسرح ويؤدى دوره بتمكن شديد، كيف ترين هذا الأمر؟
- «يحيى الفخرانى» فنان استثنائى، وما يحدث له على خشبة المسرح هو سمة من سمات الفنان الحقيقى الذى ينسى تعبه بمجرد أن يواجه الجمهور، وتذهب كل آلامه التى يشعر بها لأنه يتحول دون أن يشعر إلى الشخصية التى يقدمها، وبالتالى يثبت للعالم أن لدينا مسرحًا جادًا حتى وإن تقاضى مقابل ذلك أجرًا زهيدًا، لكن المتعة التى يحققها فى لقاء الجمهور لا تقدر بثمن.
هل شعرت بهذا الشعور من قبل؟
- نعم، العام الماضى حينما قدمت مسرحية (الصندوق الأحمر) مع الفنانة «ليلى علوى» والفنان «بيومى فؤاد» والتى عرضت ضمن فعاليات موسم الترفيه، فقد شعرت وقتها أن عمرى نقص 20 سنة، وأننى عدت إلى نسختى القديمة التى تنطلق على المسرح، وأحمد الله أن العمل لاقى استحسان الجمهور هناك.
الفنان «حسن مصطفى» شريك رحلتك هو واحد من أعمدة المسرح المصرى، هل تشعرين أنه قد حظى بالتكريم الذى يستحقه؟
- الحقيقة أن أكثر ما يؤلمنى هو أنه لم يكرم كما يستحق، «حسن مصطفى» فنان متفرد، له أسلوبه الخاص على المسرح الذى لم يقلد فيه أحدًا، ولم يستطع أحد أن يقلده، فلا يوجد دور له يمكن أن تتخيل فيه فنانًا آخر، والحقيقة أنهم عندما اتصلوا بى من المهرجان ليخبروننى بأمر التكريم سألتهم لماذا لم يتم تكريم «حسن مصطفى»؟ ألم يكن هو أولى؟! لكنهم أخبرونى أنهم لا يكرمون سوى الأحياء، وكنت أتمنى أن تتاح لى الفرصة أثناء استلام التكريم لألقى كلمة لأننى كنت سأهديه إليه، وأخبره أننى لا زلت أذكره، وأنه يستحق الإشادة عن كل ما قدم.
دعينا ننتقل للحديث عن خطواتك الدرامية الأخيرة التى عدت بها بعد غياب طويل محققة نجاحا كبيرا، ما سر الغياب؟ وكيف استطعت تحقيق كل هذا النجاح والتنوع فى أدوارك الأخيرة؟
- غبت عن الشاشة حوالى 6 سنوات بعد وفاة «حسن مصطفى» حيث شعرت أن الدنيا توقفت بى، لكن بعد زواج البنات، وانشغالهن بحياتهن، شعرت برغبة كبيرة فى العودة لتقديم ما أحب، وقد وفقنى الله وقدمت العديد من الأدوار الجيدة التى لاقت استحسان الجمهور فى مسلسلات عديدة خاصة دور «فوزية» فى مسلسل (كامل العدد) الذى أحبه الجمهور، كما قدمت تجربة سينمائية جديدة فى فيلم (ريستارت) مع «تامر حسنى».
وما الجديد الذى ينتظره الجمهور منك فى الفترة القادمة؟
- انتهيت من تصوير دورى فى مسلسل (2 قهوة) من بطولة «أحمد فهمى» وإخراج «عصام نصار» وهناك مسلسل آخر لا يزال فى مراحله الأولى، واستعد لتصويره قريبًا.