الثلاثاء 1 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
توظيف الضربة الرمزية فى الإعلام الإيرانى

توظيف الضربة الرمزية فى الإعلام الإيرانى

الرد الإيرانى على قاعدة العديد الأمريكية فى قطر، ضربة منسقة سلفًا مع الجانب الأمريكى، الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أكد ذلك وأخلى القاعدة قبل أيام من استهداف أمريكى للمنشآت النووية الإيرانية، وبعيدا عن هزلية الضربة ورفضنا المصرى والعربى لانتهاك سيادة الدول العربية، التصريحات الرسمية الإيرانية رأتها إيران لحفظ ماء الوجه وطريقًا للعودة لطاولة المفاوضات مع التأكيد على حسن الجوار مع الدول العربية وخاصة قطر، والشارع الإيرانى رأها رد اعتبار لسيادة إيران.



الحرس الثورى تحدث عن 3 صواريخ والتصريحات الرسمية قالت 6 وترامب قال 14 صاروخًا، لكنه قال أيضا «تهانينا للعالم إنه وقت السلام»، ربما قبل ترامب هذه الضربة الرمزية لعودة إيران للمفاوضات، لكن على الجانب الآخر الهجمات من تل أبيب إلى طهران والعكس لم تتوقف.

الآن إيران أمام شعبها يمكنها التفاوض من منطلق الدولة القوية وليست الدولة المنكسرة، هكذا يتم ترويج الأمر.

ضرورة خفض التصعيد هو الأمر الملح فى هذه اللحظة، الآن يمكن للجميع العودة للمفاوضات بدلاً من اتساع رقعة الصراع والدخول فى دائرة مفرغة من الرد والرد على الرد.

إيران لديها رغبة فى عدم استمرار الحرب، لا تريد حربًا ليس لها تاريخ نهاية يتم استنزافها اقتصاديا وتستنزف معها قدراتها العسكرية وخاصة الصاروخية منها.

الإعلام الإيرانى نفى تصريحات ترامب وتحدث عن إنجازات زائفة فى ضرب القواعد العسكرية، وخامنئى أراد أن يبرر الضربة فغرد «لم نعتدِ على أحد ولن نقبل أى هجوم من أحد بأى شكل من الأشكال ولن نستسلم لأى هجوم من أحد؛هذا هو منطق الأمة الإيرانية».

السياسيون الإيرانيون على مختلف أحزابهم عملوا على الرفع من شأن الضربة وتعظيم أثرها فى إصابة أهداف داخل القاعدة الأمريكية، فى محاولة لشحن المشاعر الوطنية الداخلية وهو ما ظهر جليا فى العديد من اللقاءات التليفزيونية والتصريحات الصحفية لنواب وسياسيين عبر منصات إعلامية مختلفة، ومن بينهم محمد عطريانفر وهو نائب سياسى عن حزب كاركزاران الذی قال إن «كرامة ومكانة الاستقلال ثمينة جدا لأمتنا، وأنه رغم إرادة قطر هاجمنا القواعد الأمريكية وأن جميع القدرات العسكرية والاجتماعية متحدة وتدافع عن إيران بصوت واحد».

أيضًا تم توظيف حديث ترامب بأنه لن يرد على الضربة الإيرانية بأنه دليل على هذه العملية بل وعدم رغبة الولايات المتحدة فى التصعيد تجاه إيران، بل والتأكيد على جاهزية إيران للرد إذا ما صعدت واشنطن كما جاء على لسان وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى.

العديد من المحللين والسياسيين على التليفزيون الرسمى الإيرانى خرجوا للتأكيد على حسن الجوار وضرورة أن لا يتم توظيف الضربة الإيرانية على أنها انتهاك لسيادة قطر.

 محمد على أبطحى هو ناشط سياسى إصلاحى إيرانى، شغل منصب رئيس مكتب الرئيس الإيرانى الأسبق محمد خاتمى. قال فى مداخلة على التليفزيون الإيرانى «هجوم الليلة ليس هجوما على دول الجوار!، يحاولون اليوم اعتبار هذه العملية موجهة ضد دول المنطقة. لا ينبغى تضخيم هذه النقطة».

الإعلام الإيرانى اهتم أيضًا بإظهار أهمية قاعدة العديد وأنها الأهم والأكبر بالنسبة للولايات المتحدة فى المنطقة، وأن استهدافها واختراق الصواريخ الإيرانية للدفاعات الأمريكية هو نجاح لمنظومة الهجوم الإيرانى على الأهداف مثلما يشهد العمق الإسرائيلى.

عرض الإعلام الإيرانى بجانب مقاطع إطلاق الصواريخ على الأهداف الأمريكية، مقاطع لاستمرار الهجمات على إسرائيل، وكذلك صورًا معلقة أسفل الكبارى لقتلى الهجمات الإسرائيلية من الإيرانيين فى إشارة لرد الاعتبار لكل من قتلته إسرائيل فى هجماتها، وكذلك البيانات والتصريحات من أذرعها فى المنطقة التى اعتبرت الضربة انتصارا على الولايات المتحدة. 

مدير وحدة إيران بالمنتدى الاستراتيجى للفكر.