الثلاثاء 1 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
ميشيل أوباما.. تدوير الرئاسة

عكس الاتجاه

ميشيل أوباما.. تدوير الرئاسة

الجالس على الشاطئ الأمريكى متفحصا بعيونه المجردة أو مرتديا نظارة غوص بُغية رؤية ما تحت الماء،  لن يرى شيئًا أسفل وجه المياه بفعل تلاطم الأمواج الهادرة العالية، فلا المحيط ولا الأنهر صفحاتها رائقة، أو كأن المشهد يشبه بركة آسنة يعلوها العُشب والطين والسياسات الخارجية والداخلية المرتبكة الكاذبة، وفى الحالتين المتناقضتين، ضجيج سطحها أو سكينته لن ترى شيئًا بفعل دبيب أرجل «ترامب» فيها.



لقد غَبّشَ الرجل الرؤية لمسافات زمنية وتاريخية موغلة فى الفهم والإدراك وبمجرد جلوسك على الشاطئ بسنارة صيد لن يخرج لك إلا سمك ميت وأشياء من هذا القبيل، وعلى هذا الأساس كل التحليلات والتنبؤات السياسية الخارجة من هناك فى هذا التوقيت ما هو إلا درب من الجنون ولن يفضى إلى تحليلات عقلانية مستندة إلى شواهد حقيقية واضحة غير ملتبسة، وكل الأسماء المطروحة لخلافة الرجل هى (سمك ميّت).

كل ما حدث منذ يناير الماضى أن ترامب فى الخارج وفى الداخل قد ألقى جسَدَه الممتلئ فى المياه العميقة لبحر (الأقيانوس) فلم  يخلف سوى عَمى فى العيون ودوى حجب أى صوت، لم يترك إلا تخمينات.

1 - هل ستفضى انتفاضة كاليفورنيا إلى ثورة تُقَلّبُ الأرض المظلمة فى قاعها والبراقة مثل بانر فيلم هوليوودى من فوقها، أو حتى تغيييرات فى طبقات الأرض تفرض نفسها على كامل الولايات جمهورية أو ديمقراطية، أم هل ستنتهى انتفاضة كاليفورنيا كنهاية (Black  Lives Matter)  التى اشتعلت فى العام 2013 حين كان الحاكم رجلا أسود اسمه «باراك حسين أوباما»؟

2 - أمريكا التى كانت شعلة امرأة الحرية تفرش ظلها ونورها على كامل حدودها فى كذبة تاريخية كبرى استفاق العالم عليها فى 2025، لم تكن مفاجأة ترامب مدوية فى الحقيقة لأنه أنذرنا بالكارثة فى ولايته الأولى باقتحام جماعته مبنى الكابيتول ولم نكن نصدق ولم نكن ندرك ونحسب حجم انهيار البلاد (المستخبّى) عن العيون والعقول.

3 - هذه المرة اسمها يُطرَح بقوة ومن جديد وفى كل وعكة أمريكية يتم طرح اسم «ميشيل أوباما» كبديل قدرى محتوم للخروج من المأزق، فكان أن صارت متصدرة الميديا بكثافة وصارت تتناول الشأن الأمريكى بشجاعة وباستفاضة، فى ذات الأثناء (انكتم)  صوت «كامالا هاريس» الصوت الأخرس منذ أول محاولة له فى الكلام رغم خروجها بتصريح باهت فى الأسبوع الماضى يدين تصرفات ترامب إزاء متظاهرى انتفاضة كاليفورنيا، كانت «كامالا» ظلا باهتا لرئيس ليس سوى ظل باهت عابر اسمه «بايدن»، هذا برغم دوى قرارات حزبه الكارثية على منطقتنا العامرة بالكوارث.

ميشيل أوباما ستصدر كتابا عن حياتها فى الضوء أيام أن كانت السيدة الأولى، ميشيل أوباما تتحدث للناس وتبرر لهم لماذا قررت ابنتها الصغرى التخلى عن لقب الوالد واكتفت باسمها فقط بلا لقب «أوباما» فى شق طريق فنى صوب هوليوود، تماما مثلما فعلت ابنة «أنجلينا جولى» التى تخلت عن اسم والدها «براد بيت» لأسباب مختلفة.

فى البداية كانت أخبار ميشيل أوباما ومنذ تولى ترامب الرئاسة الثانية قويةً حين رفضت حضور حفل تنصيبه وكانت تطمح أن يتم اختيارها هى- وليس كامالا هاريس- رئيسة للبلاد رقم 47 وكانت فرضية طرح اسمها بقوة فى الأوساط السياسية وتناقشها الميديا كل فترة خاصة أثناء التكتم على أمراض وعِلل  بايدن فى الجسد وفى الدماغ، فلم يكن هو من يحكم البلاد، لتظل هى وأوباما وحزبهما داخل أروقة البيت الأبيض كما هُمّا لم يخرجا منه إلا بسبب قهرى وقدرى اسمه ترامب، إلا أن مؤتمر الحزب الديموقراطى قد طرح فجأة اسم «كامالا هاريس» رئيسة للبلاد لتنافس ترامب الذى هزمها بالقاضية، رغم علم الجميع بضعفها!

هل أُريد لأمريكا أن يلعب اللاعبون الكبار فى ملاعبها الممتدة فى أربعة أرجاء الكرة الأرضية (ماتش) بين فريقين فى قدم أحدهما كرة شراب اسمها «كامالا هاريس» فى مقابل كرة من المطاط اسمها «ترامب»؟ هل كان المطلوب تسخين الكرة  الارضية بماتش (كورة) غير متكافئ لكنه مشتعل، أما الجماهير فأخرجت ثعابين أمريكا من باطن الأرض، فكان أن اختلف الثعبانين ترامب وماسك ليصاب من فى كان آخر الكرة الأرضية بلدغة قاتلة، ترامب الذى وضع العالم فوق صفيح ساخن صار (يتقلّى ويتحمّر ويحترق فحمًا فى الطاسة الملتهبة).

فى خضم طرح اسم ميشيل أوباما كرئيس محتمل طغت أخبار طلاقها وزوجها الرئيس (الأزلى) ثم تم نفيها كلية بالمرة وهكذا بالحيلة وبالفرض صارت أخبار ميشيل فى صدارة عيون كل من له نظر! هل سيحدث؟ لا أحد يجزم ولا أحد يعرف مصير أمريكا والمصير كثير من بلاد العالم، لا أصحاب النظريات الكبرى فى السياسة الدولية ولا أصحاب ضاربى الودع، لذا لجأ الجميع إلى التوهة وإلى التوهان وإلى درب العرافين وقراءة الفنجان والكف لمعرفة متى سيرحل «ترامب» ومن سيخلفه، واستعاد الكون كله نبأ المتوفاه «بابا ڤانجا» التى قالت منذ 24 عاما أن ترامب سيموت بورم فى المخ، متى سيحدث قبل انتهاء ولايته أم بعدها؟ قبل نهاية العالم أم بعدها؟