ممشى أهل مصر والسينما والملاهى أبرز وجهات الفسحة لمختلف الطبقات فسحة العيد وجبة سريعة وسيلفى فى المول

آية محمود
تتنوع مظاهر وطقوس الاحتفال بالعيد بين الذهاب إلى المتنزهات والحدائق العامة والمطاعم الشهيرة وأماكن الترفيه المتنوعة وصولًا إلى زيارة المقابر، وفقًا لإمكانيات كل فرد وكذلك وفقًا للعوامل المؤثرة على الاختيارات، فى حين أن الجيل الجديد المتأثر بالتحول الرقمى أصبح ذوقه فى الفسحة مختلفًا كثيرًا عن الأجيال السابقة، فمعظمهم يفضل التجول فى المولات وتناول الوجبات السرعة على الذهاب إلى المتنزهات العامة ومناطق الترفيه التقليدية، ومع ذلك فإنه تظل هناك ثوابت راسخة فمع تكبيرات العيد تنضح الشوارع بالبهجة وتذبح الأضاحى، وتتفنن الأسر فى طهى أطباق الفتة والرقاق.
«روزاليوسف» سألت عددًا من المواطنين عن طقوس احتفالهم بعيد الأضحى المبارك، وأماكن الفسح التى يفضلونها، وكشفت عن الفعاليات التى تتيحها الحدائق العامة، وفسرت العوامل المؤثرة على اختيارات الأفراد لأماكن التنزه، ورصدت أنماط التطور فى ملامح فسحة العيد.
زيارة المقابر
يقول مصطفى العقاد، إنه يحرص على زيارة المقابر عقب انتهاء صلاة العيد، ويقضى أول أيام العيد فى ذبح الأضحية، وتوزيع لحومها، ويحتفى بالعيد مع أسرته المكونة من 4 أفراد.
صلاة العيد
بينما تشير «تاليا مراد» طالبة الثانوية العامة، إلى أنها قررت أن تستبدل فسحة هذا العام بمذاكرة التاريخ وعلم النفس، وتكتفى بأداء صلاة العيد، واقتناء العيدية لكى تستعد لامتحانات الثانوية العامة المقرر انطلاقها منتصف يونيو الجارى.
فيلم العيد
أمّا أحمد توفيق، فوضع مع زملائه بالفرقة الثالثة بكلية الآداب جامعة القاهرة خطة لزيارة ممشى أهل مصر ثالث أيام العيد، ومشاهدة فيلم (المشروع X) فى سينما سيتى ستارز بمدينة نصر رابع أيام العيد.
الملاهى
فى السياق ذاته؛ يتمثل العيد عند الطفلة «نور محمود» فى شراء الألعاب الترفيهية، والحصول على العيدية، والذهاب إلى الملاهى، وزيارة الجدة، ويؤكد أبوها أنه أدرك مفهوم فسحة العيد عندما أصبح أبًا.
صينية الرقاق
ورغم أن «ليلى محمد» تسافر يوم وقفة عرفات إلى مرسى مطروح لقضاء الإجازة مع عائلة زوجها؛ فإنها تشعر ببهجة العيد حينما تشاهد مسرحية (العيال كبرت)، وتنتهى من تجهيز صينية الرقاق باللحمة المفرومة.
النوم فسحة مثالية
فى المقابل يفضل «عم جمعة» البقاء داخل حدود غرفته، واستغلال إجازة العيد فى الحصول على قدر كافٍ من النوم، ويرى أنه من أهم طقوس الاستمتاع بالعيد، ويعتبر فسحة مثالية للتخلص من ضغوط العمل.
الحديقة الدولية
وبشأن الفعاليات التى تتيحها الحدائق العامة أيام عيد الأضحى يقول أحد العاملين فى الحديقة الدولية بمدينة نصر: إن عالم الحيوان يعد من أهم الفعاليات التى تميزها وهو عبارة عن حديقة حيوان مصغرة، ويضم متحف الزواحف، وبيت الرعب للأطفال والكبار، ومسرحًا لعرض فقرات الأراجوز والساحر، وشيكو، ويحتوى على سينما3D ويوفر لعبة البدالات المائية، وأيضًا لعبة الترامبولين، ويبلغ سعر دخوله 75 جنيهًا للفرد.
ويضيف إن الحديقة الدولية تستقبل جمهورها يوميًا من التاسعة صباحًا حتى العاشرة مساءً، وتسمح بركوب الخيل، وتتيح الأتوبيس النهرى، والقطار السريع (الطفطف)، ويسجل سعر تذكرة دخولها 20 جنيهًا للفرد.
مسرح مكشوف
فى السياق ذاته؛ يؤكد أحد العاملين فى ممشى أهل مصر بوسط البلد أنه يشهد إقبالًا كبيرًا من مختلف الفئات العمرية على مدار العام؛ حيث يتيح الممشى فعاليات متنوعة على ضفاف نهر النيل، ويفتح أبوابه للجمهور من التاسعة صباحًا حتى الواحدة بعد منتصف الليل، ويصل سعر تذكرة دخوله 20 جنيهًا للفرد.
ويضيف إنه يضم عددًا من المطاعم، والكافتيريات، ويخصص مرسى لليخوت، ومسرح مكشوف للحفلات الغنائية، ويزخر بالبرجولات، وبالنوافير المائية، وبالمساحات الخضراء.
فسحة التحول الرقمى
من جهتها توضح الدكتورة «دعاء توفيق» أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة عين شمس، أن التحول الرقمى الذى نشهده اليوم أحدث تطورًا فى ملامح فسحة العيد، وجعلها أكثر تعقيدًا بعد أن كانت تتميز بالبساطة وتقتصر على التجمعات العائلية، والتنزه فى الحدائق العامة، وتستهدف تعزيز الروابط الاجتماعية.
وتشير إلى نتائج دراسة حديثة توصلت إلى أن 63% من الشباب يفضلوا التنزه فى المولات التجارية، وتناول الوجبات السريعة، ويهتمون بالتقاط الصور السيلفى ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعى والتفاخر بها أكثر من اهتمامهم بالاستمتاع بالفسحة ذاتها.
ارتفاع الأسعار
وتوضح أن ارتفاع الأسعار يؤثر على اختيارات الأفراد لأماكن الفسح والتنزه؛ حيث دفع بعض الأسر للبحث عن أماكن منخفضة التكلفة. وتضيف: إن ضغوط الحياة جعلت فئة من البشر تفضل الاسترخاء وعدم الخروج من المنزل، وتكتفى بتهنئة الأصدقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
وترى أن صناع المحتوى يحرصون على زيارة أماكن مميزة ومرتفعة التكلفة من أجل الربح وتحقيق أعلى نسبة مشاهدة، وتصدر محركات البحث، وتفعيل التريند، وتشير إلى البيئة الافتراضية للألعاب الإلكترونية التى أصبح يفضلها الشباب والأطفال عن التجمعات العائلية، والملاهى الليلية.
إعادة اكتشاف العيد
وتؤكد على أهمية فسحة العيد، وضرورة الحفاظ على ملامحها من خلال إعادة اكتشاف مفهوم البساطة والتى تتجسد فى إحياء البهجة، والذكريات، ولم شمل العائلة، وتوثيق الروابط الأسرية.
الفسحة الرسمية
فى السياق ذاته؛ يقول الدكتور «شريف شعبان» الباحث فى الحضارة المصرية، إن العوامل الاقتصادية لعبت دورًا حيويًا فى تغير مظاهر الاحتفال بالعيد مثل ارتفاع أسعار تذاكر السينما التى تعتبر الفسحة الرسمية للعيد، لكنها مؤخرًا لم تعد تلائم دخل الأسرة المتوسطة التى اتجهت إلى استبدالها بزيارة المولات التجارية، وأصبح التخطيط لقضاء العيد فى رحلة حول العالم من الأمور المستحيلة.
ويرى أن الاحتفال بالعيد لا يعنى إنفاق مبالغ طائلة، وينصح بالبحث عن بدائل متوسطة الأسعار، ويؤكد على أهمية اختيار أماكن للفسح داخل حدود مصر من أجل تشجيع السياحة الداخلية.