الخميس 19 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

مشروع سرى للجماعة الإرهابية حمل عنوان «فتح الغرب» «إخوان» فرنــسا تحت المقصلة

أدى تصاعد نفوذ جماعة «الإخوان» فى فرنسا إلى إصدار تقرير من وزارة الداخلية الفرنسية عن مدى توغلها فى المجتمع وخطورتها، ثم الكشف عن معالم خطة لمواجهتها عبر تجميد أصولها المالية، وتشديد الرقابة على صناديق التمويل التى تغذيها، ومنع الجمعيات التابعة لها من تحويل أصولها إلى الخارج قبل حلّها، وإنشاء أسس قانونية جديدة لحلّ المؤسسات، مثل تبنى خطر «الإضرار بالتماسك الوطنى»، وتحديد 15 صندوقا يُستخدم لتمويل مبادرات خاصة، مثل بناء أماكن عبادة أو مدارس قرآنية، «بما يتعارض مع مهمتها المعلنة المتمثلة فى خدمة المصلحة العامة، وهذه القرارات كلها بدءا من التقرير إلى الإجراءات، وضعت الجماعة وتنظيمها الدولى بالكامل فى معضلة كبيرة، وزاد من أزماتها فى الغرب كما حصل فى الشرق.



 

 المشروع الإخوانى بفرنسا 

فى عام 2005 نشر ما يسمى بالمشروع السرى للإخوان فى كتاب جاء تحت عنوان «فتح الغرب... المشروع السرى للإسلاميين»، الذى أشار إلى أن السلطات السويسرية عثرت فى منزل يوسف ندا على وثيقة جاءت تحت (نحو استراتيجية عالمية للسياسة الإسلامية، منطلقات وعناصر ومستلزمات إجرائية ومهمات).

يكشف المشروع عبر منطلقاته الاثنى عشر الاستراتيجية الإخوانية فى فرنسا وأوروبا، التى تعتمد على فكر حسن البنا، وتتبنى دعم الجهاد والحركات المسلحة فى العالم الإسلامى، والتكيف الذى قام به الإخوان مع المجتمع الغربى، وأنه بمثابة مناورة تكتيكية مصممة لطمأنة الخطاب الديمقراطى، ثم السيطرة، وهو ما أوضحه محمد لويزى، العضو السابق فى إخوان المغرب والذى يعيش فى فرنسا بأن الإخوان يتبعون أسلوب نسيج العنكبوت فى نشر أيديولوجيتهم فى أوروبا.

قدم المشروع السرى للإخوان تصورًا تفصيليا لخطة العمل، حيث ورد فيها: إن الهدف الاستراتيجى العام للجماعة هو إيجاد حركة فعالة ومستقرة عبر منطلقات عدة لتنفيذ هذا المخطط من بينها وأهمها المنطلق التاسع الذى يشير إلى البناء المستمر للقوة اللازمة للدعوة، ودعم الحركات الجهادية فى العالم الإسلامى بنسب متفاوتة قدر المستطاع، كما ورد فى الصفحة الثالثة فى فقرة (مستلزمات إجرائية) من المنطلق الأول عن إنشاء مراكز رصد للمعلومات وتجميعها وتخزينها، وضرورة تشغيل كل طاقات العاملين لخدمة الدعوة، وعمل جمع المال وضبط أوجه صرفه، واستثماره، وأما فى الصفحة «11» فقرة «ج» (مهمات مقترحة)، فهى عمل جسور اتصالات مع الحركات الجهادية فى العالم الإسلامى والأقليات الإسلامية ودعمها فى الحدود، وبالصورة الممكنة، والتعاون المشترك معها.

 نموذج البنا

بناءً عليه فيمكن شرح أنشطة الإخوان فى فرنسا أنها تتكون من النموذج الذى وضعه حسن البنا، وهو يتكون من (الشمول، القدرة على التكيف والمرونة، قابلية التطبيق)، والاعتماد على ما يسمى «فقه الأقليات» وهو إنشاء بيئة إسلامية يعيش فيها المسلمون، لكن بشرط التماهى مع فهم الجماعة، لذلك فإنهم يستهدفون مختلف قطاعات السكان (الطلاب، النساء، الأطفال)، وينظمون كل الفعاليات (التربوية، الثقافية، الرياضية، السياسية) متبعين تعريف البنا للمنظمة، ونظرية القرضاوى للتكيف للأقليات المسلمة التى عليها أن تكون فاعلة، وتتجنب الانعزال، وتوسع المجتمع عبر الدعوة.

عبر الاستراتيجية السابقة أصبحت هناك فئتان من الإخوان فى فرنسا، ينتمى للمجموعة الأولى كل أعضاء مختلف فروع الإخوان فى الشرق الأوسط، ويمثلون ما يسمى الرواد، وقد حافظت هذه الفئة على صلات وثيقة بالجماعة الأم فى بلد المنشأ، ويقومون الآن بأدوار رفيعة المستوى مثل جمع الأموال، وتنظيم الفعاليات، والضغط على الحكومات، لأهداف دعم قضيتهم فى بلدانهم الأم، والفئة الأخرى من الإخوان يمكن اعتبارها حلقة الوصل بين الإخوان الخلص بفرنسا وفروعه الأوروبية، ويمثلها عدد من المنظمات التى تعمل ضد حكومات العرب، أو من أجل حقوق الإنسان، مثل مؤسسة (قصة رابعة).

 مسلمو الضواحى

وخلال السنوات الأخيرة تلاحظ استقطاب الجماعة مسلمى الضواحى الفرنسية من خلال «صندوق الضواحى»، الذى أعلن عنه سنة 2012، ورصدت له مبالغ مهمة «لفك العزلة» عن شباب الضواحى الفرنسية، وهى المبادرة التى أثارت جدلًا واسعًا وسط النخبة الفرنسية حول دواعى وحيثيات هذا الأمر، لكن بالنسبة للعارفين بأهداف التنظيم فإن الأمر لا يتعلق بمكافحة فقر وبؤس الضواحى، بل بالسعى للهيمنة المباشرة على مسلمى فرنسا، واستغلالهم.

هوس الجماعة لا يشمل فقط الاستثمار فى بناء المساجد بل امتد لاستقطاب النخب الكاريزمية عبر بعض المستقلين من العناصر التى تحمل أيديولوجية الجماعة مثل رئيس تجمع مسلمى فرنسا، نبيل ناصرى، الذى يعد حلقة وصل وسط المثقفين المسلمين، وطارق رمضان الذى كان يخدم المشروع نفسه باجتهاد كبير قبل القبض عليه فى قضية أخلاقية، وكذلك ماتيو كيدار، الذى كال المديح للتيار الإسلامى، وقال: «الذين كانوا يتوهمون بنهاية الإسلاموية، وهم يفكرون فى إيران فقد أخطأوا، لأن الإسلاموية تنبعث فى كل أزمات الحكم التى تعرفها الدول الإسلامية، وذلك منذ 14 قرنًا».

هناك فى باريس أيضًا مؤسسات مدعومة من بعض الدول التى تناصر الجماعة، على رأسها معهد العالم العربى، كذلك جمعية الطلبة المسلمين فى فرنسا، التى تنظم عدة نشاطات ثقافية عبر المدن الفرنسية، وتختم نشاطاتها السنوية بملتقى دولى فى شهر ديسمبر، وتخصصه لدراسة التراث الفكرى لمؤسسها الدكتور محمد حميد الله.

 الحركات الشبابية

وتنشط أكثر الحركات الشبابية فى الغرب الفرنسى، خاصة فى مدينتى بوردو ونانت مع طارق أوبرو، وفى الشمال مع حسن إقيوسن، وفى الشرق بمدينة ليون مع جمعية التوحيد، التى يتزعمها فكريا طارق رمضان القادم من سويسرا، وتنظم مهرجانات للأناشيد الإسلامية.

أما اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا، والذى أصبح (مجلس مسلمى فرنسا) بقيادة عبد الله بن منصور، فهو ينظم أكبر ملتقى فى أوروبا سنويًا، ويخضع له أكثر من مائتى جمعية فى عموم أوروبا، وهناك عاملون به مثل: عمار لصفر، برهام سيمار، الحاج ثامى بريز، بوبكر الحاج عمر، محمد الطيب الصغرونى، صالح عريال، هالة خمسى، نصير كهول، محمود عواد، مخلوف مامميش، بشار الصيادى، سحنون كراد، كريم منحوج، حسان الزواى. ويمتلك الإخوان قرابة 250 جمعية فى فرنسا أو على الأقل يعملون تحت قيادتهم، كما أنهم يسيطرون على المساجد الكبرى، ويقدمون أنفسهم لفرنسا بأنهم لا يتلقون أى تمويل من الخارج وأنهم ينفقون من أموالهم الخاصة (سواء فى الجمعيات التى يعملون فيها أو فى مجلس مسلمى فرنسا)، بينما يقبلون قرابة %12 تمويل من الخارج بغطاء شرعى لا يجعلهم يصطدمون بالحكومة الفرنسية، مثل اللجنة الخيرية لمناصرة فلسطين، والمعهد الأوروبى للعلوم الإنسانية، وخدمات الحلال الأوروبية، والجمعية الطبية ابن سينا، والجامعة الفرنسية للنساء المسلمات.

نسيج الإخوان المعقد بفرنسا 

إن تفهم التصورات والاستراتيجيات للإخوان فى فرنسا بناء على ما سبق، يجعلنا أمام جماعات وجمعيات العمل المؤسسى القانونى بأوروبا بشكل عام، وجماعات وخلايا العمل العام غير القانونى، ويحيلنا ذلك إلى لائحة عريضة من الفاعلين، بدءًا بالمؤسسات والمراكز الإسلامية، ونهاية بالأسماء الفكرية أو المحسوبة على أهل «الإسلام النظرى»، وسنجد التيار الإخوانى (حيث نعاين التفرعات الأوروبية «للتنظيم الدولى للإخوان المسلمين»، والتيار السلفى الوهابى (فى شقيه العلمى و«الجهادى»)، ثم التيارات الإسلامية الدعوية (من نوع جماعات «الدعوة والتبليغ»)، ومعها الحركات الإسلامية «الجهادية»، المتعاطفة مع المشاريع «الجهادية»، كما نجد لائحةً عريضة من الطرق الصوفية.

وهناك أيضًا المساجد والمراكز الثقافية التى تساهم فى التأطير الدينى للأقليات الإسلامية، ونجد كذلك العديد من المؤسسات الرسمية أو شبه الرسمية التى تُعنى بتمثيل الأقليات الإسلامية لدى السلطات الإدارية فى هذه الدولة الأوروبية أو تلك، وأغلبها محسوب على دول عربية وإسلامية، أمام هذه المشهد المعقد، أخذنا نعاين ظهور تحديات دينية ذات منحى سياسى وإيديولوجى، ساهمت فى تعقيد الوجود الإسلامى فى أوروبا.

فى تقرير لصحيفة (لو فيجارو) الفرنسية، يرى الكاتب الفرنسى من أصول عربية (محمد سيفاوى) أن الإخوان لا يعترفون بقيم الأخوة خارج نطاق الأمة، وأنهم يشكلون خطرًا على التعايش الجماعى، لأن نظرتهم للإسلام لا تتوافق مع الديمقراطية والعلمانية.

ويتحرك الإخوان فى فرنسا وفق مشروعية قانونية، من خلال بناء شبكات ومساجد، والحصول على جمعيات، والانتقال منها إلى الشارع، وفق تقرير نشره «إسلاميزازيون» إلى أن الأئمة الذين لهم علاقة بالإخوان لا يزالون يسيطرون على منابر الدعوة الدينية رغم كل الظروف، سواء بإعلانهم الواضح بأنهم ينتمون لهذه الجماعة أو باعتبار أنه تم إعدادهم من قبل الإخوان وقام الموقع بإعطاء عدد من الأمثلة لبعض الأئمة التى يريد «حكيم القروى» ضمهم لجمعية ينوى تشكيلها لإدماج الإسلاميين، ومن أبرزهم: إمام بوردو «طارق أوبرو»، الذى يدافع منذ سنوات وبشكل علنى عن الخلافة الإسلامية والقراءة السلفية للقرآن ،كما أنه كشف فى كتاب صدر عام 2013 عن انتمائه لجماعة الإخوان.

ووفق ما ذكرته «بترا رامساور» فى كتابها «الإخوان المسلمون فى المستقبل: استراتيجيتهم السرية، وشبكتهم العالمية»، فإن الإخوان يعملون على التخلى عن مشروع الجماعة العالمى ظاهريًا، مع الاحتفاظ بعلاقات داخلية سرية مع التنظيم، والتحلل من الخطاب الدينى القديم للجماعة، لتقديم صورة جديدة عن الحركية الإخوانية، وهو شكل يعتمد على جعل الجماعة كتيار واتجاه عام، وعلى هذا عرفت الساحة الأوروبية انفصال اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا عن التنظيم الدولى للإخوان، علما بأن هذا الاتحاد يضم المئات من الجمعيات المنتشرة فى معظم الدول الأوروبية، ويعتبر الذراع الأوروبية للجماعة، وهذا تطبيق لأسلوب الجماعة الجديد.

وقد وضعت الجماعة خطة أطلقت عليها (التمكين)، تم تطويرها بدءًا من عام 2004، كانت أوروبا أحد محاورها، فيها أن هناك خطة عامة وخطة متغيرة كل 4 أعوام، الخطة العامة يجب أن يحقق التنظيم فيها 100 هدف على مستوى الجماعة والأفراد والأعداء (أعداء المشروع الإسلامى )، أهم تلك الأهداف: الانتشار، التمكّن، تقليل الانشقاقات الداخلية، صنع أفراد أكثر انتماءً للسمع والطاعة، التخلص من الأعداء، وصناعة الأزمات الداخلية للأعداء، كل هدف له برامج خاصة، وخطط مرحلية تتغير كل 4 سنوات بحيث يحدث جرد ختامى يسأل التنظيم الدولى نفسه فيه ماذا حققنا؟، وماذا لم نحقق من أجل وضع خطة رباعية جديدة؟.

يقول محمد لويزى، الباحث والمختص فى الحركات الإسلامية بفرنسا، «عن مشروع الأخونة من التوطين إلى التمكين»، موضحًا أن نظرية التمكين عرفت عصرنا، وأدخلت إلى مختبر البحث الجامعى، لجعلها أكثر قدرة على الفاعلية، ومن ذلك أطروحة دكتوراه قدمها الإخوانى الليبى عليّ الصلابى بعنوان «نظرية فقه النصر والتمكين فى القرآن الكريم»، وأثنى عليها يوسف القرضاوى.

لقد أصبح الإخوان فى فرنسا معضلة حقيقية بسبب عملية التثبيت والتموضع التى تمت لمنظمات وجمعيات إسلامية عن طريق القوانين، ثم استمرار المحاولات المنظمة والمنسقة للاستمرار فى هذا التموضع عن طريق توظيف ما فى الغرب من قيم الحضارة الحديثة مثل، الديمقراطية، وحرية التعبير، وحقوق الإنسان، وحرية العبادة، وتغيير الدين والمعتقد، والاعتراف بتعددية الثقافات، وغيرها من التسهيلات، وكذلك بيروقراطية إجراءات الغربيين الإدارية والقضائية. 

وزادت المعضلة أنه ثبت للحكومة الفرنسية أن الإخوان هم روافد مستمرة للإرهابيين ليس فى فرنسا وحدها بل أوروبا بالكامل، وكانت مساجد دعمتها الجماعة مراكز لهم، على سبيل المثال فى ألمانيا سنجد (جماعة ملة إبراهيم)، تأسست عام 2012، جماعة التوحيد، تم حظرها فى 26 مارس عام 2015، جماعة شرطة الشريعة، ظهرت فى عام 2014، أسسها «سفين لاو»، جماعة الدين الحقيقى، يقودها السلفى المتشدد «إبراهيم أبو ناجى» منذ عام 2014، منظمة الدعوة إلى الجنة، ذات ميول سلفية متشددة، وقائدها الملقب باسم «أبو حمزة»، وظهرت عام 2010.

أما فى فرنسا، سنجد جماعات مثل (فرسان العزة)، تأسست تلك الجماعة عام 2010 على يد الفرنسى ذو الأصول المغربية محمد الشملان، وشبكة فريد بنيتو (القاعدة فى فرنسا)، تأسست عام 2003.

فى بلجيكا، ظهرت مجموعات إرهابية مثل مجموعة عبد الحميد أبا عود، وهناك جماعات مثل (الشريعة من أجل بلجيكا)، والجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة. كما فى هولندا تنشط جماعة الشريعة من أجل هولندا، وتنظيم خلف القضبان، ظهر عام 2006، وتنظيم «سترات الدعوة»، نشأ عام 2011.

وقد تحدث الباحث سكوت أتران، عن «داعش» موازية يمكن البحث عنها على ضفاف المساحة التى أعلنتها، وهى تلك البؤر جعلت الكثير يهاجرون مع عائلاتهم ومجتمعاتهم ودولهم، تاركين أهالى وعائلاتٍ ومنازل وأحياء أخرى، ومنهم صلاح عبد السلام، الذى كان ماجنًا ومدمنًا لشرب الخمور، حيث كان نموذجًا لهؤلاء الضحايا الذين يمكن عبرهم الاقتراب من بعض بسيكولوجيا التنظيم، ولم يكن قد مضت أشهر قليلة على التزامه الدينى، قرر عمل مجموعة إرهابية للانتقام من المجتمع الأوروبى الذى تلقى فيه تعليمه. 

يقول الباحث الفرنسى سمير إمغار: إنه مع انتقال العمل الإخوانى من مرحلة السرية إلى مرحلة العلنية، ومع خروج العمل من الأداء التنظيمى الضيق للسرية إلى رحابة العمل المؤسسى العلنى، كانت هناك مراجعات مهمة جدًا على مستوى الأداء المؤسسى، ويمكن اختصارها فى خرق مستوى صياغة النظام الأساسى للرابطة الإسلامية أى الجماعة، ثم بعض العوامل ساعدت فى كيفية اختراق المجتمعات الأوربية المسلمة، ففى خلال الخمس سنوات الأخيرة، كانت عمليات تنشئة وتلقين داخل محاضر تربوية تتم عن طريق جمعيات، ومعاقل، ومراكز لتنظيمات إسلامية إخوانية بأوروبا، وهى عمليات وسيطة أدت إلى عمليات استقطاب تمت عن طريق دوائر التواصل الاجتماعى عبر الأسر والشبكات الاجتماعية الواسعة التى وطدت هذه الأيديولوجيا، وفق ما قال أوليفيى روا: دفعت العولمة بجميع مكونات الظاهرة الدينية إلى أقصى مدى، حيث لم يعد زوال الصفة الإقليمية يرتبط بانتقال الأشخاص فقط، بقدر ما بات يرتبط بانتقال الأفكار والمواد الثقافية.

 الختام

أدى ما جرى من بعد فشل الربيع العربى، إلى سقوط الإخوان فى فرنسا، التى تعمل على ربط الجاليات المسلمة بالسياسة من منظور التنظيمات الإسلاموية السياسية، والآن هى تقع فى معضلة كبيرة مع الحكومة الفرنسية، التى أدركت مؤخرا خطورتها، ووضعت تقريرا كبيرا يحذر منها، وهى الآن فى إطار التجهيزات القانونية لحصارها.