الأربعاء 21 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
القمة 34 فى بغداد  وطموحات إنقاذ ست دول عربية

القمة 34 فى بغداد وطموحات إنقاذ ست دول عربية

اليوم السبت تبدأ فى بغداد أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين، بمشاركة قادة وممثلى الدول العربية، وهو ما يعكس عودة العراق إلى مركز التأثير الإقليمى بعد غياب 13 عامًا، ويجسد الطموح العربى المشترك فى تجاوز الأزمات المتراكمة التى تعصف بالمنطقة منذ ثورات الربيع العربى.



كما تسعى القمة إلى عودة التكامل العربى باعتباره هو الطريق للمستقبل، بمناقشة ملفات سياسية وأمنية واقتصادية بالغة الحساسية، فى ظل واقع عربى غير مستقر تتداخل فيه التحديات الداخلية بالتدخلات الخارجية، وفى الوقت الذى تواجه فيه الأمة العربية تهديدات مستمرة لوحدة أراضيها واستقرار شعوبها، وأن انعقاد القمة فى بغداد بعد غياب طويل يؤشر إلى تطور نوعى فى المشهد السياسى العراقى، حيث شهدت السنوات الأخيرة انفتاحًا دبلوماسيًا ملحوظًا، ومحاولات لبناء جسور الثقة مع الجوار العربى، وكما فى كل القمم العربية، ستكون القضية الفلسطينية فى صدارة جدول الأعمال ويتوقع من القادة العرب التأكيد على مركزية القضية، ورفضهم القاطع لكل الممارسات الإسرائيلية فى الأراضى المحتلة، لا سيما فى غزة، التى لا تزال تعانى من آثار الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023 واستشهاد أكثر من 53 ألف فلسطينى أغلبهم من الأطفال والنساء بجانب إصابة ما يزيد على 120 ألف مصاب، وعلى القمة التحرك قبل الموت الصامت الذى ينتظر القطاع لحصار الجوع والمرض، وكالعادة فإن القمة سوف تخاطب المجتمع الدولى لتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، ووقف العدوان على الشعب الفلسطينى، والضغط على إسرائيل للامتثال لقرارات الشرعية الدولية ولو لمرة واحدة فى تاريخ دولة الاحتلال المتغطرسة، وضرورة التوقف الفورى عن سياسات التهجير والاستيطان، كما تناقش القمة كل الأزمات العربية المشتعلة، وفى مقدمتها النزاع السودانى، الذى تسبب بكارثة إنسانية واسعة، وتحول 25 مليون سودانى إلى لاجىء داخلى وخارجى مع نقص الغذاء والدواء، وضرورة المطالبة بوقف إطلاق النار، والعودة إلى طاولة الحوار برعاية جامعة الدول العربية.

وأهمية التوصل إلى تسوية شاملة فى اليمن لكى تنتهى سنوات الحرب، وتعيد بناء الدولة على أسس الشراكة الوطنية وضرورة التأكيد على مسار التقارب العربى السورى، ودعم جهود الحل السياسى وفقًا لقرار مجلس الأمن 2254، ولم يختلف الأمر كثيرًا فى لبنان الذى تحتل إسرائيل منه بعض النقاط فى الجنوب ومن فلسطين واليمن وسوريا ولبنان إلى الأوضاع الملتهبة فى ليبيا وانتشار الميليشيات المسلحة التى تمتلك أكثر من 30 ألف قطعة سلاح وفشل المجتمع الدولى فى حل النزاعات الليبية مع أهمية دعم المسار الانتخابى، وتعزيز وحدة المؤسسات السيادية، بما يضمن إنهاء الانقسام وتحقيق الاستقرار الدائم. ومن الضرورى التأكيد على حماية الأمن القومى العربى فى ظل التحديات المتنامية على الحدود العربية،وضرورة المطالبة باحترام سيادة الدول العربية، ورفض استخدام الأراضى العربية كساحة لتصفية الصراعات الإقليمية والدولية، مع تعزيز التعاون الأمنى العربى المشترك، وتفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك، خاصة فى ظل التهديدات السيبرانية والإرهابية العابرة للحدود، وفى ظل الأزمات الاقتصادية تتجدد الطموحات العربية بالحلم العربى وهو إنشاء منطقة تجارة عربية حرة فعالة، وتحديث آليات التعاون الاقتصادى، وتفعيل المشاريع المشتركة فى مجالات الطاقة والمياه والأمن الغذائى.

وإحياء مبادرة الأمن الغذائى العربى، وضرورة مواجهة التغيرات المناخية، وشح المياه، وأثرها على الأمن القومى، مع ضرورة تشكيل صندوق عربى لدعم الدول المتضررة من النزاعات والكوارث، مع طرح فرص للتكامل الاقتصادى العربى، والذى يتضمن مشاريع بنى تحتية تربط المشرق العربى بالمغرب العربى، وضرورة إصلاح هيكلية جامعة الدول العربية، بما يجعلها أكثر قدرة على التعامل مع التحولات العاصفة فى المنطقة وإعادة النظر فى آلية اتخاذ القرار، وتعزيز دور الجامعة فى الوساطة وتسوية النزاعات، وأن القمة الرابعة والثلاثين عليها ضرورة الالتزام بوحدة الصف العربى، ومن جهة أخرى، لم تُخفِ كلماتهم الإحساس العميق بخطورة المرحلة التى تمر بها الأمة.

 وفتح باب الأمل فى استعادة التضامن العربى، إذا ما توافرت الإرادة السياسية اللازمة لتفعيل ما سيتم الاتفاق عليه، وترجمته إلى سياسات واقعية ملموسة، وتبقى آمال الشعوب العربية معلّقة على القمة فى إنقاذ ست دول عربية من الهبوط فى النفق المظلم.