الإثنين 2 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

مسلسل «هارى بوتر» ربح مادى أم إفلاس فكرى؟! الإعادة فن.. بلا إفادة

«أفادا كدافرا».. رغم أنها لعنة غير مغتفرة، تعرف بـ(لعنة القتل)؛ إلا أنها جملة ذات حنين كبير داخل وجدان أجيال كاملة، استُخدمت فى المزاح والمرح على نطاق واسع، تجلب معها وابلًا من الذكريات عن سلسلة مطولة لواحد من الأفلام التى كانت فارقة فى تاريخ السينما الحديث طوال عقد كامل، والتى حصدت أكثر من 7 مليارات دولار فى شباك التذاكر العالمى.



رغم صدور أول جزء من سلسلة أفلام «هارى بوتر» الثمانية الشهيرة، والمقتسبة عن سبعة كتب للمؤلفة البريطانية «جى. كى. رولينج»، وهو فيلم (Harry Potter and the Philosopher s Stone)، أو (هارى بوتر وحجر الفيلسوف) عام 2001؛ وانتهاء الجزء الأخير (Harry Potter and the Deathly Hallows – Part 2)، أو (هارى بوتر ومقدسات الموت – الجزء الثانى) فى عام 2011، إلا أن الأفلام لا تزال تحظى -حتى الآن- بشعبية واسعة.

فلم يتوقف الأمر عند القاعدة الجماهيرية الكبيرة لقصة الساحر «هارى بوتر» وعالمه الخيالى عند شاشات العرض الكبيرة، أو أرباح الكتب التى بيع منها 600 مليون نسخة حول العالم فحسب، بل حازت القصة -على المستويين الأدبى والسينمائي- على العديد من الجوائز المتنوعة؛ كما تحولت إلى ألعاب فيديو مختلفة تتطور مع السنين، فضلًا عن الرسومات، وألعاب الأطفال، وغيرها.

ولكن، على الجانب الآخر للعملة، فإن أحد عيوب النجاح الساحق، وتحديدًا فى عالم السينما، هو صعوبة تكرار نفس النجاح مرة أخرى، وهو ما أثار-حاليًا- تساؤل كبير، حول رهان منصات البث التى تسعى إلى جذب مزيد من الجماهير على إعادة صنع سلسلة (هارى بوتر)، ولكن فى هيئة مسلسل مطول!

 إعادة إحياء مادة مستهلكة

بعد 15 عامًا على صدور النسخة الأخيرة من فيلم (هارى بوتر)، من المقرر أن يرى المسلسل الجديد الضوء للعرض الأول فى عام 2027. 

وسيُبنى المسلسل التليفزيونى على الكتب الأصلية، وليس على فكرة جديدة، حيث من المقرر أن يجسد كل موسم كتابًا واحدًا من سلسلة الروايات. 

من جانبها، أعلنت شركة «وارنر برذرز. ديسكفرى» أن المسلسل سيستمر لعقد كامل؛ مؤكدة وجود طاقم عمل جديد كليًا.. كما شددت الشركة على أن المسلسل سيكون اقتباسًا دقيقًا لسلسلة «هارى بوتر» الأصلية.

وتهدف السلسلة الجديدة إلى استقطاب جيل جديد من المعجبين، حيث أعرب صناعه عن أملهم فى استعادة التفاصيل، التى وصفوها بالمحبوبة، والتى استمتع بها عشاق الساحر «بوتر».

 أزمة اختيار الأبطال

لا شك أن إعادة إنتاج المسلسل الجديد تتطلب طاقمًا جديدًا كليًا من الممثلين، نظرًا لكبر أعمار كل الممثلين؛ فضلًا عن وفاة بعض النجوم الأصليين، مثل: «روبى كولترين، وريتشارد هاريس، ودام ماجى سميث، وآلان ريكمان»؛ إلى جانب عداء بعض ممثلين الفيلم مع المؤلفة والمنتجة التنفيذية للمسلسل الذى تبثه (HBO)، «جى.كى.رولينج».

وعليه، فإن أحد أبرز التحديات التى تقف أمام صناع هذا المسلسل، هى اختيار الأبطال، خاصة فى ظل استحواذ أبطال العمل الأصلى على ارتباط جماهيرى.

أفادت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية بأنه من المتوقع أن يصبح ثلاثة أطفال بريطانيين غير معروفين حاليا من أصحاب الملايين بين عشية وضحاها، عندما يتم الإعلان عنهم، كنجوم جدد فى سلسلة «هارى بوتر» التليفزيونية.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن النجوم الأطفال الجدد، الذين سيبلغون من العمر 11 عامًا، والذين سيتم اختيارهم من بين أكثر من 32 ألف طفل تحت الاختبار من جميع أنحاء «المملكة المتحدة»، و«أيرلندا»، سيتولون أدوار الشخصيات الرئيسية «هارى بوتر»، و«هيرمايونى جرينجر»، و«رون ويزلى» فى إعادة إنتاج المسلسل التليفزيونى.

ومن المقرر أن يبدأ الأطفال الثلاثة المحظوظون فى تصوير الجزء الأول هذا الصيف. 

كما سينضم الثلاثى إلى نجوم آخرين تم اختيارهم بالفعل، مثل: «جون ليثجو» فى دور «ألباس دمبلدور»، و«بول وايتهاوس» فى دور «أرجوس فيلتش»، و«نيك فروست» فى دور «روبيوس هاجريد» أثناء التصوير فى استوديو «وارنر برذرز»، الذى يبلغ مساحته 200 فدان. 

وفى هذا السياق، يقال إن المسلسل التليفزيونى، سوف يتكلف 75 مليون جنيه إسترلينى للحلقة الواحدة، ومن الممكن أن يحصل الأبطال الأطفال الثلاثة على ثروات أكبر من النجوم الأصليين للفيلم.

جدير بالذكر، أن ثروة النجوم الثلاثة الأصليين، الذين كانوا فى الحادية عشرة من عمرهم فقط عندما اكتسبوا الشهرة تقدر فيهم ثروة «دانيال رادكليف» -الذى يبلغ من العمر الآن 35 عامًا- بنحو 82.5 مليون جنيه إسترلينى، فى حين حصلت «إيما واتسون» -ذات الـ35 عامًا- على 64 مليون جنيه إسترلينى، بينما حصل «روبرت جرينت» -صاحب الـ36 عامًا- على 37.5 مليون جنيه إسترلينى.

على كل، أكدت شركة «وارنر برذرز. ديسكفرى» التزامها باختيار الممثلين الثلاث بشكل شامل ومتنوع، بغض النظر عن العرق، أو الجنس، أو الهوية، أو أى أساس آخر يحميه القانون.

 هل ينجح المسلسل فى جذب الجمهور؟

 إن أبرز تساؤل طرح حول المسلسل الجديد، هو ما إذا كان سينجح فى جذب المشاهدين، خاصة بعد عدم نجاح بعض تجارب تحويل الأفلام إلى مسلسلات لعدد من الروايات، مثل: سلسلة أفلام (The Lord of the Rings)، أو (سيد الخواتم)، الذى حاز على العديد من جوائز الأوسكار، ويحظى بشعبية كبيرة حتى الآن؛ بينما لم يحصل مسلسله (The Lord of the Rings: The Rings of Power)، أو (سيد الخواتم: خواتم السلطة)، الذى عرض على منصة «برايم فيديو»، التابعة لشركة «أمازون» على جذب انتباه المعجبين.

ومع ذلك، يراهن البعض على اختلاف قصة (هارى بوتر) عن (سيد الخواتم)، وخاصة أن الأخير لم يعتمد صناعة الفيلم الأصلى، بل اعتمد على كتاب آخر وحقبة مختلفة عن النص الأصلى للفيلم؛ على عكس (هارى بوتر) الذى سيعيد صنع الكتاب ذاته بالقصة عينها، إلا أن كلاهما يعد محاولتين لتوسيع نطاق روايات الخيال المحبوبة، وتحويلها إلى شيء جديد ومختلف إلى حد ما. 

من جانبهم، توقع بعض النقاد باحتمالية نجاح النسخة التليفزيونية لجذب المشاهدين، لأن المسلسل سيشمل قدرًا كبيرًا من محتوى الكتب الذى لم يُدرج فى صناعة الفيلم، أو اختصر بشكل كبير؛ مؤكدين أن غالبًا ما تتسم الأفلام بطابعها السريع، وهو ما لا يتناسب ـ من وجهة نظرهم- مع سرديات الكتب والروايات والتى تعد أكثر ملاءمة للمسلسلات التليفزيونية، وتحتوى على الكثير من المحادثات المشوقة، والتى عادة ما تفُقد تمامًا فى الأفلام.