الثلاثاء 20 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
زيارة السيسي لليونان  شراكة استراتيجية ودعم أمن شرق المتوسط

زيارة السيسي لليونان شراكة استراتيجية ودعم أمن شرق المتوسط

تأتى زيارة الرئيس السيسى الخامسة لليونان فى إطار شراكة استراتيجية متنامية بين القاهرة وأثينا، وقد حملت الزيارة رسائل سياسية واقتصادية وثقافية، تؤكد عمق التحالف بين البلدين، ودورهما كلاعبين محوريين فى منطقة شرق المتوسط، وسط متغيرات إقليمية ودولية متسارعة هو ما يمثل تحالفًا تاريخيًا فى مواجهة تحديات الحاضر، وأن العلاقات المصرية - اليونانية شهدت طفرة كبيرة فى السنوات الأخيرة، بدأت منذ عام 2014 مع انطلاق آلية التعاون الثلاثى بين مصر واليونان وقبرص، هذا التحالف الإقليمى يسعى إلى مواجهة التحديات المشتركة أبرزها التوترات البحرية، أزمات الطاقة، والتدخلات الإقليمية، كما أن زيارة السيسى تأتى فى توقيت بالغ الأهمية، فى ظل تداعيات الحرب فى أوكرانيا ومساعى أوروبا للبحث عن مصادر الطاقة بعيدًا عن الغاز الروسى. وقد عززت الزيارة موقع مصر كدولة منتجة ومصدّرة محتملة للطاقة إلى القارة الأوروبية وقد ركزت المناقشات على تعزيز التعاون فى مجالى الطاقة والنقل البحرى، وسبل تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية السابقة، وعلى رأسها مشروع الربط الكهربائى بين البلدين. كما تم تجديد الالتزام باتفاقية تعيين الحدود البحرية الموقعة عام 2020، والتى تمثل نموذجًا لاحترام القانون الدولى وتسوية النزاعات البحرية بعيدًا عن التصعيد.وكان ثمار التعاون مع اليونان أن وصل حجم التبادل التجارى بين البلدين  العام الماضى 2024 نحو 1.5 مليار دولار، فى مؤشر واضح على متانة العلاقات الاقتصادية، ورغبة الطرفين فى تعزيز الاستثمار، وخلق فرص عمل، وتحسين مؤشرات النمو وعلى المستوى السياسي أظهرت الزيارة توافقًا لافتًا بين القاهرة وأثينا حول قضايا إقليمية عدة، من بينها الأزمة الليبية، القضية الفلسطينية والاتفاق على رفض التهجير القسرى ورفض تغيير قطاع غزة كما شدد الجانبان على احترام السيادة الوطنية للدول ورفض محاولات فرض أمر واقع فى شرق المتوسط. كما اتفقا على تعزيز التنسيق داخل المحافل الدولية، مستفيدين من الدور المصرى فى إفريقيا وآسيا، وموقع اليونان داخل الاتحاد الأوروبى وهى بوابة مصر إلى أوروبا وقد كان البعد الثقافى والإنسانى حاضرا، من خلال التذكير بمبادرة «إحياء الجذور» التى أطلقها السيسى فى 2017، والتى تهدف إلى الاحتفاء بالجاليات اليونانية والقبرصية فى مصر، وتعزيز الترابط التاريخى بين الشعوب الثلاثة. كما ناقش الطرفان سبل دعم التبادل الثقافى والسياحى الذى تسعى مصر للوصول إلى 30 مليون سائح في2030، بجانب وتسهيل حركة المواطنين بين البلدين.



وزيارة السيسى إلى اليونان لم تكن بروتوكولية فقط بل حملت رسائل واضحة حول رؤية مصر لتحالف إقليمى متوازن، يستند إلى القانون الدولى، ويواجه التحديات بالأدوات الدبلوماسية والتنموية. وهى خطوة تؤكد أن القاهرة وأثينا تمضيان قدمًا نحو بناء محور استقرار فى شرق المتوسط، يُعزّز الأمن ويفتح آفاق التنمية المشتركة فى كافة المجالات ونجاح مصر فى وقف الهجرة غير الشرعية، يعزز علاقاتها بأوروبا ويفتح فرص عمل للشباب المصرى لحل أزمة البطالة.