2025.. عام الرواية على الشاشة الكبيرة: السينما تقرأ من جديد

تشهد السينما المصرية فى عام 2025 موسمًا استثنائيًا من التلاحم بين الأدب والفن السابع، فى موجة جديدة تُعيد للرواية اعتبارها كمصدر ثرى وموثوق للسرد البصرى العميق. لم تعد الرواية مجرد مرجع إلهامى أو نقطة انطلاق، بل تحوّلت إلى حجر الأساس الذى تُبنى عليه مشاريع سينمائية ضخمة، تستهدف جمهورًا أصبح أكثر وعيًا وحرصًا على المحتوى الهادف والقصص المتقنة.

 

اللافت هذا العام ليس فقط الكم، بل الكيف،إذ تنوعت الأعمال المأخوذة عن روايات أدبية بين موضوعات إنسانية واجتماعية ونفسية، وامتدت لتشمل أصواتًا جديدة من الكُتّاب الشباب، جنبًا إلى جنب مع أسماء راسخة فى عالم الإخراج والتمثيل. وبين أفلام بدأ تصويرها بالفعل، وأخرى لا تزال فى طور الإعداد، تبدو ملامح عام 2025 واضحة بأعمال أدبية ذات تجربة بصرية حية.

(هيبتا 2).. فصل جديد فى الحب

من أبرز الأفلام المنتظرة هذا العام، يأتى فيلم (هيبتا 2.. المناظرة الأخيرة) الذى يواصل المخرج «هادى الباجورى» تصويره خلال الأيام القليلة المقبلة. الفيلم يُعد امتدادًا لرواية (هيبتا) للكاتب «محمد صادق» والتى كانت قد حققت نجاحًا كبيرا عند تحويلها لأول مرة إلى الشاشة عام 2016 تحت عنوان (المحاضرة الأخيرة).

الجزء الجديد لا يُعيد فقط زيارة فلسفة الحب ومراحله السبع، بل يقدّم قراءة جديدة تُحاكى تعقيدات العلاقات فى عصرنا الحالى، من خلال مناظرة درامية بين وجهات نظر متباينة حول الحب والفقد والمصالحة مع الذات.

الفيلم يضم نخبة من النجوم على رأسهم «كريم فهمى، منة شلبى، كريم قاسم، سلمى أبو ضيف، أسماء جلال». السيناريو لـ«محمد جلال» و«محمد صادق» بالتعاون مع الكاتبة «نورهان أبو بكر» فى تجربة جماعية تستهدف تقديم رؤية سردية أكثر نضجًا وتفصيلًا من الجزء الأول.

(إذما).. من رواية إلى فيلم

الكاتب «محمد صادق» لا يكتفى هذه المرة بأن يكون صاحب النص، بل يخوض تجربة الإخراج بنفسه من خلال فيلم (إذما) وهو عمل مقتبس عن روايته التى تحمل الاسم نفسه وتم إصدارها عام 2020، وكانت الأكثر مبيعا لسنوات، ومن المقرر أن ينتج الفيلم شركة «ذا بروديوسرز» لـ«هانى أسامة».. الفيلم يلعب بطولته «أحمد داود» فى المرحلة الناضجة من حياة البطل، بينما يقدم «أحمد داش» شخصية «داود» فى عمر 18 عامًا، ما يُشير إلى بناء زمنى مزدوج يُسلّط الضوء على تحولات الشخصية الرئيسية.

العمل من المنتظر أن يبدأ تصويره خلال أسابيع، فى ظل تحضيرات موسعة تشمل اختيار باقى أبطال الفيلم، والتجهيز لمواقع تصوير تعكس الروح النفسية للرواية، التى تدور حول مواجهة الإنسان لذاته، وارتباك الأسئلة الكبرى فى لحظات التحوّل.

(طه الغريب).. الرواية الجدلية

فى عمل سينمائى ثالث للكاتب «محمد صادق»، يستعد النجم «حسن الرداد» لتجسيد شخصية محورية فى فيلم (طه الغريب)، وهو مأخوذ عن رواية بالاسم نفسه، أثارت جدلًا واسعًا عند صدورها نظرًا لأسلوبها التحليلى العميق وغموضها المشحون. يتولى إخراج الفيلم «عثمان أبو لبن»، وسط توقعات بأن يحافظ العمل على الطابع المميّز للرواية، الذى يمزج بين الدراما النفسية والتشويق، ويغوص فى أعماق شخصية تعانى من صراعات داخلية معقدة، تعكس هشاشة الإنسان خلف قناع الغرابة والانطواء.

الفيلم يُنتظر أن يقدم طرحًا بصريًا يحمل الكثير من التأمل والأسئلة، ويجذب جمهور الروايات ذات النفس التحليلى والبعد الإنسانى العميق.

(بنات الباشا).. نساء يبحثن عن العدالة

فى سياق آخر، أنهى فريق عمل فيلم (بنات الباشا) تصوير كافة مشاهده، استعدادًا لدخوله مرحلة المونتاج والعرض. الفيلم مأخوذ عن رواية للكاتبة «نورا ناجى» ويقوم ببطولته عدد من النجمات على رأسهن «زينة، صابرين، ناهد السباعى، ومريم الخشت».. كتب السيناريو «محمد هشام عبية»، ومن إخراج «ماندو العدل». الفيلم يتناول حكاية ثلاث نساء ينتمين لعائلة واحدة، يربطهن إرث مشترك من الوجع والرغبة فى كشف الحقيقة، وسط أجواء درامية مشبعة بالتفاصيل الإنسانية. ويُتوقع أن يُحدث الفيلم صدى قويًا عند عرضه، لما يحمله من مقولات نسوية وإنسانية تمس شريحة واسعة من الجمهور، خاصة النساء الباحثات عن الإنصاف والحرية فى مجتمع محافظ.

(كوندالينى).. تجربة مختلفة يقودها نجمان

يخوض الفنان «ظافر العابدين» تجربة سينمائية جديدة إلى جانب النجمة «منة شلبى»، من خلال فيلم يحمل عنوان (كوندالينى)، والمستوحى من الرواية التى تحمل الاسم نفسه للكاتبة «ميرنا الهلباوى».

ويشهد الفيلم حاليًا مرحلة تحضيرية مكثفة، حيث من المقرر أن يبدأ «ظافر» خلال الأيام المقبلة فى عقد عدد من الجلسات مع «منة شلبى» وصنّاع العمل، وعلى رأسهم المخرج «محمد سلامة» للاتفاق على التفاصيل المبدئية ووضع الخطوط العريضة للعمل قبل بدء التصوير.

ومن المتوقع انطلاق تصوير «كوندالينى» فى نهاية شهر يونيو المقبل.