من أجل النهوض بالعمل الدعوى وتعزيز دورها المجتمعى الأوقاف تطلق مبادرات للتوعية.. وتصدر قرارات لحوكمة الدعوة

صبحى مجاهد
تسعى وزارة الأوقاف إلى النهوض بالعمل الدعوى ودورها المجتمعى من خلال مبادرات وقرارات مستمرة تحقق حركات دعوية وتفاعلًا مجتمعيًا، وفى هذا السياق أعلنت وزارة الأوقاف عن إطلاق دورة مكثفة لتدريب المفتشين تهدف إلى تأهيل المفتشين على أعلى مستوى إدارى ودعوى، بالتعاون مع أرقى المؤسسات التدريبية فى الدولة، لتزويدهم بكافة المهارات والمعارف اللازمة.
فيما أعلن وزير الأوقاف د. أسامة الأزهرى أن وزارة الأوقاف تولى اهتمامًا بالغًا بتأهيل المفتشين، عبر برامج متطورة تشمل التدريب على يد خبراء النيابة العامة وهيئات الرقابة الإدارية، وذلك للوصول إلى أرفع مستويات التفتيش والانضباط الإدارى، وتحقيق بيئة دعوية تسودها النزاهة والانضباط والاحترام الكامل لرواد بيوت الله.
فيما التقى وزير الأوقاف بمفتشى مديرية أوقاف القاهرة، وأكد أن هذا الاجتماع يُعد بداية حقيقية لانطلاقة قوية نحو ضبط العمل الدعوى، مشددًا على أن الإمام والخطيب يمثلان الكنز الحقيقى للوزارة، وأنهما الجيش العلمى والمعرفى الذى يحمى الدين والوطن، وأن العناية بهما تبدأ من متابعة أدائهما ورعايتهما وتأهيلهما المستمر.
وأضاف أن مهمة الوزارة تتوزع بين القطاع الدينى المختص بالإمام والدعوة، وهيئة الأوقاف المسئولة عن إدارة الأصول الوقفية، وأن كلتا المهمتين أمانة كبرى فى عنق الوزارة لا يمكن التهاون فيها، مشيرًا إلى أن الانتظام فى أداء الإمام لوظيفته الدعوية لا يكتمل إلا من خلال منظومة تفتيش قوية يقودها مفتش متمكن وملتزم.
وأوضح أن المفتش الناجح هو من يتمتع بالنزاهة وتقوى الله ونصاعة اليد، مع التغيير الدورى فى دوائر عمل المفتشين، وذلك لضمان تجديد الدماء وتحقيق أعلى درجات المتابعة الميدانية.
وشدد على أن عماد عمل المفتش هو الانضباط الكامل، والمرور المنتظم على المساجد، والتأكد من التزام الإمام بالزى الأزهرى، وموضوع ووقت الخطبة، والدروس الدعوية.
وأعلن وزير الأوقاف أن شعار المرحلة هو الجمع بين منتهى الإنسانية فى التعامل ومنتهى الحزم فى الإدارة، داعيًا جميع العاملين فى الحقل الدعوى إلى التحلى بالأخلاق الرفيعة والتعامل الراقى مع رواد المساجد وضيوف الرحمن.
وشدد على حرص الوزارة على ضخ دماء جديدة فى قطاع التفتيش، من خلال الإعلان عن مسابقة كبرى للمفتشين تهدف إلى تعزيز عدد المفتشين القادرين على حمل هذه الأمانة، مؤكدًا أن الوزارة تمضى بخطى واثقة نحو بناء منظومة دعوية متكاملة تعيد للمسجد رسالته الخالدة.
مبادرة لتصحيح المفاهيم
فى سياق آخر وتفعيلًا لجهود وزارة الأوقاف فى بناء الوعى الفكرى للمجتمع، ومحاربة الأفكار المغلوطة أطلقت وزارة الأوقاف حملة توعوية موسعة بعنوان «صحح مفاهيمك»، تحت رعاية الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف، تهدف إلى تصحيح بعض المفاهيم والسلوكيات الخاطئة المنتشرة فى المجتمع.
وتعتمد الحملة على عرض مواقف حياتية متكررة من خلال صور معبرة ومقاطع فيديو وأشكال إعلامية مختلفة؛ ما يسهم فى إيصال الرسالة.
وتتناول الحملة عدة قضايا اجتماعية مهمة منها: رشق القطارات بالحجارة، والغش، والتنمر، والتشدد والتطرف الدينى، وأهمية التعاون بين أفراد المجتمع، وتجنب الشجار، ومكافحة الرشوة، وتعزيز روح التعاون الأسرى أسوة بهدى النبى صلى الله عليه وسلم فى بيته، وإعادة بناء الأمان الأسرى والدفء العائلى بعيدًا عن الانشغال المفرط بالأجهزة الإلكترونية.
كما تشمل الحملة التوعية خطورة الغيبة والنميمة، وأهمية تشجيع الأطفال بأسلوب تربوى، والحث على النظافة، والعمل ونبذ الكسل، وتأكيد حرمة الغش سواء فى الامتحانات أو فى المكاييل والموازين، إضافة إلى التوعية بمخاطر التدخين والإدمان، وأهمية احترام إشارات المرور وقواعده حفاظًا على الأرواح والممتلكات.
وتأتى هذه الحملة ضمن جهود وزارة الأوقاف المستمرة فى بناء الإنسان وتصحيح المفاهيم المغلوطة، بما يعزز من قيم التعاون والمحبة والانضباط فى المجتمع.
وكان أول أنشطة تلك الحملة عقد ندوة علمية بمدرسة الظاهر الثانوية العسكرية للبنين بالقاهرة، حول مواجهة المفاهيم المغلوطة، وتصحيح السلوكيات السلبية، وتحصين المجتمع من الأفكار الهدامة التى تهدد أمنه واستقراره.
كما نظمت وزارة الأوقاف بالتعاون مع المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، سلسلة ندوات توعوية موسعة، تحت عنوان: «وسائل التواصل الاجتماعي: الإيجابيات والسلبيات»، ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك»، بهدف تعزيز الوعى المجتمعى، وتحصين المواطنين من مخاطر الاستخدام السلبى لتلك الوسائل، وذلك فى عدد من المحافظات وهي: السويس، والإسكندرية، والغربية، والقليوبية، والجيزة.
وتسعى وزارة الأوقاف والمركز القومى للبحوث الاجتماعية من خلال هذه الندوات، إلى كشف الجوانب المضيئة فى استخدام وسائل التواصل؛ من دعم التعليم، وتقوية الروابط الاجتماعية، وإتاحة فرص للتعبير البنّاء، مع التنبيه فى الوقت ذاته إلى المخاطر الكامنة كالشائعات، والتنمر الإلكترونى، وانتهاك الخصوصية، ونشر الفكر المتطرف.
وأكدت وزارة الأوقاف أن بناء الوعى هو أحد محاور الأمن القومى، وأن مواجهة الأفكار الهدامة لا تكون إلا بعقلية مستنيرة، وفكر رشيد قادر على التفريق بين النافع والضار، وبين الحرية والفوضى.
وتحرص هذه الندوات على تقديم محتوى علمى وعملى متوازن، يجمع بين الرؤية الدينية الصحيحة، والتحليل الاجتماعى المتعمق، ويشارك فيها نخبة من أساتذة الجامعات؛ وعلماء الأوقاف، والخبراء المتخصصين فى علم الاجتماع وعلم النفس.
مكافحة رشق القطارات
وفى إطار الحملة نفذت وزارة الأوقاف العديد من الندوات العلمية على مستوى الجمهورية، تحت عنوان: «كل المسلم على المسلم حرام: حرمة رشق وسائل المواصلات بالحجارة»، وذلك ضمن جهودها المستمرة لنشر الفكر الوسطى الرشيد، وبناء وعى عام سليم بقضايا الوطن والمجتمع.
وقد سلط العلماء المشاركون الضوءَ على خطورة هذا السلوك العدوانى، مؤكدين أنه منافٍ لتعاليم الإسلام، ويقع فى دائرة الجرم والعدوان المحرم شرعًا، مستشهدين بقول الله تعالى: «وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ»، وقول سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم فى خطبة الوداع: «إنَّ دِماءَكُمْ وأَمْوالَكُمْ وأَعْراضَكُمْ علَيْكُم حَرامٌ».
ودعت وزارة الأوقاف من خلال تلك الندوات إلى تفعيل دور المساجد والإعلام ومنصات التواصل الاجتماعى فى التوعية بخطورة هذه الظاهرة، وإبراز تأثيرها السلبى فى حياة الناس اليومية، وفى حركة المواصلات وأمان الطرق. وناشدت الوزارة جميع المواطنين بالتحلى بروح المسئولية، والإبلاغ عن كل من تسول له نفسه العبث بالمرافق العامة، مؤكدة أن حماية الوطن مسئولية جماعية، لا تقل أهمية عن أى واجب وطنى آخر.
انطلاق مبادرة «لتعارفوا» للطلاب الوافدين
فى سياق متصل أطلق المجلس الأعلى للشئون الإسلامية مبادرة «لتعارفوا»، وذلك برعاية الأستاذ الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية؛ وبإشراف الأستاذ الدكتور محمد عبدالرحيم البيومى، أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وفى إطار الدور الذى يقوم به المجلس الأعلى للشئون الإسلامية؛ كجسر للتواصل بين الشعوب ونافذة مصرية على العالم.
وقد قامت الإدارة المركزية للعلاقات الخارجية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية؛ بحضور كل من الشيخ نور الدين قناوى، رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الخارجية؛ والأستاذ محمد عبدالمقصود، مدير عام البعثات والوافدين؛ والدكتور جلال غانم، مدير عام المراكز الإسلامية بالخارج، بعقد جلسة تعارف مع بعض الطلاب الوافدين من جنسيات مختلفة؛ وذلك للتعرف على الصعوبات والمشكلات التى تواجههم وإيجاد الحلول لها ومعاونتهم فى تحصيل العلم الشرعى الصحيح.
تأتى هذه المبادرة فى إطار الدور الريادى العالمى لوزارة الأوقاف، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى نشر الفكر الوسطى المستنير، فى مختلف دول العالم، وحرصهما الشديد على رعاية الطلاب الوافدين الباحثين عن صحيح العلم الشرعى والفكر الوسطى، الدارسين بالمراحل التعليمية المختلفة بالأزهر الشريف.
جدير بالذكر، أن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يقوم برعاية عدد كبير من الطلاب الوافدين الدارسين بالأزهر الشريف من أكثر من عشرين دولة من مختلف دول العالم، وذلك من خلال تسجيلهم على المنحة، ويتمتع الطلاب الوافدون المسجلون على منحة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بصرف منحة مالية شهرية، والمشاركة فى المسابقات واللقاءات التثقيفية والندوات الدينية وورش العمل والمنتديات، والمؤتمرات الدولية التى تعقدها وزارة الأوقاف المصرية، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.. بالإضافة إلى المشاركة في جولات سياحية دينية، وفى المعسكرات التدريبية والتثقيفية والترفيهية والسياحية التى يقيمها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على مدار العام بالمدن المختلفة بجمهورية مصر العربية.
وقد أشاد الطلاب الوافدون بهذه المبادرة، وأعربوا عن خالص شكرهم للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، برئاسة معالى الأستاذ الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على الرعاية الكريمة والخدمات التى يقدمها لهم المجلس.
مسابقة القراءة الحرة
من جهة أخرى أعلنت وزارة الأوقاف عن إطلاق مسابقة القراءة الحرة المفتوحة لجميع فئات المجتمع من الجنسين، وذلك فى إطار سعيها الدءوب للارتقاء بالمستوى العلمى والثقافى، وتعزيز التميز فى مختلف المجالات، لاسيما المجال الدينى، ودعم ثقافة الاطلاع والمعرفة.
وتستهدف الوزارة من خلال المسابقة تنمية المواهب، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وترسيخ الفكر الوسطى المستنير، والتأكيد على سماحة ويسر الإسلام، ونشر مكارم الأخلاق والقيم الإنسانية، وتعزيز أسس التعايش السلمى بين الناس كافة.
وخصصت الوزارة فرعين للمسابقة، حيث خُصص الفرع الأول للأئمة والخطباء والواعظات وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم، ويتضمن كتاب «جامع العلوم والحكم» لابن رجب الحنبلى، وكتاب «الفقه الواضح – المجلد الأول» للدكتور محمد بكر إسماعيل.
والفرع الثانى تم تخصيصه للأطباء والمهندسين والمعلمين والطلاب وغيرهم من سائر فئات المجتمع، وحددت له وزارة الأوقاف كتاب «الفقه الميسر – قسم العبادات» للدكتور محمد سيد طنطاوى، وكتاب «فضائل مصر المحروسة: عمر بن محمد بن يوسف بن الكندى».
ورصدت الوزارة جوائز مالية قيمة للفائزين فى كلا الفرعين، حيث تبلغ قيمة الجائزة الأولى 35 ألف جنيه، تُمنح لمن يحصل على نسبة 75 % فأكثر فى مجموع الاختبارين التحريرى والشفهى، بينما تصل الجائزة الثانية إلى 20 ألف جنيه لمن يحقق 70 % فأكثر، وتُمنح عشرون جائزة إضافية بقيمة 10 آلاف جنيه لكل فائز بشرط الحصول على %60 فأكثر.