السبت 26 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

جولة خليجية شملت دولتى قطر والكويت.. الرئيس السيسي وأمير قطر يؤكدان رفضهما القاطع لتهجير الفلسطينيين

توجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأسبوع الماضى إلى العاصمة القطرية الدوحة، فى جولة خليجية شملت دولتى قطر والكويت.



حيث التقى الرئيس خلال الزيارة مع الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، أمير دولة قطر،  للتباحث حول سبل تعزيز التعاون الثنائى فى شتى المجالات، ومناقشة التطورات الإقليمية، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة.

 

كما توجه الرئيس السيسي بعد ذلك إلى الكويت، المحطة الثانية فى جولته الخليجية، حيث جاءت هذه الزيارة تأكيدًا على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، وحرصهما المشترك على توسيع آفاق التعاون الاقتصادى والاستثمارى. حيث التقى الرئيس السيسي فى الكويت بشقيقه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، بالإضافة إلى الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ولى العهد، والشيخ فهد يوسف سعود الصباح، النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة.

 قمة مصرية قطرية

وخلال زيارته لقطر التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، فى الديوان الأميرى بالعاصمة القطرية الدوحة، مع الأمير تميم بن حمد آل ثانى، أمير دولة قطر، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمى، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.

وصرّح السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس وسمو الأمير قد ترأسا اجتماعًا موسعًا ضم وفدى البلدين، أعقبه جلسة مباحثات ثنائية بين الزعيمين، حيث رحّب الأمير بزيارة الرئيس، مؤكدًا أنها تمثل تتويجًا للزخم المتنامى فى العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. ومن جانبه، أعرب الرئيس عن تقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشددًا على أهمية تعزيز أواصر التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات، لا سيما عبر زيادة حجم التبادل التجارى وتعزيز الاستثمارات القطرية فى مصر، بما يلبى تطلعات الشعبين الشقيقين.

وأوضح المتحدث الرسمى أن اللقاء شهد تبادلًا للرؤى بين الزعيمين حول الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، ومعالجة الوضع الإنسانى المتدهور هناك، من خلال السعى لتوفير المساعدات الإنسانية بالكميات الكافية لتجنب الكارثة الإنسانية التى يواجهها القطاع، بالإضافة إلى تبادل الرهائن والمحتجزين.

وأكد الزعيمان رفضهما القاطع لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وشددا على ضرورة دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين، مع العمل على إيجاد أفق سياسى ينتهى بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف المتحدث الرسمى: إن الزعيمين ناقشا عددًا من القضايا والتطورات الإقليمية، وفى مقدمتها الأوضاع فى سوريا ولبنان والسودان، حيث أكدا أهمية الحفاظ على وحدة تلك الدول وسلامة أراضيها، وحماية مقدرات شعوبها واستقرارها.

 ممثلو مجتمع الأعمال القطرى

كما التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي فى العاصمة القطرية الدوحة بممثلى مجتمع الأعمال القطرى، بحضور الشيخ محمد بن عبّد الرحمن آل ثانى رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطرى، وعدد من الوزراء والمسئولين بدولة قطر.

وأشار المتحدث الرسمى إلى أن الرئيس دعا، الشركات القطرية ورجال الأعمال القطريين إلى توسيع حجم استثماراتهم فى مصر، مؤكدًا على أن مصر تُعد فرصة واعدة للمستثمرين، لما تمتلكه من موقع استراتيجى فريد، وقوى عاملة ماهرة بتكلفة تنافسية، إضافة إلى أسعار الطاقة الملائمة، واتفاقيات التجارة الحرة التى تربطها بالدول العربية والإفريقية، فضلًا عن البنية التشريعية المشجعة للاستثمار. كما استعرض الرئيس تنوع الفرص الاستثمارية المتاحة فى مصر، والتى تشمل قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات التحويلية، والطاقة الجديدة والمتجددة، والسياحة، وغيرها من المجالات التى تسعى مصر إلى جذب المزيد من الاستثمارات فيها، مع التركيز على توطين الصناعة وتعزيز الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة، لا سيما الذكاء الاصطناعى، مشيرًا إلى انفتاح الجانب المصرى على شكل الشراكة التى يمكن الدخول فيها مع المستثمرين القطريين الراغبين فى العمل فى مصر. 

وفى هذ السياق، أكد الرئيس السيسي على أن مصر بها بيئة آمنة ومستقرة مواتية للاستثمار، وذلك لكونها مستقرة، ليس فقط بسبب الإجراءات الأمنية المتخذة، وإنما لوجود مجتمع واع ومدرك ومتفهم لأهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار.

 بيان مشترك 

 وفى ختام الزيارة صدر بيان مشترك حيث أكد الجانبان التزامهما بدعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين، حيث جرى التوافق على العمل نحو حزمة من الاستثمارات القطرية المباشرة بقيمة إجمالية تصل إلى 7.5 مليار دولار أمريكى، تُنفذ خلال المرحلة المقبلة، بما يعكس متانة العلاقة بين البلدين ويُسهم فى تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة التى تخدم مصالح الشعبين الشقيقين.

‎كما شدّد الجانبان على مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى، وأكدا موقفهما الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وفى مقدمتها حقه فى إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمبادرات السلام والقرارات الدولية ذات الصلة.

وأكد الجانبان دعمهما لجهود تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وضرورة توحيد الصف الفلسطينى، بما يضمن تفعيل مؤسسات الدولة الفلسطينية وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطينى الشقيق.

‎وجدّد الطرفان دعمهما الكامل لخطة إعادة إعمار قطاع غزة، وأعربا عن تطلعهما إلى انعقاد مؤتمر دولى بهذا الشأن تستضيفه جمهورية مصر العربية فى القاهرة، بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لتنسيق الجهود الإنسانية والتنموية بما يضمن تحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطينى فى القطاع. كما أعربت دولة قطر عن دعمها لترشيح الدكتور خالد العنانى، مرشح جمهورية مصر العربية، لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، تقديرًا لمسيرته الأكاديمية والثقافية، وثقة فى قدرته على الإسهام الإيجابى فى عمل المنظمة.