الثلاثاء 15 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

من أمام معبر رفح مصر تقول كلمتها لا لتصفية القضية الفلسطينية

احتشد آلاف المصريين أمام معبر رفح للتضامن مع الشعب الفلسطينى وحضور الفعاليات التضامنية بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون؛ حيث تجمع مصريون من مختلف الفئات ومن مختلف محافظات الجمهورية معبرين عن الموقف الشعبى الرافض لأى محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة مؤكدين على دعمهم الثابت للقضية الفلسطينية. ورفع المصريون المحتشدون أمام معبر رفح لافتات كتب عليها «تهجير الفلسطينيين خط أحمر.. لا للتهجير»، كما رفعت الوفود الشعبية أعلام مصر وأعلام فلسطين، كما ضمت الوفود السياسية والشعبية عددا كبيرا من نواب مجلسى النواب والشيوخ، كما ضمت أعدادا كبيرة من المواطنين الرافضين بقوة لدعوات التهجير للشعب الفلسطينى مؤكدين دعمهم لموقف القيادة السياسية.



 

هذه التحركات العفوية ليست مجرد تظاهرة عابرة بل تعكس مواقف عميقة لها دلالات تاريخية وسياسية واجتماعية مهمة، فالحضور الجماهيرى عند معبر رفح يأتى كرسالة مباشرة للداخل والخارج بأن المصريين يرفضون أى مشاريع لإفراغ غزة من سكانها، مؤكدين أن تهجير الفلسطينيين جريمة إنسانية، وتهديد للأمن القومى المصرى بشكل مباشر، ولطالما كانت مصر خط الدفاع الأول عن فلسطين ويدرك المواطن العادى قبل السياسى أن تهجير الفلسطينيين يعنى إعادة إنتاج نكبة جديدة لن تتوقف تداعياتها عند حدود غزة بل ستمتد لتشمل المنطقة كلها.

وعلى جانب آخر تأتى زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى مدينة العريش برفقة الرئيس عبدالفتاح السيسى بمثابة ختم وتوقيع نهائى من المجتمع الدولى على نجاح مصر الساحق فى اقتلاع جذور الإرهاب من سيناء وعودة الأمن والاستقرار إلى أرضها الطاهرة؛ كما تعد زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى مدينة العريش بمثابة رسالة سياسية وإعلامية قوية للعالم بأن مصر هى لاعب رئيسى لا يمكن الاستغناء عنه فى معادلة الاستقرار الإقليمى خاصة فى ظل الأزمات المتفاقمة فى المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية؛ كما أن مصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى أصبحت عاصمة القرار الإقليمى فى الشرق الأوسط، خصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بفضل التحركات الدبلوماسية المتزنة والقيادة الحكيمة واستطاعت مصر أن تفرض نفسها كلاعب أساسى فى أى حل إقليمى؛ وتكشف زيارة ماكرون عن إدراك فرنسا الكامل لثقل الدور المصرى فى المنطقة، وأنه لا يمكن لفرنسا ولا أى طرف آخر أن يتجاهل مصر فيما يتعلق بمساعى حل الأزمة الفلسطينية خاصة فى ظل التنسيق الثنائى بين البلدين فى الجوانب السياسية والإعلامية كما أن العالم كله يتابع من مدينة العريش كيف تقود مصر المعركة السياسية لوقف الحرب فى غزة، ورفض المزيد من التهجير القسرى للفلسطينيين وثمن مشهد الحشود التى خرجت فى رفح تعبيرا عن دعمهم الكامل للرئيس السيسى ورفضهم القاطع لمخططات التهجير، مؤكدين أن الأرض المصرية ليست محلا لأى ترتيبات تمس سيادتها.

كما أظهرت الحشود فى رفح أن هذه الزيارة فى هذا التوقيت الحساس تحمل رسالة واضحة للعالم بأن التنمية التى تشهدها سيناء حاليا هى حق أصيل للشعب المصرى وليست بأى حال من الأحوال تمهيدا لاستقبال لاجئين أو تهجير الفلسطينيين كما تروج بعض الأصوات المشبوهة ومصر قيادة وشعبا ترفض هذه الأطروحات جملة وتفصيلا وتعتبرها تهديدا مباشرا لأمنها القومى؛ كما أن زيارة ماكرون بهذا الشكل أمام هذه الحشود تؤكد مرة أخرى أن مصر أصبحت النموذج الأنجح فى المنطقة لمعادلة الأمن والتنمية وأنها الرقم الصعب فى معادلة استقرار الإقليم بفضل مواقفها الثابتة كما أن احتشاد المصريين من جميع محافظات مصر واصطفافهم فى العريش بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، رسالة للعالم بأن مصر قيادة وشعبا وحكومة لم ولن تقبل بفرض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم ومحاولة تصفية القضية والجور على حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولتهم المستقلة وحقهم أيضا فى مرور المساعدات الإنسانية والإغاثات إليهم بما يضمن لهم الأمل فى الحياة مرة أخرى.

وفى الوقت الذى اكتفى فيه المجتمع الدولى بصمته المتخاذل تجاه ما يحدث من جرائم فى الأراضى الفلسطينية مدت مصر يدها لتعزيز جهود السلام وأقرت اتفاقيات لوقف إطلاق النار فى غزة وإدخال آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية وعلاج عشرات الآلاف من الجرحى والمرضى فى قطاع غزة، وقدمت مشروعات لإعادة إعمار القطاع مرة أخرى، إلا أن الاحتلال الإسرائيلى ومن خلفه بعض القوى الداعمة له قرروا عدم الالتزام والمضى فى جرائمهم ضد الإنسانية، لتأبى مصر أن تتراجع عن دورها فى إقرار السلام والدفاع عن حق الشعب الشقيق؛ واحتشاد الآلاف من أبناء المحافظات المصرية على مختلف انتماءاتهم السياسية والحزبية فى العريش تأكيد على موقف مصر برفض مخطط تهجير الفلسطينيين ودعم القيادة السياسية فى موقفها وجهودها الرامية لإقرار السلام وحماية الأمن القومى المصرى والعربى.

إن مصر، قيادة وشعبا، رسمت لوحة وطنية وإنسانية تؤكد فيها أنها الحصن المنيع ضد مخططات التهجير، وأنها ستظل على الدوام منبرا للسلام العادل، لا تقبل التهديد ولا الانحناء أمام مشاريع الظلم والاستيطان والتطهير العرقى، كما أن زيارة الرئيس الفرنسى ماكرون فى هذا التوقيت الحساس، والاحتشاد الشعبى الكبير أمام معبر رفح، يضعان أمام العالم لوحة مكتملة تعكس ثبات الموقف المصرى ووضوح رؤيته: لا لتهجير الفلسطينيين، نعم للسلام القائم على العدالة وحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.