السبت 19 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها .. قوة مصر الضاربة والناعمة فى زيارة ماكرون

أحلف بسماها .. قوة مصر الضاربة والناعمة فى زيارة ماكرون

حققت زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لمصر نجاحا غير مسبوق وضربت الدبلوماسية المصرية بتلك الزيارة عشرات العصافير بحجر واحد، تمثلت فى تعزيز التعاون فى مختلف المجالات من خلال إبرام اتفاقيات فى الشأن العسكرى والاقتصادى والعلمى، كلها وصلت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.



لكن تبقى القضية الفلسطينية وحرب الإبادة ضد الفلسطينيين فى غزة والضفة الغربية المحور الأساسى للزيارة حيث عقدت قمة ثلاثية بين الرؤساء السيسى وماكرون والملك عبد الله للتأكيد على المطالبة بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية ورفض تهجير أهالى غزة، تخللت القمة مكالمة مع الرئيس الأمريكى ترامب.. أيا كانت نتائج القمة إلا أن دعم الرئيس الفرنسى لحق الوجود الفلسطينى والتنديد بالمجازر الإسرائيلية سينعكس بالتأكيد على قرارات الاتحاد الأوربى بقيادة ماكرون تجاه الشعب الفلسطيني.. قرارات القمة الثلاثية دعمتها الزيارة الميدانية التى قام بها الرئيس ماكرون لمدن العريش والشيخ زويد ورفح المصرية رافقه خلالها الرئيس السيسى حيث شاهد على أرض الواقع توافد الوفود الشعبية من كافة محافظات مصر تندد بالجرائم والانتهاكات الجسيمة ضد الشعب الفلسطينى رافضة تهجير أهالى غزة، تجسدت أمام الرئيس الفرنسى الإرادة الشعبية للمصريين والالتحام بين الشعب وقيادته وجيشه.. إحياءً للضمير الأوروبى تمت دعوة ماكرون لزيارة مصابى غزة بمستشفى العريش، وقد وضح مدى تأثر الرئيسين السيسى وماكرون بسرد المصابين خاصة النساء والأطفال عما تعرضوا له من قصف القنابل والصواريخ الإسرائيلية واستشهاد كل عائلاتهما، حتى إن ماكرون أقر بأن الأوضاع الإنسانية فى غزة أصبحت أكثر بشاعة، أيضا تفقد ماكرون هناجر الهلال الأحمر المصرى، وامتلاؤها بالمساعدات الطبية والغذائية التى تمنع إسرئيل دخولها للفلسطينيين ومن بينها مساعدات فرنسية.

التطور الكبير للعلاقات المصرية الفرنسية يتواكب مع الانقسامات الحادة فى العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين أوروبا، ما أدى إلى سعى الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا إلى بناء قدراتها وعدم الاعتماد على المساعدات التى تهدد أمريكا بمنعها عن دول الناتو، وبناء تحالفات اقتصادية وسياسية بعيدا عن الهيمنة الأمريكية.. تدرك فرنسا جيدا إمكانية تحقيق أعلى معدلات الاستثمار فى مصر لقدراتها البشرية والتنموية والبنية الأساسية، لذلك تم توقيع 9 اتفاقيات بين الوكالة الفرنسية للتنمية والحكومة المصرية لتمويل عدد من المشروعات تبلغ قيمتها 262 مليون يورو من المنح والقروض وتتركز تلك الاتفاقيات على قطاعات النقل، الطاقة، المياه والصرف الصحى.

لا يقدر القوة الناعمة لمصر سوى بلاد تتمتع بنفس تلك القوة وإن كان تاريخ وتراث مصر أقدم من كل دول العالم.. وأود هنا توجيه تحية لمن أعد برنامج زيارة ماكرون لمختلف الأماكن من المتحف الكبير لخان الخليلى وأيضا جامعة القاهرة العريقة.. نجاح تلك الزيارات كشف للرئيس الفرنسى الإرث الحضارى، التاريخى، الثقافى الذى يمتلكه الشعب المصرى ناهيك عن الحميمية والحفاوة التى يتمتع بهما المصريون، والأهم ما لمسه ماكرون عن شعبية الرئيس السيسى الكبيرة.

أكبر دليل على عظمة مصر ما كتبه الرئيس ماكرون على حسابه من خلال منصة إكس «أغادر مصر بعد ثلاثة أيام مؤثرة، رأيت فيها نبض القلوب فى ترحيبكم الكريم، فى قوة تعاوننا، فى الدعم الذى نقدمه معا لأهالى غزة فى العريش، حيث يقاوم الأمل الألم، شكرا لكم، تحيا الصداقة بين شعبينا».