الإثنين 7 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الصراع مستمر.. الباحثون عن الفرصة فى مواجهة أصحاب المصالح قهوة المحطة وقتل الحلم

انتهت رائعة الكاتب عبدالرحيم كمال الجديدة مسلسل «قهوة المحطة» التى عرضت فى النصف الثانى من شهر رمضان، ولم ينتهِ الحلم.. حلم كل من ترك بيته وأهله للبحث عن فرصة يتمسك بها لتحقيق حلمه الذى آمن به رغم كل التحديات وكل من يحاول قتل الحلم سواء الظروف المحيطة به أو حتى «قتلة الأحلام» من أصحاب المصالح ومن على شاكلتهم من «قطاع طرق الأحلام» ومن لا يرون فى الحياة إلا وجهها الأسود.



 البداية من النهاية

اختيار صناع مسلسل « قهوة المحطة» تتر النهاية ينم عن ذكاء شديد.. حيث أغنية «يا وعدى ع الأيام» للمطرب والمحلن النوبى الكبير أحمد منيب ومن كلمات رفيق دربه الشاعر عبدالرحيم منصور، فى اختصار لرحلة بطل العمل الشاب « مؤمن الصاوي» القادم من سوهاج بحثا عن القاهرة وأضوائها.. هو تقريبا تلخيص لحياة الثنائى منيب-منصور، حيث جاء الأول من النوبة بلاد الدهب فى رحلة التهجير بعد بناء خزان أسوان وجاء الثانى من محافظة قنا إلى القاهرة مع رفقائه عبدالرحمن الأبنودى وأمل دنقل ويحيى الطاهر عبدالله فى محاولة للبحث عن الحلم الذى لم يتوقف لتحقيق الذات فى القاهرة العامرة بعيدا عن الصعيد وفقره، حاملين كما حمل البطل كل أخلاق الصعيد من كرم وعزة نفس ورفض الخضوع أو الخنوع أو التحالف مع قتلى الأحلام.. بحثًا عن مجد خاص، فالفكرة هنا هى تحقيق الحلم بصورته الأشمل، لا الخاصة.

عودة لتتر النهاية الذى يلخص حالة تحقيق الحلم بكل ما يواجهها من صعوبات فى وقت يؤمن عبدالرحيم كمال على لسان بطل الرواية مؤمن الصاوى بأن الدنيا فى النهاية «هتمطر فرح يا أبو عمو» وهى آخر كلمات البطل بعد كل ما واجهه من «قطاع طرق الأحلام». تقول كلمات أغنية الشاعر عبدالرحيم منصور التى غناها منيب فى منتصف ثمانينيات القرن الماضى:

يا وعدى ع الأيام 

بتعدى بينا أوام 

وبتدى ما بتديش

 ندبل وهى تعيش

 غرورة ما بيديش

 بضحك مع الأيام

بضحك ولو أحلام

 مين قدها الأيام

«قهوة المحطة» هى ملخص واقعى لكثير من الحكايات للقادمين من خارج القاهرة بحثا عن «الفرصة»، بعضها نجح فى تحقيق حلمه وكثير عاد أدراجه ولم يستطع التحمل ليس ضعفا منه إنما هربا من حياة لم يعتدها ورفض أن يخلع الرداء الذى جاء به من بلاده.. لو سألت عشرات الآلاف من القادمين من الصعيد أو الأرياف عن «قهوة المحطة» ستكون الإجابة أنها تعبر عن مشواره وعن المعاناة التى عاشها فى محاولة لتحقيق الحلم رغم كل المستحيلات التى واجهته.

 عبدالرحيم كمال

من جديد يعود الكاتب الكبير عبدالرحيم كمال ليطرح عشرات الأسئلة التى تبحث عن إجابات، من المسؤول عن قتل الحلم.. هل هو مؤمن الصاوى نفسه الذى عاش الحلم؟ كما قال فؤاد أو الملك- رياض الخولي- بعد ضبطه بقتل مؤمن الصاوى.. أم القاتل هو أصحاب المصالح وقتلة الأحلام؟ وكيف يتم ضبطهم ومعاقبتهم وكيف قبلها يتم إثبات التهم بحقهم.. وكيف يتم منع تكرار الجريمة بحق كل صاحب حلم. وأثبت عبدالرحيم كمال أن «الكتابة فن يولد من الروح» وأن القصة بأحداثها وشخوصها هى مبنى متكامل بغض النظر عن صاحب دور البطولة.. والكتابة ليست كلاماً فقط لا يتعداه للشعر.. أثبت أنه صاحب «إبداع يتفرد به ويغرد وحيدا».

 أحمد غزى

أثبت مؤمن الصاوى أو الفنان أحمد غزى أنه «لسه الأمانى ممكنة» فى أن نجد مسلسلا يتحدث عن الصعيد بلغة أهله الحقيقيين بعيدا عن تجار الآثار والمخدرات.. مسلسل يحكى عن أصحاب الأحلام والأهداف من الموهوبين وليس الموهومين.. أثبت أحمد غزى أنه صاحب «مشروع فنى قادم» بما قدمه من أداء كأنه ابن من أبناء الصعيد، لهجة صعيدية وملامح سمراء ممن شرب من منابع النيل فى مصر وارتوى بحبه وكرمه.. وسيضعه تحت ضغط فى اختيار ما هو قادم بعد النجاح الذى حققه.

 من هو البطل

من الصعب تحديد البطل لأن كل من أسهم فى المسلسل أبطال وكان واضحا أنهم لا يبحثون عن المتصدر.. بل كانت مباراة فى التمثيل بين الجميع وكل المشاعر تخرج من داخلهم لا من ورق الرواية.. كل شخوص القصة أبطال، بداية من صاحب الحلم مؤمن الصاوي- أحمد غزي- إلى العملاق فؤاد أو الملك - رياض الخولي- الذى أجاد وأبدع فى آخر حلقات القصة فى حواره مع الضابط حول من الذى قتل الحلم.. إلى بيومى فؤاد وهالة صدقى أحمد خالد صالح، انتصار، ضياء عبدالخالق.

تبقى «قهوة المحطة» هى مجرد محطة فى حياة كلٍّ منا.. محطة فى تحقيق الحلم حتى تأتى النهاية كما جاءت على لسان البطل «هتمطر فرح يا أبو عمو».