الأربعاء 2 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ملتقى (رمضانيات نسائية) أبرز الأنشطة الرمضانية بالجامع الأزهر

أطلق الجامع الأزهر خلال شهر رمضان المبارك للمرة الأولى ملتقى (رمضانيات نسائية)، حيث جاءت فعاليات اللقاء الأول للملتقى حول «دور النية فى قبول الأعمال»  بمشاركة الدكتورة إلهام شاهين، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية بشئون الواعظات، وشيماء ربيع، عضو مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، والأستاذة حياة عيسوى،  الباحثة بالجامع الأزهر.



وقالت الدكتورة إلهام، إن كلمة «النية» لم ترد فى القرآن الكريم، لكنها وردت فى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن الله سماها بمسميات أخرى مثل «ابتغاء»، «إخلاص»، «تقوى»، «إرادة»، وكلها مرادفات لكلمة النية، لافتة إلى أن النية هى أساس قبول العمل، فهى مثل نواة التمر، تجعل العمل يثمر ويتضاعف، مضيفة أن النية تعمل فى العبادات، وتحولها إلى طاعة يُثاب عليها ويتضاعف الأجر كلما أخلص العبد فى نيته، كما أن النية قد تحول العمل المباح إلى طاعة، بينما لا يمكنها تحويل المعصية إلى طاعة.

وتناولت شيماء ربيع شرح مفهوم النية فى اللغة، مبينة أنها تعنى القصد والإرادة، وشرعًا هى قصد القلب لفعل شيء وعزمه عليه، مشيرة إلى أن النية لها أثر فى صلاح الأعمال وقبولها والإثابة عليها، وأن جمهور العلماء اشترط النية فى العبادات ليكون العمل مجزئًا، مثل الطهارة والصلاة والزكاة والحج، وكذلك الصيام.

بينما أشارت الباحثة حياة العيسوى أن النية محلها القلب، وقد ذهب العلماء إلى استحباب التلفظ بها، وأن للنية مفسدات تحبط العمل وتذهب بالثواب، مثل الرياء والشرك، مشيرة إلى أن النية تعد بابًا للاستزادة من الثواب، حيث ينوى المسلم بالعبادة امتثال طاعة الله عز وجل، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والتقرب إليه بعمل يحبه، قال ابن المبارك رحمه الله: «رُبَّ عملٍ صغيرٍ تُكثِّرُه النية، ورُبَّ عملٍ كثيرٍ تُصَغِّرُهُ النية».

كما عقد الملتقى لقاءً تحت عنوان (رمضان شهر القرآن)، بحضور د.أم أحمد الأمين، الأستاذ المساعد ورئيس قسم أصول اللغة بجامعة الأزهر، والواعظة نجوى شبل، الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية، والواعظة حياة العيسوى، الباحثة بالجامع الأزهر.

وتناولت رئيس قسم أصول اللغة بجامعة الأزهر، فضائل قراءة القرآن، مبينة أن الله يضاعف حسنات قارئ القرآن إلى عشرة أمثال، وأن القرآن بركة تعم البيت، وشفاعة ورحمة تعمل على تحلية الروح من خلال قراءته وثمرة ترديد لكلام الله، مشيرة إلى أن الإنصات إلى القرآن يزيد من إيمان المؤمنين، وكلما قرئ القرآن ارتقت مكانة صاحبه، وأن محبة قراءة القرآن من محبة الله ورسوله وهى التجارة الرابحة بين العبد وربه.

من جانبها، أوضحت الواعظة نجوى شبل، أن شهر رمضان هو شهر النفحات الربانية واختص الله سبحانه وتعالى الشهر الكريم بنزول القرآن، وأضافت أن القرآن هو سبب رئيس للهداية، وأوصى النبى صلى الله عليه وسلم بتعاهده، لما له من تأثير عميق فى القلوب، حيث يحتوى على شفاء ورحمة للصدور، وأكدت أن القرآن الكريم والصيام يتفقان فى العديد من الأهداف الروحية والتربوية التى تهدف إلى تهذيب النفس وتقويتها؛ فكلاهما يعمل على تعزيز التقوى والعبودية لله سبحانه وتعالى، حيث يُعلّم القرآن الإنسان التقوى من خلال أوامر الله ونواهيه، بينما يحقق الصيام التقوى من خلال الامتناع عن المفطرات والتهذيب الذاتى،  كما أن القرآن والصيام هما سبب لاستجابة الدعاء، فهما وسيلتان للاتصال المباشر بالله، كما يعتبران من الأسباب المساعدة على دخول الجنة، إذ جاء فى الحديث أن الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة.

وفى ختام الملتقى ناقشت الواعظة حياة العيسوى،  العلاقة الوثيقة بين شهر رمضان وقراءة القرآن، موضحة أن رمضان هو شهر القرآن، فيه نزل القرآن فى ليلة خير من ألف شهر، وكلاهما يشفعان للمسلم يوم القيامة، وأضافت أن القرآن هو نور وهداية للقلوب، فهو كلام الله تعالى الذى يحمل فى طياته معانى عظيمة توجه الإنسان إلى الصراط المستقيم، مبينة أن محبة القرآن هى فى ذاتها محبة لله، حيث يشعر المسلم أن الله يتكلم معه من خلال آياته الكريمة، وأكدت أن قراءة القرآن ليست فقط وسيلة للعلم والمعرفة، بل هى سمة من سمات الصالحين، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم دائم التلاوة للقرآن، واعتاد أن يقرأه بتدبر وترتيل، فكان القرآن رفيق حياته فى كل لحظة، وكان القرآن سببًا لرفع درجاته وتزكية نفسه.

وتحت عنوان: «كيف نربى أبناءنا على الصيام؟»، كان اللقاء الثالث لملتقى رمضانيات نسائية بحضور أ.د حنان مصطفى مدبولى،  أستاذ التربية بجامعة الأزهر، والدكتورة سماح حمدى،  عضو مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، والدكتورة سناء السيد، الباحثة بوحدة ملتقى المرأة بالجامع الأزهر.

فمن جانبها أكدت الدكتورة حنان مدبولى،  حديثها أن سن الإطاقة للصيام يختلف باختلاف بنية الطفل، ولا يجوز الإصرار عليهم بالصيام إذا كان يضرهم بسبب ضعف بنيتهم أو مرضهم، كما ذكرت الأخلاق والقيم التى يعززها الصيام فى نفوس الأبناء ومنها الانضباط الذاتى والتعاطف مع الآخرين، وقوة الإرادة والعزيمة، مشيرة إلى أن على الوالدين تعليم الأبناء فضائل وآداب الصيام، ومشاركتهم الإحساس ببهجة الشهر الفضيل.

ومن جانبها أكدت الدكتورة سماح حمدى، ضرورة ألا يغفل الآباء والأمهات أهمية التربية الإيمانية لأطفالهم ووضعها على سلم أولوياتهم بجانب التربية البدنية والتعليمية والنفسية، وإعطائها القدر الذى يليق بها باعتبارها الأساس فى تحديد مسار علاقتهم بالخالق عز وجل، وذلك من خلال غرس العقيدة الصحيحة فى نفوسهم على قدر ما يمكن أن تستوعبه عقولهم فى سن الطفولة، وتربيتهم على مراقبة الله فى كل أفعالهم، وهو ما يجعل من السهل على الوالدين تدريب أبنائهم على العبادات العملية كالصلاة والصيام.

وأوضحت الدكتورة سناء السيد، أن تربيةُ الأبناء من أعظم العبادات التى يتقرَّب بها المرء إلى الله، فالتربية مسئولية، قال صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، وستعود هذه التربية بالنفع على الآباء وهو ما يؤكده قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، وأضافت أن شهر رمضان فرصة عظيمة للآباء والأمهات حتى يعوِّدوا أولادهم على العبادات والطاعات التى تورثُ مَحبَّة الله فى قلب الطفل منذ الصِّغَر، ومن أهمها الصيام من أجل تهذيب نفوسهم.

وأكدت أنه رغم أن الإنسان المسلم مُكلف بالصيام بمجرد البلوغ، ولكن يجب أن نعود الأطفال على الصيام قبل ذلك، دون أن نربى بداخلهم الخوف والرعب إذا أفطر الطفل خفية بسبب عدم قدرته على تحمل مشقة الصيام لكى لا يتعلم الكذب وعدم الأمانة.