فى حوار لا يخلو من الصراحة مع مدير عام الإعلام والعلاقات والاتصال السياسى فى مجموعة قنوات mbc: بسام البريكان: لا توجد دلالات سياسية وراء توقيت عرض (معاوية)

هبة محمد على
حققت مجموعة قنوات (mbc) نجاحا ملحوظا فى الموسم الدرامى لرمضان 2025، حيث عرض على شاشاتها، ومنصتها الرسمية (شاهد) العديد من الأعمال التى لاقت استحسان الجمهور ومتابعته، ولكن لم يخلُ هذا النجاح من بعض الانتقادات التى وجهت لهذه الأعمال الدرامية وعلى رأسها مسلسل (معاوية) الذى أثار جدلا كبيرا بعد عرضه، وفى لقائنا مع «بسام البريكان» مدير عام الإعلام والعلاقات والاتصال السياسى فى مجموعة قنوات (mbc) وضعنا على طاولته كل هذه الانتقادات، وقد أجاب عنها بصدر رحب، وإلى نص الحوار..
دعنا نبدأ بمسلسل (معاوية) الذى أثار جدلا كبيرا منذ بداية عرضه، ما رأيك فى الانتقادات التى وجهت للمسلسل فيما يتعلق بعدم الدقة التاريخية للأحداث؟
- مسلسل (معاوية) يحكى حقبة تاريخية عليها جدل كبير، وقد حرصنا أن تكون الكتابة دقيقة تاريخيا، وتم الأخذ بعين الاعتبار كل الآراء الدينية والتاريخية والمرجعية لكل الأطياف، بمعنى أن المسلسل يطرح وجهتى النظر خصوصا فيما يتعلق بالخلاف التاريخى الذى حصل بين سيدنا «على» رضى الله عنه و«معاوية» حيث رأى الأول تثبيت الحكم ثم الأخذ بالقصاص، بينما رأى الطرف الآخر أن يتم أخذ القصاص أولا، ومن هنا بدأ الخلاف، ونحن فى المسلسل قمنا بعرض الروايتين حتى لا نكون متحيزين لأى منهما، وفى النهاية الحكم للتاريخ.
لكن هناك أحداث محورية ومهمة حدثت فى تلك الحقبة لم يتم ذكرها، وفى أحسن الأحوال تم المرور عليها مرور الكرام، فما السبب؟
- لأن المسلسل يحكى عن شخصية «معاوية» وكثير من الأحداث التى حدثت فى تلك الفترة لم يكن لـ«معاوية» تأثير فيها، فكان من الطبيعى ألا يتم التركيز عليها، منها على سبيل المثال حدث موت النبى صلى الله عليه وسلم، ولذلك فإن هذه الانتقادات ليست فى محلها لأن تنطلق من أن المسلسل تاريخى لكامل الحقبة وهو أمر غير صحيح.
لكن الانتقادات أيضا طالت الديكورات التى ظهرت فى حلقات المسلسل والتى وجد الناس أنها لا تتناسب مع العصر الذى دارت فيه الأحداث؟
- الديكورات مستوحاة من الحضارة الدمشقية، واستندت التصميمات إلى الوثائق التاريخية فى تلك الفترة، والتى كانت معروفة بجودة صناعتها الخشبية، كما أشرف فريق من دمشق على تنفيذ الديكورات لضمان الدقة، وقد أصرت مجموعة MBC على تنفيذها على يد خبراء من دمشق، ومع ذلك لا يوجد عمل بلا أخطاء ولا كامل سوى وجه الله.
وما سبب انسحاب المخرج «طارق العريان» من العمل دون استكماله؟
- تم الاتفاق مع «طارق العريان» فى بداية المشروع، أى قبل خمس سنوات كاملة، وبالفعل أخرج مجموعة من الحلقات، وبسبب ارتباطاته، وصلنا إلى اتفاق متبادل معه بأن يأتى مخرج آخر ليستكمل العمل، وعليه جاء المخرج «أحمد مدحت» الذى وضع رؤيته الإخراجية، ولا يوجد أى خلاف بيننا وبين «العريان» بل تربطنا علاقة ودية نفخر بها.
ولماذا لم يتم وضع اسمه على التتر حتى ولو على سبيل الشكر على مجهوداته؟
- رؤية mbc هى أن المخرج الذى يشرف على العمل من البداية حتى النهاية هو من يوضع اسمه على التترات، وهذا هو أبسط حقوقه الأدبية.
بمناسبة استغراق المسلسل لسنوات طويلة من أجل عرضه، البعض روج أن اختيار توقيت العرض هذا العام له دلالات سياسية تتعلق ببعض التغييرات التى جرت مؤخرا فى المنطقة؟
- أختلف تماما مع هذا الطرح، فتوقيت عرض (معاوية) غير مرتبط بأحداث سياسية من أى نوع، فنحن لا نتحرك وفقا لأى أجندات خارجية، فالمسلسل هو عمل درامى بحت، وسبب تأخير عرضه كل هذه السنوات هو حرصنا على الجودة.
هل أزعجكم إصدار هيئة الإعلام العراقية قرارا بمنع بث المسلسل على قناة mbc العراق؟
- نحن بالأساس لم نكن ننوى عرضه إلا على قناة mbc 1 ولا أدرى على أى أساس تم إصدار القرار.
وماذا عن الأزهر الذى جدد فتواه بعدم جواز تجسيد الصحابة فى الأعمال الفنية؟
- فتوى الأزهر قديمة منذ أيام مسلسل (عمر) ولم يصدر الأزهر فتوى جديدة تخص مسلسل (معاوية) ونحن نحترم الأزهر كمرجعية دينية ونرحب بكل الآراء.
شارك فى كتابة المسلسل الكاتب الصحفى «خالد صلاح» فى تجربته الأولى مما عرض المسلسل للانتقاد أيضا، خاصة أن الكتابة التاريخية تعد من أصعب أنواع الكتابة الدرامية، لماذا تم اختياره للمشاركة فى كتابة المسلسل؟
- أولا المسلسل من إنتاج ورشة كتابة، ومع الكاتب الصحفى «خالد صلاح» يوجد أربع شخصيات أخرى شاركت فى كتابة المسلسل، أما بخصوص اختيار «خالد صلاح» للمشاركة، فالحقيقة أنه قدم كتابة جيدة، وهذا هو المعيار، أما كونها أول تجاربه فى عالم الدراما فمن المعروف أننا دائما ما نكتشف المواهب.
وهل سيقدم العمل فى 30 حلقة، أم سيكون هناك جزء ثانٍ له؟
- العمل سيقدم فى 21 حلقة فقط، وهو أمر مقرر منذ البداية، لكن (معاوية) لن يكون التجربة التاريخية الوحيدة، فنحن الآن لدينا العديد من النصوص التاريخية التى نراجعها، وننوى إنتاجها وظهورها للنور قريبا.
هناك بعض الانتقادات التى وُجهت للجزء الثانى من (العتاولة) حيث رأى البعض أنه أضعف من الأول، ما هى المعايير التى على أساسها تقومون بعمل جزء ثان من أى عمل فنى؟
- أهم معيارين هما: نسب المشاهدة المرتفعة، وأن تكون قصة المسلسل تتحمل عمل جزء ثانٍ، فنحن لا نلوى عنق الدراما من أجل تقديم جزء ثانٍ من أى عمل ناجح.
هناك انتقادات وجهت لأعمال المخرج «محمد سامى» التى لا تخلو من الألفاظ والمشاهد الجريئة، وهذا العام يُعرض لـ«سامى» مسلسلان هما (إش إش) و(سيد الناس) كيف واجهتم هذه الانتقادات؟
- أعمال «سامى» تحقق نسب مشاهدة عالية، لأنه مخرج شاطر، ويعرف ما يحبه المشاهد، والألفاظ التى يعترض عليها الجمهور والنقاد موجودة فى الحياة والمجتمعات ولا أعتقد أننا يجب أن نخبئ رؤوسنا فى الرمال.
لكن الشعب المصرى يشعر بأنها إساءة له بأن تظهر هذه المشاهد على الشاشة فيعتقد الآخرون أنها تمثل المجتمع فما رأيك؟
- لا يوجد لدينا أجندة، فإنتاجاتنا لكل العرب، ونحترم، ونقدر جميع الناس، ثم إن مصر هى مصر لا يمكن أن يهزها مسلسل، مصر هى منارة الشرق، وأساس أى إبداع.
هذا العام يعرض الجزء الخامس من مسلسل (المداح) رغم انصراف الجمهور عنه، لماذا الإصرار على هذا الموضوع الذى يروج للدجل والشعوذة؟
- نسب المشاهدة المرتفعة هى المقياس، ونحن نستخدم تقنيات متطورة لرصد ردود الفعل على أى عمل، والحقيقة أن (المداح) من المسلسلات التى تحظى بنسب مشاهدة مرتفعة، خاصة فى القرى والأماكن البعيدة عن العاصمة والمدن الكبيرة.