الأربعاء 2 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فقه الصائمين مع د. شوقى علام المفتى السابق .. قطرة العين لا تفسد الصوم

فى فقه الصائمين نطرح معكم أبرز الفتاوى التى تتعلق بالصوم، ويجيب عنها فضيلة د. شوقى علام مفتى الجمهورية السابق. 



 ما مفطرات الصوم ؟ 

ـ الصوم هو الإمساك عن المُفطرات، والمُفطرات هى ما حَدَّدَ الشرعُ من مبطلات الصيام، ومنها دخول جِرْمٍ إلى الجَوْفِ، والضابط فى حصول هذا هو ما وصل عمدًا إلى الجوف المُنْفَتِحِ أصالةً انفتاحًا ظاهرًا محسوسًا؛ ومن ثَمَّ فليس كُلُّ ما دخل الجسدَ يُعَدُّ مفطرًا، والجوف عند الفقهاء عبارةٌ عن: المعدة، والأمعاء، والمثانة -على اختلافٍ بينهم فيها-، وباطن الدماغ، فإذا دخل المفطرُ إلى أيِّ واحدةٍ منها من مَنْفَذٍ مفتوحٍ ظاهرًا حِسًّا فإنه يكون مُفسِدًا للصوم.

 وما حكم من أصابته الجنابة فى الليل؟

ـ فى هذه الحالة يستحب الغسل قبل دخول الفجر إذا كانت هناك استطاعة، ولكن الصوم صحيح إذا نوى الصوم وهو جنب، ويجب الغسل قبل أداء الصلوات، وهو مثل الاحتلام فى نهار رمضان، فالمحتلم أثناء صومه فى نهار رمضان وهو نائم لا إثم عليه ولا قضاء عليه وصومه صحيح.

 وما حكم خلع ضرس الأسنان فى نهار رمضان.. هل هو يبطل الصيام؟ 

ـ خلع الأسنان للصائم جائزٌ، ولا يبطل الصوم بذلك إذا لم يدخل شيءٌ إلى الجوف، وخروجُ الدم من خلع الأسنان لا يؤثِّر فى الصوم، ولكن يجب على الصائم أن يتحرز من ابتلاع الدم.

 وما حكم « قطرة العين»؟ 

ـ بالنسبة للقطرة التى توضع بالعين: فالذى عليه الفتوى والعمل أنها لا تفسد الصوم مطلقًا؛ سواء وصلت إلى الحلق أو لم تَصل؛ لأن العين ليست منفذًا مفتوحًا، فلا يصدُق على الداخل فيها أنه وصل إلى الجوف عن طريق منفذٍ مفتوح.

 وما حكم تقبيل الزوج لزوجته فى نهار رمضان؟

ـ تقبيل الزوجة أثناء الصيام إن كان بغير قصد اللذة؛ كقصد الرحمة أو الوداع جائز، إلا إن كان الصائم لا يملك نفسه، فإن ملك نفسه فلا حرج عليه؛ فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَلَكِنَّهُ أَمْلَكُكُمْ لِإِرْبِهِ» أخرجه مسلم فى «صحيحه». وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه: «أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنْ الْمُبَاشَرَةِ لِلصَّائِمِ، فَرَخَّصَ لَهُ، وَأَتَاهُ آخَرُ فَسَأَلَهُ فَنَهَاهُ، فَإِذَا الَّذِى رَخَّصَ لَهُ شَيْخٌ، وَالَّذِى نَهَاهُ شَابٌّ» أخرجه أبو داود فى «سننه».

 وما حكم تعويد الأطفال على الصوم ؟

ـ تعويد الأطفال على الصوم والصلاة شيء مستحب بهدف التدريب ولكن بدون إجبار، فكان عليه الصلاة والسلام يتعهَّد أهله ويحسن إليهم فى رمضان، بل كان فى مهنة أهله يساعدهم، وكان يوفيهم حقهم من المعاشرة، ولم يكن يعنفهم ولا ينهرهم وكان يعامل الأطفال بالحكمة والرحمة، بل يدخل السرور فى نفوسهم، يأكل مما وجد، فإن أحبه أكل منه وإن كرهه لم يأكل من غير أن يعيبه.

ولقد كان النبى القدوة يؤسس فى هَدْيِهِ الرمضانى لفهم عالٍ لطبيعة التشريع، القائم على التيسير، وجلب المنافع للبشر، ويؤسس كذلك لعلاقةٍ بين العبد وربه قائمة على المحبة والقرب، ويؤسس لعلاقات مجتمعية قائمة على الود والتراحم والتكافل.

وتكليف الأطفال والصبيان غير المكلفين بالصيام مرتبط بالبلوغ والعقل، ومن المحبَّب أن نعوِّد الأطفال قبل البلوغ على الصلاة والصيام دون إكراه، أو عنف؛ فالعقاب البدنى -وهو ما يطلق عليه «العنف الأسرى»- مرفوض شرعًا، ويجب على جميع البشر الوقوف ضده، وممارسة العنف الشديد ضد الزوجة أو الأبناء لا علاقة له بالإسلام، بل المصادر التشريعية للمسلمين تحث على الرحمة والمودة فى الحياة الأسرية ولا تدعو بحالٍ إلى ضرب النساء وظلمهنَّ ولا لضرب الأطفال ضربًا شديدًا والذى أكدت الدراسات التربوية والنفسية على ضرره البالغ والذى قد يؤدى أحيانًا لكثير من الأمراض النفسية كالوسواس القهرى وغيره.

كما أن العنف الأسرى يتعارض مع مقاصد هذه الحياة الخاصة فى طبيعتها حيث مبناها على السكن والمودة والرحمة، بل يُهدِّد نسق الأسرة بإعاقة مسيرتها وحركتها نحو الاستقرار والأمان والشعور بالمودة والسكينة، ومن ثَمَّ تحويلها لتكون موطنًا للخوف والقلق والشجار المستمر ونشر الروح العدوانية، فضلًا عن مخالفة هذا العنف لتعاليم الإسلام؛ فقد حث الشرع الشريف على اتِّباع الرفق ووسائل اليسر فى معالجة الأخطاء.