«إليسا» دبل فيس.. ولماذا لا يأخذ «طارق الشيخ» فرصا أكثر من ذلك؟

محمد شميس
ولا نزال نستكمل الحديث عن تترات وإعلانات موسم رمضان 2025.
ومن ضمن مميزات هذا الموسم، تواجد الصوت الجميل «طارق الشيخ» فى تتر مسلسل (حكيم باشا).. لا أدرى لماذا لا يأخذ «طارق الشيخ» المكانة التى يستحقها، رغم إجادته فى كل مرة يتم الاستعانة به. ففى العام الماضى، قدّم عملًا مميزًا مع «مسار إجبارى» فى أغنية مسلسل (مسار إجبارى)، كما تميّز سابقًا مع «كايروكى» فى أغنية (الكيف) نلاحظ أنه فى جميع هذه الأعمال، قدّم أشكالًا موسيقية وغنائية متنوعة، وأجاد فى أدائها جميعًا.
تتر مسلسل (حكيم باشا) جاء مطابقًا لكل المعايير؛ فبما أن أحداث المسلسل تدور فى صعيد مصر، سادت الهوية الموسيقية الصعيدية فى توزيع الأغنية، الذى نفذه «نوار البحيرى». أما ألحان «خالد سلطان»، فقد جاءت بأسلوب يشبه أداء الموال، فيما كانت كلمات «عماد عبيد» معبّرة عن تكوين شخصية بطل المسلسل، الذى يرى فى نفسه كبير العائلة ويسعى إلى راحة البال رغم أعماله الإجرامية.
ومن مميزات هذه الأغنية أيضًا طريقة النطق الصعيدية التى غنّى بها «طارق الشيخ» فى بعض المقاطع، مثل استبدال حرف القاف بالجيم، كتأكيد على طبيعة المكان الذى تدور فيه أحداث المسلسل.
أما الأغنية الثانية فى هذا المقال هى (وتقابل حبيب) لـ«إليسا»، من الأعمال الجيدة، حيث تبدأ بمقطوعة التشيللو لـ«نور الشامى»، مصحوبة بعزف جيتار «أحمد حسين»، مع إيقاعات الكاخون الإسبانى، برؤية موسيقية لــ«نادر حمدى». تكمن أهمية هذه البداية الموسيقية فى تمهيدها للحالة العاطفية الهادئة للأغنية، والتى تعبر أيضًا عن أجواء المسلسل، المصنف كعمل رومانسى. لذا، فهى مميزة لأنها تنقل طبيعة الأحداث، حيث تعطى المستمع لمحة عن مضمون الحلقات فى ثوانٍ قليلة، حتى قبل أن تبدأ إليسا فى الغناء!
أما «منة القيعى»، فقد عبّرت عن الحالة العاطفية للمسلسل بشكل رائع، مستخدمة كلمات دارجة مثل «متشعلق، متشعبط»، وجاءت أفكارها معبّرة عن مشاعر الكثيرين ممن تعرضوا للخذلان فى العلاقات العاطفية. كما لامست حالة الشك التى يعيشها كل من يمر بتجربة فاشلة، إذ يتأرجح بين لوم نفسه، كما تساءلت منة: «يا قلبى، أنت الضعيف؟»، أم «أنت العنيد؟»! وهى مشاعر يمر بها كل من ذاق مرارة الفشل العاطفى.
على صعيد الألحان، قدّم «عزيز الشافعى» لحنًا غاية فى العذوبة والجمال، خاصة فى الجملة التى غنّت فيها «إليسا»: «يا متشعلق يا متشعبط». هذه التقطيعة اللحنية كانت مميزة، ولا أدرى إن كانت قد جاءت بناءً على كلمات «منة القيعى»، أم أنها فى الأصل جملة لحنية كُتبت عليها الكلمات لاحقًا.
لكن الأهم من كل ذلك، أن «عزيز الشافعى» لا يزال يؤكد أنه من الملحنين القلائل القادرين على التعبير عن حالة العمل دون الإخلال بمعانى الكلمات، على عكس الكثيرين من زملائه الذين ينشغلون بجودة اللحن على حساب رسالة العمل أو معنى الكلمات.
بشكل عام، الأغنية رائعة، لكنها تحتاج إلى الاستماع أكثر من مرة لاستيعاب تفاصيلها الموسيقية واللحنية. وأتصور أنه لو تم إصدارها خارج موسم رمضان، الذى يعجّ بالأعمال الغنائية والدرامية، لكانت قد حظيت بانتشار جماهيرى أوسع بكثير.
وبمناسبة الحديث عن «إليسا» و«منة القيعى»، فقد قدّم هذا الثنائى أغنية أخرى، ولكن هذه المرة فى أحد الإعلانات، إلا أن الموسيقى جاءت من تنفيذ «عبدالله الحسينى».
ورغم أن «منة القيعى» متخصصة فى كتابة الإعلانات، فإن هذه الأغنية العاطفية لم يكن لها أى علاقة واضحة بالمنتج، ولم أفهم الرابط بين قصة الأغنية وشركة العقارات صاحبة الإعلان!
وهذه الإشكالية تتكرر كثيرًا عند الحديث عن معظم الإعلانات.
كذلك، أصبحت طرق تنفيذ الإعلانات بصريًا، والاستعانة بالنجوم الذين يشاركون فى أكثر من إعلان، مملة ورتيبة، وفاقدة للأهمية. بل إن الإعلانات فقدت معناها، لأن الفنانين لم يعودوا مبهرين كما كانوا فى السابق، فهم حاضرون أمامنا يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعى، مما جعل ظهورهم فى الإعلانات أمرًا عاديًا وغير لافت.
لذلك، كان من الأفضل التركيز على الفكرة نفسها، لكن حتى هذا لم يكن موفقًا!