دورى النقاد.. دراما رمضان فى ميزان النقد الفنى

ماجدة موريس .. عن العائلة.. والأخوات
أربع بنات، أخوات، لكل منهن قصة مع الحياة، والزوج، وبرغم المحبة والعائلة إلا أن كلًّا منهن لا تشبه الأخرى، ولا عن بعد، وهو ما يأخذنا إليه مسلسل (أخواتى) للكاتب «مهاب طارق» والمخرج «محمد شاكر خضير» فى إطار دراما شيقة وشائكة فى نفس الوقت، كل ممثلاتها- الأخوات- مختلفات عن أدوارهن السابقة.. لنرى الوجه الآخر لـ«نيللى كريم» و«روبى» و«كندة علوش» وأيضاً «أحمد حاتم» و«محمد ممدوح».
أما (قلبى ومفتاحه) فيكشف لنا أيضا عن ملمح جديد فى أداء أبطاله «آسر ياسين» و«دياب» و«مى عز الدين» و«أشرف عبدالباقى» فى إطار دراما للمخرج الكاتب «تامر محسن» ومشاركة «مها الوزير» فى الكتابة فى عمل يبدو كلعبة الشطرنج التى تنتقل بحياة هؤلاء إلى ما لا يتوقعون وكأنهم فى سباق مع الزمن.
بينما يعرف أبطال مسلسل (ولاد الشمس) للكاتب «مهاب طارق» والمخرج «شادى عبدالسلام» كل ما يجرى لهم وعليهم من راعيهم أو (بابا) كما يسمونه، الرجل الذى أقام دارا للأيتام كان بيتهم حتى كبروا وأدركوا الكثير، وعلموا أيضا الكثير عن الوجه الآخر للأب الذى وضعهم فى موقف مختلف عن الماضى، قد يمس وجودهم نفسه وهو ما نراه عبر أداء «أحمد مالك وطه الدسوقى» وأداء «محمود حميدة» فى دور صاحب دار الأيتام الذى تكتشف صحفية أنه يخالف القانون وتقرر فضحه ليعتقلها فى الدار وتتوالى الأحداث فى اتجاهات مختلفة تمس الجميع، وهناك أعمال أخرى محتاجة لوضوح أكبر مثل (شهادة معاملة أطفال) ولماذا يطلق بطله رصاص مسدسه دائما على الجميع أيًّا كان الموقف؟.
وتلك الحكايات الغريبة فى مسلسلات الأجزاء مثل (كامل العدد 3) و(أشغال شاقة جدا) سواء حكاية الأم التى قررت السفر مع ابنها فى المسلسل الأول، أو حكاية الشغالة العملاقة وحكايتها مع الأكل فى المسلسل الثانى، وكل هذه الحكايات فى الأيام الأربعة الاولى فقط من بداية رمضان.
أفضل مسلسل: أخواتى – ولاد الشمس
أفضل ممثل: آسر ياسين – محمد ممدوح
أفضل ممثلة: نيللى كريم – كندة علوش

عصام زكريا .. الكذب المساوى.. والصدق «المنعكش»
أول ما يلحظه المرء فى دراما رمضان، ولا أعلم إذا كان القارئ يتفق معى، هو الإحساس بالاغتراب عن الواقع. لا أقول أنها خيالية، فهذا مجال «جودر 2»، أو كوميدية، فهذا مجال «الكابتن»، ولكن أقصد الأعمال التى تعالج موضوعات عصرية يومية فى إطار يسعى لمحاكاة الواقع.
بشكل عام، فى كثير من هذه الأعمال، على الأقل فيما شاهدته حتى الآن، وباستثناء مسلسل واحد سيأتى ذكره لاحقًا، يسود شعور بالاغتراب عن المكان واللغة والعلاقات بين الناس، حتى لو زعم صناع هذه الأعمال أنهم يستمدون موضوعاتهم وشخصياتهم ولغتهم من الحياة.
ولست من أنصار أن الفن مرآة، أو أن عليه أن يحاكى الواقع، وأوقن أنه حتى الأعمال «الواقعية» هى صور خيالية عن الواقع..صور تحمل رؤية، ووجهة نظر.
ووجهة نظر صناع معظم المسلسلات أن كل الناس يكرهون بعضهم البعض، وأنهم لا يتحدثون بل يصرخون، وأنهم يعيشون داخل ديكورات معرض «موبيليا»، سواء كانوا فى قصر داخل كومباوند أو شقة بحارة شعبية. أما ملابسهم فجديدة و«مكوية» دوما، حتى لو كانوا فقراء معدمين أو خارجين للتو من «عركة موت». يكفى أن تشاهد لقطات من لغة وملابس «العتاولة» الذى يدور فى الإسكندرية، أو لغة وملابس «حكيم باشا» وأهل قريته. وفيما يتخيل صناع «العتاولة» أنهم فى جلسة حشيش يتنافس جلاسها على الـ«إيفيهات» النابية، يعتقد صناع «حكيم باشا» أنهم فى مسرحية محاكاة ساخرة لأحد أعمال شكسبير، إذ يتحدث الجميع بلغة موزونة مقفاة مسجعة رافعين عقيرتهم بالصياح، دون أقل إحساس بمعنى الكلمات أو الدراما.
ومن أدل المفارقات أن المسلسل الوحيد الذى تسمع وتلمس وتشم فيه الواقع هو العمل الكوميدى «قلبى ومفتاحه»، بالرغم من غرابة فكرته، ولا واقعيتها.. وهى برهان على أن «الكذب المساوى» فى الفن أفضل من «الصدق المنعكش»!
أفضل مسلسل: قلبى ومفتاحه
أفضل ممثل: آسر ياسين
أفضل ممثلة: مى عز الدين

علا الشافعى .. (إخواتى).. الاستثنائى محمد شاكر خضير
يُعد مسلسل (إخواتى) أحد أبرز مفاجآت دراما رمضان 2025، حيث يجمع بين الدراما الاجتماعية التى تحمل الكثير من التناقضات إضافة إلى التشويق والإثارة، مقدّمًا تجربة مختلفة تعكس تعقيدات العلاقات الأسرية والأحلام البسيطة التى قد تتحول إلى كابوس. المسلسل من إخراج «محمد شاكر خضير» وتأليف «مهاب طارق»، وإنتاج «ميديا هب» ويضم عددًا من النجوم، على رأسهم «نيللى كريم، روبى، كندة علوش، وجيهان الشماشرجى»، إضافة إلى «محمد ممدوح، حاتم صلاح، على صبحى، وأحمد حاتم»، الذين قدموا أداءً متميزًا ساهم فى ثقل العمل دراميًا.
تدور القصة حول أربع شقيقات تجمعهن روابط قوية رغم اختلاف شخصياتهن، لكن حياتهن تنقلب رأسًا على عقب بعد مقتل «ربيع، أحمد حاتم»، زوج «نجلاء، جيهان الشماشرجى»، بعد أن حلمت بالحادث. يجدن أنفسهن فى مواجهة موقف معقد وأحداث متسارعة، مما يدفعهن للتكاتف وسط أجواء مشحونة بالتوتر ورغم ذلك تنفجر الكوميديا فى لحظات.
«روبى» تتألق بأداء استثنائى وحضور طاغٍ، حيث تقدّم شخصية مليئة بالتناقضات بين القوة والهشاشة، مما يعكس موهبتها الكبيرة فى تجسيد المشاعر بصدق وعفوية. كذلك تبرع «نيللى كريم» فى تقديم أداء متوازن، بينما تظهر «كندة علوش» بقدرة مميزة مع شخصية جديدة. أما «جيهان الشماشرجى»، فتؤكد موهبتها الصاعدة بأداء ناضج.
أما «محمد ممدوح» فيقدم أداء استثنائيا حيث يجسّد رجلًا عاش حياته مأخوذًا بحب امرأة رآها كانت بالنسبة له حلمًا، حتى تجبرها الظروف على الزواج منه فى مفارقة قدرية غير متوقعة.
أداء «ممدوح» لشخصية مليئة بالمشاعر (مشهدهً مع أحلام بعد أن اصطحبها لمنزل الزوجية) فى أداء يثبت قدرته على التألق حتى عن أدوار البطولةً أما «حاتم صلاح وعلى صبحى»، فيضيفان للعمل طابعًا خاصًا بأدائهما خفة شخصية «ربيع» وبراءة «هشام».
يقدّم «محمد شاكر خضير» المخرج الاستثنائى رؤية بصرية جذابة، حيث يعكس التباين بين دفء العلاقات العائلية والغموض الذى يحيط بالجريمة من خلال التصوير الواقعى فى شبرا، مع توظيف دقيق للإضاءة والألوان لإبراز الشخصيات وصراعاتها. الموسيقى التصويرية تعزّز الأجواء الدرامية، بينما يحافظ المونتاج السريع على إيقاع الأحداث المشوّق، مما يجعل المشاهد فى حالة ترقب دائم.
(إخواتى) هو دراما اجتماعية راقية، تجمع بين الإنسانية والتشويق، مقدمة صورة مميزة بروح سينمائية خالصة وأداء تمثيلى لافت، ليكون واحدًا من أقوى أعمال دراما رمضان 2025.
أفضل مسلسل: إخواتى
أفضل ممثل: محمد ممدوح
أفضل ممثلة: روبى

مصطفى عمار .. (معاوية) بين الدراما والتاريخ.. جدل لا ينتهى
أثار مسلسل (معاوية) حالة من الجدل منذ الإعلان عنه، إذ تناول شخصية تاريخية محورية فى تاريخ الإسلام، وسط تساؤلات حول مدى التزامه بالدقة التاريخية. العمل كتبه الكاتب الصحفى «خالد صلاح»، ويتصدى لبطولته مجموعة من الفنانين العرب.
أحد أبرز أسباب الجدل كان ظهور شخصيات الصحابة الكرام، وعلى رأسهم «الإمام على بن أبى طالب»، وهو ما أثار تساؤلات حول طريقة تجسيدهم دراميًا ومدى احترام العمل لمكانتهم. كما اعتمد النص على بعض الأسانيد التاريخية، متجاهلًا أخرى، مما جعل بعض المؤرخين ينتقدون العمل باعتباره انتقائيًا فى سرده للأحداث.
السؤال الأهم: هل يستحق «معاوية بن أبى سفيان» تقديم عمل درامى عنه؟ لا شك أن «معاوية» شخصية تاريخية مؤثرة، إذ أسس الدولة الأموية بعد صراعات مع «الإمام على» وابنه «الحسن»، وكان له دور فى رسم ملامح الحكم الإسلامى بعد الخلافة الراشدة. لكنّ المشكلة تكمن فى أن أى معالجة درامية لشخصية بحجم «معاوية» ستُتهم إما بالتحامل أو التمجيد، فى ظل خلافات تاريخية لم تُحسم منذ قرون.
يبقى المسلسل محاولة درامية جريئة، لكنه يضعنا أمام إشكالية مزج الفن بالتاريخ، حيث يصبح الالتزام بالحقائق مسئولية ثقيلة، لا سيما حين يتناول شخصيات بحجم «معاوية» و«على».
أفضل مسلسل: قلبى ومفتاحه
أفضل ممثل: دياب
أفضل ممثلة: مى عزالدين

صفاء الليثى .. ولاد الشمس.. رومانسية فى العشوائيات
دار أيتام مديرها رجال أعمال، والشابان «ولعة ومفتاح» تربيا فيها ويعملان بها، كما دراما السجون ومعسكرات الجيش تمثل دار الأيتام مكانًا مثاليًا لتقديم دراما قوية وإن كانت مرتبطة عادة بالميلودراما. بدأ العمل بمشهد حركة قوى يدور فى القاهرة الفاطمية ومعمار مصر الإسلامية مع تقديم للشخصيات بواسطة التعليق.
«أحمد مالك» يحكى عن «طه دسوقى»، «ولعة» يحكى عن «مفتاح» ويتبادلان الحكى، بطلى العمل ومعهما النجم «محمود حميدة». لن نشاهد العشوائيات بالشكل النمطى المعتاد، ولن نسمع ألفاظا يتصور كتابها أنها تعبرعن واقع سكان الأحياء الشعبية، مع قدر كبير من الرومانسية فى علاقات الشخصيات، القزم «مينا أبو الدهب» و«أمينة، دنيا ماهر» وحكاية حب وحفل زواج بسيط. حكاية حب أخرى بين «ولعة وسحر» التى تكبره وعندها صبى يعمل على توكتوك. وخط الصحفية «تهانى، مريم الجندى» التى تكشف فساد مدير الدار ويعوق عملها رئيس التحرير الفاسد. ويرتبط بها أمين مكتبة الدار «قطايف، معتز هشام».
المخرج «شادى عبدالسلام» نجح فى تسكين الممثلين، كل فى دور يلمع فيه، تنوع رسم الشخصيات كتبه «مهاب طارق»، كيف يجد وقتا لكل الأعمال التى تحمل اسمه، متنوعة كما الموضوعات، وصوت «بهاء سلطان» فى المسلسل تكمل رسم الأجواء. «بابا، محمود حميدة»، «بابا» يستمع إلى «مصطفى رزق» وأغانى البوب المصرى و«الشيخ إمام» مسموعة فى المكان.
تتطور العلاقات فى العمل بسرعة وتبدو كما لو كانت قد اكتملت ولو مؤقتا، ويبقى انتظارنا الكشف عن «والدة ولعة» وحكاية تركها له فى الدار، ومحاسبة من تبنوا «مفتاح» وتركوه حين رزقوا بطفل، ننتظر معه أيضا جواب السؤال، كيف فعلوا ذلك؟ التعاطف مع شخصيات (ولاد الشمس) وتبنى مشاكلهم مهمة ألقيت على عاتقنا نحن المشاهدين، وهذا سر الميلودراما التى تبالغ فى تأثيرها حتى نصبح نحن أيضا طرفا مشاركا فى الحل.
أفضل مسلسل: ولاد الشمس
أفضبل ممثل: مينا أبو الدهب
وفريق التمثيل فى ولاد الشمس (أحمد مالك/ طه دسوقي/ محمود حميدة)
أفضل ممثلة: فرح يوسف

طارق مرسى .. عالم إش إش
فى عالم درامى يطبق فيه صناع الدراما قاعدة «المزاج الشعبى يكسب» فى المسلسلات والإعلانات يمكنا القول إننا نعيش «عالم إش إش» بالتوليفة التى خلقها المخرج محمد سامى لمى عمر، والثنائى يكرر الخلطة الشعبية للعالم الثانى، ففى مسلسل «إش إش» يستدعى «سامى» العالم الخفى للراقصات ومعاناتهن واستعراض لغتهن الخاصة من خلال شخصية «شروق أو إش إش» التى تضطرها نشأتها لاحتراف مهنة لا تريدها وتصدير قضية الجبر والاختيار على مسرح الأحداث وهل الإنسان مُخير أم مُسير فى الحياة، هكذا تسير الأحداث من خلال صراع الخير والشر والمخرج هنا يريد أن يقول إن الرقص هو محور الأحداث، وبالتالى فما شاهدناه فى الحلقات الأولى ما هو إلا من صلب الموضوع الذى يطرحه وليس اقتحاما كما نراه فى مسلسلات أخرى.
«مى عمر» فى «إش إش» تقول إنها موهوبة وقادرة على تجسيد كل الشخصيات من محامية إلى راقصة بالوراثة والحقيقة أن ملامحها الجميلة والمريحة تساعدها فى تأكيد أنها موهوبة فعلا، وبالتالى الاعتراف بأنها ناجحة بإمكانياتها وليس بنفوذ زوجها المؤمن فى الأساس بموهبتها والذى فى النهاية تفوق فى تقديم نموذج نسائى مقابل للنموذج الذى صنعه لمحمد رمضان فى السنوات الأخيرة وبخلطة هى الأقرب للدراما الهندية بتفاصيلها وتقلباتها والمقررة معه فى معظم أعماله والتى تلقى قبولا عند المشاهد، ومع «مى عمر» تفوق الجميع والرابح الأكبر «دينا وانتصار وعلاء مرسى وندى موسى» ومعهم ماجد المصرى ومحمد الشرنوبى وشيماء سيف وهالة صدقى وطارق النهرى وإدوارد والثلاثى الأخير من حرسه الدائم فى أعماله مع إضافة عناصر جديدة وموهوبة مثل «مايا تاليم».. «محمد سامى» حشد كل ما هو شعبى واستعان بعبدالباسط حمودة وبوسى ومحمود الليثى وشاكوش وعمر كمال لخدمة فلسفته الدرامية.
فى سباق الإجادة وتطبيقا لقاعدة «لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع» فى منافسات الأسبوع الأول تفوق مسلسل «ولاد الشمس» وأبدع محمود حميدة وبرز مسلسل «إخواتى» بتفاصيله الواقعية وتألقت نيللى كريم وروبى ومعهن جيهان الشماشرجى التى تمرح موهبتها أيضًا فى الجزء الثانى من «جودر» وهى مع أنور عبدالمغيث وإسلام خيرى وياسر جلال فى «إيدٍ أمينة» للعام الثانى، بينما يعزف «هشام ماجد» لحن الإبداع فى «أشغال شقة جدا» ولنا مع ما سبق وقفات أخرى.
أفضل مسلسل: جودر.. ولاد الشمس..إخواتى
أفضل ممثل: محمود حميدة.. ياسر جلال
أفضل ممثلة: نيللى كريم.. روبى.. جيهان الشماشرجى.

حنان أبوالضياء .. مستوى المخاطر فى«قلبى ومفتاحه»
كلما شاهدت عملا فنيا للمخرج «تامر محسن» شعرت بتأثير دراسته للهندسة المعمارية. فكل كادر لديه مرسوم بأبعاد هندسية، ليس فقط فى تكنكيك الحركة، ولكن فى تفاعل الممثلين مع المكان المحيط بهم ؛ ويبدو هذا واضحا مع أول مشهد فى مسلسله (قلبى ومفتاحه) الذى جمع فيه مجموعة من الممثلين يتناغمون مع الشخصيات التى اختارها لهم، من «آسر ياسين، مى عز الدين، دياب، ميس حمدان، وأحمد خاد صالح»، مقدما تشكيلا فريدا لكيفية استكشاف شخوص العمل لبيئتهم والتفاعل مع الآخرين بطريقة جريئة أو خجولة، بحيث يطابق النمط السلوكى الخاص بكل شخصية بيئتها الاجتماعية والنفسية.
قدم الشخصيات الرئيسية وحدد تصرفاتها المتوقعة منها مع أول كادر ظهرت فيه؛ هذا الأسلوب يميز «تامر محسن» فى الأعمال التى يخرجها ويشارك فى كتابتها.
طرح «تامر محسن» عقدة أقصوصته التى تناقش قضية المحلل فى الزواج، ورفع من مستوى المخاطر وطور أقواس الشخصيات، معتمدا على لحظات سردية محورية تتحدى فيها الشخصيات الأحداث وتكوينة شخصيتها.
طرح «تامر محسن» أزمة المسلسل بأسلوب مباشر مع جعل بعض الخيوط مفتوحة للاستكشاف فى المستقبل. ترك «تامر محسن» دور العاطفة أو الحالة المزاجية للأبطال تتحكم فيهم بشكل مبالغ فيه فى بعض الأحيان، خاصة مع شخصية الزوجة «مى عز الدين».
اعتمد «تامر محسن» العزف على وتر المشاعر فى شخصية البطل «آسر ياسين»، وأبقاها فى حلقة ردود فعل قوية من الفعل والفضول والاهتمام، فى ظل تجربة مربكة ومليئة بالأحداث الأكثر ديناميكية.
مسلسل (قلبى ومفتاحه) يحتوى على شخصيات مختلفة تنبض بالحياة تطرح من خلال الخال «أشرف عبدالباقى»، والأم «سما أبراهيم»؛ وناصر «محمود عزب».
التمييز الصوتى للشخصيات وتلونه، كان مفعما بالأحاسيس. ويعد هذا من مفردات المسلسل المشحونة بكل الطاقة والعاطفة التى تطلقها كل شخصية. ثمة حالة من التواصل بين «تامر» وأبطاله تبدو واضحة من أول حلقة، برؤية شاملة، تمنح المشاهد فرصة لاستكشاف مستويات مختلفة للحكاية. الأهم من كل ذلك هو الاستمتاع بالمسلسل.
أفضل مسلسل: ولاد الشمس
أفضل ممثل: طه دسوقى
أفضل ممثلة: روبى

خالد محمود .. (ولاد الشمس).. و«الطرف الثالث»
فى الحلقات السابقة من دراما رمضان، ألمح بريقا لبعض الأعمال والنجوم نفذت سهامها لقلب المشاهد، وخفوتًا للبعض الآخر لم تستطع حتى أن تلفت نظره وتنال إعجابه، وهناك طرف ثالث سار على الطريق الصحيح لكنه ما زال فى منطقة وسط، يسعى لجذب الأنظار إليه، نعم يحسب له انتقاله من الأفول الذى واجه أعماله الأخيرة لكن المكانة التى يستحقها اسمه ونجوميته لم يعد يصل لقمة هرمها بعد، ومن هذا الطرف الثالث نجد «محمد هنيدى» الذى جسد بمسلسله (شهادة معاملة أطفال) شخصية ثرية لها حضورها، المحامى المتلاعب بكل شىء، قبل أن تحدث له حادثة يدخل على أثرها فى غيبوبة عشرين عاما تعيده إلى إنسانيته بعد أن يفيق، وعبر مفارقات ومواقف كوميدية ينتقد ظواهر العصر الجديد.
«هنيدى» عاد إلى جمهوره بشخصية لها حضورها وهذا يحسب له لكننا ننتظر البريق المعهود كونه يمتلك الفرصة لذلك.
أما الأعمال والنجوم التى لمسنا بريقها فى الأيام الماضية فيأتى فى مقدمتها (ولاد الشمس) بتألق أداء أبطاله «أحمد مالك» و«طه دسوقى» وبينهما الحضور الطاغى للفنان «محمود حميدة»، والمسلسل يتضمن حبكة درامية جيدة، وإيقاعا سريعا للأحداث، وتسكينا جيدا للأدوار، واختيارا موفقا لزوايا التصوير الخارجى والداخلى وقد اكتملت فيه العناصر الفنية، والأمر ذاته ينطبق على مسلسل (النص) وبطله الفنان «أحمد أمين» الذى يعزف خارج المألوف بشخصية سنتحدث عنها لاحقا.
وكذلك (قلبى ومفتاحه) لـ«آسر ياسين» و«مى عز الدين» اللذين خرجا من منطق القولوبة، وشكلا ثنائية ذات توليفة فنية جديدة فيما أرى أن مسلسلى (العتاولة) و(حكيم باشا) لم يستطعا أن يحققا صداها المتوقع والمستوى المطلوب، رغم وجود كبار النجوم بهما، فيما لم تحمل المسلسلات الكوميدية أفكارًا جديدة ومقبولة، باستثناء (كامل العدد).
أفضل مسلسل: ولاد الشمس
أفضل ممثل: أحمد مالك – طه الدسوقى
أفضل ممثلة: انتصار

نـاهـد صـلاح .. الاختلاف
بصريًا وجماليًا ثمة متنفس فى بعض المسلسلات تحقق بالخروج للشوارع، هنا الدراما تنفست فى مدينة من الصعب الولوج إليها ببراءة، أو بالأحرى بدون التماهى مع ناسها والتورط فى أحداثها. الأحداث دائرية تطال الجميع فى شوارع هى جزء من شخصيتنا ومحور رئيسى فى هذه المسلسلات، إنه ما لمسناه فى (ولاد الشمس) إخراج «شادى عبدالسلام»، المُشرَع حتى الآن على أفق واسع من الدراما، تُغذيها طاقات تمثيلية كبيرة.
المهم أنه هناك «لوكيشن» لافت، لعله الاختلاف الذى نحسه حين يُطالعنا المخرج «محمد شاكر خضير» بتجربة مميزة فى (إخواتى)، تجربة تجمع أربع نجمات: «نيللى كريم، روبى، كندة علوش، جيهان الشماشيرجى»، أمام رجال ليسوا من نجوم الصف الأول باستثناء «أحمد حاتم» و«محمد ممدوح»، وتقدم حالة شديدة الخصوصية بإيقاع سريع نلتقطها فى شقة بوسط البلد، وسط البلد التى شاهدناها بشكل آخر فى (80باكو) إخراج «كوثر يونس»، حيث تأخذنا المؤلفة «غادة عبدالعال» فى رحلة لعالم صالونات الشعر والتجميل على خلفية مجتمع يغلى ويفور بقصص بائسة كثيرة.
بؤس غير الذى تعيشه هذه المُطلقة الحائرة التى سعت للعودة إلى زوجها من أجل ابنها الصغير عن طريق إيجاد رجل يقوم بدور الـ(مُحلل)، صورة درامية مختلفة رسمها «تامر محسن» مؤلفًا ومخرجًا بطريقة غير مستهلكة، تتلمس مشاعر إنسانية مختلطة لا تتعلق بقضية المحلل الشرعى فقط التى تناولتها أعمال عدة فى السابق، إنما هى مستلهمة من رومانسية مفقودة تبدأ بالعنوان المأخوذ من أغنية «فريد الأطرش» وتصل إلى المد والجذر الذى تدور فيه شخصيات المسلسل بين واقع صعب ونوستالجيا لحالة حب كما فى أزمنة مضت.
هذا الماضى الذى نتابع تفاصيله مع «أحمد أمين» فى (النُص) إخراج «حسام على»، صورة منفردة من ماضٍ ومُلتَقَطة فى الحاضر، بانفعال كوميدى مبهج. بينما الكوميديا تتفجر بقوة في (أشغال شقة جدًا) للمخرج «خالد دياب»، انسجام بين أبطاله الرئيسيين وكوميديا فى «المليان».
أفضل مسلسل: أشغال شقة جدًا
أفضل ممثل: أحمد أمين
أفضل ممثلة: انتصار

أندرو محسن .. وسط البلد تفوز على الكومباوند
لعدة سنوات انتشرت المسلسلات التى تركز على حياة شرائح أعلى من المتوسطة أو على أقل تقدير الشريحة المتوسطة العليا، صوّرت هذه الأعمال الحياة بعيدًا عن وسط القاهرة، ودارت أغلب أحداثها فى المدن الجديدة، ما أُطلق عليه لاحقًا «دراما الكومباوند». لا توجد أية مشكلة بالتأكيد فى تعرض الأعمال الدرامية إلى عدة طبقات من المجتمع، وإن كان التركيز على هذه الفئة قابله ابتعاد عن فئات وأماكن أخرى هى الأكثر حضورًا لدى المصريين. فى رمضان الحالى نشاهد العودة بقوة إلى الطبقات المتوسطة والأقل من متوسطة، والرجوع للتصوير فى وسط القاهرة وما حولها.
العمل الأبرز هنا هو «80 باكو» للمخرجة كوثر يونس، الذى يدور جزء كبير من أحداثه فى منطقة وسط البلد، حيث كوافير مدام لولا الذى تعمل فيه بطلة العمل، وتلتقط المخرجة فى أغلب المشاهد الخارجية شوارع وسط البلد الشهيرة. لا يبتعد محمد شاكر خضير كثيرًا عن وسط البلد أيضًا فى «إخواتى» إذ نشاهد بيت العائلة فى منطقة متوسطة ذات شوارع مألوفة، وهو ما يتناسب مع طبيعة عمل وحياة شخصيات المسلسل، بينما يبرز دور المنطقة السكنية بشكل أكبر فى مسلسل «قلبى ومفتاحه» لتامر محسن، إذ لا يكتفى بالتصوير فى منطقة متوسطة، بل يلعب شكل المكان ومكان مطعم الفول والطعمية داخل المربع السكنى دورًا مهمًا فى الأحداث. وبشكل عام فإن طبيعة المكان فى المسلسل وأماكن عمل الشخصيات متداخلة بشكل واضح مع الدراما.
على جانب آخر فإن الديكورات الداخلية لهذه الأعمال تتناسب فى شكلها وطبيعتها مع الشوارع الخارجية، وهو عكس ما كنا نشاهده فى أعمال سابقة، كانت تدور فى أماكن شعبية شديدة الفقر، بين الشقة من الداخل شديدة الاتساع ومؤثثة بأفضل صورة، وكأنها تنتمى لمكان آخر.
أفضل مسلسل: إخواتي
أفضل ممثل: محمد ممدوح
أفضل ممثلة: انتصار

مصطفى الكيلانى .. الحرية والرقابة: الطريق إلى دراما تليفزيونية مصرية مبدعة
فى أحد البرامج التليفزيونية، تحدث الناقد اللبنانى «جمال فياض» عن تحول الدراما التليفزيونية الشعبية إلى تقليد «محمد رمضان»، وعن تقديم شوارع مصر وكأنها كلها بلطجة و«خناقات»، وتحدث أيضا عن مشهد استقبال الفتاة الأجنبية بشكل سيئ فى مسلسل (80 باكو)، وأوضح أن تلك المسلسلات تقدم أحداثا خارج شكل الحياة فى مصر أصلا ولا تعبر عنها، وطالب بأن يتم السيطرة على تلك الأفكار والمواقف التى تقدم فى المسلسلات ووقف إنتاجها.. وهنا كان علينا أن نطرح تساؤلا مهما: ما حدود الحرية والرقابة فى رمضان 2025؟
وحينما نذكر الحرية، فهى حجر الزاوية فى العملية الإبداعية؛ فهى تمنح الفنانين المجال للتعبير عن واقعهم ورؤية المجتمع بصدق وشفافية. ففى عالم الدراما، يُعد التنوع والابتكار نتاج حرية التعبير التى تسمح للمبدعين باستحضار أفكار جديدة وبناء حبكات فنية تُعكس تعقيدات الحياة اليومية. هذا النوع من الحرية يُعد ضرورة ملحة لإحياء ثقافة درامية تُثرى المشاهد وتلامس مشاعره، كما أنه يشجع على تقديم قصص تنقل صورة واقعية لمصر بكل تناقضاتها ومعاناتها.
ومع ذلك، تبرز الحاجة إلى وضع معايير واضحة للتلفزيون، وذلك لضمان أن تظل الأعمال الفنية فى خدمة القيم الاجتماعية والثقافية، دون الانجراف نحو الإثارة الفارغة والعنف الذى قد يؤذى المشاهدين. إن وضع هذه المعايير لا يعنى رقابة أو تقييد للحرية الإبداعية، بل يُعد إطاراً يُسهم فى توجيه الإنتاج الفنى نحو ما يحقق التوازن بين حرية التعبير وحماية الجمهور من المحتوى المضر.
على صناع الدراما أن يتحلوا بالمسئولية فى اختيار المواضيع والطرق التى تُعرض بها، مع الأخذ فى الاعتبار تأثيرها على الأجيال القادمة. يجب أن تُظهر الدراما صورة متوازنة تعكس واقع الحياة المصرية وتبرز قيم التضامن والتعايش الإنساني، بعيداً عن التشديد على المشاهد المثيرة والمبالغ فيها.
الحرية هى الأساس الذى ينبنى عليه الإبداع، ولكنها ليست مطلقة؛ إذ يجب أن تُدمج مع معايير واضحة تضمن أن يبقى الفن وسيلة للتنوير والإلهام وليس مجرد منصة لتصعيد العنف أو ترويج صور سلبية. بهذا التوازن، يمكن للتلفزيون أن يعود ليكون مرآة حقيقية للمجتمع تعكس صوره المتعددة، وترتقى بالدراية والوعى الفنى لدى الجمهور المصرى.
أفضل مسلسل: قلبى ومفتاحه
أفضل ممثل: أحمد أمين
أفضل ممثلة: انتصار

محمد سيد عبدالرحيم .. 80 باكو.. تجربة تستحق التشجيع
بعد النجاح المدهش لمسلسل (أعلى نسبة مشاهدة) بموسم رمضان 2024 عبر بطولة مجموعة من الممثلات الشابات وأيضا وجود مخرجة ومؤلفة شابة مع الاستعانة بمجموعة من الممثلين والممثلات المخضرمين، يعيد المنتجون «محمد عبد الصمد وعبد الله أبو الفتوح» نفس المعادلة مع تغيير الأشخاص.
تأتى «هدى المفتى» فى الصدارة هذه المرة فى أول بطولة مطلقة لها وليكون معها «رحمة أحمد ودنيا سامى» وتأليف «غادة عبد العال» (مؤلفة عايزة أتجوز والبحث عن علا) وإخراج «كوثر يونس» فى أول مسلسل من إخراجها. فريق عمل من الشابات تدعمهن «انتصار» التى كانت من العناصر التى جعلت مسلسل (أعلى نسبة مشاهدة) مسلسلا متميزا وليضاف إليهن «محمد لطفى» مع ضيوف شرف كثر مثل «سماح أنور» فى عودة قوية تثبت قدراتها التمثيلية.
مع الحلقات الثلاث الأولى اتضحت المعادلة التى سيسير عليها المسلسل. فالمعضلة الرئيسية التى تواجه البطلة تتجلى من أول حلقة ولكن المشكلة التى تواجه البطلة وسعيها لحلها ليست هى العنصر الجذاب فى المسلسل. ولكن ما يقدمه المسلسل بشكل جذاب ومختلف هو العلاقة- والتى تتضمن مشاعر وأحاسيس تضامنية ورهيفة- بين بطلات العمل.
نجد بين الممثلات حالة من الانسجام التى نادرا ما نجدها فى المسلسلات التى تعرض فى موسم رمضان بسبب سرعة التحضير والتنفيذ للحاق بالموسم الرمضانى. هذا الانسجام انعكس على أداء الممثلات وهو ما يبين قدرة المخرجة على التحضير معهن وقدرتها على إخراج أفضل ما لديهن أثناء التصوير.
بالتأكيد، أتمنى أن يستمر هذا الانسجام بين الممثلات خاصة أن المسلسل يضع يده على منطقة نادرا ما تصورها المسلسلات وهى العلاقة بين النساء وبعضهن من طبقات دنيا ومتوسطة بسبب تجمعهم وعلاقتهم بمحل كوافير فى منطقة وسط البلد بالقاهرة.
نلاحظ أيضا أن هذا العام، أن الموسم الرمضانى يزخر بمسلسلات عدة من بطولات نسائية وتأليف وإخراج نسائى. وهى ظاهرة تتضاعف كل عام عبر إعطاء بعض المنتجين فرصا لفنانات واعدات قادرات على تغيير نمط وأسلوب الدراما المصرية. أو هكذا نتمنى!
أفضل مسلسل: 80 باكو
أفضل ممثل: مصطفى غريب
أفضل ممثلة: انتصار

رامى المتولى .. ميزة أم أزمة
لأعوام عديدة مضت، تميز موسم دراما رمضان بوجود مسلسل يحظى باهتمام قطاع كبير من الجمهور، يتحول مع مرور أيام الشهر إلى الحصان الرابح الذى يتفق عليه السواد الأعظم. وفى بعض المواسم، يتنازع على الصدارة والاهتمام مسلسلان.
لكن هذا المسلسل المتصدر مفقود هذا العام، وعلى الرغم من ضخامة الإنتاج عددًا وكيفًا، لم يظهر حتى الآن العمل الذى يجذب الجمهور بشكل طاغٍ، فتفرقت الاهتمامات على العدد الكبير من المسلسلات التى تم إنتاجها بمراعاة أذواق متنوعة. وربما يكون هذا هو السبب الرئيسى فى عدم وجود مسلسل واحد مسيطر، لكن الحقيقة أن غياب هذا المسلسل يقابله ميزة ومنحى إيجابى يعود بالنفع على صناعة الدراما التليفزيونية ككل.
هذا الموسم يجمع فى بطولته فنانين من مختلف الأجيال والخبرات، موزعين على مسلسلات الشهر، وهو ما يخلق حالة من التناغم والتكامل لها مردود إيجابى على الصناعة، من خلال تبادل الخبرات وإثراء الشاشة الصغيرة. كما أنه دليل على قوة الأساس الفنى المصرى واستمراريته، حيث إن وجود مواهب شابة لا يُقصى الأجيال السابقة، بل تستمر الصناعة فى ضخ دماء جديدة دون أن يمر عام دون أن يلفت نجم كبير الأنظار بمشهد متقن، أو أن تحظى موهبة صاعدة بالإشادة.
(ولاد الشمس) من أبرز المسلسلات التى تجسد هذه الظاهرة بوضوح، فمن جهة نجد «محمود حميدة» بكل خبرته وثقله، ومن جهة أخرى «جالا هشام» و«فيلكس» فى مستهل مسيرتهما الناجحة، وبينهما يتصدر البطولة «أحمد مالك» و»طه الدسوقى»، القادمان من مجالين شديدى الاختلاف. وبالمثل نجد «فرح يوسف» و«دنيا ماهر» من جهة، و«مريم الجندى» من جهة أخرى، إلى جانب وجود أسماء مخضرمة مثل «علاء مرسى» و«إسماعيل فرغلى» و«ضياء عبد الخالق»، بالإضافة إلى «مينا أبو الدهب»، القادم من المسرح المستقل بتجربة شديدة الاختلاف عن كل ما سبق. ونجاحهم جميعا يؤكد أن التنوع فى تسكين الشخصيات والاهتمام بالمواهب له عامل السحر فى نجاح أى عمل فنى.
أفضل مسلسل: ولاد الشمس
أفضل ممثل: محمود حميدة
أفضل ممثلة: مى عز الدين

على الكشوطى .. لذة المغامرة
فى كثير من الأحيان أقف عاجزا عن تفسير شفرة خفة دم المصريين وحجم المواهب الإبداعية التى تتفجر جيلاً وراء جيل، يكثر الحديث عن قوة مصر الناعمة لدرجة جعلتها تفقد معناها فى كثير من الأوقات، لكن فى حقيقة الأمر هو أن كم المواهب المصرية التى تستحق التقدير لا تعد ولا تحصى وأعتبر الجمهور المصرى محظوظًا بكم مبدعيه فى كل المجالات، ولعل موسم دراما رمضان 2025 موسم يبرهن على ذلك.
بطبيعة الحال لا يمكن أن يكون مستوى الدراما واحدًا أو بنفس القدر من الإبداع وربما الكثير من المسلسلات تسقط عمدًا عن خريطة المشاهدة لمستواها المتدنى، لكن على الجانب الآخر هناك جانب مشرق أشرقت فيه الشمس وسطعت وأضاءت مواهب لا تغفلها العين من أول عامل الكلاكيت إلى أكبر مبدعيها، مثل مسلسل ولاد الشمس، الذى يحمل الكثير من التميز والأمل أيضًا، الأمل فى أن مواهبنا المصرية لا تنضب، بل تتطور وتنضج يومًا بعد يوم ويتحول صناعها لمبدعين كبار، بداية من مخرج العمل شادى عبد السلام وقدرته على تقديم وجة نظره فى العمل وسط منافسة قاسية ويزاحم للوصول للمكانة التى يستحق فهو أمر يحتاج لكثير من الدراسة، مجموعة شباب ونجم مخضرم، فعلوا ما لم يستطع كبار الممثلين فعله بميزانيات ضخمة، ولكن ربما صدق صناعه ولاد الشمس وتصديقهم لأهمية ما يقدموه على الشاشة هو سبب رئيسى فى وصول العمل للجمهور بهذا الشكل فهو عمل متميز على مستويات عدة أبرزها الأداء التمثيلى والإخراج والموسيقى التصويرية والديكور والنبش عن مواهب جديدة منها مينا أبوالدهب على سبيل المثال.
رغم كم المواهب فى كل المجالات المقدمة فى الموسم فإننى أعتبر أن موسم 2025 محظوظ بمخرجيه، وأعتقد أننا لم نكن لنرى مى عز الدين فى مسلسل «قلبى ومفتاحه» بهذا القدر من النضج فى الأداء إلا بسبب قيادة المخرج تامر محسن للعمل، وأعتقد أيضًا أنه لم يمكن ليفكر غيره فى تقديم محمود عزب فى دور مخالف لما شاهدنا عزب عليه من قبل سواه، وعلى امتداد الخيط لآخره فبدونه لكنا خسرنا إعادة اكتشاف سر ياسين ودياب وأحمد خالد صالح.
أفضل مسلسل: قلبى ومفتاحه
أفضل ممثل: دياب
أفضل ممثلة: مى عز الدين
