الأربعاء 26 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 / 2.. «شرق 12»...  متى يراه المصريون!!

كلمة و 1 / 2.. «شرق 12»... متى يراه المصريون!!

هذا الفيلم عرِض فى مهرجان «كان» مايو الماضى ثم عرِض فى «البحر الأحمر» ديسمبر الماضى وقبل أيام عرِض فى مهرجان «برلين»، المهرجانات المصرية «الجونة» ثم «القاهرة» هى فقط الممنوع عليها عرض الفيلم رغم أن المخرجة هالة القوصى تقدمت للرقابة المصرية للحصول على موافقة فى عهد الرقيب السابق إلا أن الرقيب لم يكتب أبدًا أنه رافض عرض الفيلم، ورغم ذلك وحتى الآن لا يمكن عرضه، وهو أمر أتمنى أن يجد له وزير الثقافة حلًا، لو كان حريصًا حقًا على حال السينما؟



هالة القوصى فى فيلمها الجديد «شرق12»، تذهب إلى  منطقة درامية متعددة القراءات وهى الإنسان فى علاقته بالسلطة، بكل المحددات القانونية والاجتماعية والنفسية المتعارف عليها، ولهذا تنتقل إلى مزرعة محاطة بسور عالٍ من كل الجهات، وتنتهى إلى تحطيم هذا الجدار والانطلاق بعيدًا، ظلت المخرجة حريصة على أن تتحرر من الزمان والمكان، لتظل قراءة العمل الفنى مفتوحة ومتاحة للجميع.

تسعى دائمًا حتى تضمن ذلك، إلى تجريد الزمن وإلى الأرض المحايدة، حتى لو وجدت إشارات فى أغنية أو جهاز تسجيل ينتمى لمرحلة زمنية محددة، أو حتى شخصية درامية صار لها حضورها فى الحياة مثل «قناوي» الدور الذي قدمه يوسف شاهين فى فيلمه الأثير «باب الحديد» 1958، فإنها سرعان ما تنطلق بعيدًا عن هذا القيد ، لتعيدك كمتلقٍ مجددًا إلى مرونة استقبال الفيلم داخل مزرعة محددة القوانين.

 السؤال الذي كان ولا يزال يتكرر فى العديد من المهرجانات والندوات، لمن تنسب جنسية الفيلم؟ القاعدة شبه المستقرة عالميًا، أن الفيلم شرعيًا ينتمى لجهة الإنتاج، خاصة تلك التي تشارك بقسط أكبر فى التمويل، إلا أن الاستثناء وارد، وقسم «أسبوعى المخرجين» فى مهرجان «كان»، منحاز بطبيعة تكوينه، إلى أن الجنسية للمخرج وليست لشركة الإنتاج، وهو ما تكرر فى «برلين»، هكذا رسميًا فإن فيلم «شرق 12» لهالة القوصى برغم تعدد جهات الإنتاج العربية والأوروبية؛ فإنه وطبقًا لجنسية المخرجة والكاتبة والمونتيرة هالة القوصى مصري «الجينات»، ناهيك أن اللهجة مصرية وأغلب المشاركين من فريق العمل مصريون.

هل صرنا كسالى إلى هذه الدرجة، حيث نفاجأ بهذه الأفلام وبتلك المواهب، أم أن أصحاب المواهب فى العادة يبتعدون عن الصخب الإعلامى، وهكذا لا نجدهم منتشرين فضائيًا، لأنهم مشغولون بتوثيق قبل تسويق إبداعهم.

منذ سبع سنوات شاهدت فيلم «زهرة الصبار» أول إخراج لهالة القوصى ممثلا للسينما المصرية فى مهرجان «دبى».

وكتبت، شاهدت فيلمًا جديرًا بأن يجدد بداخلنا الثقة فى سينما مصرية لديها غنى بصرى ورحابة فكرية وألق يستقبل ببكارة وخصوصية كل الجماليات السينمائية سمعيًا وبصريًا، يسحرنا شريط سينمائى جاذب ومشبع بكل التفاصيل، ومخرجة لديها موقف وهدف وقدرة على أن تضع ممثليها على طريق الصدق والتلقائية ليبرع كل منهم فى مساحته الدرامية.

هالة القوصى على المستويين الدرامى والإخراجى موهبة متفردة ستبرق بقوة فى الساحة المصرية والعربية.

شريط سينمائى قطعًا لا يحكى فى كلمات، عندما يتاح على الشاشة أو على «المنصات» ستكتشف أبعادًا أخرى، ستعيد أنت قراءته، وفى النهاية سترى أن الحقيقة واحدة مهما تعددت الحكايات، ويبقى السؤال عن التعنت الرقابى، أتمنى أن يتاح للفيلم الذي مثل مصر فى العديد من المهرجانات الكبرى أن يُعرَض على أرضه ويراه جمهور  «المحروسة»!!