الأربعاء 16 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

القمة العربية المصغرة فى الرياض توافق على خطة مصر وترفض اقتراح ترامب

حملت القمة العربية المصغَّرة التى استضافتها العاصمة السعودية الرياض أمس الجمعة وشارك فيها قادة مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجى ردًا على اقتراح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والذى يقضى بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى كل من مصر والأردن، واستمع القادة إلى الخطة المصرية البديلة لإعادة إعمار القطاع مع بقاء الفلسطينيين فى أرضهم، والتصدى لمخطط التهجير.



 

وأكدت القمة رفضها القاطع تهجير سكان غزة وضرورة بقائهم فى أراضيهم، وإعادة إعمار القطاع بتمويل عربى مع شركاء من دول إسلامية وغربية.

وأرجئت القمة العربية المصغرة التى كانت مقررة الخميس فى الرياض إلى يوم الجمعة لمناقشة الرد على خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن غزة وتوسعت لتشمل دول مجلس التعاون الخليجى الست إلى جانب مصر والأردن، بعدما كان مقررًا لها أن تجمع السعودية ومصر والإمارات وقطر، لكنّ مصدرًا خليجيًا صرح لمجلة «روزاليوسف» فى وقت سابق بأنّ مؤتمر القمة العربية المصغر فى الرياض تم تأجيله من الخميس إلى الجمعة لأن دولة خليجية وازنة أبدت امتعاضها لاستبعادها من قمة الرياض ما دفع القيّمين على المؤتمر لضم جميع دول الخليج.

كما علمت مجلة «روزاليوسف» أن تأجيل القمة العربية الطارئة التى كان محددًا لها يوم 27 فبراير إلى يوم 4 مارس إنما جاء بسبب انعقاد القمة المرتقبة بين كل من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى الرياض يوم 27 فبراير الجارى.

واتخذ الرئيس عبدالفتاح السيسى موقفًا صارمًا ضد اقتراح ترامب بتهجير أهل قطاع غزة إلى كل من مصر والأردن وأكد أن مصر تعد خطة متكاملة لإعمار قطاع غزة دون تهجير أهله، وذلك خلال استقباله رئيس الكونجرس اليهودى العالمى رونالد لاودر.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن تهجير الفلسطينيين ظلم لن نشارك فيه، مشددًا على تمسك القاهرة بتثبيت الفلسطينيين فى أراضيهم ورفض اقتلاعهم منها.

وشدد على أن أى رؤية لحل القضية الفلسطينية ينبغى أن تأخذ فى الاعتبار تجنب تعريض مكتسبات السلام فى المنطقة للخطر، بالتوازى مع السعى لاحتواء مسببات وجذور الصراع والتعامل معها من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأرض الفلسطينية، وتنفيذ حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والتعايش المشترك بين شعوب المنطقة.

وذكر بيان للخارجية المصرية، أن «مصر تعرب عن تطلعها للتعاون مع الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس ترامب من أجل التوصل لسلام شامل وعادل فى المنطقة، وذلك من خلال التوصل لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية تراعى حقوق شعوب المنطقة».

وأكدت مصر فى بيان لوزارة الخارجية، أن اتصالاتها مع الدول العربية شهدت تأكيدًا على ثوابت الموقف العربى إزاء القضية الفلسطينية، وإجماعًا على ضرورة السعى نحو التوصل لحل سياسى دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال المسار العملى الوحيد، المتمثل فى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وجاءت التطورات بعدما دعا ترامب، إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن ودول أخرى، وكرر الرئيس الأمريكى دعواته وكشف عن نيته السيطرة على قطاع غزة، قبل أن يتراجع ويصف مخططه بأنه «صفقة عقارية».

وأثار ترامب ذهولًا عندما أعلن مقترحًا يقضى بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة بناء المناطق المدمرة وتحويلها إلى ريفييرا الشرق الأوسط بعد ترحيل الفلسطينيين إلى مكان آخر من دون خطة لإعادتهم.

وواجه الاقتراح الصادم ردود فعل إقليمية ودولية رافضة واسعة النطاق، كما أثار تحركًا عربيًا موحدًا نادر الحدوث.

وكثّفت دول عربية نافذة ومن بينها حلفاء تاريخيون للولايات المتحدة، جهودها الدبلوماسية خلال الأيام الماضية للتأكيد على رفض طرح ترامب.

وكان الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكى، قد أعلن فى مقابلة متلفزة عقد اجتماع عربى قبل انعقاد القمة العربية الطارئة فى القاهرة وذكر أن موعد قمة القاهرة قد يتم تأجيله لعدة أيام لأسباب لوجستية «تتعلق بجداول قادة الدول المشاركة»، مرجعًا ذلك إلى حرص مصر على حضور أكبر عدد من القادة لضمان نجاح القمة.

وأشار إلى أن القمة العربية الطارئة تهدف إلى حدث عربى على مستوى عالٍ، وصياغة موقف عربى متماسك وصلب وقوى بشأن القضية الفلسطينية بشكل عام ورفض مخطط التهجير الذى كان فكرة إسرائيلية وتبنته الإدارة الأمريكية، لتقديم طرح عربى عام يقابل هذا الطرح الأمريكى.

وأكد زكى أن الجهود العربية الحالية تتركز على صياغة موقف مدروس وشامل يتضمن جميع العناصر اللازمة للرد على أى مقترحات أو تساؤلات مع الوثيقة التى ستخرج عن القمة لتعكس هذا الموقف، لافتًا إلى أن مصر تعمل عليها بالتنسيق العربى.

وقالت مصادر دبلوماسية عربية لمجلة «روزاليوسف» إن القمة ستبحث الرد على خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، وسيناقش الزعماء التصور المصرى لإعادة إعمار القطاع مع بقاء الفلسطينيين فى أرضهم، والتصدى لمخطط التهجير.

وستحمل القمة، بحسب المصدر، تأكيدًا واضحًا وصريحًا على رفض تهجير سكان غزة وضرورة بقائهم فى أراضيهم، كما ستبحث سبل إعادة إعمار القطاع بتمويل عربى مع شركاء من دول إسلامية وغربية.

وكان العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، قد كشف عن قمة عربية مصغرة فى الرياض بدعوة من الأمير محمد بن سلمان، لمناقشة خطط التصدى لمقترحات ترامب بالسيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانها.

واتخذت عمان موقفًا متشددًا حيال مخططات التهجير، وشددت على أن «الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين»، وأكد العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، أن بلاده ترفض أية محاولات لضم الأراضى وتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، مشددًا على ضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم.